ابوحامد مشرف
عدد المساهمات : 239 نقاط : 9269 التفاعل مع الاعضاء : 4 تاريخ التسجيل : 24/08/2012 العمر : 45 الموقع : برهانى مصرى
| موضوع: درك الحقيقة و كشفها الأربعاء أكتوبر 03, 2012 11:31 pm | |
| [size=21]غالبا ما يتبادر إلى الذهن أن هناك فاصلة و انفصال بين الإنسان و حقيقة الوجود ، أو ما بين المادة و الطاقة ، أو بعبارة أخري ما بين البشر و الخالق، لكن في الأصل ليست هناك فاصلة ، بل أن عدم وجود الموافقة و عدم توحّد السطحية هو الباعث في إيجاد الفواصل المجازية و جعل المعرفة الواقعية أمرا غير ممكن . الإنسان بفطرته صاحب موافقة واعتدال وجودي ، و لكن بدليل وجود المحدوديات الفرضية التي نسبها لجسمه و فكره فإنه صار عاجزا عن معرفة هويته الحقيقية على ما هي عليه . الإنسان عاجز في محدوديته الحالية عن درك الحقيقة و كشفها . من أجل كشف و درك حقائق أعلى من الحدود الحسية نحتاج إلى طاقات أعلى و أرفع من الحواس و القوى العادية الأمر الذي يعجز الإنسان عن دركه إثر استعمال الحواس في المحدودية ... يسميه و يظن أنه غير مسموع و غير مرئي ، و بناء على قانون المحدودية يسعى لنفيه و عدم اعتباره . غير أن المشكلة هي عدم وجود الموافقة . كل واحدة من الحواس الإنسانية صاحبة استعداد خاص و هي قادرة على تشخيص و إدراك النور و الصوت و الرائحة و الحرارة. و لكن ما نجرّبه نحن إثر استعمال حواسنا و نسميه نورا أو صوتا أو رائحة أو حرارة و ما إلى ذلك، ما هو في الأصل إلا أمواج ذات أطوال مختلفة . الأمواج العالية تظهر بصورة سخونة و حرارة ، و الأمواج القصيرة بصورة صوت و نور . تظاهرات الطاقة في هاته الأطوال المختلفة تظهر و تتجلى بنسبة استعداد و قدرة التقاط كل واحدة من الحواس المخصوصة . غير أن أصل الطاقة ، أو بعبارة أخرى، أصل القابلية ثابت لا تغير فيه. نحن ، و بعلة استخدام الحواس في المحدودية ، لسنا قادرين على تجربة إلا قسم ضئيل من تلك الطاقة المطلقة . يمكننا الحصول على الموافقة عن طريق جمع القوى و تمركزها في مركزية أنا ، و بعبارة أخرى الرجوع إلى العقدة الحياتية في القلب ، يعني تلك النقطة و المركز الذي أظهرت الحياة نفسها فيه لأول مرة في مرتبة الإمكان . تمركز القوى في مركزية القلب هو الذي يوجب الموافقة اللازمة و الهزة الحياتية . على سبيل المثال ، كما أننا نقدر على إزاحة الصخور التي تسدّ الطرقات بتسليط آلات الجرّ على مركز ثقلها ، فإننا نستطيع ، بجمع و تمركز القوى في مركزية أنا ، على كسر حائط المحدودية و الحصول على الموافقة حتى يصير الإنسان قادرا على درك و كشف جهاته اللطيفة . بناء على تعاليم العرفان، فإننا نستطيع ، باستعمال طرق خاصة ، من قبيل التمركز و الذكر ( تذكر جمال وجه الحبيب) و الصلاة ، أن نجمع و نركز قوانا و طاقاتنا، و أن نحصل على الموافقة الفطرية الموجودة فينا ، حتى نعرف جهاتها اللطيفة و نستفيد من التعادل و التوازن في حياتنا. [/size] | |
|