الملتقى الصوفى للنور المحمدى
عزيزى الزائر عزيزتى الزائرة يرجى التكرم بتسجيل الدخول اذا كنت عضومعنا
او التسجيل معنا ان لم تكن عضو وترغب فى الانضمام الى اسرة المنتدى

سنتشرف بتسجيلك

شكرا لك
ادارة المنتدى
الملتقى الصوفى للنور المحمدى
عزيزى الزائر عزيزتى الزائرة يرجى التكرم بتسجيل الدخول اذا كنت عضومعنا
او التسجيل معنا ان لم تكن عضو وترغب فى الانضمام الى اسرة المنتدى

سنتشرف بتسجيلك

شكرا لك
ادارة المنتدى
الملتقى الصوفى للنور المحمدى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الملتقى الصوفى للنور المحمدى

الملتقي الصوفي للنور المحمدي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 المقامات السنية للسادة الصوفية ( مقام التوبة )

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
المحبة للمصطفى
المدير العام
المدير العام
المحبة للمصطفى


عدد المساهمات : 5852
نقاط : 33698
التفاعل مع الاعضاء : 15
تاريخ التسجيل : 18/09/2010
العمر : 74
الموقع : النور المحمدى

المقامات السنية للسادة الصوفية ( مقام التوبة ) Empty
مُساهمةموضوع: المقامات السنية للسادة الصوفية ( مقام التوبة )   المقامات السنية للسادة الصوفية ( مقام التوبة ) Emptyالأحد أكتوبر 21, 2012 6:14 pm



من كتاب المقامات السنية للسادة الصوفية

لمؤلفه الولي الكبير والمربي الشهير سيدي محمد وفا بحر الصفا قدس الله سره العظيم

مقام التوبة

التوبة: هي ترك وحدة النسيان

حقيقتها: تجريد النفس عن رعونات الطبع بواسطة تقبيح المخالفات الشرعية.

غايتها: رفض كل نسبة أضيفت لفاعل معتل.

الشرح:

بدأ المصنف قدس الله سره مقاماته المائة بمقام اليقظة ثم التقوى ثم التوبة، ولم يجعل التوبة أولا، كما يخيل للبعض، لأن التوبة لا تأتي دون يقظة إذ كيف يعزم على العمل من كان غارقا في النوم.

" التوبة: هي ترك وحدة النسيان"

التوبة بلسان اللغة: الرجوع. كقولك تاب فلان أي رجع.

وبلسان الشرع: الرجوع عما كان مذموما في الشرع الى ما هو محمود في الشرع.

وبلسان الحقيقة: أن ترى تقصيرك في توبتك.

أو أنها: الرجوع عن كل فعل قبيح الى كل فعل مليح. وهو تعريف الشريعة للتوبة

أو أنها: الرجوع عن كل وصف دني الى التحقق بكل وصف سني. وهو تعريف الطريقة للتوبة.

أو أنها: الرجوع عن شهود الخلق الى الاستغراق في شهود الحق. وهو تعريف أهل الحقيقة للتوبة.

ومهما عرفت التوبة لا ينتهي وصفها لأنها شعور واحساس يدفع التائب الصادق الى أعلى المراتب وهي رتبة المحبة ( إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ) [البقرة: 222]، أي أنه سبحانه وتعالى قرن ازالة الأدران المعنوية- بالتوبة- والحسية-بالطهارة- قرنهما كلاهما بالمحبة الالهية.

اذا علمنا ذلك، فينبغي لكل انسان أن يتوب امتثالا للأمر الالهي (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) [النور: 31].

وفي هذه الآية الكريمة من النقاط ما لا ينبغي تجاهله:

· منها أن التوبة فرض في كل نفس من أنفاس الانسان، لأنها جاءت بصيغة الأمر (توبوا).

· أن التوبة لا يتقنها الا أهلها وهم المؤمنون، فكم من تائب لم تقبل توبته لقلقلة لسان وتبجح على الخالق وايهام للخلق بحسن الخلق.

بمعنى أن غسيل الذنوب بالتوبة لا يقوى عليه إلا من داخل الإيمان قلبه، وأذنب ذنبا أوجب له البعاد عن حضرة الله تعالى.فعرف بذلك طعم الذنب، وأدرك ذله وهوانه، وعرف أن الأعداء الذين يحوطون به نفسه، وشيطانه، ودنياه، وقرناء السوء الذين يصاحبهم، همهم المكائد ونصبها، وإيقاع الناس بها، وأيقن أن له ربا يأخذ بالذنب، ويحميه من كيد أعدائه، ويغفر له ذنبه إن تاب، ويكرر غفرانه عليه ولو توالى اقتراف الذنوب ما لا يحصى من المرات. عندها يلتجئ إلى الله تعالى تائبا إليه من ذنبه، راجيا غفران ربه، متمنيا لو زهقت روحه قبل ارتكاب ما ارتكبه. عندها فقط يقبله الله تعالى ويغفر له ويفرح بتوبته.

· أن التوبة يقابلها الفلاح في الدنيا والآخرة، كقرينة السبب بالمسبب. وبالتالي فكل من يذنب ولا يتوب فهو في الدنيا والآخرة من الخاسرين. انظر الى قوله تعالى (وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) [الحجرات :11]

· كلمة "لعل" في الآية الكريمة دليل عل الانكسار والترجي والخضوع، والتمني العميق لحصول المغفرة والفلاح والقبول. وهذه الأمور ينبغي أن يتحلى بها التائب، فلا توبة مع تعالٍ على الله تعالى، أو اجبار له على القبول، اذ ليس قبولها على تعالى بواجب، بل هو محض فضل منه سبحانه وتعالى، وليس للعبد من التوبة شيء، لكن التوبة لله تعالى على العبد، فان تاب عليه تاب العبد، قال تعالى (ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ التَّوَّابُ ) [لتوبة 118].

· وهذه الآية من سورة النور، وكأنها اشارة من الحق سبحانه وتعالى أن التوبة نور يقذفه الله تعالى في قلب المؤمن لكي يسترجع غفلته ويتوب منها، وبالتالي يزداد قلب المؤمن إشراقا لتلقي النور الإلهي، فالتوبة بها البداية وبها النهاية، أي أنها تلازمه في سيره وسلوكه إلى الله تعالى ملازمة الظل لصاحبه، فكل ذنب يحتاج لتوبة تمحوه، وكل طاعة إن أورثت العز تحتاج لتوبة، وهكذا يفعل في كل خاطر وفي كل نفس حتى يتعرف على الله تعالى، ويشهده في كل وجهاته، عندها يتذكر الإنسان ويقول بلسان قلبه وبسره (هذا أنت، أعرفك من زمن) أي تذكره بعد نسيان، وشهده بعد انحجاب، وواصله بعد انقطاع.وسبب ذلك كله أن الذنوب طمست البصيرة فانقطعت عن القلب أنوار الحق وعندما تاب العبد، أزال تلك الموانع والعوائق التي تحول بين تعرفه على الله وبينه.هذه الذنوب هي التي توجب البعد والحجاب والنسيان، وهي بتراكمها على مر الأيام والإصرار عليها تورث الران والحجاب، كما في الحديث الشريف عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (إن المؤمن إذا أذنب كانت نكتة سوداء في قلبه) [سنن ابن ماجه ج:2 ص:1418] وبالتالي لا يعلم قلب العاصي أن الطاعة طاعة والمعصية معصية، فهو لا يحل حلالا ولا يحرم حراما.

فإذا منَّ الله تعالى عليه بتوبة، أمحى أثر الذنوب من القلب وتذكر القلب قرب عهده بالرب، وتآلف أنوار الحق تعالى وطبيعة القلب، وهي تفسير لقول المؤلف (ترك وحدة النسيان) أي ترك لموجبات النسيان وهي الذنوب التي تنسي القلب طبيعته النورانية، والإنسان خواصه الإنسانية.

ثم يقول سيدي محمد وفا قدس الله سره "وحقيقتها" أي ما يجعل للتوبة واقعا ملموسا نميز فيه بين مدعي التوبة والتائب (تجريد النفس عن رعونات الطبع بواسطة تقبيح المخالفات الشرعية) وبالتالي لكي تقول أن فلانا من الناس تائب، انظر لوقوفه عند الأمر والنهي، ولمجاهدته لنفسه، فان وقف على الأمر والنهي واجتنب ظاهر الإثم وباطنه، وحلل الحلال وحرم الحرام، وجاهد نفسه حق جهادها على يد مرب معلم مرشد ناصح خبير بآفات النفوس وعيوبها، فهذا هو التائب بعينه، تجده يتحرى ويدقق في كل فعل من أفعاله، ومدى مطابقتها للكتاب والسنة، فان وجد خيرا حمد الله تعالى وان وجد شرا تاب واستغفر بقلبه ولسانه وعزم على ألا يعود وندم على مخالفاته أشد الندم عندها يجلى أثر الندم من قلبه كما ورد في الحديث الشريف عن أبي عبيدة بن عبد الله عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( التائب من الذنب كمن لا ذنب له ) [سنن ابن ماجه ج:2 ص:1419]


يتبع ان شاء الله
.............
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
المحبة للمصطفى
المدير العام
المدير العام
المحبة للمصطفى


عدد المساهمات : 5852
نقاط : 33698
التفاعل مع الاعضاء : 15
تاريخ التسجيل : 18/09/2010
العمر : 74
الموقع : النور المحمدى

المقامات السنية للسادة الصوفية ( مقام التوبة ) Empty
مُساهمةموضوع: رد: المقامات السنية للسادة الصوفية ( مقام التوبة )   المقامات السنية للسادة الصوفية ( مقام التوبة ) Emptyالأحد أكتوبر 21, 2012 6:15 pm



وشروط التوبة كما جاءت في كتب الشريعة هي

1. الاستغفار

2. الندم: وهو شرط لازم للتوبة، ويكفي بمفرده، كما قال صلى الله عليه وسلم (الندم توبة)، والنادم تائب وان لم يستغفر، وحقيقة الأمر أن الندم ثمرة من ثمار التوبة النصوح، اذ كثير من الناس يستغفرون باللسان دون الانكسار بالخبان وهو الندم وهو المعول عليه بالاستغفار وبالتالي توبتهم واستغفارهم قلقلة لسان لا معنى لها ولا حقيقة.وأشرف الندامة تلك التي تمنع العبد من أن يرجع إلى ما خرج عنه من القبائح.

3. العزم على ألا يرجع: بمعنى ترك الإصرار الذي هو قفل باب النجاة ومدخل باب الهلاك، فمتى ما استغفر العبد وأقلع وعزم على عدم العودة لم يكن مصرا ولو عاد في اليوم سبعين مرة. وان اتخذت ذنبك حرفة فاتخذ التوبة حرفة أيضا، لعلك تموت على توبة قبل أن تعود إلى الذنب.

4. ترك قرناء السوء: الأقرب فالأبعد، فالضرر لا يأتي من الأبعد بمقدار ما يأتي من الأقرب، وبالتالي ترك النفس وحظوظها، ووساوس الشيطان وأفكاره، وترك الصحبة السيئة التي تزود الفرد بأفكار مستحدثة في شتى فروع المعاصي، الفكرية والبدنية.

5. رد المظالم إلى أهلها: سواء بالاستسماح منهم، أو إعطائهم حقوقهم ولو في أدنى كلمة قلتها في حقهم، وان لم تقدر على ذلك، وأغلب ذنوبنا في حقوق الناس الغيبة والنميمة، فاقرأ الفاتحة والاخلاص والمعوذتين واجعلهما في صحيفة أعمال الذي اغتبته علك أن تذهب سيئتك بهذه الحسنة، فالحسنات يذهبن السيئات.



كلمات في التوبة

· قيل: (من كان يذنب عشرة ذنوب ثم تاب عن تسعة، وبقي على العاشر فليس بتائب) في الحقيقة هذه وجهة نظر لأحد الصالحين، ولكن وجهة نظري أننا في مقام وهم في مقام، فنحن تلطخنا بالذنوب والمعاصي ووجبت علينا التوبة، فان أذنبنا بعد ما تبنا، أو بقينا على بعض ذنوبنا، فالواقع الحالي يقول أننا تائبون من ذنوب، ومرتكبون ذنوب أخرى، وبالتالي لا يجب أن نتبنى تلك النظرة العالية المرقى التي تبناها ذلك الرجل الصالح الذي قال تلك المقولة. بل نحن تائبون ونرجو أن نتوب من باقي الذنوب.

· في بعض كتب التصوف أقوال لأناس تابوا ووجدوا حلاوة خاصة بعد توبتهم، فوصفوا تلك المشاعر قائلين مثلا: (لا يصح مقام التوبة لعبد حتى ينسى ذنبه أو: لا يصح مقام التوبة لعبد حتى لا يذكر مكان ذنبه). وقد أخطأ بعض السالكين في الاستفادة من أقوال هؤلاء السادة، فبعد أن تاب الشخص ولم يجد ما وجد ذلك الإمام من توبته، يأس وقنط وقال: أنا لست تائبا ومثلي لا يصلح للتوبة، والتوبة لها أنس وأنا لست منهم. وهكذا حتى أعاده الشيطان إلى دوامة المعاصي، أو إلى حجاب سوء الظن بالله تعالى، أو الإنكار على بعض السادة.

وهذا أمر أحذر منه وأقول للجميع توبوا إلى الله جميعا، ولا تتمنوا ما فضل الله تعالى به بعضكم على بعض، فلكل إنسان قدره وقسمته التي كتبها الله تعالى له، وهو ملاقيها لا محالة، وشأن الشيطان أن يوقع بينك وبين الله تعالى ويقبح في عينيك مقاما أقامك الله تعالى فيه.

وقد استفاض سيدي ابن عطاء الله السكندري قدس سره في كتابه (التنوير في إسقاط التدبير) في ذلك، فطالعه تستفد ان شاء الله تعالى.

· كثير من الناس، سالكي الطريق وغيرهم، يشكون من وقوعهم في المعاصي بعد التوبة، أو أن توبتهم لا تثبت، والدواء لهذا الداء هو:

1. الدعاء، وذلك بطلب العون من الله تعالى، وسؤاله التثبيت في الدين والدنيا والآخرة، وتثبيت القلب على دين الله تعالى وهذا هو أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم.

2. البعد عن كل ما يثير الرغبة للوقوع مرة أخرى في الذنب، أو يذكرك بلذته، وهذا هو شرط التوبة الرابع في ترك قرناء السوء.

3. حضور مجالس العلم.

4. مجالسة الصالحين، واتخاذهم أخوة في الله تعالى ليدلوك على الله تعالى والتزامك معهم وترك خلان السوء، وهذه وصية الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم اذ قال تعالى (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا) [الكهف: 28]

· إن القوم، رضوان الله تعالى عليهم، قصدوا "بالتوبة من الحسنات" أو "التوبة من التوبة" "ورؤية الحسنات ذنب أكبر من فعل السيئات"، شهود أن الحسنات والتوبة ليست من فعل العبد بل هي امتنان وكرم وفضل من الله تعالى يؤتيه من يشاء من عباده، أيضا هم بذلك يحاربون نفوسهم الأمارة التي تحاول نسب كل المحاسن لها، فأشهدوها بذلك عجزها وضعفها وأن شأنها المعاصي ان لم تتزكى، وللأسف فهم البعض هذا الكلام بشكل خاطئ، فقالوا: "ان التوبة من الحسنات هي نفسها التوبة من الاسلام"، ولكن ما فهموا المدلول، وهذا هو المدلول لأهل العقول.



عودة إلى الشرح:وبالتالي قصد سيدنا محمد وفا قدس اله سره بحقيقة التوبة وجود مجاهدة النفس، وقد أشرنا في مقامي اليقظة والتقوى الى نقاط من مجاهدة النفس، أهمها أن المجاهدة لا تثمر الا بالتزام الشرع المحمدي على صاحبه أفضل الصلاة وأزكى السلام، وأن المعرفة لا تتأتى الا بصحبة الوارث المحمدي، العالم، العارف بالله تعالى.

ثم يقول المصنف قدس الله سره: (وغايتها رفض كل نسبة أضيفت الى فاعل معتل).

أي ما تهدف إليه التوبة تجريد الفاعلين من أفعالهم واثبات أن الفاعل الحق هو الله تعالى، والبشر آلات أقامهم حيث أراد، وله المراد فيما يريد، فاعتبروا يا أولي القلوب والأبصار. ودليل ذلك قوله تعالى (وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ ) [الصافات: 96] ، وهذا التعبير يدعى في مصطلحات السادة الصوفية (وحدة الأفعال) وهو مقام حق، وهذا ما أقرته الأشاعرة و الماتردية بأن الفعل لله تعالى والكسب للعبد.

وبالتالي كلامه ظاهره شريعة وباطنه حقيقة، أما الظاهر فقد ذكرناه آنفا، وأما الباطن فهو القول بالتوحيد ورد الكثرة إلى الوحدة وشهود الحق في الخلق، وبالتالي التوبة النصوح تؤدي بصاحبها لتمكنه من مقام عظيم هو برزخ بين أهل الشريعة وأهل الطريقة ألا وهو (الشهود) فأهل الظاهر يشهدون المظاهر، وأهل الباطن يشهدون تجلي الحق فيها وبالتالي لا ينسبون للخلائق أي فعل، فلا فاعل سوى الله تعالى، ولا مريد سواه، فما ثم إلا الله، رضي عن أناس فأقامهم فيما أرضاه، وسخط على أناس فأقامهم فيما يسخطه، والدليل على ذلك حديث القبضة، حيث يقبض الله تعالى قبضة بيده ويقول: هؤلاء للنار ولا أبالي، ثم يقبض قبضة أخرى ويقول: هؤلاء للجنة ولا أبالي. ولله الحجة البالغة، وما ربك بظلام للعبيد، وحاشاه أن يأخذك بذنب غيرك ولكن هو كسبك وعملك، فاتق الله ما استطعت، ولا تغتر بعملك ولا توبتك فكم من أناس عملوا بعمل أهل الجنة فما بقي بينهم وبينها الا ذراع فيسبق عليهم الكتاب فيعملون بعمل أهل النار فيدخلونها، وكم منهم من أناس عملوا بعمل أهل النار فما بقي بينهم وبينها الا ذراع فيسبق عليهم الكتاب فيعملون بعمل أهل الجنة فيدخلونها. هذه هي الحقيقة (أي وربي انه لحق) ولكن هذا ليس حبرا أبدا، بل هي عقيدة أهل السنة والجماعة، لذلك أكثر دعاء العارفين هو حسن الخاتمة.

ونرجع لكلام المصنف فقد قصد قدس الله سره , التوبة الظاهرة من الذنوب والتوبة الباطنة من أي شيء سوى الله تعالى وبالتالي هناك مراتب ومقامات للتوبة وكل مرتبة تختلف عن الاخرى وطعمها يختلف باختلاف الاخرى.

فقد قال سيدي أبو القاسم اللجائي:

· فتوبة العامة عن الذنوب خوفا من العذاب

وشرطها: ترك المعاصي

وغايتها: فقد وجود لذة المعصية إن تفكر فيها التائب

· وتوبة الخواص هي الرجوع عن الذنب حياء من الله تعالى

وشرطها: ألا يجد العبد مخبأ لم تشرق عليه شمس الحياء من الله

وغايتها: ألا يجد في الوجود موضعاً يعصي الله فيه إلا وعين الله شاهدة تراه مع وجود الحياء من الله تعالى

· وتوبة خواص الخواص هي نسيان النفس والمعاصي والعقاب عليها من أجل الاستغراق في رؤية كرم الله، وغيبة القلب في بحور عظمته وجلاله

وشرطها: ترك النفس في سجن النسيان مع ترك تفقدها إلا عند الضرورة

وغايتها: تفريد الحق سبحانه حتى لايشاهد العبد من أجل تفريده نعمة ولامحنة

وقال سيدي ابن عجيبة:

توبة العامة من الذنوب، وتوبة الخاصة من العيوب، وتوبة خاصة الخاصة في كل ما يشغل السر عن علام الغيوب.

وصلى الله تعالى على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم


...........
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الهدهد السليماني
الاداره
الاداره
الهدهد السليماني


عدد المساهمات : 1979
نقاط : 16637
التفاعل مع الاعضاء : 35
تاريخ التسجيل : 05/11/2010

المقامات السنية للسادة الصوفية ( مقام التوبة ) Empty
مُساهمةموضوع: رد: المقامات السنية للسادة الصوفية ( مقام التوبة )   المقامات السنية للسادة الصوفية ( مقام التوبة ) Emptyالإثنين أكتوبر 22, 2012 12:32 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المقامات السنية للسادة الصوفية ( مقام التوبة )
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» المقامات السنية للسادة الصوفية ( مقام اليقظه )
» المقامات السنية للسادة الصوفية ( مقام التقوى )
» المقامات والأحوال
» هدية للسادة البلقائدية ..
» درجات السالك من المقامات.....

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الملتقى الصوفى للنور المحمدى :: ๑۩۩۩۩ ملتقى العرفان الصافى المصفى ۩۩۩۩๑ :: ๑۩ حقائق ومعارف الطريق ۩๑-
انتقل الى: