الملتقى الصوفى للنور المحمدى
عزيزى الزائر عزيزتى الزائرة يرجى التكرم بتسجيل الدخول اذا كنت عضومعنا
او التسجيل معنا ان لم تكن عضو وترغب فى الانضمام الى اسرة المنتدى

سنتشرف بتسجيلك

شكرا لك
ادارة المنتدى
الملتقى الصوفى للنور المحمدى
عزيزى الزائر عزيزتى الزائرة يرجى التكرم بتسجيل الدخول اذا كنت عضومعنا
او التسجيل معنا ان لم تكن عضو وترغب فى الانضمام الى اسرة المنتدى

سنتشرف بتسجيلك

شكرا لك
ادارة المنتدى
الملتقى الصوفى للنور المحمدى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الملتقى الصوفى للنور المحمدى

الملتقي الصوفي للنور المحمدي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 شيخ صوفية العراق : سيدى الامام السرى السقطى

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
الهبرى
عضو ذهبى
عضو ذهبى
الهبرى


عدد المساهمات : 768
نقاط : 11566
التفاعل مع الاعضاء : 16
تاريخ التسجيل : 09/09/2011
العمر : 39
الموقع : ( فقير على باب الله )

شيخ صوفية العراق : سيدى الامام السرى السقطى Empty
مُساهمةموضوع: شيخ صوفية العراق : سيدى الامام السرى السقطى   شيخ صوفية العراق : سيدى الامام السرى السقطى Emptyالخميس يناير 10, 2013 2:36 pm

هو الامام العارف والصوفى الشامخ أبو الحسن السرى بن مغلس السقطى رضى الله عنه .

أحد أئمة الصوفية العظام الذين تفجرت عيون مواردهم فى المعارف الالهية وفاضت مناهل عرفانهم بالنفحات القدسية.

وناهيك بمن هو شيخ للامام الجنيد سيد الطائفة الصوفية.

فهو خاله وأستاذه ، وهو امام التصوف فى العراق فى عصره ، وهو كما قال الامام القشيرى فى (رسالته) : أوحد زمانه فى الورع والأحوال وهو امام البغداديين وشيخهم فى وقته.

فالامام السرى يعد رائد عصره فى كشف الحقائق التصوف وعلومه .

ثم امام زمانه فى الاحوال القوم وأخلاقهم ومناهجهم السلوكية التى ترتقى بالعبد الى قمة الوصول .

والعارف أبو الحسن السرى البغدادى المولد كما أنه بغدادى الوفاة ، اذ توفى سنة احدى وخمسين ومئتين هجرية ، ومقامه بالشونيزية ظاهر ، يزار وتلتمس منه البركات.

وقد تلقى الامام السرى طريقته عن قطب عصره الامام العارف سيدى معروف الكرخى الذى يعد رضى الله عنه شيخ التصوف بالعراق فى زمنه والذى تلقى بدوره الطريق عن سليل البيت النبوى سيدى على بن موسى رضى الله عنه.

وقد استمد الامام السرى المدد الصوفى من سيدى معروف ليسرى اليه نور هذه السلسلة المنتهية الى بيت النبوة ، ثم منه الى الامام أبى قاسم الجنيد الملقب بسيد الطائفة الصوفية .

وعن قصة البداية فى الطريق الصوفى للامام السرى مع شيخه سيدى معروف : يروى الامام القشيرى بسنده عن أبى العباس بن مسروق يقول :" بلغنى أن السرى السقطى كان يتجر فى السوق _وهو من أصحاب معروف الكرخى_ فجاءه معروف يومآ ومعه صبى يتيم ، : اكس هذا اليتيم ، قال السرى : فكسوته ففرح به معروف وقال : بغض الله اليك الدنيا واراحك مما أنت فيه ، فقمت من الحانوت وليس شيئ أبغض الى من الدنيا ، وكل ما أنا فيه من بركات معروف.

وعلى اثر هذا الحادث ، واستجابة لدعوة سيدى معروف توجه الامام السرى الى الله ، وترك تجارة الدنيا ليشرع فى تجارة الآخرة ، بل ليستقبل عهده مع الله فى محراب العبادة والعبودية ، يعبده تقربآ اليه لا طمعآ فى ثوابه ولا خوفآ من عذابه ، كما هو الشأن فى عبادة الأحرار.
.

ولقد سلك الامام السرى السقطى طريق القوم على تعطش للعبادة والمعرفة ، فاقبل على الطاعات بروح تواقة مشغوفة بالتحرر من الانية والغيرية ، دؤوبة على الخدمة والعكوف بباب المولى حتى يأذن لها بالدخول .


وأخبار عبادات الامام السرى تثير العجب وتفوق الخيال : يقول الامام الجنيد رضى الله عنه : ما رأيت أعبد من الامام السرى ، أتت عليه ثمان وتسعون سنة مارئى مضطجعآ الا فى علة الموت.


أى طراز من الرجال ؟ أنه الطراز الملائكى الذى يقتات من العبادات ويتنفس بالطاعات ، كما قال تعالى فى حق ملائكته (يسبحون اليل والنهار لا يفترون) ، الانبياء.


وهذا هو دأب العارف السرى ، وقد كان يوصى به أصحابه ومريديه ، لقد سمع الامام الجنيد يقول : انى أعرف طريقآ يؤدى الى الجنة قصدآ ، فقيل له ماهو يا أبا الحسن؟ فقال : أن تشتغل بالعبادة وتقبل عليها حتى لايكون لك فيها فضل .


بقد فسر هو بنفسه معنى قوله :"حتى لايكون لك فيها فضل" عمليآ ، وذلك بعبادته المتصلة ثمانية وتسعين عامآ أمضاها بين صيام وقيام وذكر وفكر ، حتى لقد كان يقول : اذا فاتنى جزء من وردى لا يمكن أن أقضيه أبدآ.

وعلل ذلك الامام الجنيد قائلآ : لأن السرى كان متصل التنفل


وكان رضى الله عنه يقول : من قام بين يدى الله فى الظلام نشرت له يوم القيامة الأعلام


ولقد كان المنهج السلوكى عند العارف السرى ذا جوانب متعددة عميقة الغور مترامية الأبعاد ، وكانت تلك الجوانب فى مجموعها تمثل حلقات متصلة بحيث تشمل كل المعاملات الظاهرة والباطنة للعبد مع الخالق ومع المخلوقين أيضآ ، بحيث تفضى هذه الجوانب فى النهاية الى بلوغ قمة النضج الروحى حيث تحلق الروح فى سماء المعرفة والولاية.


ففى جهاذ النفس مثلآ ، تطالعنا عند الامام السرى صفحات مضيئة يكاد سنا برقها يذهب بالأبصار ، يقول رضى الله عنه : ان نفسى تطالعنى منذ ثلاثين سنة أو أربعين سنة أن أغمس جزرة فى دبس ، أى عسل التمر وعسل النحل فما أطعتها.


ولطالما تحرى الامام السرى الحلال مع شدة الورع حتى تحمل فى ورعه الكثر والكثير ، وكان يقول دائمآ : آه على لقمة ليس لله فيها تبعة ولا لمخلوق فيها منة.


ومن تلك المواقع التى تجلها فيها ورع سيدى السرى مارواه الامام الشعرانى رضى الله عنه فى (طبقاته) اذ قال : وقال على بن الحسين بعثنى أبى الى للسرى رضى الله عنه بشيئ من حب السعال للسعال كان به ، فقال لى : كم ثمنه؟ فقلت له : لم يخبرنى بشيئ ، فقال اقرأ عليه السلام وقل له : نحن نعلم الناس منذ خمسين سنة ألا يأكلوا بأديانهم ، أفترانى اليوم آكل بدينى؟؟ ثم رده ولم يأخذ منه شيئآ .


ويؤكد صاحب الحلية هذا المرتقى السامى عند الشيخ السرى قائلآ : وسمعت أبا الحسن البزار يقول : سألت أبا عبد الله أحمد بن حنبل عن السرى بعد قدومه من الثغر ، فقال : أليست الشيخ الذى يعرف بطيب الغذاء؟ فقلت بلى ، قال : هو على سيره عندنا ختى يخرج. ثم يقول أبو نعيم وقد كان السرى يعرف بطيب الغذاء وتصفية القوة وشدة الورع حتى انتشر ذلك عنه ، بلغ ذلك أبا عبد الله أحمد بن حنبل فقال : الشيخ الذى يعرف بطيب الغذاء.


وقد كان منهج السرى فى الورع منطويآ على جواهر الحكم السلوكية الصوفية فها هو ذا يقول : لايقوى على الشهوات الا من ترك الشبهات .


ويؤكد ما ورد فى الحديث الشريف : فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه


وأيضآ فقد كان العارف السرى يقول : تصفية العمل من آفات أشد من العمل .


ثم الى جانب الزهد والورع فقد كانت المراقبة فى أعلى درجاتها متمثلة فى سلوك الامام السرى ، المراقبة هى احدى مرتبتى الاحسان الوارد معناه فى الحديث الشريف اذ قال سيد الوجود صل الله عليه وسلم "الاحسان أن تعبد الله كانه تراه فان لم تكن تراه فانه يراك ، فالشق الأول مشاهدة ، والثانى مراقبة ، والمراقبة عند العارفين لها درجات ومنازل ، ولقد تربع سيدى السرى فى قمة المراقبة والحضور ، يقول رضى الله عنه : صليت وردى ليلة فمددت رجلى فى المحراب فنوديت : ياسرى : كذا تجالس الملوك ، قال : فضممت رجلى ثم قلت : وعزتك مامددت رجلى أبدآ.


انه نداء المراقبة من قبل الحضرة العلية للعارف السرى ، وقد عرف النداء مع سيدى أبى يزيد البسطامى وسيد ابراهيم بن أدهم رضى الله عنهما .


ومع المراقبة هناك التوكل والرضا ، ولكل مفهومه عند العارف السرى ، فهو يعرف التوكل بأنه " النخلاع عن الحول والقوة "

ثم يقول عن الرضا والورع والعبادة والشكر : رأس الأعمال الرضا عن الله ، وعمود الدين الورع ، ومخ العبادة الجوع ، وضبط اللسان حصن حصين ، ومن شكر الله جرى فى ميدان الزيادة .

ويرى الامام السرى أن التجرد لله تعالى هو أقرب ما يوصل الى الحضرة الالهية ، فلقد سئل يومآ كيف الطريق الى الله : فقال : ان أردت العبادة فعليك بالصيام والقيام ،وان اردته فاترك كل ما سواه تصل اليه.

أى ان هناك طريقين موصلين الا أن أقربها هو ترك السوى ، ولقد ترك الامام السرى كل ما سوى الله فوصل الى الله ، وصل اليه على جانحى المحبة والشوق.

وللمحبة عند الامام السرى مقام لا يرام بالكلام ولا يفسر بالأحلام ، يقول الامام الجنيد : سألنى السرى يومآ عن المحبة ، فقلت : قال قوم هى الموافقة ، وقال قوم الايثار ، وقال قوم كذا وكذا ، فأخذ السرى جلدة ذراعه ومدها فلم تمتد ثم قال : وعزته لو قلت : ان هذه الجلدة يبست على هذا العظم من المحبة لصدت ، ثم عشى عليه فصار وجهه كانه قمر مشرق ، وكان السرى به أدمة أى سمرة .

ومصدقآ لمنطق هذه الواقعة فلقد رفع السرى على الامام الجنيد يومآ رقعة وقال له : انظر مافيها ، فنظر فاذا فيها :

اذا ما شكوت الحب قالت كذبتنى *** فما لى أرى الأعظاء منك كواسيآ

فلا حب حتى يلتصق الجلد بالحشا *** وتذبل حتى لا تجيب المناديا

ولقد جاء رجل وقال يومآ للعارف السرى : كيف أنت ؟ فأجابه قائلآ :

من لم يبت والحب حشو فؤاده *** لم يدر كيف تفتت الأكباد

انها محبة العبد لسيده ومولاه ، هى القوت والغذاء ، وهى الخمر وهى الكأس ، وهى النعيم وهى السرور ، فاعجب لنعيم يفتت الأكباد ويذيب المهج ويلصق الجلد بالحشى ويقطع المحب عن كل شيئ سوى محبوبه.

ومن ثم فالحجاب عن المحبوب هو أشد ما يعانيه المحب من العذاب ، لذلك كان الامام السرى يتضرع الى ربه ويناجيه قائلآ : "اللهم مهما عذبتنى بشيئ فلا تعذبنى بذل الحجاب".

ان الاولياء ينشدون الوصال دائمآ فهو مطلبهم الاسنى ، ومن الوصال يكون الانس والرضا والهيبة والجلال ،وكلها مقامات لها شأن عند أهلها ، وقصارى ما يمكن أن نصل اليه هو المدلول النظرى عن طريق التعرف والبحث ، أما الادراك الصوفى العملى فهو وقف على أهله الذى اصطفاهم ربهم واجتباهم ، قد أوجد البون الشاسع بين النظر والتطبيق عقبة منيعة فى التصديق ، لكن لا يسعنا الا نشدان الحقيقى والتعرف عليها من أى الوجوه والزوايا .

وفى مقام الانس والهيبة يقول الامام السرى رضى الله عنه : يبلغ العبد من الهيبة والانس الى حد لو ضرب وجهه بالسيف لا يشعر .

ويعلق الامام الجنيد على كلام شيخه قائلآ : وكان فى قلبى منه شيئ حتى بان لى الأمر كذلك ، وذلك لأن الهيبة والانس حالتان فوق القبض والبسط.

والقبض والبسط فوق الخوف والرجاء ، فالهيبة مقتضاها الغيبة والدهشة ، فكل هائب غائب حتى لو قطع قطعآ لم يحضر من غيبته الا بزوال الهيبة عنه.

والانس مقتضاه الصحو والافاقة ، ثم انهم يتفاوتون فى الهيبة والانس ، وقيل أن أدنى مرتبة فى الانس أنه لو ألقى فى النار ما تكدر أنسه ، ألا ترى فى قول السرى : يبلغ العبد من الهيبة والانس الى حد لو ضرب وجهه بالسيف لم يشعر.

وذلك لأن الانس يتولد من السرور بالله ، ومن صح له السرور بالله استوحش مما سواه ، هذه مقامات العارفين السابحين فى بحار القرب الفائزين برضا الرب ، الناعمين بالولاية الربانية والمجتبين للمعرفة الالهية.

وللمعرفة علامات أبان عنها العارف السرى اذ قال : من علامات المعرفة بالله القيام بحقوق الله وايثاره على النفس فيما أمكنت فيه القدرة.

والايثار بصفة عامة خلق من أخلاق الكمل من الرجال ، وقد نال الامام السرى من الغاية القصوى وهى الفتوة فى الطريق ، وحمل أثقال المسلمين وتقديم مصلحتهم على الجانب الشخصى ، فلقد آثر عن سيدى السرى أنه كان يقول : وددت أن أحزان الخلق كلهم على .

انه يريد وحده أن يتحمل عبء أحزان الخلائق شفقة منه عليهم وايثارآ لهم على نفسه ، وذلك هو عين المشرب المحمدى وأنعم به من مشرب .

ومن النماذج التطبيقية لخلق الفتوة عند الشيخ السرى ما ذكره الامام القشيرى فى رسالته قائلآ : منذ ثلاثين سنة أنا فى استغفار من قولى "الحمد لله" مرة . قيل : وكيف؟فقال : وقع ببغداد حريق فاستقبلى رجل فقال لى :نجا حانوتك ، فقلت الحمد لله ، فمنذ ثلاثين سنة أنا نادم على ما قلت حيث اردت لنفسى خيرآ مما حصل للمسلمين.

لله درك أيها العارف ،هذه هى أخلاق الاسلام التى ارتفع بها صرحه وساد العالمين ، وبها تحقق ذاتية المسلم الكامل الوار ث للاخلاق النبوة ،ان هذا السمو الأخلاقى هو وليد التربية الصوفية التى تنزع من العبد نفسه الأمار بالسوء ، وتمحوا منه أنانيته لكى يصفو ويسمو ن حيث يحلق فى أجواء الحب النقى الطاهر لله الواحد الأحد.

ولقد وضع أقطاب الصوفية فى مناهجهم السلوكية أكمل المبادئ والأسس الأخلاقية التى ترتقى بالعبد الى مصاف الأبرار المقربين.

يقول الامام السرى رضوان الله عليه : ثلاثة من أخلاق الابرار : القيام بالفرائض ، واجتناب المحارم ، وترك الغفلة ، ثلاثة من أخلاق الابرار يبلغن بالعبد رضوان الله : كثرة الاستغفار ، وخفض الجناح ، وكثرة الصدقات ، وثلاثة من ابواب سخط الله : اللعب ، والمزاح والغيبة ، والعاشرة من هذه الثلاث : عمود الدين وذروة سنامه : حسن الظن بالله.

انها مدارج الكمال ومعارج الاتصال يصفها الولى سيدى الامام السرى ، كما يحدثنا عن عقبات الوصول ووسائل الاتصال بالله تعالى قائلاآ : انقطع من انقطع عن الله بخصلتين واتصل من اتصل بالله بأربعة خصال :

فأما من انقطع عن الله بخصلتين : فيتخطى الى النافلة بتضييع فرض.

والثانى عمل بظاهر الجوارح لم يواطئ عليه صدق القلوب

أما الذى اتصل به المتصلون : فلزوم الباب ، والتشمير فى الخدمة ، والصبر على المكاره ، وصيانة الكرامات.

ولمعنى الصبر تحليل جميل عند العارف السرى اذ يقول : معنى الصبر أن تكون مثل الارض تحمل الجبال وبنى آدم وكل ما عليها لا تأبى ذلك ، كذلك الصابر يحتمل كل ما كرهته النفوس ، لا يأبى ذلك ولا يسميه بلاء ، بل يسميه نعمة وموهبة من الله سبحانه وتعالى.

ثم لقد تعرض العارف السرى لبيان أخلاق الصديقين ، فقد قال الامام الجنيد رضى الله عنه : دخلت يومآعلى السرى ،فقال لى ، ما أوائل أحوال الصديقين؟ فقلت : لا أدرى ، فقال لى : ثلاثة : أن يكونوا بما فى ايديهم مع اخوانهم سواء ، يطالبون نفوسهم بما للناس عليهم ، واذا عرض أمران لله عز وجل فيهما رضا حملوا أنفسهم على أصعبهما وأشدهما ، وان كان فيه تلف نفوسهم.

ويعقد الامام السرى مقارنة صوفية بين الابرار والمقربين قائلآ : قلوب المقربين معلقة بالسوابق ، وقلوب الابرار معلقة بالخواتيم ، هؤلاء يقولون : بماذا يختم لنا ، وأولئك يقولون : ماذا سبق من الله لنا .

أما عن أخلاق الابدال من الأولياء فيقول رضى الله عنه : أربعة من اخلاق الابدال : استقصاء الورع ، وتصحيح الارادة ، وسلامة الصدر للخلق ، والنصح لهم .

تلك اشارت ولطائف رقيقة نورانية اتصف بها قوم فى الذروة العليا من الصفاء والطهر والنقاء ، وتكلم بها الامام الجنيد ، تفجرت فى قلبه ينابيع الحكمة فتحدث عن موراد القلوب ، يقول الامام الجنيد : بعثنى السرى يومآ فى حاجة فأبطأت عليه ، فلما جئت قال لى : اذا بعث بك رجل يتكلم فى موارد القلوب فلا تبطئ عليه فانك تشغل قلبه.

انه امام فى عصره فريد فى طرازه ، وقذ كانت نظرة عصره نظرة المأموم للامام ،فلقد روى صاحب الحلية أن الامام الجنيد سمع الحسن البزاز يقول : كان الامام أحمد بن حنبل ههنا ،وكان بشر بن الحارث ههنا وكنا نرجوا أن يحفظنا الله بهما ، ثم انهما ماتا وبقى السرى ، وانى أرجو ان يحفظنا الله بالسرى.

ولقد كان للامام السرى مع الامام أحمد بن حنبل _فى حياته_ شأن جليل فى امور الحقائق ، ومن ذلك ماذكره الامام الغزالى رضى الله عنه قائلآ : وأرسل السرى الى أحمد بن حنبل شيئآ فرده ، قال له : احذر آفة الرد ، فانها أشد من آفة الأخذ ، فقال أعد على ماقلت ، فاعاده ، فقال : مارددت الا لأن عندى قوت شهر ، فاحبسه عندك وأرسله بعد شهر .

لقد التقى علم الشريعة وعلم الحقيقة فى أعلى قمتين شامختين فى العصر كله ، واتفقت الكلمتان وتوحدتا ، وماكان لهما أن يختلفان أو يتفرقا أبدآ ، مع ما يقوله أهل الزور من أعداء الصوفية الذين عميت بصائرهم عن رؤية الحقيقة.

ولقد أو ضح الامام السرى الحقيقة بجلاء فى قوله : من ادعى باطن العمل ينقضه ظاهر فهو غالط . ولنعم ماقاله أهل الله تعالى : الشريعة أن تعبده ، والطريقة أن تقصده ، والحقيقة أن تشهده.

ولكن ما ذنب الشمس أن يحجب عنها أعمى او لا يحس بها فاقد لجوهر الحياة؟ ألا فليبك المحجوبون على أنفسهم بدلآ من أن يصبوا أحقادهم على المتنعمين فى شهود الجمال القدسى ، فالذين رفعت لهم أعلام الولاية لن يضيرهم عداء اهل الظلمة والغواية.

ولننتقل الى جانب الكرامات عند قطب الأقطاب العارف المعرف سيدى السرى السقطى رضى الله عنه ، ولن نضع فى حسباننا الذين ينكرون على الأولياء كراماتهم مع وروديها فى صحيح الكتاب والسنة ...يروى صاحب الحلية بسنده عن على بن عبد الحميد العضائرى يقول : سمعت سريآ السقطى ودققت عليه الباب ، فقام الى عضادتى الباب فسمعته يقول :"اللهم اشغل من شغلنى عنك بك" ، فكان من بركة دعائه أنى حججت أربعين سنة من حلب على رجلى ماشيآ ذاهبآ وجائيآ.

ومما ذكره الامام النبهانى فى (جامع الكرامات) : قال : وحكى أن السرى السقطى لما ترك التجارة كانت أخته تنفق عليه من ثمن غزلها ، فأبطأت يومآ فقال : لها السرى : لم ابطأت؟ ، فقالت : لأن غزلى لم يشتر ، وذكروا أنه مخلط ن فامتنع السرى عن طعامها ، ثم ان أخته دخلت عليه يومآ فرأت عجوزآ تكنس بيته وتحمل كل يوم اليه رغيفين فحزنت أخته وشكت الى أحمد بن حنبل ، فقال أحمد بن حنبل للسرى فيها فقال : لما امتنعت عن أكل طعامها قيض الله لى الدنيا لتنفق على وتخدمنى.

وقال أحمد بن خلف : دخلت يومآ على السرى فرأيت فى غرفته كوزآ جديدآ ، فقال : أردت ماء بارد فى كوز جديد فوضعته على هذا الرواق ونمت ، فرأيت فى منامى جارية مدنية فقالت : ياسرى من يخطب مثلى يبرد الماء ، ثم رمته برجلها فاستيقظت من نومى ، فاذا هو مطروح مكسور.

قال الجنيد : رأيت الخرف المكسور لم يمسه ولم يرفعه حتى عفى عليه التراب ، وعلمت أن مخالفت النفس وقمع الشهوات واللذات من دواعى الوصول وشواهد المشاهد

ولقد بين العارف السرى نظرته للكرامات بقوله : من أطاع من فوقه أطاعه من دونه.

كما بين من قبل نظرته للمحبة الالهية بقوله : لاتكمل المحبة بين اتثنين حتى يقول كل للآخر يا أنا.

والصوفية لا يعرفون المحبة الا لله أو فى الله ، لان قلوبهم ممحضة لله ن انهم عباد ربانيون ، اجتمعت قلوبهم فى محراب الحصوصية والاصطفاء لتنال من الله وافر العطاء.

وسلام عليه مع النبيين والصديقين بمدده وبركته دنيا وآخرة .اللهم آمين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نوران
مشرف عام
مشرف عام
نوران


عدد المساهمات : 995
نقاط : 11270
التفاعل مع الاعضاء : 19
تاريخ التسجيل : 21/08/2012

شيخ صوفية العراق : سيدى الامام السرى السقطى Empty
مُساهمةموضوع: رد: شيخ صوفية العراق : سيدى الامام السرى السقطى   شيخ صوفية العراق : سيدى الامام السرى السقطى Emptyالجمعة يناير 11, 2013 8:56 am

من اقوال السري السقطي رضي الله عنه

"المتصوف اسم لثلاث معان: هو الذي لا يطفئ نور معرفته نور ورعه، ولا يتكلم بباطن في علم ينقضه عليه الكتاب أو السنة، ولا تحمله الكرامات على هتك أستار محارم الله".

سيدي الهبري جعلنا الله واياك ممن يحض بدعوة حسنة مقبولة من رجل من رجال الله




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الهبرى
عضو ذهبى
عضو ذهبى
الهبرى


عدد المساهمات : 768
نقاط : 11566
التفاعل مع الاعضاء : 16
تاريخ التسجيل : 09/09/2011
العمر : 39
الموقع : ( فقير على باب الله )

شيخ صوفية العراق : سيدى الامام السرى السقطى Empty
مُساهمةموضوع: رد: شيخ صوفية العراق : سيدى الامام السرى السقطى   شيخ صوفية العراق : سيدى الامام السرى السقطى Emptyالجمعة يناير 11, 2013 12:15 pm

الله الله على هذه القبسات العرفانية التى حملتها لنا أختى نوران لسيدى السرى قدس الله سره

نفعنا الله واياك وكل من حضر بساداتنا الصوفية فى الدنيا ونرجوا ذلك فى الآخرة

الله يرضى عليك ويرفع قدرك أختى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
شيخ صوفية العراق : سيدى الامام السرى السقطى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الملتقى الصوفى للنور المحمدى :: ๑۩۩۩۩ ملتقى رسول الله صل الله عليه وسلم ۩۩۩۩๑ :: ๑۩ اولياء الله الصالحين رضى الله عنهم ۩๑-
انتقل الى: