ماذا تعرف عن التوبة

ترى ماذا يفعل المرء بعد ان يفيق من غفوته و يندم على مافات من بعده عن الله ؟
الاجابة فالخطوة الاولى هى التوبة فورا دون ابطاء و عدم تاخيرها لانك لا تدرى ايمهلك العمر ام لا. و الان ماذا يجب ان تعرف عن التوبة . هناك عدة نقاط نلخصها فيما يلى و الله الموفق و المستعان :
1- التوبة شرعا تعنى العودة من :
معصية الله الى طاعته - من المذمومات شرعا الى المحمودات شرعا - من الغفلة عن الله الى المراقبة لله - من حالة ان تطلق نفسك على هواها الى حالة كبح الجماح و المجاهدة للنفس لتسير طوعا لما امر به الله - و تعنى العودة من البعد عن الله الى القرب من الله .
2- ما هى شرائط التوبة :
التوبة من الذنوب التى بينك و بين الله و لم يكتنفها معصية او ذنب يتعلق بحقوق الخلق لها ثلاثة اركان او شروط :
الندم و هو معظم التوبة و هو الدافع القوى لها كما قال النبى : الحج عرفة بالرغم من ان فى الحج اركان اخرى فقصة ادم فى القران تتحدث عن التوبة بمعنى الندم - الركن الثانى الاقلاع عن الذنوب فورا بمعنى انه حتى لو جاءك وارد التوبة فى وسط ذنب انت فاعله فلا تتمم الذنب و اقطعه و تب الى الله - الركن الثالث هو النية لله و العزم على عدم العودة للذنوب .
هناك نقطة مهمة يجدر الاشارة اليها ان التوبة تجوز شرعا من ذنب دون ذنب اخر و لكن بالنسبة للسالك فى طريق الله فوجبت التوبة من جميع الذنوب .
الركن الرابع و هو لا يتوجب الا اذا كانت هناك ذنوب تتعلق بحقوق العباد او معاصى و هذا الركن هو اعادة الحق الى صاحبه ما امكن ذلك و الا ان نستحل من الذنب بالوسائل الشرعية بشرط ان لا يمكن اعادة الحق لصاحبه كان يكون قد توفى مثلا او ان يسبب اعادة الحق لضرر اكبر مثل من زنى مثلا بامرأة فاذا ذهب لوليها ليستحله من الممكن ان يقتل و نستعيض عن ذلك توجهين الى الله بصدق بالتصدق عن صاحب الحق و الدعاء له و هبة حسنات اعمال او قراءة قرآن له و الله سيرضى هذا الخصم بفضله و كرمه و منه بشرط اخلاصك فى التوبة .
3- متى و على من تجب ؟؟؟؟؟:
لكل ذى ذنب فورا و لمن لم يعلم لنفسه ذنبا فانه يتوب الى الله عبودية و طاعة و فى حق الكاملين تجب دائما و ابدا لأنها ترقى فى الدرجات مثل حال النبى صلى الله عليه و سلم و قد غفر له ما تقدم من ذنبه و ما تاخر و لكن قال علية السلام : ايها الناس توبوا الى الله فانى اتوب فى اليوم مئة مرة و كان يعد له فى المجلس الواحد اكثر من سبعين مرة استغر الله و اتوب اليه .
4 - مم يتوب المرء :
توبة كل امرء حسب درجته ( التدرج من الاسلام ثم الى درجات الايمان و بعدها درجات الاحسان التى لا نهاية لها ) . فالعاصى يتوب من الذنوب - الاعلى منها درجة ان يتوب من العمل لغير الله - ثم التوبة عن العمل الذى يتم طلبا للثواب او خوفا من العقاب - و الاعلى من ذلك درجة توبته من الغفلات - و الاعلى درجة مما سبق يتوب عن رؤية انه اصبح معدودا من فقراء الزمان او انه على درجة من الولاية - و اعلى من ذلك درجة ان تتوب من طلب القرب من الله بطاعته فوجب ان يكون العمل لوجه الله بلا علة حتى لو كانت العلة طلب القرب من الله بعملك لماذا ؟ لأنك عبده سواء قربك او ابعدك - وتوبة الكاملين من كل ما سوى الله - و لما كانت حسنات الابرار سيئات المقربين فكلما ترقيت درجة و جدت دقائق من الشوائب ( او العلل ) تكتنف عملك الذى عملته قبل ترقيك فتتوب من ذلك .
و فى النهاية فان من يتوب يرفعه الله الدرجات و لذلك فالتوبة للكاملين ترقى فى الدرجات و لذلك فهى مطلوبة للجميع و ليس للعصاة و المذنبين كما يعتقد الناس . و الموفق فى ذلك هو الله لان وارد التوبة ياتى برحمات من الله تجعل العبد يندم فيتوب و يعتذر الى الله فيقبل الله عذره بفضله و يبدل بعده بفضله السيئات حسنات للمخلصين فى توبتهم و هذه التوبة تسمى التوبة النصوح اى النقية التى ليس بها شوائب ( من العربية لغة نصح العسل اذا كان نقيا بلا شوائب) . و الله الموفق ( ربنا اغفر لنا ذنوبنا و اسرافنا فى امرنا و ثبت اقدامنا و انصرنا على القوم الكافرين - ربنا اغفر لنا و لاخواننا الذين سبقونا بالايمان و لا تجعل فى قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا انك رءوف رحيم ) . ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا او اخطأنا ربنا و لا تحمل علينا اصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا و لا تحملنا ما لا طاقة لنا به . واعف عنا و اغفر لنا و ارحمنا . انت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين . و اخر دعوانا ان الحمدلله رب العالمين