هاته الابيات من قصيدة الرائية للامام الشريشي رضي الله عنه
ولا تقْدِمَنَّ قبل اعتقادك أنـّـــه مُـرَبٍّ ولا أوْلى منه في العصــــر
فإنّ رقيب الالْتِفَاِت لغيـــــره يقـول لمحبوب السراية لا تَسْــــرِ
وإنْ تَسْمُ نحو الفقر نفسُك فاطرح هواها وجانبه مجانبة الشّــــــرّ
وضَعْهَا بحِجْر الشيخ طفلا فما لها خروجٌ بلا فَطْم عن الحِجْر والحَجْــر
ومن لم يكن سَلْبُ الإرادة وصْفَـه فلا يَطمعَنَّ في شَمِّ رائحة الفقــــر
ولا تعترضْ يوما عليه فإنّـــه كفيـل بتشتيت المريد على هجــــر
ومنْ يعترضْ والعلم عنه بمعـزل يرى النقصَ في عين الكمال وما يدري
ومنْ لم يوافقْ شيخَه في اعتقـاده يَظَلُّ منَ الإنكار في لهب الجمــــر
فذو العقل لا يرضى سواه وإن نأَى عن الحقّ نأْيَ الليل عن واضح الفجـر
ولا تعرفنَّ في حضرة الشيخ غيره ولا تملأنَّ عينا من النظر الشـــزر
ولا تنطقنَّ يوما لديه فإنْ دعـــا إليه فلا تعدل عن الكَلِمِ النَّـــــزْرِ
ولا ترفعوا أصواتكم فوق صوتـه ولاتجهـروا جَهْرَ الذي هو في قَفْــرِ
ولا تقعُـدنَّ قُدّامه متربّعـــــا ولا باديًا رِجْلاً فبادر إلى السّتــــر
ولا باسطاً سجّادة بحضــــوره فلا قصد إلاّ السّعي للخادم البــــرّ
وسجّادة الصـوفيّ بيت سكونــه ولا وكر إلاّ أنْ يطير عن الوكــــر
وفِرَّ إليه في المهمّات كلّهــــا فإنّك تلقى النصر في ذلك الفــــرّ
ولا تكن ممّن يُحْسِنُ الفعلَ عنـده فيفسـد إلاّ أن يفرّ إلى السكـــــر
ومَنْ حـلّ مِنْ صِدْقِ الإنابة منـزلا يرى العيب في أفعاله وهو مستتــر