الملتقى الصوفى للنور المحمدى
عزيزى الزائر عزيزتى الزائرة يرجى التكرم بتسجيل الدخول اذا كنت عضومعنا
او التسجيل معنا ان لم تكن عضو وترغب فى الانضمام الى اسرة المنتدى

سنتشرف بتسجيلك

شكرا لك
ادارة المنتدى
الملتقى الصوفى للنور المحمدى
عزيزى الزائر عزيزتى الزائرة يرجى التكرم بتسجيل الدخول اذا كنت عضومعنا
او التسجيل معنا ان لم تكن عضو وترغب فى الانضمام الى اسرة المنتدى

سنتشرف بتسجيلك

شكرا لك
ادارة المنتدى
الملتقى الصوفى للنور المحمدى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الملتقى الصوفى للنور المحمدى

الملتقي الصوفي للنور المحمدي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الفتوه من مراحل السالكين

اذهب الى الأسفل 
5 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
الهدهد السليماني
الاداره
الاداره
الهدهد السليماني


عدد المساهمات : 1979
نقاط : 16621
التفاعل مع الاعضاء : 35
تاريخ التسجيل : 05/11/2010

الفتوه من مراحل السالكين Empty
مُساهمةموضوع: الفتوه من مراحل السالكين   الفتوه من مراحل السالكين Emptyالسبت مارس 10, 2012 12:28 pm

[size=21]اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد صلاة تكون لك رضاءً ولحقه أداءً وأعطه الوسيلة والمقام المحمود الذي وعدته ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من قالها وجبت له شفعتي "..

مراتب السلوك ومنازل الوصول إلي الله



الفتوة وأنواعها


أولا: فتوة البواده



إقدام ناتج عنك بالغيرة بعد العلم، يدفع إلي محو الباطل إظهارأً للحق بعد اليقين، والفتي هو من منح كمال القابل للفيض المقدس أو المظهر، وإن كان الإقدام علي محو باطل متعزر في النفس، أو مرغوب فيه بحسب مقتضيات الحظ والشهوة، كان هذا الفتي مؤهلاً لأرقي مقامات الولاية، وإن كان الإقدام علي محو باطل هو غير الحق في غير ذات الشخص فإن هذا الفتي مؤهل لأعلي مقامات الوارثة، أو للفيض القدسي وهو الرسالة، فالفتوة في الرسالة قاهرة، وفي الأولياء تكون بلسان حكمة عالية، أو بآيات رسالة قائمة، قال تعالي(قالوا سمعنا فتي)(الأنبياء:60) وهذه الفتوة صفوة الرسالة بحسب القابل، وصفاء جوهر النفس، وما ينال بلسان الرسالة قال تعالي) ‏الكهف 62).



وهذا الفتي قد بلغ درجة النبوة لأنه يتلقي هذا الحق من لسان رسول الله، والفتوة في مقامات الولاية فاتحتها لسان الحكمة في البوادة الحقة، وإنما يتلقي تلك الحكمة من أخص أكمل ورثة رسول الله صلي الله عليه وسلم قال تعالي:



(المائدة:54).مع علمك بقوله تعالي: ( النحل:78). ومن منح القابل ولم يتفضل الله عليه بمنح من يبين له بلسان الحكمة لم يبلغ هذا المقام قال تعالي: (المجادلة:11.



ثانيا: فتوة إخوة يوسف



الفتوة تضمحل في النفس، والنفس سرور، وفضائل آمالها عظائم الأمور، وصاحبها محمول علي رفارف العناية، ولا تعجب فإن أخوة يوسف دفعتهم الفتوة إلي أن بحجبوا يوسف عن أبيه ليصفو لهم المورد علي منهل الحكمة مسارعة لنيل قسط من وراثة الخليل، لأن أباهم يخص بها يوسف من دونهم وهي فتوة، ومن تطبع في سبيل القتوة بضع وأربعين كبيرة يمحوها الله بما علمه في قلوبهم، قال تعالي: ( يوسف:9) أي بما يبلغونه من الحكمة وما ورثوه من مقام الخلة من والدهم، وكم صغرت الضروريات فضلا عن الكماليات، واحتقرت أعظم المواهب عند أهل الفتوة، ومع ما في الفتوة ن وقوع ما هو مخالف للعقل والشرع قال تعالي: (الفرقان:70). ما لم يكن هذا الإقدام لحظ خفي علي النفس، لذلك بينت لك أيها الأخ السالك أن أسرار الفتوة لابد وأن تكون بواده رحمانية لمن أهلوا للرسالة، أو بإشارات علية لوارث له صلي الله عليه وسلم لمن أهلوا لأرقي مقامات الولاية، وما تراه يحصل علي يد غير المرشد من الفتوة في شيء



ثالثا: فتوة أهل الكهف



بينت لك فتوة البواده أن النتفضل عليه بها مؤهل أن يكون نبيا أو رسولا، وأهل الكهف إما أن تكون بلغتهم الرسالة بتلاوة أخبار الرسل، أو تكون سبقت لهم الحسني ولم تبلغهم الرسالة، فإن كانت الرسالة بلغتهم عن أثر من علم فهم أنبياء لأنفسهم، والله ذو الفضل العظيم قال تعالي: ( الكهف:13) وقوله: ( آمنوا بربهم) صالح أن يكون باطلاع أو ببواده، وأما قوله: ( زدناهم هدي) فيض بعد البواده لأنه نسب الزياده له ونسب الإيمان لهم.



نهار الفتي المحبوب في السعي والفكر وليل الفتي المطلوب في جذبة الذكر



عجيب مجاهدة الرجال نفوسهم لتطهيرها من ظلمة البعد والكفر



شباب مقامهمو المعاصي وغفلة يوفقهم للقرب ربي و للخير



ففي الليل رهبان بذكر إلههم نهارهمو سعي إلي طلب البر



نعم هم رجال في محبة ربهم لقد خصهم منه بساطعة السر



أحبهمو حتي أحبوه هيموا أيا روح لله العلي ألا فري



تراءي لهم وجه الجميل فحيروا وفروا من الأكوان في البر و البحر



فأشهدهم ما فيهمو من جماله فغابوا به عشقا علي الصدق في السير



فلم يلههم حظ ولا شهوة ولا علو وتمكين من الأهل والغير



يقودهمو القرآن ينيئهم بما ينالهو من ربهم من ضيا الفخر



تراهم سكاري طول ليلهمو بما رأوه من الأنوار في ليلة القدر



لياليهمو قدر وأيامهم ضيا تجلي لهم مولاهمو ساعة الفجر



علي سنة المختار ساروا وفارقوا حظوظا وأهواء تدل علي الشر



قلوبهمو قد عمرت بحقائق وألسنة الأفراد تنبيء بالسر



تراهم نهاراً كالسباع شهامة كما أمر الرحمن بالسعي في السير



وفي الليل موتي من غرام حبيبهم سكاري حياري في شههود وفي ذكر



لقد تركواأباءهم أمهاتهم وقد جاهدوا بالحال في السر والجهر



وقد أعجزوا بالعلم كل معلم لأنهم منحو الحقائق في الصدر



من الله والإحسان في مل معلم علومهمو نور يضيء بلا حصر



مجالسهم ذكر وفكر تأدب بآداب خير الرسل من محكم الذكر

يتبع ان شاء الله


[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الهدهد السليماني
الاداره
الاداره
الهدهد السليماني


عدد المساهمات : 1979
نقاط : 16621
التفاعل مع الاعضاء : 35
تاريخ التسجيل : 05/11/2010

الفتوه من مراحل السالكين Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفتوه من مراحل السالكين   الفتوه من مراحل السالكين Emptyالسبت مارس 10, 2012 12:39 pm

الكهف هو الشريعة المطهرة






قوله تعالي: ( الكهف:16)



للنفس الأمارة بالسوء سلطان قاهر علي كل ذويها من الخيال والوهم، ومن القوة النباتية كالغازية وغيرها، ومن القوة الإبلسية من الحسد والعناد وكفران النعمة، ولما كانت كل تلك القوي الظاهرة والباطنة التي يجمعها ثماني عشر نوعا، كلها مفطورة علي التنازع والتباغض والمسارعة إلي العناد والإفساد إذا لم تتحصن بكف الشريعة بجاذب الجهاد الفادح، والفرد من الإنسان مملكة عظيمة جدا مكونة من ملك متصرف تصرفا مطلقا وهو القلب، ومن وزراء ورئيسهم الكبد فالكليتان فالطحال، ومن عمال مقربين منها برءوس الأعمال كالمعدة، فعمال إفراز الأمزجة ورئيسها المرارة، فعمال تطهير الجسم ويرأسها الأمعاء الغلاظ والدقاق، فعمال المهن الدنيئة كالمستقيم وهو طرف الأمعاء الأسفل والمثانة وغير ذلك، أما العمال الأشراف فجهاز دورة الدم كالأوردة والشرايين، وفيما بين كل هذا حقائق تبهر العقول وتحير الأفكار من بدائع إبداع قدرة الله تعالي، وحكمة كل تلك الحقائق تمثل مملكة عظيمة تمثيلا يجعل أكبر مملكة في هذا الكون مصلحة أمامها، ومع أن الإنسان أضعف الأنواع الموجودة لأنه يحتج في ضرورياته إلي كثير من الأنواع ومن بني جنسه للقيام له لسد حاجاته الماسة، فإن الله تعالي أقامه خليفة عنه وسخر له كل شيء ليجمع بين عجزه عن القيام بنفسه لأمس الضروري إليه، ولينظر ما أسبغه الله عليه من الفضل فيتعرف إلي الله (عبس:17)



يقول تعالي Sad الكهف:16) وهذا الكهف المحسوس الملموس إشارة إلي باطن الآية، فلا نجاه للإنسان إلا أذا نحصن بكهف الشريعة المطهرة، لينشر الله من رحمته السماوية وفيض الأسرار، وبالهام الغيوب التي أهله الله تعالي لها، ومن رحمته الظاهرة الكونية، فيوسع له الأرزاق، ويمنحه العافية والسلامة، ويسخر له جميع خلقه، فإذا كان التحفظ بالكهف في الجبل من الملك الظالم لنفسه ولرعيته بقهرهم علي عبادة غير الله نجاه وحفظا لهم من الموت مع فقده يعوض الذي يتحلل من أجسامهم بحسن نيتهم في قصدهم ولإخلاصهم في عملهم، فكيف يكون حال من آوي إلي كهف الشريعة الإلهاية؟!















الهيكل هو الكهف



قال تعالي: ( الكهف 21) نحلو الإشارة لأهل الاستنارة، أهل الكهف هي مظاهر معاني الصفات في المشكاة، والكهف هو الهيكل والدخول فيه الوقاية من تعدي تلك القوي حدود الله تعالي، فلإٌنسان السالك متعين عليه أن يلزم الكهف توقيا من تسلط القوي الشريرة الإبلسية وجنودها حتي تقوم الحجة.



سر الحكمة في السلوك والوصول



قال تعالي: ( الكهف:19) إشارة إلي سر الحكمة في السلوك والوصول، قال تعالي: ( الأنعام:122) إذا جذبت الروح قواها الباطنة من القلب، ونفس، وخيال، ووهم، وحافظة، ومدركة إلي ما تقتضيه مكانتها الروحية بكامل التمثيل والتشبيه، تعطل الحس، وأطلقت نار مقتضي الجسم، وهو مقام الجمع للسالك، والفناء للواصل، والسكر للمتمكن، ويكون الجسم في هذا الحال في كهف التحفظ من سعير نار الإبليسية ودخان البهيمية، ومقتضيات البشرية، خائفا وجلا من أن تعود له الحياة التي تحجبه عما هو مول وجهه صوبه، فإن كانت الجذبة بعامل العقل كان الكهف حسا، والعمل جسما، وإن كانت بعامل الروح والحب كان الكهف رعاية ناتجة عن عناية مؤيدة لولاية، وهم أفراد أهل الإيمان الكامل، ممن تجاوزوا النظر في الكون وفي النفس، وقد علمت كهفهم، وبعثه هذا قيام للجهاد الأكبر لجيش الباطل فيه، لا لجيش الباطل الخارج عنه، لأنه تجاوز هذا المقام بكشف الستار عن حقيقة الدنيا، واحتقارها في نظره، واعتقاده أنها ليست دار بقاء، فإذا بعثهم الله تحفظوا من شر هذا العدو، وشر عدو يجاهدونه(إبليس)، والغرور بنسيان الحقيقة الآدمية الناتج عن نسيان الله تعالي وأيامه، فإذا منحوا عناية الله في هذا الجهاد، برزوا عبيداً لله في كونهم الأول، فجذبهم الله حتي أقامهم عنده، راضين عنه، وهو سبحانه راض عنهم، قال سبحانه: ( المائدة:119) وقال تعالي: ( مريم:55) وخروجهم من الكهف ورجوعهم إلي الحياة الإنسانية الفاضلة الكاملة التي هي حياة الجهاد الأكبر جهاد النفس.قال سبحانه: ( الكهف20) أي إنيظهروا علي أحوالكم العلية، وأسراركم النورانية، يرجمكم بأباطيل حججهم، وظلال حظهم وهواهم. ولما كانت الحياة البشرية في أي طور تقتضي النزوع إلي ما يلائمها، لأن القوي استوت، ويسكن إليها العقل، فبفوز جيش الباطل علي جيش الحق الروحاني، فإنهم دائموا الجهاد، يحنون إلي بدايتهم ويسارعون إلي حصون كهفهم، مع أنهم لا تدعوهم إلي ملابسة الكون والفساد إلا الضرورة التي أوجبتها الشريعة، من م مناولة لما لابد لهم منه، وهم مع هذا الجهاد يحافظون علي آداب لشريعة، فلا يتناولون من القوت إلا أزكاه وأطيبه، قال سبحانه: ( الكهف:19). وسالك أو واصل لا تسبق إليه يد العناية لتنتشله من وحلة التوحيد في السالك، ومن بادية الإلحاد في الواصل، ومن واحة التيه في المتمكن ربما نسي أو غفل، لأن البشرية لا تفارق أكمل كامل، والبشرية باب هذا السور للعدو اللدود...



حفظنا الله وإياكم يا أخي في سلوكنا وسيرنا إلي الله تعالي، من ظهور جيش الباطل علي جيش الحق، وأمدنا الله بروح منه، يمنحنا بها اليقين الحق، إنه ولي المؤمنين.

يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الهدهد السليماني
الاداره
الاداره
الهدهد السليماني


عدد المساهمات : 1979
نقاط : 16621
التفاعل مع الاعضاء : 35
تاريخ التسجيل : 05/11/2010

الفتوه من مراحل السالكين Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفتوه من مراحل السالكين   الفتوه من مراحل السالكين Emptyالسبت مارس 10, 2012 12:48 pm

قوي النفوس



عند قراءة المقريء قوله تعالي: ( الكهف:22) أو أيها الجامع بالحقائق إلي كهف ربك بثلاثة نفوس إن شئت ورابعهم. أو بخمسة نفوس وسادسهم. أو بسبعة وثامنهم متي ارتفعت بجذبة التسليم الأولية عن النفس الجمادية والنباتية، وجاهدت حتي قهرت النفس الإبلسية، وأسلك بالثلاث ورابعهم، مسلك المجاهد حتي تزكيها وتمنح الرابعة والخامسة وتخدمك السادسة، فإذا لمحت بعيون الشهود ما في الكون المحدود من سر الوجود نفخت فيك السابعة وملكت الثامنة، وتبدلت أرضك بغيرها، وسماؤك بغيرها، فنفذت من أقطارها بسلطان شهود ما فيك من باريك، فاتحدت القوي الثمان حتي خضعت للنفخة، ولديها تكون حقاً تحيا في كهفك، فإذا فارقت الحياة بني عليك المسجد. فكتب في صحيفتك عمل من يعمل بآثارك التي أبقيتها، ويفقه كلماتك التي قلتها. ويحييك الله تعالي نورا يبين لمن بعدك ما به تتوالي عليك سوابغ إحسانات ربك وأنت في الكهف العام هيكلا وفي عليين روحاً، فإذا نفخت النفخة الثالثة ــ حيث لم تسمع حثيث الثانية ولم تصعق مع من صعق بها جمع الله هيكلك المحفوظ بروحك المجملة فاتحدت في الآخرة بأفراد الأخيار، ووصلت بهم ومعهم إلي الستار بما جملت به من الرضوان الأكبر.



وقد تكون النفس الكلية سبعً كاسراً. قال صلي الله عليه وسلم ( اللهم سلط عليه كلباً من كلابك). يعني ابن أبي لهب، فلطمه السبع فسمي السبع كلباً. قد تكون كلباً حقيقياً..وهنا انظر كيف بدلت الأرض والسماوات وكيف برزوا لله الواحد القهار.







العناية الأزلية والمشاهد البرزخية



قال تعالي: ( الكهف:25) جواذب العناية من سابقة الحسني لا تجعل الإنسان مجاهداً جهاداً يرفع درجته من المجاهدين في سبيل الله، ولما كانت العناية إذا سبقت لفئة أو لفرد منحته المزيد من أنواع الرياضات والمجاهدات، حتي يفوز بأرقي مراتب المجاهدين، جذبت أهل الكهف عناية الله التي سبقت، ثم أحياهم سبحانه الحياة الكونية بكل معانيها بعد أن أماتهم الموته الإرادية بالفناء عن وجودهم الإنساني إلي الوجود البرزخين، وقوله: (وكذلك بعثناهم)الكهف :19).أحياهم الحياة الكونية، بلوازمها، ليفيقوا فوقة الوجود في مقام الشهود، ليحصل لهم الشهود في مقام الوجود، في مشاهد المثنوية بعد الاستغراق في الواحدية التي جذبتهم من حظيرة الملوكية(لأنهم كانوا وزراء) إلي ثري العبودية، وستر عنهم سبحانه سرين عظيمين: سر العناية الأزلية، وسر المشاهد البرزخية، بدليل قوله تعالي: (كم لبثتم قالوا لبثنا يوماً أو بعض يوم) الكهف:19) حتي يكون الجهاد في ستر الخصوصية وحجب المراد، ثم فتح فاتحة الجهاد برد حياة النفس الغذائية، فدعتهم الضرورة إلي أن يغذوها، فأمروا من يذهب لشراء الخبز بما لديهم من نقود الفضة المشار إليها( بورقكم هذه) الكهف:19) لحكمة هي خاتمة الجهاد الذي نفس منه خير من خمسين ألف سنة من غيره، لأنهم كانوا عند الله في أيام الله.



قدر جل جلاله أن يعثر عليهم أهل العصر الحضر، ليعروهم ما يعروا غيرهم عند الصدمة من الهلع والجزع، ليعلموا أن قدرة الله صالحة أن تقيم الساعة، بما ظهر لهم من إقامتهم بضع مائة سنة، حتي إذا ماتوا بعد ذلك الموتة العزرائيلية، ماتوا مؤمنين كاملين في الدنيا قبل الآخرة، لأن كشف أسرار القدرة في الآخرة لا ينفع من مات بها في الدنيا فظهرت الحكمة، وهي أن وعد الله حق، وأن الساعة التي أخبرنا الله بها آتية حقا، فيموتون مستبشرين بالفوز بوعد الله لأهل طاعته، وهذا سلوك من جذبتهم العناية أزلا، فبادهتهم العواطف الإلهية، فأحيت لطائف قلبوهم، فجبوا منهم ومن الكائنات إلي الله تعالي محتسين(ففروا إلي الله)(الذاريات:50) وكذالك يكون السالك إذا منحه الله الجذبة إلي كهف حصون الشريعة المطهرة، وفي قوله تعالي: ( ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعا) إشارة إلي أن السالك الفاني عن وجوده الباطل، يفنيه الله تعالي عن الوقوف عند الأسباب وعن النظر إلي أهلها. غير شاعر بجهاده لاستغراقه في الخوف من مقام ربه، قال تعالي: (ولمن خاف مقام ربه جنتان)(الرحمن:46).



دلائل محبة الله وسر القدر.



دلائل محبة الله



قال تعالي: (الكهف28) لمحبة الله تعالي دلائل تقوم بها الحجة للعبد بأنه محبوب الله تعالي، وأعظم دليل عليها أن يفؤغ الله قلب العبد من العمل في شئون تحجبه عنه سبحانه، وأن يجعل له في قلبه أنواراً تستبين له بها آيات الله في الكائنات في حال علمه الكوني، فيكون في زراعته، أو تجارته، أو صناعة، وقلبه معلق بالرفيق الأعلي، مع رعاية أحكام الله التي أمر بها المؤمن أو نهاه عنها، وهؤلاء هم أفراد الله وضنائنه الذين أفردهم الله لذاته، وقد بلغ من منزلتهم عند الله تعالي أن أمر حبيبه ومصطفاه صلي الله عليه وسلم أن يصير نفسه معهم، قال تعالي: (واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشييريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطاً)هذه الآية بينت ما للمقبلين علي الله تعالي، الذين يذكرون الله ذكراً كثيراً بقلوبهم بقوله: (يريدون وجهه) لأن الإرادة والعزم والاختيار من أعمال القلوب، والدعاء والتضرع والابتهال من أعمال القلوب والجوارح، ولا يشتغل بالدعاء إلا من قام بالفرائض، وسارع إلي الله، وذكر الله تعالي بكل جارحة من جوارحه، بقدر ما يجب عليها من التضرع، وقد أمر الله تعالي رسوله صلي الله عليه وسلم أن يصبر نفسه معهم، لأنهم كانوا من أهل الله في الدنيا، وأهل عنديته يوم القيامة. وهذه الآية من الفيض المدار علي قلوب الأخيار، وهي ميزان المقامات، وميزان الفيوضات.







سوابق الهمم لا تخرق أسوار الأقدار



قال تعالي: ( الكهف:29)



هذا بيان من الله تعالي لولي الرسل صلي الله عليه وسلم، لأنه صلي الله عليه وسلم كان سيداً من عند ربهم، ممن كانت لهم المشيئة المطلقة من غير جبر، اللهم إلا أن تلك المشيئة تتحد اتحاداً كلياً مع سر القدر، ولكن جوهر نفسه صلي الله عليه وسلم المصاغ من نور الله تعالي المجمل بوسعة الرحمة الإلهية، ولقد كانت صولات حاله صلي الله عليه وسلم تتنافس مع مقامه صلي الله عليه وسلم فتدعوه إلي أن يسأل الله هداية الجميع، بما يقيمه من أسباب جمع قلوبهم، فأيده الله تعالي في مقام الرسالة، تأييداً سوي بين الحال والمقال، بقوله تعالي: ( وقل الحق من ربكم) الآية أي يجب عليك أن تقول الحق للجميع، فاني قدرت أن أجعل قوماً لرضواني ومحبتي ونعيمي، وقوماً للبعد عني وللخلود في نار جهنم، وقوماً للحساب، فإما أن أغفر وأرحم، وإما أن أحاسب وأعاقب، ودليل أهل محبته: (الأنبياء :101)



ودليل أهل الشقاء قوله تعالي: (فلا نقيم لهم يوم القيامة وزناً)(الكهف:105) ودليل الوسط قوله تعالي: ( الأنبياء:47).. والأمر من الله تعالي بقوله: ( وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) تأييد لمقامه صلي الله عليه وسلم علي صولات حاله العلية، الداعية لعلو همته صلي الله عليه وسلم إلي أن يهدي الله الناس جميعاً علي يده صلي الله عليه وسلم. وفي قوله تعالي: ( فمن شاء فليؤمن) الكهف:29). أي من قدر له الحسني شرح صدره لقبول الإيمان بجاذب روحاني يعتبر مشيئته له. ومن شاء أن يدخله النار حجب عنه أنوار القرآن بجاذب شيطاني يبعده عن القبول وهي مشيئة العبد. فهي في أهل الحسني نعمة من نعم الله علي العبد. وهي في أهل السوءي حجه عليهم. ثم فصل هذا الإجمال ببيان قدره أزلاً، فقال سبحانه: (إنا أعتدنا للظالمين ناراً أحاط بهم سرادقها)(الكهف: 29) وهذا قديم أزلي. فكان إعداد النار لهم منزلاً قبل كونهم ووجودهم فيه بقوله تعالي: ( أحاط بهم سرادقها) في الدنيا، لأن من فيها في نار البعد والقطيعة وفي شقاء الحرص والأمل، وهو نار وفي الآخرة نار السعير.



وأهل الحسني في الدنيا في جنة الرضا عن الله، منعمة أرواحهم بالمشاهد القدسية أو الملكوتية، فهم في أنس بالله مهما اعتورهم من شئون الكون المزعجة، وهم في الآخرة في مقعد صدق عند مليك مقتدر، أو في جنة الفردوس، ورياض الجنة هو جنة النعيم.



ثبت الله بهذه الآية فؤاد حبيبه المصطفي صلي الله عليه وسلم، لأنه تحقق أن الأمر مفروغ منه أزلاً، وأنه لا يؤمن به إلا من سبقت لهم الحسني من الله، وأن سوابق الهمم لا تحرق أسوار الأقدار، ومع هذا كله فإنه صلي الله عليه وسلم كان قلبه الشريف يحترق ألماً علي أهل الكفر بالله تعالي حرصاً علي إيمانهم. شرح الله صدورنا لفقه كلامه العزيز وكلام نبيه صلي الله عليه وسلم.



سر القدر



قال تعالي: ( الكهف:29). إن الله تعالي أقام الرسل عليهم الصلاة والسلام مبلغين عنه أوامره ونواهيه ليسمع منهم عن الله تعالي أهل النفوس التي صاغها من نور جماله الذي صاغ منه روح حبيبه سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم سماع قبول وذكري تعيد للنفوس ما تتمثله في مثولها يوم (الست بربكم) الأعراف:172) وهذا البلاغ خاص بمن سبقت لهم من الله الحسني، أما من سبقت لهم منه سبحانه السوءي فلم يكن البلاغ إلا حجة عليهم بعد قوله تعالي: (إنا كنا عن هذا غافلين)(الأعراف:172). ولذلك فالله تعالي يقول: (وقل الحق من ربكم) يعني بلغ المنكرين عليك أن ما بلغتموه هو الحق الذي بقوله نيل رضوان الله الأكبر، وبإنكاره الإبلاس إلي أرض الطبع، ودليل هذا قوله تعالي: (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)



إن الله تعالي خلق المختارين من نور جماله، وخلق أهل الكفر من طينة الخبال، ويسر كلا لما خلق له، فلو قطع الرجل ممن اجتباهم بظبي السيوف ما ازداد إلا يقيناً وحباً في الله، ولو أعطي ملك الأرض لمن خلقه الله تعالي من طينة الخبال ما ازداد إلا قطيعة وكفراً فقوله: (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) بلام الأمر حجة علي سر القدر النافذ.



وقوله سبحانه وتعالي: إنا أعتدنا للظالمين ناراً أحاط بهم سرادقها)(الكهف: 29). إن تلك النار أحاطت بهم من النشأة الأولي فهم في عذابها لحرمانهم من الفوز بالإيمان ونعيم مشاهده، وبهجة الروح وأنسها في الدنيا بما أنس به أهل الإيمان ومن شهود آيات الله تعالي في الكائنات وهي عند العارفين أشد من عذاب جهنم، وتلك الحيطة تكون بحبس الجسم عن نيل الخير بعبادة الله تعالي، وحبس الروح عن شهود جمال الله تعالي في النفس وفي الآفاق. والحرمان من الفوز بالعبادة في الدنيا، والحرمان شهود جمال الله حق اليقين في الدار الآخرة هو نار الله الموقدة التي تطلع علي الأفئدة، فتلك النار محيطة بهم من بدئهم إلي ما لا نهاية، والإشارة إلي هذا: الإتيان بصيغة الماضي في (أعتدنا).

يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الهدهد السليماني
الاداره
الاداره
الهدهد السليماني


عدد المساهمات : 1979
نقاط : 16621
التفاعل مع الاعضاء : 35
تاريخ التسجيل : 05/11/2010

الفتوه من مراحل السالكين Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفتوه من مراحل السالكين   الفتوه من مراحل السالكين Emptyالسبت مارس 10, 2012 1:00 pm

الولاية الحقة



قال تعالي: (هنالك الولاية لله الحق)(الكهف: 44)



الولاية لله الحق في الدنيا والآخرة بالنسبة للحقيقة عنده وعند من علمهم منن لدنه علماً، ولما كان أهل الدنيا يجهلون تلك الولاية الحقة، بين الله ذلك كما قال سبحانه: (مالك يوم الدين) (الفاتحة:4). وهو جل جلاله مالك يوم الدين والدنيا وما بعدهما، ولما كان مالك يوم الدين وولاية يوم الدين له حقاً لا ينازعه فيهما مبطل ولا مغرور ولا ضال ممن يدعون أن لهم ولاية هنا وملكاً قال سبحانه: (هنالك الولاية الحق) بياناً للحقيقة في نفس الأمر، وتخويفاً للمغرورين بما تفضل به عليهم من العافية ومن زينة الدنيا التي ذكرها سبحانه بقولهSad آل عمران:14) إقامة للحجة عليهم (هنالك) ليقبلوا علي الله هنا، وفي قوله تعالي: ( الحق) كشف لغيب مصون يتذوقه أهل العلم بالله الفانون عن وجودهم الباطل بالوجود الحق، الذين شهدوا سر قول سيدنا علي رضي الله عنه: ( من وصفه فقد عده، ومن عده فقد حده، ومن حده فقد كفر به).وهو مقام فناء الفناء، أي الفناء عن شهود الفناء وهو البقاء بالله تعالي عند ربنا جل جلاله، فقوله تعالي: (هنالك الولاية لله الحق) فقد يلحظ فيها أهل هذا المقام الفناء الكلي حتي عن إقامة الحساب لاستغراق الكل في وحدة الشهود التي تستر تلك العيون اليقينية عن الوجود أو تستره عتها فقال سبحانه: (الحق)ليلحظ أهل هذا المقام أن الولاية ظهورها معني من معاني الربوبية للفصل في القضاء بين العالم لا للحظوة والاجتلاء، فإن أهل الحظوة علي يقين من ولاية الله لهم في الدنيا والآخرة من وجودهم في حضرة العلم قبل الكون والزمان، ومن انفراده تعالي بالألوهية.







خير الثواب



قال تعالي (هنالك الولاية لله الحق هو خير ثوابا وخير عقباً)(الكهف:44) أي عند فقد الظهير والنصير، والعدة والعدد، وتحقق الاضطرار الحق إلي الحق، يكون المعاذ والملجأ والمنجي إلي الله، وبالله، ولديها يتحقق من اضطر في هذا المشهد المريع بأن الولاية لله الحق، لا ولاية لأحد علي أحد، بحسب تحققه في اضطراره، وهو سبحانه: ( خير ثواباً وخير عقباً)والثواب أنواع كثيرة، تتفاوت بقدر همة الطالب ونيته، فقد يكون زهرة الحياة الدنيا، وقد يكون النجاة من أهوال الموقف، أو الفوز في البرزخ، أو الفوز يوم الحساب، أو الفوز بالجنة، وخير الثواب هو الله تعالي.







ولاية الحق إجتلاء بتأييد فيها ظهور لإيجاد وتجديد



ولاية فوقها تنبيء بعزتها فيها الوجود عنا قهراً لمعبود



ولاية الذات جلت في نزاهتها مرادها كائن والوجه مقصودي



هذا مقام لأعين الألي سبقوا في العلم قد خصصوا منه بتفريد



إذ كل في السما والأرض حكمته بل سر كلمته من غير تعديد







دلائل التوحيد



ظهور الظاهر في المظاهر



قال تعالي: (الكهف:45)



العبارة لا تكشف الحقيقة، لأن حقائق الكائنات غيب لم يظهر منها إدراكا إلا ما تحيط به قوي الحس، وظهرت به الألوان والروائح والطعوم والأصوات ولوحظت الخواص كلها أحوالاً قائمة بحقائق، والحقيقة من حيث هي غيب لا تدرك إلا باللوازم، وهي المحصورة المقهورة المخاطبة، ولبيان تلك الحقائق تقريبا للقوة المدركة ضربت الأمثال، ووضعت التشبيهات والمجازات والكنايات، وكل ذلك لكشف هوية الحقائق المحدثة المقهورة، لتقوم الحجة علي عجز الأرواح وما فوقها، والعقول وما دونها عن أن تحوم حوالي هوية الذات الصرفة الغنية في وجودها وكمالها عن غيرها، ولما كان القرآن يدعو الخلق بالحجة البالغة والمحجة الواضحة كاشفا لكل قوي الحقائق التي يدعو إليها، ولما كان الإنسان لا قوي فيه تكشف الحقيقة التي تجذب القلب إلي أن يعلم الرب، كان من أهم الحقائق التي تجذبه إلي هذا المقام كشف الغطاء عن حقيقة الدنيا ليتقيها،.وليسارع إلي الدر الثانية المسماة بالأخري، لأن معني الدنيا يعني القريبة والأولي، والآخري يعني البعيدة الثانية، بين سبحانه كل البيان ولكن لمن سبقت لهم منه الحسني فضرب لنا مثل الأفراد في طمعهم في الدنيا واعتمادهم عليها بقوله: (واضرب لهم مثلا رجلين جعلنا لأحدهما جنتين)( الكهف:32). منبئا سبحانه أن المعتمد علي غير الله أو الفرح بغيره مشرك، حتي يعتمد علي الله في أي مظهر من مظاهر الظهور، وفرحه بفضل الله في أي ظهور من العطايا ظهر جل جلاله، ثم ضرب سبحانه مثلا لجميع بني الإنسان موقظا لقلوبهم بقوله: (واضرب لهم مثلا الحياة الدنيا)(الكهف:45) إشارة منه سبحانه وتعالي أن الفضل ينزله الله تعالي من السماء، أي من السمو،وإلي أنه سبحانه هو الواحد المتفضل، لأن الماء واحد وبه أحيا كل ذي حياة من الحيوانات والنباتات، وإحياء الجمادات بتنوعها إلي أنواع أخري من المعادن فالماء واحد وأنواعه كثيرة، والله تعالي واحد وأنواع الخلق كثيرة، فمن لحظ الوحدة في الماء، والأحدية في الذات المتجلية، وفرح بفضل الله، واعتمد علي الله، ارتقي علي معارج القبول، حتي يصل إلي الله حيث ينضر وجهه وبنظر إلي ربه، ومن نسي الوحدة في الماء، والأحدية في الذات، وفرح بما يلائم هواه وطبعه، ولا يلبث حتي تفني النعمة أو يفني المنعم عليه، فإذا كانت العبارة لا تكشف الحقيقة، وتقريبها بالمثل لا يتدبره الإنسان، فاعتمد علي المعراج الذي يعرج به إلي الله ناسياً، وفرح بملائمه غافلا عن المعراج الموصل إلي ربه، قامت الحجة حتي لو قال الإنسان العبارة لا تكشف الحقيقة، قيل لك كشفناها لك بالمثل، ولله الحجة الباغة، والعلم بالتعلم، فاطلبه ولو بالصين، والموفق يوفق بفضله من يشاء، وافرح بما نلت من العلم الكاشف لك أسرار الكائنات، حتي إذا انبلجت لك تلك الحقائق علمت أن إدراكها بالعجز والتملق أمام العارف، وتحققت بالعجز عن إدراك ظهور الظاهر في المظاهر، وبالعجز عن إدراك هويته جل جلاله.



دلائل التوحيد



قال تعالي: (الكهف:45) كشف الله للعقول المجردة عن الهوي حقيقة الدنيا بمثال يجليها للعقول، حتي تكون ماثلة أمامها مثولا يجعل النفس تتذكر مبدأها الأول، وهو الماء وتطوره في الأرحام، وفي الأجواء ونموه واستواءه، حتي ينتهي إلي طوره الأول بعد دورة كماله النوعي، ثم يحصد بعد حاصده(عزرائيل) فترجع الحقائق إلي ما بدئت، محفوظة الجواهر في أركان الوجود، غير قابلة لتنوع آخر لكمالها، إنا نري الحقائق إذا كملت أدوارها حفظت كالذهب لأنه أشرف المعادن، فكذلك الإنسان فإنه أشرف الأنواع، ومتي وصل إلي كماله الإنساني حفظ من أن يتأثر بظواهر هذا الكون، ولما كانت النباتات تفني فتنوع إلي أنواع أخري، كان الإنسان لا يفني فناء يجعله يتنوع في نوع آخر، بل تحفظ حقائقه حتي يعيد الله نوعه بما قدره له أزلا، بأن تمطر السماء أربعين يوما منياً كمني الرجال فينبت نباتا يؤهله للبقاء الأبدي إما في جنة أو نار، فكان هذا المثال الذي ضربه الله تعالي مع أته مثال ولكنه حقيقة وضحت الحياة الدنيا توضيحا جلياً بينت للإنسان مبتداه وخبره بيانا تطمئن به القلوب المؤمنة.







كل شيء دلائل التوحيد ****ينبيء العقل في مبادي الشهود



في الكيان المحدود آيات ربي*** فيه غيب الغيوب في التجديد



سر هذا التجديد كشف المعاني*** وهو آي دلت علي المعبود



انظرن في النبات تشهد غيباً ***يجذب الروح للولي الحميد



حيرتني آي النبات لأني*** قد شهدت الوجود سر معيد



حيرتني آثار قدرة ربي ***طمأن القلب قول رب رشد



يا إلهي أدر طهور المعاني كي*** أري الغيب في غصون الجديد



يا إلهي وافتح كنوز العطايا ***وفقني أفي بكل العهود



واشفني من سقام جسمي وقلبي*** هب لكل الأولاد خير المزيد



أعط خير العطا لآلي وصحبي*** في حصون المختار فاجعل شهودي







الأمثال طريق تحصيل علم النفس



قال تعالي : (الكهف: 45) لو انكشفت الحقيقة للحس لما ضل ضالا ولا غاويا، ولكن الله سبحانه وتعالي ستر الحقائق بستار شفاف جداً حتي كاد لا يدرك، وألاح خواصها التي هي طلبة الجسم والحس من طعم ولون وريح ونمو للأعضاء، ولكن الحقيقة من حيث هي التي أنتجت تلك الأعراض بحسب ما هي عليه، فهي كالنفس بالنسبة للحس في الحيوان لا تكشف إلا لنظيرها في الحقيقة، ولما كانت تلك القوي في الكائنات محجوبة بسورها من المادة ولوازمها عن أن ترها النفوس، لأن النفس تأخذ قسطها من تلك الحقائق بالنسبة للجوارح، لسمع من سمع وأبصر، وهذه الأعضاء تلتقط ألونا وأشكالا وطعوما وسمكا وحكما علي البعد والقرب، وهي أعراض الحقيقة لا الحقيقة، وللنفس بعد علمها بتلك الخواص علمي الحقيقة حكما لا تدركه الأعضاء، فطريق تحصيل علم النفس الأمثال، لذلك نري القرآن كثرت فيه الأمثال لتقريب الحقائق للنفوس حتي تدركها، فإذا أدركتها علم يقين أنزلها منزلتها من إيثارها أو إيثار سواها، والإنسان إن لم ترتسم رسوم الحقيقة علي جوهر نفسه لا يتأثر بها ولو علمها من أكل الأنبياء، ولهذا يقول الله تعالي: (الكهف45)تقريبا لحقيقة الدنيا، لينزلها المؤمن منزلتها الحقيقية، ويعمل فيها عملا يوصله للدار الآخرة ليفوز بالنعيم المقيم(الشعراء:88ــ89).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الهدهد السليماني
الاداره
الاداره
الهدهد السليماني


عدد المساهمات : 1979
نقاط : 16621
التفاعل مع الاعضاء : 35
تاريخ التسجيل : 05/11/2010

الفتوه من مراحل السالكين Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفتوه من مراحل السالكين   الفتوه من مراحل السالكين Emptyالسبت مارس 10, 2012 1:08 pm

زينة الحقيقة الإنسانية



قال تعالي: (الكهف:46) الزينة ما كملت به الحقيقة، والحقيقة الإنسانية زينتها من حيث الدنيا ثلاث: العافية، القوت، الأمن.



العافية: محتاجة إلي ما يحفظها علي الإنسان وإلي ما يردها عليه إن فقدها.



القوت: محتاج إلي تربية النباتات والحيوانات وإتقان بعض الصناعات.



الأمن: محتاج إلي أخلاق يعيش بها الإنسان مع قومه، وإلي عصبة تدفع عن الإنسان الشر وتجلب له الخير، وهذه الجمالات الثلاثة محصورة في المال والبنين، وقد جمعت الآية الشريفة كل تلك الأنواع، وهي المال والبنون زينة الحياة الدنيا، وللآخرة زينة، ولله زينة يزين بها عباده الصالحين، وللعبد زينة بها يصل إلي الله، وزينة الدار الآخرة محصورة في الباقيات الصالحات، والباقيات هي كل باقية يرفعها الإنسان إلي ربه فيبقي له أجرها وهي محصورة في أربعة أنواع: العقيدة الحقة، العبادة الخالصة، الأخلاق الجميلة، المعاملة الحسنة، وكلها باقيات صالحات.



ولا تكون ذخيرة للعبد عند ربه إلا إذا تلقي العقيدة من القرآن الكريم، وتلقي العبادة من عابد علام، وتلقي المعاملة من الكتاب والسنة، وتلقي الأخلاق بالتشبيه بالسلف الصالح، فمن ضيع أنفاسه في تحصيل زينة الحياة الدنيا غافلا عن زينة الدار الآخرة خسر الدنيا والآخرة يقول تعالي: ( المال والبنون زينة الحياة الدنيا) ثم يجذب قلوبنا ويسكر أرواحنا بقوله: (والباقيات الصالحات خير عند ربك) وبعد الدنيا والآخرة زينة وجمال قال صلي الله عليه وسلم: (الدنيا حرام علي أهل الآخرة. والآخرة حرام علي أهل الدنيا.والدنيا والآخرة حرامان علي أهل الله) رواه الديلمي في مسند الفردوس عن ابن عباس رضي الله عنهما.







ترك الحظ سالك ومريد*** ترك الكون صادق ورشيد



ترك الجنة العلية فرد*** نور مولاه قصده المقصود



ترك الكشف والشهود مراد*** لاح صرفا له العلي المجيد



ترك الترك من تحلي بوصفي ***فتجلي له الكبير الحميد



صار شمسا مضيئة في كنوز*** يبد منه الرضا يحل الورود



من يري نوره إلي العرش*** ويواليه بالقبول الودود



يا سروري لما تركت لتركي*** ورقيت والعارفون رقود



ورقي بي لقدسه وحباني*** قائلا أنت يا حبيبي فريد



لست أهلا لترك تركي ولكن*** حضرة الذات تفعلن ما تريد



كنت في غفلة وجهل وبعد*** وأولي الجد قائمون سجود



نظر الله نظرة فحباني*** وإمام الهدي لذاتي رشيد



حضرة الذات كم لها من مراد*** خصصته لها فصح الشهود



قد خلعت العذار عن نور وجهي*** من رآه بالصدق فهو سعيد







سر المبديء والمعيد



قال تعالي: (الكهف:48). خلق الله العالم أجمع، ليظهر جل جلاله بآثار قدرته وعجائبها، وأسرار حكمته وغرائبها. واقتضت حكمته جل جلاله أن يظهر في الخلق أمام الأرواح، ظهورا بلا حجاب، بأخذ إقرارات خلقه علي أنفسهم بقوله سبحانه: (ألست بربك) (الأعراف:172)



فأقروا واعترفوا بأنه جل جلاله ربنا، بقولنا(بلي)، ثم إنه جل جلاله عاهدنا، لعلمه أن تلك الأرواح المجردة، إذا لابست الأجسام المحدودة، ظللتها بظلال سفلها، فأنستها عهد ربها جل جلاله، أو سترتها بظلمات حظوظها وأطماعها، فتناست هذا العهد، فقدر جل جلاله أن يعيد من نسي أو تناسي إلي ما كان عليه من الصفاء، إقامة لحجته، فكان ما أراده جل جلاله وتحقق العلام بحقيقة أنهم عبيد لله، وأنه الرب المبديء المعيد، وقامت الحجة بالنسيان أو التناسي، فاستحقوا بذلك ما حكم بع عليهم في الدنيا، علي ألسنة رسله صلوات الله وسلامه عليهم من انتقام بالخلود في النار، أو من عقوبة للتطهير، أو من عفو ومغفرة، مقرين أن ذلك عدل منه. وأما من سبقت لهم الحسني، فإنهم عند ربنا لا يمرون علي صراط، ولا يرون نارا، قال تعالي: (الأنبياء:101ــ103)



وهذه الآية الشريفة خبر من الله تعالي، يبين ما تكون عليه حال من كفروا بالله وكفرو برسوله صلي الله عليه وسلم، أو من أمنوا وخالفوا وصايا رسول الله صلي الله عليه وسلم، فأما من كفروا بالله فيخاصمهم بقوله: (بل زعمتم ألن نجعل لكم موعداً).



حرمان القابل



قال تعالي: (الكهف:57) الظلم أنواع وأشده وأنكاه أم يحرم الإنسان القابل الذي يقبل به الفيض المقدس عن الله تعالي، المفاض عليه بواسطة الرسل عليهم الصلاة والسلام، فإن حرمان القابل برهان علي كمال خبث الطبع وسوء النفس الأمارة، فإن الله تعالي ما تفضل بهذا الفيض المقدس إلا بواسع رحمة منه، وحكمة بالغة في بيانه، وحجة قاطعة في تقريره، حتي تتجلي مدلولاته ومفهوماته بكل من وهب له القابل، فيبلغ من ظهوره تمثيل جوهر النفس له تمثيلا يجعله فوق الملموس المشهود، ومن بينت له تلك الحقائق بهذا الأسلوب وأبي قبولها أقام الحجة علي نفسه بأنه أظلم الخلق لنفسه، وأنه لو عاجلته المصائب وأسرعت إليه النقم لا ينتفع بالقبول بعد، لأن ظلمه لنفسه بلغ نهايته، ولا يبلغ ظلم النفس تلك النهاية في إنسان إلا وقد سجل عليه القضاء أن يكون من المخلدين في النار، ودليل ذلك قوله تعالي مخبراً عن فرعون: ( يونس:91)، وقوله تعالي: (غافر:52)، وقوله تعالي: (الأنعام:158). فخبر الله عمن لم يقبلوا تذكير الرسل لهم بقوله: (ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه فأعرض عنها ونسي ما قدمت يداه)، مع ملاحظة أن جواب الاستفهام لا أحد يعني أنه أظلم الناس، ولا أحد أظلم منع إلا من عمل عمله، والواجب علينا بعد هذا البيان أن نعادي كل من كذب القرآن ولو أحسن إلينا بكل أنواع الإحسان، وألا نسارع فيهم ولو كانوا آباءنا أو أبناءنا، ومن غفل عن هذا ومال قلبه إليهم، أو تردد علي أبوابهم، ولم يسارع إلي التوبة يخشي عليه سلب الإيمان أعاذنا الله وإخواننا المسلمين منهم.







إلي الكهف فري روح من ظلمة النفس*** ليشرق نور العرش صوبك والكرسي



إلي الكهف كهف الشرع قرآن ربنا*** ألا فادخلي توباً إلي الله في أنس



ولا تركني يا روح للجسم*** إنه حجاب وخلي روح داعية الحس



إلي الله فري واجذبي الجسم*** إنه يميل مع الأهواء في الشك واللبس



أيا روح إن الحس داع إلي الهوي*** ألا فافقهي داعي المحبة للشمس



ألا حصني جسمي يشرع محمد*** ألا تابعي المختار يا روح لا تنسي



ألا واشهدي نور القرآن لتشربي*** طهور الصفا يا روح بالعين لا الكأس



لقد فر أهل الكهف آواهموا ***إلي مشاهد توحيد تدل علي القدس



لقد ألهموا العلم اللدني نعمة ***من الله فازوا بالمشاهد والأنس



أيا رب هبنا الحب منك تولنا ***وجملنا بالحال من غير ما بأس



أيا رب في أرض البرلس عمنا بنورك*** حتي تشهدن العين في الرأس



أيا رب أيدنا بروحك وافتحن كنوزك ***يا مولاي في اليوم كالأمس



أيا رب فرحنا بفضل ورحمة*** أيا رب أنزلنا بروضات فردوس



أيا رب واجمعنا عليك وأظهرن جمالك*** في الدنيا وفي روضة الرمس



أمتنا علي الإسلام عمر قلوبنا*** بحق يقين زك يا سيدي نفسي

يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الهدهد السليماني
الاداره
الاداره
الهدهد السليماني


عدد المساهمات : 1979
نقاط : 16621
التفاعل مع الاعضاء : 35
تاريخ التسجيل : 05/11/2010

الفتوه من مراحل السالكين Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفتوه من مراحل السالكين   الفتوه من مراحل السالكين Emptyالسبت مارس 10, 2012 1:15 pm

العلوم اللدنية



مجمع البحرين



قال تعالي: (الكهف:60).الكون كله مرآة لمعاني الأسماء والصفات بحسب جمالها وجلالها، وسيدنا محمد صلي الله عليه وسلم هو روح هذا الكون، وهو الروح الكلية التي تشعشعت عنها مقتضيات تلك المعاني، وهو الصورة الأكملية لجمال وجلال وكمال أسماء صفات الربوبية، والرمز العالي للغيب المصون، الذي ليس له مظهر لعيون أي حقيقة، والآعلون فمن دونهم يستمدون حقيقة العلم العالي من تلك الروح الكلية، وعلم بذلك من علم، وجهل بذلك من جهل، بل هو البرزخ الحقيقي الذي يفاض عليه تلك الشئون الربانية فتسري إلي عالم الأرواح والنفوس والعقول، وشئون المعاني التي تغذو العقول والحس والجسم، وهو فوق ذلك صلي الله عليه وسلم، جوهرة كنز معاني الصفات فمنه وبه وله كل كائن قال صلي الله عليه وسلم: قال الله تعالي: ( إني خلقت محمداً لذاتي، وخلقت آدم لمحمد، وخلقت كل شيء لبني آدم). ولما كان كمال العبودية محصوراً في أفراد الوجود من أولي العزم، وكمل ورثته صلي الله عليه وسلم، يجب أن يتحقق بأكمل معانيها فيهم، وكأن من الغيب المصون ما لا يدرك بالعقول ولا بالنفوس ولا بعيون الرءوس، ولا طريق لوصوله إلي النفس إلا بالتلقي كما تلقي آدم من ربه، وكما ابتلي إبراهيم فتلقي، وكما ابتلي موسي فتلقي من العبد المتحقق بالعبودة، حتي ذاق طهور ذات الغيب المصون. كل هذه المراتب والمقامات لتتصل بالروح الكلية اتصال الفرع بالأصل أو رجوع الحق لصاحبه الذي له، وكانت العلوم الشرعية تقتضي الوقف عند الحد الشرعي، حتي لا تتجاوز إلي ما وراء العقل النوراني إلي ما فوقه من مشاهد الروح القدسية تمكيناً، ومن كسوف الروح الملكية تلويناً، فإن الشريعة المطهرة لكل النفوس، حتي تشاكل وتجانس بناحية ما من الأنحاء النفس القدسية فتريحها من شغلها بتلك القوي بسبب تسليمها وانقيادها لها، وتلك النفس القدسية هي التي تقتبس الغيب المصون من الروح الكلية. ولما كان هذا العلم أعز وأغلي وأعلي من أن يناله أحد إلا بفضل الله تعالي، وببذل المجهود من العبد في طلبه كشف الله لنا تلك الحقيقة بقوله تعالي: (وإذا قال موسي لفتاه) في أن يهاجر من رياض شهود يانع أنهار العلم الذي تلقاه بالروح الملكية، التي ترد بحر الحقائق من دون السماع من عبد إنسان تكمل تمكيناً بالعبودية بعد العبادة والعبودية، لذلك لزم موسي عليه السلام مقام الطلب وبذل المجهود في تحصيل إظهاراً لاستعداده للعبودة وتجملاً لتحقق أهليته، وهذه الآية تدل علي طالب المقام الأعلي لا يكلف غيره مما ليس له أهل إلا بالالتماس والترجي، وشرح الحقيقة له هو أدب الله تعالي لأولي العزم الذي يجب أن يراعيه أهل هذا المقام، لم يحصل موسي ما حصله من الخضر من العلم، لأن الروح الملكية وإن علت لا تتحمل، وليس فيها من القوي التي تتحمل بها معاني الأسماء والصفات جميعها فعلاً، اللهم إلا أن يكون صاحب هذا المقام العلي قد علمه القوي الخبير المتين العليم كما هو ثابت لحضرة الروح الكلية صلي الله عليه وسلم. ومن هنا نعلم أن العلم كله في العالم كله، ولو أن العلم كله جمع لعجز عن تحمله كل العوالم إلا بمعونة الله تعالي، وقد جعل الله له فرداً واحداً خاصاً أقامه مقامه في صريح القرآن، وجعل كمال اتباعه فوزاً بمحبوبية الله تعالي، وجعل المبايعة له صلي الله عليه وسلم، المبايعة لذاته جل جلاله، وجعل .. وجعل.. وبذلك كانت ليلة مولده الشريف للمسلمين خيراً من ليلة القدر، لمعني خاص تحلو الإشارة إليه في خلوة العبد بروحه، عندما يحصل الإذن له يتلقي من سبوحه، منحنا الله جرعة من صافي شراب هذه المحبة، وأسبغ إحسانه حتي يسقينا شرابه الطهور إنه مجيب الدعاء.



شهود سر القدر



قال تعالي: (الكهف:69ــ70) العلم بمعناه لا يتحقق في ذات الله تعالي وأسمائه وصفاته العلية وفي كماله المقدس، وأما ما سواه فقد يبلغ الإنسان الكامل منه ما فوق العلم بعين اليقين وهو الشهود، وما فوق الشهود وهو الإدراك بحق اليقين، وقد بلغ أولو العزم من الرسل من العلم بالله مبلغاً لا يتعداهم إلي غيرهم، ولا ينقص مقاماتهم العلية ما يبلغه بعض أهل الخصوصية من كمل أحباب الله وأوليائه من شهود سر القدر، ومن التصريف الأكبر بالحال والهمة والكلمة، فإنها مواهب يتفضل الله بها عليهم كما يتفضل علي أهل الكفر به من القوة والمنعة والتمكين في الأرض بالباطل، فإن العالم كله عبيد لله مقهورون وخلق لله مربوبون، قال سبحانه: ( مريم:93). ولما كان العلم بسر القدر لأهله، وتنفيذ مراد الله تعالي في خلقه يخالف الأمر والنهي الذي شرعه الله وكلفه، لذا قد يخفي علي كثير من الرسل الكرام لإقامتهم في الدعوة إلي الله، وهو معقول لذوي العقول.







مجمع البحرين رمز الإقتراب*** برزخ البين به سر المتاب



برزخ للفصل والوصل به*** جاذب للإقتراب فتي أناب



صح فيه الاتحاد لمن صفا ***وانمحي البين به كشف الحجاب



مجمع البحرين رمز منبيء*** باليدين فذق معي صافي الشراب



بين ملح حافظ رتبته*** بل وعذب يحيي ذرات التراب



روح تشبيه أضاءت للنهي ***غيب تنزيه بدا لب اللباب



مجمع البحرين مظهر ظاهر*** أشهد العينين أنوار الجناب



ستر المظهر بالنور الجلي ***والظهور مستر بالإنتساب



أشرق الظاهر للروح التي ***منه قد نفخت بهيكله المهاب



وي وقد صعقت معالم رتبتي ***هل أنا غيب رآه من أناب



برزخي رمز لكنز غامض ***من رآه بالصفا القدسي طاب



هيكلي لوح التجلي مشرق*** من رأي آياته في الحق غاب



فر منه إلي الحقيقة جامعا*** فارقا يرجو المهيمن لا الثواب



مجمع البحرين رفرف من صفا ***فيه حق العين من غير أرتياب



مظهري يخفي ويجلي ظاهري*** في ظهور فوق منهاج الصواب



و ي كأني كنز غيب غامض ***عن نهي أهل المباحث والحجاب



لم يروا مني سوي ظلي*** الذي ستر الأنوار عن عين الدواب



من يكن أعمي عن النور الجلي*** فهو أعمي بل أضل لدي الإياب



نور إشراقي أضاء بلا*** خفا لم يستره غروب أو غياب



من لدي (كن) قد تضيء حقيقتي*** أسجد الأملاك لي حال الجواب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
المحبة للمصطفى
المدير العام
المدير العام
المحبة للمصطفى


عدد المساهمات : 5852
نقاط : 33682
التفاعل مع الاعضاء : 15
تاريخ التسجيل : 18/09/2010
العمر : 74
الموقع : النور المحمدى

الفتوه من مراحل السالكين Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفتوه من مراحل السالكين   الفتوه من مراحل السالكين Emptyالأحد مارس 11, 2012 6:46 am



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لك سيدى الهدهد مرورى كما مررت من قبل فى موضوع اخى المبارك
وكان هذا ردى وكان من الواجب ان اضعه بين ايديكم الشريفة
لاعبر لكما عن ما اكنه لكما من اخوة بالغة وود صادق
جزاكم الله كل خير
وتقبل مرورى


قديما قالوا رب اخ لك لم تلده امك

اخى الفاضل الكريم الهدهد السليمانى
واخى الفاضل الكريم المبارك

انتم حقا اخوتى فى الله فما مر يوما الا وزادت اصول محبتكم وقربكم الينا

ولكما هذه الكلمات التى قرأتها وشعرت انها قد كتبت لكما يااخوتى الكرام


ثمّة أناسٌ يدخلون أغوار قلبكَ طواعيةً من دون أيّ سبب !
كأنّ " سيماهم في وجوههم " أو " حديثهم " يطمئنكَ أنّ الشّخص الّذي أمامكَ شخصٌ صالح طيّب ، يستحقّ محبّة النّاس كلّهم !
شيءٌ لا تعلمهُ يجعلكَ تدعو لهم في صلاتكِ سرًّا وجهرًا ،
وشيءٌ مّا لا تملك وصفه ينتابكَ حين ترى أسماءهم ، كسعادةٍ تخالطها بهجةٌ من الأعماق أو ما شابهَ من الأحاسيس الجميلة !..
هكذا همُ الأنقياء ، الأخيار ، الصّالحون ، الصّادقون ، الطيّبون ، أصحابُ القلوبِ البيضاء الصّافية ..
الّذين إن سألتهم عن أمرٍ أو طلبتَ منهم حاجةً ، أكرموك فأعطوك فوق حاجتك !
وأجزمُ أنّي لو أردتُّ أن أكتب عنهم وعمّا أُحسّ به تجاههم ،
فإمّا أن أصمت الدّهرَ كلّه فلا أنطقَ شيئًا ،
أو أكتب الدّهرَ كلّه من دون أن أبلغ من وصفَهم شيئًا ..
والحروف تهربُ منّي دائمًا إن أردتُّ أن أتحدّثَ عنهم وعن عظيمَ الامتنانِ في قلبي لهم !

هيَ الدّعواتُ الطيّبة تبقى شُكرًا صادقًا دائمًا ، نابعًا بمودةٍ لا تنضب ..
الدّعواتُ في ظهر الغيبِ أعظم صورةٍ للامتنانِ عندي ! ..

فيا ربّ ارزق كلّ من أسعدنِي بسؤالهِ ، بصدقِ حديثهِ ، بجمال خُلقهِ ..
بحسنِ عطائهِ ، بوجودهِ كشيءٍ جميلٍ في حياتِي ! ..
كلّ من أمتنّ له كثيرًا وأعجزُ عن شكرهِ كما ينبغِي ..
كلَّ من أعانني من قريبٍ أو بعيدٍ ، على كلّ خيرٍ صغيرًا كان أو كبيرًا ،
... ما يتمنّاه وزيادة ، ولا تردَّ لهُ سؤالاً ، وأكرمْ له في العطاء يا ربّي وأجزلْ ؛
وأعنّي يا الله على ردّ جمائلهم ، فإنّهم أعانوني على طاعتكَ وابتغوا في ذلكَ وجهكَ الكريم

دمتم لنا اخوة فى الله ولله وحبا فى رسول الله وآل بيته الطيبين الطاهرين
صل الله عليه وسلم وآله
ودام عطائكم الكريم

خادمتكم

المحبة للمصطفى

....
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
رابعه المصرية
مشرف عام
مشرف عام
رابعه المصرية


عدد المساهمات : 2051
نقاط : 18544
التفاعل مع الاعضاء : 45
تاريخ التسجيل : 06/11/2010

الفتوه من مراحل السالكين Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفتوه من مراحل السالكين   الفتوه من مراحل السالكين Emptyالثلاثاء مارس 13, 2012 1:16 pm

الله اكبر الله اكبر

ما اجمل موضوعك سيدي الهدهد

الحقيقه اجمل ما قرأت عن مرحله الفتوة

ااعطاك الله ما تتمني يا سيدي وزادك من فضله




[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فراج يعقوب
احباب النور المحمدى
احباب النور المحمدى



عدد المساهمات : 165
نقاط : 9530
التفاعل مع الاعضاء : 7
تاريخ التسجيل : 16/09/2011

الفتوه من مراحل السالكين Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفتوه من مراحل السالكين   الفتوه من مراحل السالكين Emptyالأربعاء مارس 14, 2012 2:45 am

جزاك الله خيرا
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الادمين
الاداره
الاداره
الادمين


عدد المساهمات : 272
نقاط : 10690
التفاعل مع الاعضاء : 5
تاريخ التسجيل : 26/03/2011

الفتوه من مراحل السالكين Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفتوه من مراحل السالكين   الفتوه من مراحل السالكين Emptyالأحد مارس 18, 2012 7:43 pm



اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد فى العالمين انك حميد مجيد

شكرا لك سيدى الهدهد بارك الله فيك

وجزاك عنا خير الجزاء

تقبل مرورى وتقديرى لشخصكم الكريم

.......
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الفتوه من مراحل السالكين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مراحل السالكين
» الخوف من الله من مراحل السالكين...
»  مرحلة الصحبة من مراحل السالكين
» أهل البيت قدوة السالكين ( حقائق نورانية )
»  منازل السالكين

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الملتقى الصوفى للنور المحمدى :: ๑۩۩۩۩ ملتقى العرفان الصافى المصفى ۩۩۩۩๑ :: ๑۩ حقائق ومعارف الطريق ۩๑-
انتقل الى: