طفت بعض الدنيا و جربت الامور وباشرت الاشغال وركبت العظائم وذقت مرارة الاشياء وحلاوتها وفتشت الكتب و خدمت العلماء وضيعت عمري في طلب الدنيا ورايت العجايب فما رايت شيئا اسرع ذهابا واعجل زوالا من العمر والدنيا، وما رايت شيئا اقرب من الموت والآخرة، و ما رايت شيئا ابعد من التمني وما رايت شيئا احسن من التاني ، ورايت خير الدنيا والآخرة في القناعة، رايت شرالدنيا والآخرة في الطمع، ورايت اقصرالناس عمرا من ضيع بلعل وعسي وسوف، ورايت احسن الحلية التواضع، ورايت اقبح الاشياء البخل، ومارايت شيئا جامعا للخير خيرا من حسن الخلق، و مارايت شيئا جامعا للشر شرا من الحسد، ورايت موت الاحمر في السؤال، ورايت حيوة الابد في التعفف وكتمان الحال، ورايت التوفيق مع الجد والسعي، ورايت الخذلان مع التهاون والكسل، ورايت البلاء موكلا بالكلام ، ورايت السكينة نازلا بالسكوت، وما رايت حريصاالا محروما، وما رايت طالب الدنياالا مهموما، وما رايت صاحب العيال الا غريقا، ورايت اقل الاشياء اخوان الصدق والفتوة، ورايت اكثر الاشياء اخوان السوء والنفاق، وما رايت حرا الا من اعتقه الله تعالي من رق الدنيا، ورايت الذل والهوان في خدمة المخلوقين، ورايت العز والمجد في خدمة الخالق، وما رايت شيئا اشد واقصي من قلب الملوك، وما رايت زينة للفقراء احسن من طرح الرقاع بعضها علي بعض، ورايت خيرالحساب محاسبة النفس، و مارايت عاقلا قط الا مقبلا علي الآخرة، ومارايت جاهلا قط الا مقبلا علي الدنيا، و ما رايت الراغب الا مشغولا، و مارايت الزاهد الا فارغا، و ما رايت المريد الا طالبا، و ما رايت المدعي الا كاذبا، و ما رايت حلية ازين من صدق الحديث، ومارايت شيئا من صنع الله الا ورايت الله فيه و رايت النفس تحث علي العار، ورايت الهوي تجرنا الي النار، ورايت العقل يسوقنا الي عمل الابرار، ورايت اقوي الرجال من يقدر علي تاديب نفسه و منعها عن المعاصي والشهوات، ورايت بركة العمر والرزق في طاعة الله ورايت خيرالدنياوالاخرة في متابعة رسول الله « صلي الله عليه و آله وسلم » ، ورايت تمام النعم الشكر المنعم، ورايت خيرالرفقاء العلم، ورايت شرالدنيا الحرص ، ورايت جميع العصاة والمذنبين و اهل الكبائر المسرفين، ورايت دخول الجنة في اكل الحلال ، ورايت دخول النار في متابعة الهوي، ورايت سلطنة الشيطان علي الخلق من حب الدنيا، ورايت اجهل الناس من لم يعتبر بالاموات وحالهم و بيوتهم و اموالهم، ورايت اشقي الناس من تعدي حدود الله، ورايت جميع آفة الانسان من اللسان، ورايت اساس الشرع والدين علي التصبر و اليقين، ورايت افضل العبادات اداء الفرائض، ورايت احسن العبادات اجتناب المعاصي، ورايت خير الاعمال كف الاذي عن الناس، ورايت خيرالغني الياس عن الناس، ورايت خير الاذكار بعد ذكرالله تعالي ذكرالموت ورايت اشد من الموت الندامة علي الفوت ، و ما رايت عصمة النفس الا للانبياء و الاوصياء ، ومارايت حيوة القلب الا للاولياء، وطلبت الامن والراحة، فما وجدت الا في ترك الدنيا ورفضها، وطلبت الانس بالله تعالي، فما وجدت الافي الاعتزال عن الناس، و طلبت مخالفة الشيطان، فما وجدت الا في مخالفة النفس و عداوتها، ورايت ارجي مني عند الله حسن الظن بالله تعالي.
وسمعت من لايزرع لا يحصد ومن لايرحم لايرحم، ومن ركب في سفينة الليل والنهار يسوقانه الي الجنة اوالنار، اياكم ثم اياكم والاغترار ورايت جميع الخلفاء والملوك وارباب الشوكة مشغولين بذب ذبابة عن انفسهم وماحصل لهم، ورايت .
جميع الخلق من لدن خلق آدم الي نفخ الصور عاجزين عن جبر كسر رجل نملة، ورايت جميع الفضلاء والفصحاء وارباب النجوم و اصحاب العلوم والالهيين عاجزين مضطرين عن اتخاذ جناح بعوضة ماقدروا واعترفوا بالعجز والنقصان، فسبحان من له الخلق والامر و العلم والقدر تبارك الله احسن الخالقين ليس له شريك في الملك هو الحي الذي لا اله الا هو، موجد الاشياء، مزين للارض والسماء خالق العرش والكرسي، رازق الجن والانس، المنزه عن الاستقرار في الاستواء، يحكم مايريد ويفعل مايشاء، كاسي العظام الرفات بلاآلات وادوات ، مميت الاحياء و محيي الاموات، مقدر الارزاق والاقوات، سامع الحس والحركات، العالم بدبيب النمل والخفي من الاصوات، لايعزب عن علمه شي ء في السموات، عالم بالاسرار والخفيات، آمنابه و بجميع ملائكته و كتبه و رسله، والبعث بعد الموت والشفاعة والجنة والنار والقبر والسؤال والحوض والميزان والصراط، وخلود (النار) للكافرين وخلود الجنة للمؤمنين، والحكم بالعدل بين العباد والقضاء والحتم ورد المظالم والامن والنعيم في الجنة وكل ماقال الله تعالي في محكم كتابه و تنزيله من الوعد والوعيد و جزاء الشقي والسعيد والامر و النهي و الاخبار والقصص و الامثال و الحكم والحلال و الحرام و المتشابه، و ما بين و فسرلنا رسول الله « صلي الله عليه و آله » حق، وهو سبحانه و تعالي قائم بذاته وقيام جميع الخلائق به، وكلهم محجوبون عن سر قضائه و قدره، و لايملكون لانفسهم ضرا ولا نفعاولاحيوة ولانشورا و من دخل الجنة فبظله [كمافي المتن ولعل فبفضله] و من دخل النار فبعدله .
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم