الملتقى الصوفى للنور المحمدى
عزيزى الزائر عزيزتى الزائرة يرجى التكرم بتسجيل الدخول اذا كنت عضومعنا
او التسجيل معنا ان لم تكن عضو وترغب فى الانضمام الى اسرة المنتدى

سنتشرف بتسجيلك

شكرا لك
ادارة المنتدى
الملتقى الصوفى للنور المحمدى
عزيزى الزائر عزيزتى الزائرة يرجى التكرم بتسجيل الدخول اذا كنت عضومعنا
او التسجيل معنا ان لم تكن عضو وترغب فى الانضمام الى اسرة المنتدى

سنتشرف بتسجيلك

شكرا لك
ادارة المنتدى
الملتقى الصوفى للنور المحمدى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الملتقى الصوفى للنور المحمدى

الملتقي الصوفي للنور المحمدي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 تلاوة ودموع.........

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الهدهد السليماني
الاداره
الاداره
الهدهد السليماني


عدد المساهمات : 1979
نقاط : 16639
التفاعل مع الاعضاء : 35
تاريخ التسجيل : 05/11/2010

تلاوة ودموع......... Empty
مُساهمةموضوع: تلاوة ودموع.........   تلاوة ودموع......... Emptyالثلاثاء فبراير 21, 2012 8:52 am

[size=24]

[size=21]اللهم صل على محمد وعلى آله بحر أنوارك ومعدن أسرارك ولسان حجتك وعروس مملكتك وإمام حضرتك ، وطراز مُلكِك ، وخزائن رحمتك ، وطريق شريعتك ، المتلذذ بمشاهدتك ، إنسان عين الوجود والسبب في كل موجود ، عين أعيان خلقك المتقدم من نور ضيائك ، وخاتم أنبيائك صلاة تدوم بدوامك وتبقى ببقائك صلاة تحل بها عقدتي ، وتفرج بها كربتي ، صلاة ترضيك وترضه وترضى بها عنا يا أرحم الراحمين ، عدد ما أحاط بع علمك وأحصاه كتابك وجرى به قلمك وعدد الأمطار والأشجار وملائكة البحار ، وجميع ماخلق مولانا من أول الزمان إلى آخره والحمد لله وحده


فضل البكاء عند قراءة القرآن
البكاء عند التلاوة والذكر صفة العارفين وشعار عباد الله الصالحين قال الله تعالى :"إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا".}سورة الإسراء , الآيات : 107-109{.

قال القرطبي –رحمه الله -:" قوله تعالى:"ويخرون للأذقان يبكون"هذه مبالغة في وصفهم ومدح لهم وحق لكل من توسم بالعلم وحصل منه شيئا أن يجري الى هذه المرتبة فيخشع عند استماع القرآن ويخضع ويذل قال وفي الآية دليل على جواز البكاء في الصلاة من خوف الله تعالى أو على معصيته في دين الله وأن ذلك لا يقطعها ولا يضرها ".

كان عبد الأعلى التيمي يقول :"من أوتي من العلم مالا يبكيه لخليق ألا يكون أوتي علما ينفعه لأن الله تعالى نعت العلماء فقال:" إن الذين أوتوا العلم... الى قوله يبكون ويزيدهم خشوعا".

"وإن مايحصل عند الإستماع لآيات الله والذكر المشروع من وجل القلب ودمع العين وإقشعرار الجسوم فهذا أفضل الأحوال التي نطق بها الكتاب والسنة ".



قال تعالى:"الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم الى ذكر الله ذلك هدى الله يهدي به من يشاء"}سورة الزمر, الآية: 23 {وقال تعالى:"إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا"}سورة مريم , الآية:58{.قال القرطبي رحمه الله :"في هذه الآية دلالة على أن لآيات الرحمن تأثير في القلوب".



معنى البكاء وأنواعه
قال الراغب:بكى يبكي بكاء فالبكاء بالمد : سيلان الدمع عن حزن وعويل.

* أنواع البكاء:

قال ابن القيم –رحمه الله- البكاء أنواع:

الأول: بكاء الرحمة والرقة.

الثاني: بكاء الخوف والخشية .

الثالث:بكاء المحبة والشوق.

الرابع:بكاء الفرح والسرور.

الخامس:بكاء الجزع من ورود المؤلم وعدم إحتماله.

السادس:بكاء الحزن

والفرق بين بكاء الحزن وبين بكاء الخوف :أن بكاء الحزن يكون على ما مضى وبكاء الخوف يكون لما يتوقع في المستقبل والفرق بين بكاء الفرح وبكاء الحزن:

أن دمعة السرور باردة والقلب فرحان ودمعة الحزن حارة والقلب حزين.

السابع:بكاء الخوف والضعف.

الثامن:بكاء النفاق وهو أن تدمع العين والقلب قاس فيظهر صاحبه الخشوع وهو من أقسى الناس قلبا.

التاسع:البكاء المستعار والمستأجر عليه كبكاء النائحة بالأجرة.

العاشر:بكاء الموافقة وهو أن يرى الرجل الناس يبكون لأمر ورد عليهم فيبكي معهم ولا يدري لأي شيء يبكون ولكن يراهم يبكون فيبكي.

* أنواع التباكي:

قال:وما كان منه مستدعى متكلفا فهو التباكي وهو نوعان:

1-تباكي محمود.

2-تباكي مذموم.

فالمحمود: أن يستجلب لرقة القلبو لخشية الله لا للرياء والسمعة قال عمررضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم وقد رآه يبكي هو وأبو بكر في شأن أسرى بدر: أخبرني ما يبكيك يا رسول الله؟ لإن وجدت بكاء بكيت وإن لم أجد تباكيت لبكائكما ولم ينكر عليه النبي صلى الله عليه وسلم وقد قال بعض السلف:" ابكوا من خشية الله فإن لم تبكوا فتباكوا".

وأما المذموم: فهو أن يجتلب لأجل الخلق

وكم نرى ونسمع من يتباكى لأجل مصلحة مادية أو لأجل الرياء والسمعة.



هديه صلى الله عليه وسلم في البكاء
*بكاؤه:صلى الله عليه وسلم



كان بكاؤهصلى الله عليه وسلم من جنس ضحكه لم يكن بشهيق ورفع صوت كما لم يكن ضحكه بقهقهة ولكن كانت تدمع عيناه حتى تهملا ويسمع لصدره أزيز وكان بكاؤه تارة رحمة للميت وتارة خوفا على أمته وشفقة عليها وتارة من خشية الله وتارة عند سماع القرآن وهو بكاء إشتياق ومحبة وإجلال مصاحب للخوف والخشية

قال ابن مسعود رضي الله عنه:قال رسول الله ":صلى الله عليه وسلم إقرأ علي :فقلت يا رسول الله أقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال نعم إني أحب أن أسمعه من غيري.فقرأت سورة النساء حتى أتيت إلى هذه الآية"فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا" فقال حسبك الآن فإذا عيناه تذرفان ".

وبكى صلى الله عليه وسلم لما شاهد إحدى بناته ونفسها تفيض ولما مات إبنه إبراهيم دمعت عيناه وبكى رحمة له وبكى لما مات عثمان بن مظعون وبكى لما كسفت الشمس وصلى صلاة الكسوف وجعل يبكي في صلاته وكان يبكي أحيانا في صلاة الليل.

وعن ثابت البناني عن مطرف عن أبيه قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ولجوفه أزيز كأزيز المرجل – يعني يبكي" .

الأزيز: حنين من الجوف وهو صوت البكاء.

والمرجل: بكسر الميم الإناء الذي يغلي فيه الماء سواء كان من حديد أو صفر أو حجارة.

قال في الفتح الرباني :والمعنى أنه يجيش جوفه ويغلي من البكاء من خشية الله تعالى

وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال :"شيبتني هود والواقعة والمرسلات وعم يتساءلون وإذا الشمس كورت".

وكانت قراءته صلى الله عليه وسلم تصدع القلوب وفي الصحيحين عن جبير بن مطعم قال:سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بالطور فما سمعت أحدا أحسن صوتا أو قراءة منه وفي بعض ألفاظه فلما سمعته قرأ"أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون"} سورة الطور الآية :35{ كاد قلبي أن يطير قال ابن كثير-رحمه الله- وكان جبير لما سمع هذا لم يزل مشركا على دين قومه وإنما كان قوم في نداء الأسارى بعد بدر وناهيك عن تؤثر قراءته في المشرك المصر على الكفر فكان هذا سبب هدايته ولهذا كان أحسن القراءات ما كان عن خشوع من القلب وعن طاووس قال :"أحسن الناس صوتا بالقرآن أخشاهم لله".







البكاءون من السلف الصالح
أولا :الصحابة رضي الله عنهم :

وصف حالهم :

صلى علي رضي الله عنه صلاة الفجر فلما سلم إنفتل عن يمينه ثم مكث كأن عليه كآبة حتى إذا كانت الشمس على حائط المسجد قيد رمح قلب يده فقال:لقد رأيت أثرا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم

فما أرى أحدا يشبههم والله إن كانوا ليصبحون شعثا غبرا صفرا .بين أعينهم أمثال ركب المعزى قد باتوا يتلون كتاب الله يراوحون بين أقدامهم وجباههم إذا ذكر الله مادوا كما تميد الشجرة في يوم ريح فأنهملت أعينهم حتى تبل والله ثيابهم والله لكأن القوم باتوا غافلين

وعن عروة بن الزبير قال قلت لجدتي أسماء كيف كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سمعوا القرآن ؟

قالت :"تدمع عيونهم وتقشعر جلودهم كما نعتهم الله".

هذا هو حال الصحابة – رضوان الله عليهم – لم يكن هم أحدهم آخر السورة ولم يكن همه عدد ما يختم من القرآن.



* أبو بكر الصديق رضي الله عنه:

روى البخاري بسنده عن عائشة –رضي الله عنها- قالت :إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في مرضه : مروا أبا بكر يصلي بالناس قالت عائشة :قلت إن أبا بكر إذا قام في مقامك لم يسمع الناس من البكاء فمر عمر يصلي بالناس فقالت عائشة :فقلت لحفصة قولي له إن أبا بكر في مقامك لم يسمع الناس من البكاء فمر عمر فليصل بالناس ففعلت حفصة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :مه إنكن لأنتن صواحب يوسف مروا أبا بكر فليصل بالناس فقالت حفصة لعائشة ماكنت لأصيب منك خيرا".

وفي رواية قالت عائشة إنه رجل رقيق إذا قرأ غلبه البكاء وفي رواية فقيل له أي للنبي صلى الله عليه وسلم إن أبا بكر رجل أسيف إذا قام مقامك لم يستطع أن يصلي بالناس.

قال الحافظ ابن حجر قوله رقيق أي رقيق القلب وقوله أسيف بوزن فعيل وهو بمعنى فاعل من الأسف وهو شدة الحزن والمراد أنه رقيق القلب.

وروى البيهقي في الشعب بسنده أن أبا بكر ابتنى مسجدا بفناء داره –بمكة- وكان يصلي فيه ويقرأ القرآن فيقف عليه نساء المشركين وأبناؤهم وهم يتعجبون منه وينظرون إليه وكان أبو بكر رجلا بكاءا لا يملك دمعه حين يقرأ القرآن.



* عمر بن الخطاب رضي الله عنه :

كان للقرآن موقع عظيم في حياة عمر فقد أسلم رضي الله عنه عندما سمع آيات من سورة طه فكان إسلامه عزا للإسلام والمسلمين وكم سمعنا بأخبار قوته وشدته في دين الله وغيرته على حرمات الله وعن زهده وورعه وعن عدله وتواضعه .

أما عن حاله مع القرآن فلا تسأل عنها فقد كان رضي الله عنه وقافا عند آياته بكاءا عند تلاوته سريعا في إستحضارها معظما لشأنها وإليك شيئا مما أثر عنه رضي الله عنه .

عن عبدالله بن شداد قال:سمعت نشيج عمر وأنا في آخر الصفوف في صلاة الصبح وهو يقرأ سورة يوسف حتى بلغ "إنما أشكوا بثي وحزني إلى الله"}سورة يوسف,الآية:86{وبكى حتى سالت دموعه على ترقوته.

قال النووي –رحمه- وفي رواية أنه كان في صلاة العشاء فتدل على تكريره منه.

وعن هشام ابن الحسين قال: كان عمر بن الخطاب يمر بالآية في ورده فتخيفه(في بعض الروايات فتخنقه)فيبكي حتى يسقط ويلزم بيته اليوم واليومين حتى يعاد ويحسبونه مريضا.

وعن أبي معمر أن عمر قرأ سورة مريم فسجد ثم قال هذا السجود فأين البكاء يعني عند قوله تعالى:"خروا سجدا وبكيا".

وكان رضي الله عنه يعيش القرآن في كل حركاته وسكناته .مررضي الله عنه بدير راهب فناداه يا راهب فأشرف فجعل عمر ينظر إليه ويبكي فقيل له ياأمير المؤمنين ما يبكيك من هذا؟ قال ذكرت قول الله –عز وجل- في كتابه"عاملة ناصبة تصلى نارا حامية"}سورة الغاشية,الآيتان: 3, 4{فذاك الذي أبكاني.

وكان رضي الله عنه يذكر بالقرآن ويعظ بآياته ويدرك أثرها إذا صدرت بصدق من قائلها ونسوقشاهدا على ذلك هذه القصة التي ساقها ابن كثير في تفسير أول سورة غافر قال –رحمه الله-:

كان رجل من أهل الشام ذو بأس وكان يفد إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه ففقده عمر فقال: ما فعل فلان؟ فقالوا يا أمير المؤمنين تتابع في هذا الشراب قال فدعا عمر كاتبه فقال اكتب: من عمر بن الخطاب الى فلان بن فلان سلام عليك فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير ثم قال لأصحابه ادعوا الله لأخيكم أن يقبل بقلبه ويتوب الله عليه فلما بلغ الرجل كتاب عمر رضي الله عنه جعله يقرأه ويردده ويقول "غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب "}سورة غافر آية : 3{ قد حذرني عقوبته ووعدني أن يغفر لي فلم يزل يرددها على نفسه ثم بكى ثم نزع فأحسن النزع فلما بلغ عمر خبره قال: هكذا فاصنعوا إذا رأيتم أخا لكم زل زلة فسددوه وادعوا الله أن يتوب عليه ولا تكونوا أعوان الشيطان عليه.



* عائشة –رضي الله عنها-:

عن القاسم قال :كنت إذا غدوت أبدأ ببيت عائشة –رضي الله عنها- فأسلم عليها فغدوت يوما فإذا هي قائمة تسبح وتقرأ:"فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم"}سورة الطور,آية 27{وتدعوا وتبكي وترددها فقمت حتى مللت القيام فذهبت إلى السوق لحاجتي ثم رجعت فإذا هي قائمة كما هي تصلي وتبكي-رضي الله عنها-.

والقاسم هو ابن أخيها محمد بن أبي بكر –رضي الله عنهم-.



* عبدالله بن عباس :

قال ابن أبي مليكة قرأ ابن عباس"وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد"}سورة ق ,آية:19{فجعل يرتل ويكثر في ذلكم النشيج

* عبدالله بن عمر :

وعن نافع قال ما قرأ ابن عمر هاتين الآيتين قط من آخر سورة البقرة إلا بكى "وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله"}سورة البقرة,آية:284{.

وذكر نافع أيضا أن ابن عمر إذا قرأ:"ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله" بكى حتى يغلبه البكاء .

وقرأ عبدالله بن عمر ويل للمطففين حتى بلغ :"يوم يقوم الناس لرب العالمين "فبكى حتى خر وامتنع عن قراءة مابعدها .

وعن سمير الرياحي عن أبيه قال شرب عبدالله بن عمر ماءا مبردا فبكى فاشتد بكاؤه فقيل ما يبكيك؟ فقال ذكرت آية في كتاب الله –عز وجل-:"وحيل بينهم وبين ما يشتهون"} سورة سبأ,آية:54{فعرفت أن أهل النار لا يشتهون شيئا وإن شهوتهم الماء وقد قال الله –عز وجل-:"أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله " }سورة الأعراف,آية : 50{.

وكان ابن عمر يصلي بالليل فيمر بالآية فيها ذكر الجنة فيقف فيسأل الله الجنة ويدعوا وربما بكى ويمر بالآية فيها ذكر النار فيقف ويتعوذ بالله من النار ويدعوا وربما بكى

* أبو موسى الأشعري :

وكان أبو موسى الأشعري رضي الله عنه إذا قرأ "ياأيها الإنسان ما غرك بربك الكريم "}سورة الانفطار,آية:6{قال يعني الجهل ويبكي وإذا قرأ " أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو " بكى

* عبدالرحمن بن عوف :

أما عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه فيحدث عنه ابن عباس –رضي الله عنهما-قال :لم أر رجلا يجد من القشعريرة مايجد عبد الرحمن عند القراءة .

وعن أبي هريرة رضي الله عنه :قال :لما نزلت :"أفمن هذا الحديث تعجبون وتضحكون ولا تبكون "}سورة النجم,آية:59{بكى أهل الصفة حتى جرت دموعهم على خدودهم .

مواقف بعض الصحابة عند تلاوة كتاب الله:

وكان من هدي الصحابة رضي الله عنهم التأسي برسول الله عليه الصلاة والسلاموأصحابه في ترديد آيات الله فقد روى الإمام أحمد بسنده عن أبي ذر رضي الله عنه قال:صلى النبي عليه الصلاة والسلاموأصحابه ذات ليلة فقرأ بآية حتى أصبح يركع بها ويسجد بها: "إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم "} سورة المائدة ,آية :18{

فلما أصبح قلت يا رسول الله مازلت تقرأ هذه الآية حتى أصبحت تركع بها وتسجد بها؟ قال إني سألت ربي الشفاعة لأمتي فأعطانيها وهي نائلة إن شاء الله لمن لا يشرك بالله شيئا. رواه النسائي وابن ماجة.

وقد مر بنا أن عائشة –رضي الله عنها- كانت تردد قوله تعالى:"فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم"}سورة الطور آية 27{.

وقام أبو الدرداء رضي الله عنه ليلة بآية حتى أصبح وهي "أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا محياهم ومماتهم" } سورة الجاثية ,آية 21 {.

وردد ابن مسعود رضي الله عنه "رب زدني علما"[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] }سورة طه,آية:114{.

وعن صفوان بن سليم قال :قام تميم الداري في المسجد بعد أن صلى العشاء فمر بهذه الآية :"تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون " }سورة المؤمنون,آية:104{فما خرج منها حتى سمع آذان الصبح .

وأتى تميم الداري المقام فاستفتح الجاثية فلما بلغ "أم حسب الذين إجترحوا السيئات " الآية.}سورة الجاثية, آية:21{جعل يرددها حتى أصبح .

وقام عمرو بن عتبة بن فرقد ليلة فاستفتح حم فأتى على هذه الآية" وأنذرهم يوم الآزفة"} غافر,آية:18{فما جاوزها حتى أصبح .





استحباب ترديد الآيات
وفي كتاب التبيان عقد النووي –رحمه الله- فصلا في استحباب ترديد الآية للتدبر قال:وقد بات جماعة من السلف يتلون آية واحدة يتدبرونها ويرددونها الى الصباح .

ولا يقتصر الأمر في الترديد على القرآن فقط بل والدعاء أيضا فقد كان أكثر دعاء النبيصلى الله عليه وسلم :"يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك " وكان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم أيضا :"اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار".متفق عليه وقال صلى الله عليه وسلم :"ألظوا بياذ الجلال والإكرام" أي إلزموا هذه الدعوة وأكثروا منها .

وبات أبو الدرداء ليلة يردد في سجوده :"اللهم كما حسنت خَلقِي فحسن خُلُقِي" .

وورد أن عبد الرحمن بن عوف كان يقول في طوافه:"رب قني شح نفسي" لا يزيد على ذلك

ثانيا: أحوال التابعين وأتباعهم :

وللتابعين نصيب من التأثر بالقرآن وكان حالهم معه عجيب جد عجيب وقد ذكرت كتب التفسير والتراجم شيئا من أحوالهم وكانوا يحرصون على البحث عما يجلب لهم الخشوع والتأثر بالقرآن فكان معاوية بن مرة يقول:"من يدلني على رجل بكاء بالليل بسام بالنهار" .

ونذكر نماذج مماورد عنهم في البكاء ثم نتبعه بما ورد عنهم في ترديد آيات القرآن.



* عمر بن عبد العزيز(الخليفة الزاهد):

قالت فاطمة بنت عبد الملك زوج عمر بن عبد العزيز عن زوجها إنها رأته ذات ليلة قائما يصلي فأتى على هذه الآية"يوم يكون الناس كالفراش المبثوث وتكون الجبال كالعهن المنفوش"}سورة القارعة,آية :5{فصاح واسوء صباحاه ثم وثب فسقط فجعل يخور مني فظننت أن نفسه ستخرج ثم إنه هدأ فظننت أنه قضى ثم أفاق إفاقة فنادى واسوء صباحاه ثم وثب فجعل يجول في الدار ويقول:ويلي من يوم يكون فيه الناس كالفراش المبثوث وتكون الجبال كالعهن المنفوش قالت فلم يزل كذلك حتى طلع الفجر ثم سقط كأنه ميت حتى أتاه الآذان للصلاة فو الله ما ذكرت ليلته تلك إلا غلبتني عيناي فلم أملك رد عبرتي .

وقرأ –رحمه الله – ليلة في صلاته سورة الليل فلما بلغ قوله تعالى:"فأنذرتكم نارا تلظى"}سورة الليل,آية : 15{بكى فلم يستطع أن يتجاوزها مرتين أو ثلاثا ثم قرأ سورة أخرى غيرها .

وقرأ عنده رجل "وإذا القوا منها مكانا ضيقا مقرنين دعوا هنالك ثبورا"}الفرقان ,آية:13{ فبكى عمر حتى غلبه البكاء وعلا نشيجه فقام من مجلسه فدخل بيته وتفرق الناس .

وعن مقاتل بن حبان قال صليت خلف عمر بن عبد العزيز فقرأ "وقفوهم إنهم مسؤولون" }الصافات,آية :24{فجعل يكررها لا يستطيع أن يجاوزها –يعني من البكاء- .

وقال –يرحمه الله- يوما لابنه إقرأ قال:ما أقرأ ؟ قال: إقرأ سورة ق فقرأ حتى إذا بلغ"وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد"}ق ,آية:19{بكى ثم قال: إقرأ إقرأ يا بني قال: ما أقرأ؟ قال :إقرأ سورة ق فقرأ حتى إذا بلغ ذكر الموت بكى أيضا بكاءا شديدا يفعل ذلك مرارا

* الفضيل بن عياض وابنه علي:

وكان من توبته –رحمه الله-انه سمع ذات ليلة قارئا يقرأ قوله تعالى:"ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله"}سورة الحديد ,آية :17{فقال بلى وتاب وصار جبلا في العبادة .

أما عن قراءته للقرآن .

فعن إسحاق بن إبراهيم قال:كانت قراءة الفضيل حزينة شهية بطيئة مترسلة كأنه يخاطب إنسانا وكان إذا مر بآية فيها ذكر الجنة يرددها .

وعن سعد بن زنبور قال:كنا على باب الفضيل بن عياض فاستأذنا عليه فلم يؤّذن لنا فقيل لنا انه لا يخرج إليكم حتى يسمع القرآن وكان معنا رجل مؤذن وكان صيتا فقلنا له اقرأ" ألهاكم التكاثر" }التكاثر,آية:1{ورفع بها صوته فأشرف علينا الفضيل وقد بكى حتى بل لحيته بالدموع ومعه خرقة ينشف بها الدموع من عينه وأنشأ يقول:

بلغت الثمانين أو حزتها فماذا أؤمل أو أنتظر

أتى لي ثمانون من مولدي وبعد الثمانين ما ينتظر

قال ثم خنقته العبرة وكان معنا علي بن خشرم فأتمه لنا:

علتني السنون فأبلينني فرقت عظامي وكل البصر

وعن محمد بن ناجية قال:

صليت خلف الفضيل فقرأ"الحاقة" في الصبح فلما بلغ قوله تعالى :"خذوه فغلوه"غلبه البكاء فسقط ابنه علي مغشيا عليه .

وقال بكر بن عياش :صليت خلف فضيل بن عياض المغرب وابنه علي إلى جانبي فقرأ ألهاكم التكاثر فلما قال " لترون الجحيم " سقط على وجهه مغشيا عليه .

وقال أبو سليمان الداراني كان علي بن الفضيل لا يستطيع أن يقرأ القارعة ولا تقرأ عليه.

وروى البيهقي في الشعب قال:كان علي بن الفضيل لا يقدر على قراءة القرآن فقال لأبيه يا أبه ادع الله لعلي أستطيع أن أختم القرآن مرة واحدة وكان سبب وفاته ما حدث به ابراهيم بن بشار قال الآية التي مات فيها علي بن الفضيل في سورة الأنعام "ولو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا يا ليتنا نرد"} سورة الأنعام , آية: 27{قال مع هذا الموضع مات وكنت فيمن صلى عليه –رحمه الله-

* ثابت البناني :

قال حماد بن سلمة : قرأ ثابت البناني قوله –تعالى- :"أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا"} سورة الكهف, آية: 37{ وهو يصلي صلاة الليل ينتحب ويرددها

.

وكان ثابت –رحمه الله-قد اشتكى عينه فقال له الطبيب:اضمن لي خصلة تبرأ عينك لا تبكي قال ثابت وما خير في عين لا تبكي .



* محمد بن المنكدر:

عن يحي بن الفضل قال :سمعت بعض من يذكر عن محمد بن المنكدر أنه بينما هو ذات ليلة قائم يصلي إذ إستبكى فكثر بكاؤه حتى فزع أهله فسألوه ما الذي ابكاك ؟فاستعجم عليهم فتمادى في البكاء فارسلوا إلى أبي حازم وأخبروه بأمره فجاء أبو حازم فإذا هو يبكي فقال يا أخي ما الذي أبكاك قد روعت أهلك؟فقال إني مرت بي آية من كتاب الله-عز وجل-قال وما هي؟قال قول الله –عز وجل-:"وبدا لهم من الله مالم يكونوا يحتسبون"} سورة الزمر ,آية: 47{قال فبكى أبو حازم معه واشتد بكاؤهما قال:فقال بعض أهله لأبي حازم جئنا بك لتفرج عنه فزدته

* أبو حصين الأسدي:

قال أبو بكر بن عياش :دخلت على أبي حصين الأسدي في مرضه الذي مات فيه فأغمي عليه ثم أفاق فجعل يقول :"وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين"} سورة الزخرف,آية: 86{ثم أغمي عليه ثم أفاق فجعل يرددها فلم يزل على ذلك .





* الربيع بن أبي راشد:

عن خلف بن حوشب قال :قال الربيع بن أبي راشد اقرأ علي :"يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث"}سورة الحج,آية: 5{فقرأتها عليه فبكى ثم قال:والله لولا أن تكون بدعة لسمت أو قال لهمت في الجبال



* زرارة بن أبي أوفى:

عن بهز بن حكيم قال :صلى بنا زرارة بن أبي أوفى في مسجد بني قشير فقرأ:"فإذا نقر في الناقور"}سورة المدثر , آية: 8{ فخر ميتا فحمل إلى داره فكنت فيمن حمله إلى داره .



* مالك بن دينار :

عن الحارث بن سعيد قال كنا عند مالك بن دينار وعندنا قارئ يقرأ:"إذا زلزلت الأرض زلزالها"}سورة الزلزلة , آية:1 {فجعل مالك ينتفض وأهل المجلس يبكون حتى إنتهى إلى هذه الآية"فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره" فجعل مالك والله يبكي ويشهق حتى غشي عليه فحمل بين القوم صريعا .



* عبد الواحد بن يزيد:

وقرأ مضر القارئ –قوله تعالى :"هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون"} سورة الجاثية , آية: 29 { فبكى عبد الواحد بن يزيد حتى غشي عليه .



* يحي بن سعيد القطان:

قال الذهبي :قال عبد الرحمن بن عمر :سمعت علي بن عبد الله يقول:كنا عند يحي بن سعيد القطان فلما خرج من المسجد خرجنا معه فلما صار بباب داره وقف ووقفنا معه فانتهى إليه الروبي فقال يحي لما رآه:ادخلوا فدخلنا فقال للروبي اقرأ فلما أخذ في القراءة نظرت إلى يحي لم يتغير حتى بلغ "إن يوم الفصل ميقاتهم أجمعين"} سورة الدخان , آية: 40{صعق يحي وغشي عليه وارتفع صوته وكان باب قريب منه فانقلب فأصاب الباب فقار ظهره وسال الدم فصرخ النساء وخرجنا فوقفنا بالباب حتى أفاق بعد كذا وكذا ثم دخلنا عليه فإذا هو نائم على فراشه وهو يقول "إن يوم الفصل ميقاتهم أجمعين" فمازالت فيه تلك القرحة حتى مات.

قال الإمام أحمد قريء القرآن على يحي بن سعيد القطان فغشي عليه ولو قدر أحد أن يدفع هذا عن نفسه لدفعه يحي بن سعيد فما رأيت أعقل منه.



أحوال بعض السلف الصالح رضوان الله عليهم أجمعين
ونختم الحديث بما كان عليه السلف من كثرة الترديد لآيات القرآن.

قال القاسم بن معين :قام أبو حنيفة ليلة بهذه الآية "بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر"} سورة القمر , آية: 46 {يرددها ويبكي ويتضرع.

وظل رحمه الله –في قيامه بعد العشاء- يردد قوله تعالى: "فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم" }سورة الطور , آية: 27 { إلى الصبح.

وقال أبو سليمان الداراني ما رأيت أحدا الخوف أظهر على وجهه والخشوع من الحسن بن صالح قام ليلة فقرأ "عم يتساءلون " فغشي عليه فلم يختمها حتى طلع الفجر .

وعن محمد بن أبي الفتح الحنبلي قال:كنت ليلة في أواخر الليل بجامع دمشق والشيخ-يعني النووي- واقف الى سارية في ظلمة ويردد قوله تعالى: "وقفوهم إنهم مسئولون"} سورة الصافات , آية : 24 {مرارا بخوف وخشوع حتى حصل عندي من ذلك أمر عظيم –قال الذهبي نقل السمعاني أن فقيها سمع أسعد الميهني يلطم وجهه ويقول :يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله وبكى وردد الآية

وكان هارون بن رياب الأسيدي يقوم من الليل للتهجد فربما ردد هذه الآية حتى يصبح "فقالوا يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين "}سورة الأنعام , آية : 27 {ويبكي حتى يصبح .

وعن معمر قال صلى إلى جنبي سليمان التميمي بعد العشاء الآخرة وسمعته يقرأ:" تبارك الذي بيده الملك "}سورة الملك , آية :1{ قال فلما أتى على هذه الآية "فلما رأوه زلفة سيئت وجوه الذين كفروا "فجعل يرددها حتى خف أهل المسجد فانصرفوا قال فخرجت وتركته قال وغدوت لآذان الفجر فنظرت فإذا هو في مقامه قال :فسمعته فإذا هو فيها لم يجزها وهو يقول " فلما رأوه زلفة سيئت وجوه الذين كفروا "

وكان محمد بن كعب القرظي يقول لأن أقرأ في ليلة حتى أصبح "إذا زلزلت الأرض زلزالها"} الزلزلة , آية: 1 {والقارعة لا أزيد عليها ولا أتردد فيها و اتفكر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تلاوة ودموع.........
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ادب تلاوة القرآن الباطنه
» القران بصوت عبد الباسط ..مجود
» دعاء يقرأ بعد تلاوة سورة الواقعه للسيد أحمد الرفاعي قدس سره

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الملتقى الصوفى للنور المحمدى :: ๑۩۩۩۩ الملتقى الاسلامى العام ۩۩۩۩๑ :: ๑۩ القرآن الكريم واسراره ۩๑-
انتقل الى: