رابــــعـــة الـــعـــدويــــة

من تراجم الأعلام المقدسية


رابــــعـــة الـــعـــدويــــة








كنيتها أم الخير بنت إسماعيل تعود في نسبها إلى بطن من بطون قريش يدعى آل عتيك " بني عدوة " ومن هنا جاءت تسميتها "رابعة العدوية".



ولدت بالبصرة عايدة متصوفة وتذكر المؤلفات التاريخية وكتب التراجم والسير وأنها أول من استخدم لأول مرة لفظة "الحب" للتعبير عن إقبالها على الله تعالى وإعراضها عن كل ما سواه.



كان العباد والزهاد والصوفيون يقفون ببابها ويستمعون إلى أحاديثها ويرجعون إليها في كثير من الأمور التي يختلفون فيها وكانوا يأخذون عنها ويجلسون للاستماع عن مواعظها أو أفكارها وينهلون من بحر علمها.



ويمضي الباحثون في سيرتها فيقولون لم يكن حبا لله خوفا من النار وطعما في الجنة بل شوقا إليه وانسابه وبهذه النظرة والرؤية للحياة, تعد رابعة العدوية مؤسسة للحب الإلهي المنزه عن الغرض كما جاء في الدراسات والأبحاث.



كان لرابعة العدوية رفيقة عرفت بالتقى وحسن الخلق والعشرة وكانت تقوم على خدمتها.



ذكرتها كتب التاريخ فقالت: عيدة بنت أبي شوال من إماء الله العابدات , كانت رفيقة لرابعة العدوية وملازمة لها وعبدة هذه نعم الرفيقة تحكي عن رابعة العدوية فتقول: " كانت تصلي الليل كله فإذا طلع الفجر هجعت في مصلاها هجعة خفيفة حتى يسفر الفجر".



ولما حضرتها الوفاة دعت رفيقتها عبدة وقالت لها: لا تعلمي بموتي وكفينني بجبتي وكانت جبتها من شعر فكفنتها رفيقتها بنت أبي شوال في تلك الجبة في خمار صوف كانت تلبسه ثم دفنت في بيت المقدس سـ135 ه بعد أن عمرت طويلا وجاوزت الثمانين.



ومن وصاياها رحمها الله- اكتموا حسناتكم كما تكتموا سيئاتكم.



دخلت رابعة العدوية التاريخ من أوسع أبوابه قال عنها الشيخ مصطفي عبد الرزاق: " السيدة رابعة هي السابقة إلى وضع قواعد الحب الإلهي في هيكل التصوف الإسلامي وهي التي تركت في الآثار الباقية نفثات صادقة في التعبير عن محبتها وحزنها. وان الذي فاض به الأدب الصوفي من شعر ونثر في هذين البابين لهو نفحة من نفحات السيدة رابعة العدوية أمام العاشقين والمحزونين في الإسلام .



قال ابن خلكان صاحب وفيات الأعيان: " قبر رابعة العدوية يزار وهو بظاهر القدس من الشرق على راس جبل يسمى الطور".



وجاء في الأنس الجليل " قبر رابعة العدوية على راس جبل الطور"ريتا" شرقي بيت المقدس" وهو في زاوية ينزل إليها من درج وهو مكان مأنوس.. يقصد للزيارة وهناك من يقول من الدارسين والباحثين أنها دفنت في بلدها البصرة .



ومن أصحاب هذا الرأي الهروي حيث يقول: أن القبر المنسوب للعدوية في بيت المقدس هو لرابعة الشامية زوجة احمد بن أبي الحواري.



وتمضي الدراسات والمؤلفات التاريخية عن رابعة الشامية فتقول: رابعة محدثة عابدة من الشام توفيت سنة ـ229هجري ودفنت في بيت المقدس.



أما الرحالة ابن بطوطة الذي زار بيت المقدس فقد كتب في رحلاته " أن القبر المنسوب
لرابعة العدوية هو قبر رابعة البدوية المنسوبة إلى البادية وهي خلاف رابعة العدوية الشهيرة".