وانذر عشيرتك الأقربين...

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه

ليس الشرف ان تكون شريفا قرشيا ولكن الشرف ان تكون عبدا تقيالا ضيم ان مسألة النسب لها واقعها المؤثر في النفس كأن تفخر بما

اتصفت به القبيلة التي تنتمي اليها وباعها الطويل عبر التاريخ وما اشتهرت به مكارم وبطولات كان لها اثرها البالغ في رفع راية لا اله الا

الله محمد رسول الله.

ولكن لنقف ولو لثوان قليلة لنسترجع ما فعله اجدادنا السابقون وكيف سخرهم الله سبحانه وتعالى من بعد نبيه الصادق الأمين صلى الله عليه

وآله وصحبه وسلم ليكونوا في خدمة هذا الدين الذي هو عصمة امرهم وبسببه رفع الله سبحانه وتعالى ذكرهم وشأنهم ونسأل الله جل في علاه

ان يرزقنا ايمانهم واخلاصهم في العمل لما يحبه ويرضاه.

لنسأل انفسنا هل هم فعلوا ما فعلوه لنصرة الدين من اجل ان يفخر به احفادهم من بعدهم ام لأنهم اخلصوا القول والعمل لله تعالى.

ان من الواجب علينا ان نحذوا حذوهم ونتأثر بهم عملا لا نسبا خاصة واننا احفاد من احفاد لهم حيث انهم كانوا صوامين قوامين لله يرجوا

الواحد منهم ان يتقبل الله منه عمله ليأمن وينجوا من النار.

آن الآوان لنصحوا من غفلتنا التي تكاد ان تهلكنا اذ لا ينفع المرء يومئذ حسبه ونسبه وانما ما قدمت يداه في دنياه .

من منا ينكر ان قضية التفاخر بالأنساب هي من الأمور المنتنه كما جاء في الحديث الشريف كما انها من امور الجاهلية الأولى قبل الإسلام

وما نراه اليوم شائعا وذائعا بين الناس ماهو الا بمثابة نداء لإحياء بعضا من امور الجاهلية الأولى التي اندثرت بظهور هذا الدين الذي اعزنا

الله به ولا عزة لنا الا به كما قال الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

هل الشقي القرشي افضل عند الله من الأعجمي التقي؟ بالتأكيد الجواب لأ....

انه لا خيار لنا الا ان نلقي بهذه الترهات من خلفنا وان نجعل لنا حظا من القرآن الكريم ولو لدقائق معدودات كل يوم .

فهذا هو الذي كان يصنعه اباءنا واجدادنا الأولين ونحن اولى بهم من غيرنا من عامة الناس ان نتخذ خطاهم ونسير على نهجهم وهداهم الذي

اخذوه عن سيد البشر صلى الله عليه وسلم.

وما يضحكني قليلا ويبكيني كثيرا مدى حرص البعض من اخواننا الذين نزح اجدادهم من بلدان غير عربية وحتى العربية منها وهم من عوام

الناس على ان يصبح منتميا الى احدى القبائل سواء من قريش او غيرها من القبائل ويقحم نفسه في امر ليس منه منفعة في الدنيا ولا في

الأخرة وهو يعلم تماما انه لا صلة له اصلا بأي من القبائل ضاربا بعرض الحائط ما جاء في الحديث الشريف عمن انتسب الى غير ابيه.

فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم وهو من هو بمنزلته وقدره عند الله سبحانه وتعالى بأنه احب خلق الله اليه لا يغني عنا من الله شيئا وقد

قالها لإبنته الزهراء رضي الله عنها ولعمه العباس ابن عبد المطلب رضي الله عنه وغيرهم ممن ذكرت اسمائهم في الرواية حينما نزلت عليه

(وانذر عشيرتك الأقربين) سوى الشفاعة التي وعده الله سبحانه وتعالى بها والتي نسأل الله سبحانه وتعالى ان نكون ممن تشملهم فما اهمية

ان تكون شريفا قرشيا او عبدا حبشيا .

وما كانت وصية النبي محمد صلى الله عليه وسلم بمحبة آل بيته وعترته سلا م الله عليهم الا لأمر لا يعلمه الا الله .

ولكن لو اجتهدنا قليلا وقسنا هذا الأمر على انفسنا هل نجد انفسنا نحب من احب ابنائنا واحفادنا ونبغض من يبغضهم بالتأكيد نعم فكيف هو

الحال اذا بمن هم احفاد له صلى الله عليه وسلم وقد اوصى بهم خيرا.

فكيف يتجرأ هؤلاء بأن ينسلخوا من انسابهم ليطمعوا ان يكونوا من آل بيت رسول الله وعترته سلام الله عليهم .

ما هو الدافع الذي يجعلهم يتسابقون على فعلة تكون سببا في لعنهم في الدنيا والأخرة والعياذ بالله.

هل يظن هؤلاء ان آل البيت غير مسئولون يوم القيامة وانهم لا يحاسبون كباقي خلق الله من الناس.

بل وجب ان يكونوا القدوة في كل شيء اي ان المهمة عظيمة ان تكون شريفا وليس كما يعتقده الكثير

(كل امرئ بما كسب رهيـــن)

[right]
[right]فالله الله بالتقوى هي الشرف بعينه لمن كان يبحث عنه .

[/right][/right]

فهذا ابو لهب
وهذاعمرو ابن هشام
والعاص ابن وائل
والوليد ابن المغيره
وامية ابن خلف
وغيرهم ممن كفروا كلهم في النار فبماذا نفعتهم السيادة والشرف وهم من هم في قومهم آنذاك.

ارجوا من اي كان ان ينتبه في تصرفاته وتعاملاته

ومن يدعون الشرف والله عالم بنسبهم

وصل اللهم على سيدنا ومولانا محمد وعلى اله وصحبه وسلم

سيدي الهدهد السليماني

ما احوجنا لكلماتك هذه خاصة سيدي ..ولاننا في هذه الايام نري الكثير ممن يتفاخرون بانسابهم

ونسوا قول النبي صلي الله عليه وعلي اله وصحبه وسلم ..من ابطأ به عمله لم يسرع به نسبه

ونسوا ايضا انه قال صلوات ربي وسلامه عليه ...لبضعته وحبيبته الزهراء رضوان الله عليها

اعملي يا فاطمة فأني لا اغني عنكي من الله شيئا ...صدق الحبيب رسول الله صلي الله عليه وعلي اله وصحبه وسلم

سامحني سيدي علي ما اضفت ولكن موضوعكم اثار شجونا من امور نراها ونعاني منها كثيرا

جزاك الله عنا خير الجزاء وبارك الله فيك

بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيك سيدى الهدهد . وجزاك خيرا فمساهماتك غالبا ما تاتى فى الصميم .
و الموضوع الذى اثرته ذو شجون . و موضوع شائك . ان أئمة ال البيت كانوا ائمة المتقين فى كل عصر يتعلم الناس فى مدرستهم النبوية الاخلاق و الادب و السنة و القرآن اضافة الى العلم . و اما فى هذا العصر فدعوة لا حول و لا قوة الا بالله العلى العظيم . تنبأك عما أعنى..
و ما أبرئ نفسى ان النفس لأمارة بالسوء الا ما رحم ربى.
اكرر احترامى و تقديرى لشخصكم الكريم