الملتقى الصوفى للنور المحمدى
عزيزى الزائر عزيزتى الزائرة يرجى التكرم بتسجيل الدخول اذا كنت عضومعنا
او التسجيل معنا ان لم تكن عضو وترغب فى الانضمام الى اسرة المنتدى

سنتشرف بتسجيلك

شكرا لك
ادارة المنتدى
الملتقى الصوفى للنور المحمدى
عزيزى الزائر عزيزتى الزائرة يرجى التكرم بتسجيل الدخول اذا كنت عضومعنا
او التسجيل معنا ان لم تكن عضو وترغب فى الانضمام الى اسرة المنتدى

سنتشرف بتسجيلك

شكرا لك
ادارة المنتدى
الملتقى الصوفى للنور المحمدى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الملتقى الصوفى للنور المحمدى

الملتقي الصوفي للنور المحمدي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الاحتفال بالمولد النبوي الشريف احتفال بقيم وشكر على نعم

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ابوبكر احمد الضي




عدد المساهمات : 3
نقاط : 8879
التفاعل مع الاعضاء : 1
تاريخ التسجيل : 10/03/2012

الاحتفال بالمولد النبوي الشريف احتفال بقيم وشكر على نعم Empty
مُساهمةموضوع: الاحتفال بالمولد النبوي الشريف احتفال بقيم وشكر على نعم   الاحتفال بالمولد النبوي الشريف احتفال بقيم وشكر على نعم Emptyالأحد مارس 11, 2012 4:01 am

<p class="MsoNormal" align="center" dir="RTL" style="text-align:center">


بسم
الله الرحمن الرحيم



الاحتفال
بالمولد، احتفال بقيم وشكر على نعم


إن
سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم أشرف مفخرة يتباهى بها المؤمن، والقدوة الحسنة
التي يقتدي بها لالمسلم، فأولها فكرة، وآخرها ثمرة، والاحتفال بسيد البشر لم يكن
احتفالا بشخصية ذات دم ولحم، لكنه احتفال بمباديء وقيم، يقول الله تعالى: (قل إنما
أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا
صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا).



لم
يكن الاحتفال بشق الآية وصدرها والذي يشير إلى بشرية النبي صلى الله عليه وسلم
ومثليته لنا، يأكل الطعام ويمشي فيالأسواق ويتزوج النساء ويموت كما نموت، قال
تعالى: (إنك ميت وإنهم ميتون)، لكنه احتفال بالشق الثاني (يوحى إلي أنما إلهكم إله
واحد( وبما جاء به (لقد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه
سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صرا مستقيم).



ولقد
امتن الله على رسوله بهذه النعم وتلك القيم، مذكرا له بذلك في قوله (ألم يجدك
يتيما فآوى ووجدك ضالا فهدى ووجدك ائلا فأغنى) وقال (ألم نشرح لك صدرك ووضعنا عنك
وزرك الذي أنقض ظهرك ورفعنا لك ذكرك).



والله
سبحانه لم يمتدح الرسول صلى الله عليه وسلم في مظهره بقدر ما مدحه في جوهره الذي
يحمل هذه القيم بين جوانحه، ولم يركز على جمال خلقته بقدر ما ركز على جمال فكرته،
فقال مادحا بصره (ما زاغ البصر وما طغى)، ومدح فؤاده (ما كذب الفؤاد ما رأى) ومدح
لسانه (وما ينطق عن الهوى) ومدحه كله (ما
ضل صاحبكم وما غوى).



فإن
كان الرسول صلى الله عليه وسلم قد مات فإن الفكرة باقية حية ما دامت الحياة ولا
تموت مع صاحبها (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفئن مات أو قتل انقلبتم
على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين).



إنها
دعوة باقيمة مستمرة (لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين).



ولم
تكن الدعوة أفكارا مثالية كتبها كاتب أو نظرية ألفها مؤلف وتركها لمن خلفه للتطبيق
والاختيال، لكنها كانت قيما مجسدة في شخصه صلى الله عليه وسلم تمشي على رجلين تقول
وتفعل، وقد سئلت السيدة عائشة رضي الله عنهما عن خلقه فقالت: كان خلقه القرآن،
فكان صلى الله عليه وسلم محور الفكرة ومنطلقها العامل بها الدال عليها.



لم
يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يعيش في برج عاجي ينظر من فوقه وخلال نوافذه
ماذا يعمل أتباعه ورعيته فيما أمرهم ونهاهم، بل كان معهم وبينهم.



يصدق
قوله عمله، يأكل مما يأكلون ويشرب مما يشربون ويسكن في حجرات يناديه من ورائها
الأعراب من غير كارس ولا حاجب، حجرات إذا مد رجليه تكاد أصابعه تلامس جدرانها،
وإذا قام كاد رأسه أن يلمس سقفها وإذا نام أثر حصيرها على جنبه، لم يشبع متخما
ورعيته يتضورون جوعا، بل كان أجوعهم يمر عليه الشهر والشهران لا توقد في بيته نار،
وكان أقلهم متاعا من متاع الدنيا، يفعل ذلك اختيارا وليش اضطرارا، لأن الله خاطبه
بقوله (تبارك الذي إن شاء الله جعل لك خيرا من ذلك جنات تجري من تحتها الأنهار
ويجعل لك قصورا)، لكنه اختار أن يحيى مسكينا ويموت مسكينا ويحشر في زمرة المساكين،
وإذا دعى داعي الجهاد بذلك النفس والنفيس، كان القائد المقدام، وفي أحد شج رأسه
وكسرت رباعيته وقد فر المسلمون عنه فكان ثابتا راكزا وهو يقول: أنا النبي لا كذب
أنا ابن عبد المطلب، وقد قال سيدنا علي: كنا إذا اشتدت الحرب وحمي الوطيس نحتمي
برسول الله صلى الله عليه وسلم.



كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله
كثيرا، وقد روى أبو سعيد الخدي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعلف البعير
ويقيم البيت ويخصف النعل ويرقع الثو ويحلب الشاة ويأكل مع الخادم ويطحن معه إذا
أعيا، وكان لا يمنعه الحياء أن يحمل بضاعته من السوق إلى أهله، وكان يصافح الغني
والفقير ويسلم مبتدأ لا يحتقر ما دعي إليه ولو حشف التمر، وكان هين المؤونة لين
الخلق كريم الطبيعة متواضعا من غير مذلة، جوادا من غير سرف، رقيق القلب رحيما بكل
مسلم، لم يتجشأ قط من شبع ولم يمد يده إلى طمع.



هكذا
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، التقوى لباسه والقرآن خلقه والعدل حكمه والكرم
شيمته الذكر شغله والصبر كلته الحياء رداؤه والتواضع إزاره والدنيا نعله والآخرة
مقصده، يعفو عمن أساء ويكافي من أحسن إليه بالدعاء ويقابل من قطعه بالوصل
والإهداء، أشد الأنبياء بلاء وأرفعهم منزلة وبناء، ويوم تطوى الأرض والسماء ويفر
الآباء والأمهات من الأبناء في ذلك اليوم هو مقبول الدعاء مسموع النداء، فهو
الرحمة المهداة والنعمة المسداة لكل الخلائق بلا استثناء صلى الله عليه وسلم تسليما
بلا انقضاء.



بهذه
الشخصية والتي تحمل في جنباتها هذه القيم نحتفل، وعلى هذه النعمة نشكر، وبذلك
الفضل نفرح، والرسول صلى الله عليه أول من شكر هذه النعمة، نعمة ميلاده وذلك عندما
سئل عن صيامه يوم الاثنين، قال إنه يوم ولدت فيه، لأنه يعلم بأن بميلاده ولد
الهدى، فهذا الرجل جدير بأن يحتفل به، وهناك من الاحتفالات الكثير التي يكفي عها
الاحتفال بهذا النبي الإنسان الكامل، والذي ما من خير إلا دل عليه وما من شر إلا
حذر منه، حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم.



فإن
كان الرسول صلى الله عليه وسلم قد مات فإن هذه القيم وهذه الرسالة باقية ما دامت
السموات والأرض، مع اعتقادنا الجازم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حي في قبره
يرزق، وقبره روضة من رياض الجنة تعرض عليه أعمالنا إن وجد خيرا حمد الله وإن وجد
غير ذلك استغفر لنا الله، لحديث أنس (الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون)، ولا شك أن
النعم والمنن والأفضال تستوجب الشكر والفرح، قال تعالى: (قبل بفضل الله وبرحمته
فبذلك فليفرحوا هو ير مما يجمعون).



وما
كان الاحتفال بالمولد إلا استعراضا لسير واستقراءا لقيم وشكرا على منن وتذكرا لنعم
(واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا
وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها).



والاحتفال
بالمولد تعبير عن حبنا لهذا الرسول، والمرء مع من أحب، دون كثير صلاة أو صيام،
حديث الأعرابي الذي سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: متى الساعة؟، قال لهSadماذا
أعددت لها؟). قال ما أعددت لها كثير صلاة ولا صيام غير أني أحب الله ورسوله، قال
له: (المرء مع من أحب)، وليس كم زعم أن حب النبي صلى الله عليه وسلم في اتباعه،
فالأمة لا تخلو من مخطيء وصائب ومذنب وتائب، أما قوله تعالى: (قل إن كنتم تحبون
الله فاتبعوني يحببكم الله) فهذا فيه تفضيل، فالاتباع اتباع إيمان وتصديق لا يقبل
النقص والخلل، وهذا يفسره قوله تعالى: (إن الله لا يغفر أن يشرك به)، مع اتباع عمل
وتطبيق قد يعتريه النقص والخلل، وهذا يفسره قوله تعالى: (قل يا عبادي الذي أسرفوا
على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا)، فالحب غير العمل
وإلا لما كان نعيمان الصحابي ممن يحب الله ورسوله مع المخالفة، وسيدنا عمر رضي
الله عنه لن يكتمل إيمانه مع المتابعة، فإن لم يكن ذلك كذلك كيف يقول الرسول صلى
الله عليه وسلم لسيدنا عمر رضي الله عنه -وهو المتبع والذي إذا سلك فجا سلك
الشيطان فجا غيره- (لم يكتمل إيمانك يا عمر) عندما قال لرسول الله صلى الله عليه
سلم: لأنت يا رسول الله أحب إلي من كل شيء إلا نفسي، قال له: (لا يا عمر، حتى أكون
أحب إليك من نفسك).



ونعيمان
الأنصاري والذي كان يشرب الخمر فيؤتى به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيضربه
بنعاله ويأمره أصحابه فيضربونه بنعالهم، فلما كثر ذلك منه قال له أحد الصحابة،
لعنك الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تلعنوه، فوالله ما علمت إلا أنه
يحب الله ورسوله)، فالاتباع يصححه الحب وليس العكس، والحب مكانه القلب. الحديثان
رواهما البخاري، حديث رقم (6257) ص (2445) والثاني رقم (6398) ص (2489).



هذا
وقد ورد أن الصحابة عظموا شرعه وطبقوه كما عظموا شخصه وأحبوه، قال حسن البصري: لم
يكن أحب إلى بشر ولا أهيب في صدره من رسول الله صلى الله عليه وسلم في صدور أصحابه
رضي الله عنهم.



وفيما
رواه البخاري قال عروة بن مسعود: يا قوم والله لقد وفقدت على كسرى وقيصر والملوك،
فما رأيت ملكا يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمد محمدا، والله ما يحدون النظر إليه
تعظيما له، وإذا توضأ كادوا يقتلون على رضوانه.



لم
يكتف أصحاب محمد بالاتباع وحده، لكنهم أحبوه ووقروه وفدوه بأموالهم وأنفسهم ووصفوه
بأحسن الصفات شعرا ونثرا وامتدحوه وبحضرته بالدفوف، وذلك بقولهم: طلع البدر علينا،
من ثنيات الوداع، وجب الشكر علينا، ما دعى لله داع



وفيما
رواه مسلم عن عائشة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يضع لحسان منبرا في المسجد
يقوم فيه ويقوله له: (نافح عن رسول الله ومعك روح القدس).



فكل
ما نفعله في مناسبة المولد رجاؤنا أن يعبر عن فرحنا وشكرنا القليل لذلك الفضل
الكبير، الرحمة المهداة والنعمة المسداة محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.



وردا
على هؤلاء الذي ما برحوا يسيؤون إلى رسول الله ويشوهون سيرته ويقللون من قدره وذلك
بالرسومات والأفلام والطعن في القرآن، فالواجب علينا أن ندافع عن رسول الله صلى
الله عليه وسلم وبكل وسيلة، وذلك بتطبيق شريعته ونشر دعوته والتبشير بدينه وإظهار
محاسنه وعمل كل ما يدل على محبته، حببوه لأطفالكم بتوزيع الحلوى والملابس واللعب،
ذكروهم بهذه المناسبة وصاحبها حتى ينشؤوا على حب رسول الله صلى الله عليه وسلم
وسيرته ودينه، أظهروا حبه للأعداء لأن حبكم له هو الذي حرك مكامن الحقد والراهية
عندهم.



افرحوا
به واحتفلوا به واذبحوا الذبائح وأنشدوا لمدائح التي تفصح عن سيرته وجهاده
وأخلاقه، وإن كنا قد اختلفنا في الماضي على الاحتفال بمولده فالضرورة اقتضت أن
نجتمع على الاحتفال به والذود عنه وقد تداعت عليه وعلينا الأمم كتداعي الأكلة على
قصعتها لأن الاحتفال به يغيظ الكفار، ولأنه ما تطؤون موطئا يغيظ الكفار إلا كتب
لكم به عمل صالح.



الخليفة
أحمد التجاني أحمد البدوي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مريد صوفي قاسمي
محب نشيط
مريد صوفي قاسمي


عدد المساهمات : 42
نقاط : 9169
التفاعل مع الاعضاء : 1
تاريخ التسجيل : 14/03/2012

الاحتفال بالمولد النبوي الشريف احتفال بقيم وشكر على نعم Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاحتفال بالمولد النبوي الشريف احتفال بقيم وشكر على نعم   الاحتفال بالمولد النبوي الشريف احتفال بقيم وشكر على نعم Emptyالجمعة مارس 23, 2012 8:38 am


مأخــــوذ عـــــن الأمــــــــام ألــــــــغوث

شرعية الاحتفال بعيد المولد النبوي الشريف

يبين هذا المقال شرعية الاحتفال بعيد المولد النبوي الشريف من خلال الكتاب والسنة وأقوال العلماء

إن الاحتفال بذكرى مولد سيد الكونين وخاتم الأنبياء و المرسلين نبي الرحمة وغوث الأمة سيدنا و مولانا محمد صلى الله عليه وآله وسلم من أفضل الأعمال وأعظم القربات، التي فيها تعظيم لشعائر الله تعالى، كما جاء في الذكر الحكيم "ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب"وقد درج سلفنا الصالح منذ القرن الرابع والخامس على الاحتفال بمولد الرسول الأعظم صلوات الله عليه وسلامه بإحياء ليلة المولد بشتى أنواع القربات من إطعام الطعام وتلاوة القرآن والأذكار وإنشاد الأشعار والمدائح في رسول الله عليه الصلاة و السلام، كما نص على ذلك غير واحد من المؤرخين مثل الحافظين ابن الجوزي وابن كثير، والحافظ ابن دحية الأندلسي، والحافظ ابن حجر، وخاتمة الحفاظ جلال الدين السيوطي رحمهم الله تعالى.وألف في استحباب الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف جماعة من العلماء والفقهاء بينوا بالأدلة الصحيحة استحباب هذا العمل بحيث لا يبقى لمن له عقل وفهم وفكر سليم إنكار ما سلكه سلفنا الصالح من الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف وقد أطال ابن الحاج في المدخل في ذكر المزايا المتعلقة بهذا الاحتفال، وذكر في ذلك كلاما مفيدا يشرح صدور المؤمنين، مع العلم أن ابن الحاج وضع كتابه المدخل في ذم البدع المحدثة التي لا يتناولها دليل شرعي.وما ظهر من بعض الجهلة المتطفلين على مائدة العلم من إنكار الاحتفال بذكرى ليلة المولد الشريف، هو من قبيل الجهل المنسوب لصفتهم وينبغي أن يعرض العاقل عن كلامهم ولا يلتفت إليه مطلقا لأنه صادر عن جهل منهم بقواعد العلم المعتبرة عند الأئمة، إضافة إلى فساد ضميرهم وضعف عقيدتهم. قال خاتمة الحفاظ جلال الدين السيوطي في كتابه "حسن المقصد في عمل المولد الذي ألفه في استحباب الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، قال رحمه الله تعالى بعد سؤال رفع إليه عن عمل المولد النبوي في شهر ربيع الأول ما حكمه من حيث الشرع ، وهل هو محمود أو مذموم ، وهل يثاب فاعله ؟ قال:" والجواب عندي أن أصل عمل المولد الذي هو اجتماع الناس وقراءة ما تيسر من القرآن ورواية الأخبار الواردة في مبدإ أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وما وقع في مولده من الآيات ثم يمد لهم سماط يأكلونه و ينصرفون من غير زيادة على ذلك هو من البدع الحسنة التي يثاب عليها صاحبها، لما فيه من تعظيم قدر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وإظهار الفرح والاستبشار بمولده الشريف، وقد كان الملك المظفر يعتني بإقامة المولد النبوي بالطعام وغيره، ويحضره أعيان العلماء الصوفية فيكثر الصدقة في يوم الاحتفال، ويعمل للصوفية سماعا من الظهر إلى الفجر وقد مات رحمه الله تعالى وهو محاصر للنصارى في مدينة عكا أثناء الحملة الصليبية سنة ثلاثين وستمائة، وكان هذا الملك شهما شجاعا بطلا عالما عادلا رحمه الله تعالى وقد صنف له الحافظ أبو الخطاب بن دحية، مجلدا في المولد النبوي سماه التنوير في مولد البشير النذير وهو من أوسع الكتب المؤلفة في المولد النبوي وقد رد السيوطي على من قال :"لا أعلم لهذا المولد أصلا في كتاب ولا سنة" ، بقوله:" نفي العلم لا يلزم منه نفي الوجود مبينا أن إمام الحفاظ أبا الفضل ابن حجر رحمه الله تعالى قد استخرج له أصلا من السنة ، واستخرج له هو - يعني السيوطي- أصلا ثانيا موضحا أن البدعة المذمومة هي التي لا تدخل تحت دليل شرعي في مدحها أما إذا تناولها دليل المدح فليست مذمومة روى البيهقي عن الشافعي رضي الله تعالى عنه قال :" المحدثات من الأمور ضربان : أحدهما أحدث مما يخالف كتابا أو سنة أو أثرا أو إجماعا فهذه البدعة الضلالة، والثاني ما أحدث من الخير لا خلاف فيه لواحد وهذه محدثة غير مذمومة. وقد قال عمر بن الخطاب في قيام شهر رمضان نعم البدعة هذه، يعني أنها محدثة لم تكن، وإذا كانت فليس فيها رد لما مضى هذا آخر كلام الشافعي. قال السيوطي:" وعمل المولد ليس فيه مخالفة لكتاب ولا سنة ولا أثر ولا إجماع ، فهي غير مذمومة كما في عبارة الشافعي وهو من الإحسان الذي لم يعهد في العصر الأول ، فإن إطعام الطعام الخالي عن اقتراف الآثام إحسان، فهو إذن من البدع المندوبة كما عبر عنه بذلك سلطان العلماء العز ابن عبد السلام" وأصل الاجتماع لإظهار شعار المولد مندوب وقربة، لأن ولادته أعظم النعم علينا والشريعة حثت على إظهار شكر النعم، وهذا ما رجحه ابن الحاج في المدخل حيث قال :"لأن في هذا الشهر من الله تعالى علينا بسيد الأولين والآخرين، فكان يجب أن يزاد فيه من العبادات والخير وشكر المولى على ما أولانا به من النعم العظيمة" والأصل الذي خرج عليه الحافظ ابن حجر عمل المولد النبوي هو ما ثبت في الصحيحين من أن النبي صلى الله عليه وسلم قدم المدينة فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء فسألهم فقالوا هذا يوم أغرق الله فيه فرعون ونجى موسى فنحن نصومه شكرا لله تعالى، قال الحافظ:" فيستفاد منه فعل شكر الله على ما من به في يوم معين من إسداء نعمة أو دفع نقمة، ويعاد ذلك في نظير ذلك اليوم من كل سنة، والشكر يحصل بأنواع العبادات كالسجود والصيام والصدقة والتلاوة، وأي نعمة أعظم من نعمة بروز هذا النبي نبي الرحمة في ذلك اليوم ويؤكد الحافظ ابن حجر على ما ينبغي أن يعمل في الاحتفال فيقول:" فينبغي أن نقتصر فيه على ما يفهم الشكر لله تعالى من نحو ما تقدم ذكره من التلاوة والإطعام وإنشاد شيء من المدائح النبوية والزهدية المحركة للقلوب إلى فعل الخير والعمل للآخرة وما كان مباحا بحيث يقتضي السرور بذلك اليوم لا بأس بإلحاقه به" ، هذا آخر كلام أمير المؤمنين في الحديث الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى أما الإمام السيوطي فالأصل الذي ذهب إلى تخريجه عليه، هو ما أخرجه البيهقي عن أنس أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم عق عن نفسه بعد النبوة، مع أنه قد ورد أن جده عبد المطلب عق عنه في سابع ولادته، والعقيقة لا تعاد مرة ثانية، فيحمل ذلك على أن الذي فعله النبي عليه السلام إظهار للشكر على إيجاد الله تعالى إياه رحمة للعالمين، وتشريع لأمته، كما كان يصلي على نفسه لذلك فيستحب لنا أيضا إظهار الشكر بمولده بالاجتماع وإطعام الطعام ونحو ذلك من وجود القربات وإظهار المسرات. ونقل السيوطي عن إما م القراء الحافظ شمس الدين ابن الجزري من كتابه عرف التعريف بالمولد الشريف قوله:" إنه صح أن أبا لهب يخفف عنه العذاب في النار كل ليلة اثنين لإعتاقه ثويبة عندما بشرته بولادة النبي عليه الصلاة والسلام. فإذا كان أبو لهب الكافر الذي نزل القرآن بذمه جوزي في النار بفرحه ليلة مولد النبي عليه السلام، فما حال المسلم الموحد من أمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم يسر بمولده ويبذل ما تصل إليه قدرته في محبته لعمري إنما يكون جزاؤه من الله الكريم أن يدخله بفضله جنة النعيم. وأنشد الحافظ شمس الدين الدمشقي في كتابه المسمى مورد الصادي في مولد الهاـدي"

إذا كـــان هذا كافرا جاء ذمه وثبت يداه في الجحيم مخـــــلدا

أتى أنه في يوم الإثـــنين دائما يخفف عنه للسرور بأحمـــــدا

فما الظن بالعبد الذي طول عمره بأحمد مسرورا ومات موحــــدا

فهذه أخي القارئ بعض قليل مما كتبه الأئمة الحفاظ في استحباب إحياء ذكرى المولد الشريف، لا يبقى معها أي شك في ثبوت جهالة من يعارض مشروعية الاحتفال بالمولد مع أنه تجدر الإشارة إلى أن الاحتفال له معاني جد سامية وخصوصا في تعريف الناشئة سيرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقدره العظيم الذي بات الكثير يجهله تماما. نسأل الله أن يعرفنا بقدر نبينا خاتم الأنبياء والمرسلين ويجعل حبه ساكنا في سويداء قلوبنا وممتزجا بأرواحنا وأبداننا حتى ننال شفاعته والقرب منه يكون أسعد الناس من نال القرب منه في عرصات القيامة إنه سميع مجيب.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الاحتفال بالمولد النبوي الشريف احتفال بقيم وشكر على نعم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الملتقى الصوفى للنور المحمدى :: ๑۩۩۩۩ ملتقى العرفان الصافى المصفى ۩۩۩۩๑ :: ๑۩ الصوفية رحلة وجد وشوق ۩๑-
انتقل الى: