رحلة الروح اثناء النوم

[center][color:bf57=red]رحلة الروح اثناء النوم[/center]
يقول الحق –تبارك و تعالى في كتابه الحكيم...* الله يتوفى الانفس حين موتها و التي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت و يرسل

الاخرى الى اجل مسمى ان في ذلك لاييات لقوم يتفكرون*

و بذالك يبين لنا سبحانه و تعالى ثلاث حالات للنفس او الروح و هي...
التوفي و الامساك و الارسال ففي المنام و حين الموت يتوفى الله الانفس فان كان موتا امسكت النفس فلا تعود لجسدها و ان كان مناما

ارسلت ثانية الى حين اجلها أي الموت.

يقول الرسول صلى الله عليه و سلم لصاحبته حين ناموا ففاتتهم الصلاة .../* ان الله قبض ارواحكم حيث شاء وردها حيث شاء* اخرجه

البخاري

و هكذا نرى ان صلة الروح بالجسد اثناء المنام تختلف تماما عن حالة اليقظة فالله يتوفى الروح او يقبضها في المنام و بذلك تتحرر الروح و تخرج من قيود الجسد

التي تحد من قدرتها و امكانياتها لتدخل حالة التوفي و هي حالة خاصة يظهر فيها من وقت لاخر ما لتلك الروح من قدرات يختفي معها حاجز الزمن و حاجز المكان

فهي تستطيع ان تستقبل ما لا يدركه الانسان بحواسه المعروفة ضيقة المدى و ادراكه المحدود و امكانياته البشرية حبيسة الزمان و المكان.

فالروح جوهر يخالف في مادته جوهر البدن الارضي الترابي و لذلك يمكنها ان نتلقى من الاحاديث و تظل الروح على اتصال بجسم النائم بصورة لا يعلمها إلا الله

فتنقل اليه كل ما تلقاه و لكن بصورة رمزية قد يصعب تأويلها في كثير من الاحيان.

و عندما تصل تلك *الاحاديث * الى الجسم فإنها تسبب انفعال بها فيما يحدث من ازدياد النشاط الكهربائي للدماغ و اسراع النبض و التنفس

و بعض الحركات غير الائرادية للعضلات و الاطراف و هذه كلها ردود فعل غريزية لتلك المؤثرات و يمكن تسجيل ما يشابهها في حالة اليقظة اذا تعرض الانسان

اليقظ الى الانفعالات سواء كانت نتيجة لمؤثرات خارجية كحادثة او مناقشة او مشكلة ما او كانت نتيجة لمؤثرات دخيلة مثل التفكير و القلق و الاكتئاب و توقع

المشاكل او الاخبار السيئة.

اما *الاوامر* التي يتلقها النائم في منامه فتاتي دائما صريحة واضحة لأنها تآمر بعمل م او باتخاذ اجراء معين محدد و لذلك تأتي الاوامر

صريحة دون رموز كما جاء في قصة الذبيح **يا بني اني ارى في المنام اني اذبحك فانظر ماذا ترى قال يا ابت افعل ما تؤمر* فهو امر

نوع من انواع الوحي من الله ليقضي الله امرا كان مفعولا.

وكذلك الامر في قصة حفر بئر زمزم على يد جد الرسول صلى الله عليه وسلم و لذلك تأخذ شكلا مغايرا للرؤى الاخرى الرمزية و التي تحتاج الى تأويل ممن اعطاهم

الله المقدرة على تأويل الاحلام اما الاوامر فهي تحتاج الى تنفيذ و هذا يستلزم وضوح المطلوب حتى يتم انجازه دون خطا او تحريف و اغلب الظن ان ما تلقته ام

موسى كان من هذا القبيل * و اوحينا الى ام موسى ان ارضعيه فإذا خفت عليه فالقيه فى اليم و لا تخافي و لا تحزني انا ردوه ايك و جاعلوه من

المرسلين*

فهي تعليمات واضحة صريحة لا لبس فيها لا غموض حتى يتم تنفيذها كما هو دون نقصان.

الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا...تدخل روح النائم الى حالة التوفي فيرى و يسمع ما لا تراه و لا تسمعه العين او الاذن اثناء اليقظة و ما لا يراه و ما لايسمعه احد اخر

غير النائم فينطبع ما يراه و ما يسمعه في ذاكرته لفترات طويلة و تعود الروح الى اتصالها الطبعي بالجسد عند الاستيقاظ الى ان يحين الاجل حيث تقبض الروح و

تمسك بالموت فتنفصل الروح عن الجسد تماما منطلقة الى افاق الغيب حيث ما عين رأت و لا اذن سمعت و لاخطر على قلب بشر.

تلك الافاق و الغيبيات التي لا تدركها عيوننا فتراها و تقصر عن سماع ما فيها اذاننا و تقف عندها افكارنا و خيالاتنا افاق غير محدودة و في هذا يقول الرسول الصادق

صلى الله عليه و سلم ..*الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا*

اذا اين احساس الجسد الترابي الارضي من احساس الروح ؟ و اين امكانيات الحواس من امكانيات الروح؟ سبحانه و تعالى في خلقه.