لمحة عن شخصية الولي الصالح
سيدي الحاج بن عامر
بَالـلّـــهْ يَـــــالْــــفـــَارسْ رَيّــظْ نُوصِـــــيـــكْ
إذَا انْـــتَ امْكَــلّفْ لَلْغَرْبْ أنــــــــْبَـــا
وَصَّـــــلْ اسْـــــلاَمـــي نَـــتْـــزَا بِـــــــيــــــكْ
وَصَّــلْ اسْــــلاَمْ أّلـْزَيْـــــــــنْ الْقُـــــــــــبَّــــــــــــه
بَنْ عَامَـرْ ألْــفْــحَــلْ تُـوصَلْ لَهْ يَغْـــنيــكْ
قُــــــلْ لَهْ بَاللّهْ يَالْــجَافي وَاشْ أمْجَفّــــــــــيكْ
وَلاَّ بَـرْدُو احْـدَايْـدَكْ مَــا قَــعْدَتْ طَـــلْبَـه
مَا كَــشْ ألــلّي تَــنْسَى اثْــرَايْــــتَـــكْ يَا عَــجَبــَا
رَانــي اعْــلَى ازْهَـــادَكْ انْــعَــــايَرْ فِـيكْ
يَـــا فَــارَسْ اشْــــنَـا طَـــوَّلْـــتْ الْـــغَــــيْــــــــبَـــــا
شعر المرحوم/ نور عبد القادر بن عبد الله
حسب وثيقة منسوبة للفقيد نور مولاي عبد الله بن محمد ، أحدِ الأحفاد المشهود لهم عائليا واجتماعيا بالعلم الغزير والكياسة والورع ، فإن الولي الصالح سيدي الحاج ابن عامرـ دفين القرية المسماة باسمه التابعة لبلدية عين العراك ـ من مواليد سنة:881 هجرية ، يقول عن نسبه العلامة : الشيخ سيدي عبد الله بن محمد بن الشارف بن سيدي علي حشلاف ، مؤلف كتاب " سلسلة الأصول في شجرة أبناء الرسول " ، الصادر سنة:1347 هـ /1929 م عن المطبعة التونسية ( نهج سوق البلاط ) ،العدد :57 " إنه سيدي الحاج بن عامر بن عمران بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم بن الحسن بن الحسين بن عمران بن جعفر بن ناصر بن طلحة بن موسى بن أحمد بن إدريس ( باني " فاس " ودفينها ) ، بن إدريس بن عبد الله الكامل ابن الحسن المثنى بن الحسن السّبط بن علي بن فاطمة ابنة الرسول الأكرم (ص) ".
ويضيف المؤلّف ذاتُه أن والده السيد/ عمران بن محمد نشأ بجبل " لَعْمور "، ومنه انتقل إلى بلدة " غريس " وبعدها حطّ الرِّحال بـ" تلمسان "، لدى الشريف/ سيدي محمد السنوسي الذي قرأ عليه واستفاد من عِلمه ، بل توطّدت صِلتُه به إلى درجة اقترانه بابنته ، السيدة/ فاطمة التي أنجبت له وَلَدَيْن ،هما" سيدي الحاج بن عامر و سيدي ابراهيم" وانتقلت إلى جوار ربّها ، ويؤكد هذا الشيخُ المتتبع لسلسلة أبناء الرسول (ص) ، أن الوالد انتقل بابنيْه " الحاج ابن عامر و ابراهيم" إلى بَلْدة " الجعافرة " وهنالك كان الفراق بين الوالد وما وَلَد ، فأما سيدي الحاج ابن عامر فكانت وُجهته الصحراء حذاء جبل" لَعْمُورْ " وكأنما نفسُه تَاقَتْ إلى مَرابع نشأة أبيه ، وأما أخوه سيدي/ ابراهيم فقد آثر بَلْدة " مَلْويّة "، الواقعة بين مدينتيْ " وجدة " و " بَرْكَانْ " بالمغرب الأقصى ، ولسيدي الحاج ابن عامر أبناء بمدينة " جيجل" يُلقّبون بأولاد بوشريط منهم العلامة القاضي ، الشيخ/ محمد بوشريط ، وفرقة منهم بالقرب من جبل " لَعْمُور " وأخرى بـ" الجعافرة " ضواحي مدينة سعيدة ، معروفون بأولاد عامر ، ويشير الباحث إلى أبناء آخرين من صُلبه ، حيث يُحدد موقعَ تمركزهم بإزاء الأبيض سيدي الشيخ " يعني بالطبع السكان الأصليين لعين العراك "، منهم عدة قُضاة ، مُستحضرا الاسم الكامل لأحدهم ، وهو العلامة السيد/ جلول بن محمد المعروف في الناحية باسم " القاضي جلول" ، الذي تولّى القضاء بمحكمة " مَسْعَدْ " بإقليم " الجَلفة "، وكان عند حسن الظن ، الذي تعكسه قصيدةُ أحدِ " النّايْلِيـين " ، وهو الشيخ/ عبد القادر بن إبراهيم ، منها:
بِمَسْعَدَ حَلّ الفَضْلُ وارْتَكَزَ الفَخْرُ ** أَلَسْتَ تَرَى الأقطَار قَدْ عَمّها قَطْــرُ
نُــهَـنّيءْ بِهِ بَــــــرّاً غَـــدَا مُتَعَطِّشاً ** إلى العَدْلِ لا يُرْجَى لِكَسْرَتِهِ جَبْرُ
أَجَلُّولُ قَدْ جَلَّتْ أيَادٍ بِفَوْزِكُــــمْ ** عَلَيــْـــنَا لَــنَا بِهَا الْـهَـنَا ولَكَ الشُّكْرُ
وما قيل عن الدوافع الحقيقية لمجيئه من " الجعافرة " بإقليم " سعيدة " إلى " عين العراك" ، فهو نفسُه ـ حسب روايةـ أجاب أباه وعمّه بقوله : " أبْلاَدْ التـُّرْكْ مَتْروكَه وابْلادْ الْعَافْيَه تَـنْزَارْ " " بَدَّلْتْ " اسْعِيدَه بَسْعِـيدْ" ، يعني : "وَادْ اسْعيدْ عُتْبَه * " الذي أصبح يُسمى " الوَادْ لَخْضَرْ " موقع ضريحه اليوم ، وعندما سألاه عن سبب إيثاره الموقع أجاب بدون تردد:" جَـيْتْ نَطْعمْ أطْعَامْ ، وَنْعَمَّرْ لَرْحَامْ ، والْـلّي احْـلَفْ بِيّا مَا اضْـمَنْتْ لَه ْ اسْـلاَمْ " .
إنه شخصية ذات كَرَم و" كرامات " ، معلومةٌ لدى متتبعي أخباره الذين أخص منهم بالذكر صِنْوَ المرحوم القاضي جلول ، الفقيد/ نور مولاي عبد الله بن محمد " مُقدّم الطريقة القادرية ، حسب صاحب الأصول " ، المتوفّى بمدينة البـيّـض و دفينها "سنة:1952" يقول في قصيدة من الشعر الملحون ، الأكثر انتشارا في الجهة :
أَبْجَاهْ سِيدْ الحَاجْ ، غِيثْ اللّي مُحْتَاجْ
وَاجْعَلْني كِي التّاجْ ، فَوْقْ الرّيسَاني
بَنْ عَامَرْ مَليكْ ، رَاني نَنْدَهْ بِيـــــــكْ
أَنْـــعَرْ عَنْ بَنِـــيكْ، هَـبْ لِي رَوْحَاني
كُنْتَ يَا سُلْطَانْ ، تَاتِي لَلْعَــــــــرْيَانْ
في كُــلّ زَمَـــانْ ،سَــــــــرَّكْ دَخْــلاَني
عَشَّيْتْ اضْيُوفْ ،مَنْ كَــــوْنْ الرّؤوفْ
وَاتْـغِـيـثْ الْمَلْهُوفْ ، تَرْوي الْعَطْـشَاني
رحـــــمهــما الله
من ألقابه المتداولة في الوسط الشعبي بـ: " عين العراك " والجِهة : مُولْ الوَادْ لَخْضَر ، شَايَـبْ أذْرَاعْ ، بَنْ عَامَرْ لَـفـْحَلْ ..