[center]علوم القران الظاهرة و الباطنة[/center]
اعلم ...ان القران العظيم بحر زاخر لا تنقضي عجائبه و لا تدرك غرائبه قال تعالى...* ما فرطنا في الكتاب من شيء* و قال نببى الله عليه و
لم ..* ان الله انزل هذا القران امرا وزاجرا و سنة خالية و مثلا مضروبا فيه نبؤكم و نبا من بعدكم و حكم ما بينكم لا يخلقه طول الرد و لا
تنقضي عبره و لا تفني عجائبه و هو الفصل ليس بالهزل من قال به صدق و من حكم به عدل و من عمل به اجر و من تمسك به هدي الى صراط المستقيم و من
طلب الهدى من غيره اضله الله و من حكم بغيره قمصه الله و هو الذكر الحكيم و النور المبين و الصراط المستقيم و حبل الله المتين و عصمة الله لمن تمسك به نجاة
لمن اتبعه لا يعوج فيقوم و لا يزيغ فيستعتب لا يشبع منه العلماء و لا تزيغ به الاهواء و لا تلتبس به الالسنة هو الذي لما تبينته الجن حين سمعته ان قالوا...*انا سمعنا
قرانا عجبا يهدي الى الرشد فأمانا به و لن نشرك بربنا أحد*
و قال صلى الله عليه و سلم..*لا يفقه الرجل كل الفقه حتى يرى للقران وجوها كثيرة
وقال ابن العربي في قانون التأويل ...*علوم القران خمسون علما و اربعمائة علم و سبعون الف علم على عدد كلم القران مضروبة في اربعة اذ لكل كلمة ظهر و بطن
وحد و مطلع .
وقال السهروردي في عوارفه – وساق قوله عليه السلام...* ما نزلت اية من القران إلا و لها ظاهر و باطن و لكل حرف حد و لكل حد مطلع له مصعد و هو الفهم
*-رواه ابو يعلى في مسنده عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ...* لو كنت متخذا من اهل الارض خليلا لاتخذت ابا بكر بن ابي قحافة خليلا
و لكن صاحبكم خليل الله و ان القران نزل على سبعة احرف لكل اية منها ظهر و بطن و لكل حد مطلع*
قال فالظاهر ...لفظ القران ...و الباطن تأويله وقيل الظاهر ...صورة القصة من الغضب على قوم و عقابهم و نحو ذلك ..
و الباطن ...تنبيه من يقرا ذلك.و قيل ظاهره تأويله و باطنه تفسيره و قوله عليه السلام ...لكل حرف حد في التلاوة لا يجاوز المصحف و في التفسير بالسماع و الاثار
و التأويل و هو صرف الاية الى ما تحتمله مما يوافق الكتاب و السنة.
و قال الحسن البصري رضي الله عنه ...* انزل الله مئة كتاب و اربعة كتب اودع علومها اربعة منها التوراة و الانجيل و الزبور و الفرقان ثم اودع علوم الثلاثة
الفرقان.*
و قال الشافعي رضي الله عنه ...* جميع ما تقوله الامة شرح السنة و جميع السنة شرح القران.*
و قال ايضا ...*جميع ما حكم به النبي صلى الله عليه و سلم فهو ما فهمه من ألقران و قال سعيد بن جبير...* ما بلغني حديث عن رسول الله صلى الله عليه و سلم على
وجهه إلا وجدت مصداقه في كتاب الله.
و عن ابن المجاهد انه قال...* ما من شيء في العالم إلا و هو في كتاب الله فقيل له... فأين ذكر الخانات فيه؟ فقال...* في قوله تعالى ..* ليس عليك جناح ان تدخلوا
بيوتا غير مسكونة فيها متا لكم.* ...فهي الخانات.
و قال ابن برجان ..* ما قال النبي صلى الله عليه و سلم من شيئا لا و هو في القران او فيه اصله قرب او بعد فهمه من فهمه و عمه عنه من عمه و كذلك كل ما حكم
به او قضى و انما يدرك الطالب من ذلك بقدر اجتهاده و بذل وسعه و مقدار فهمه.
وقال ابن ابي الفضل رحمه الله ...* جمع القران علوم الاولين و الاخرين بحيث لم يحط بها علما حقيقة إلا المتكلم بها ثم رسول الله صلى الله عليه و سلم إلا ما استاثر
به سبحانه ثم ورث عنه معظم ذلك سداتنا الصحابة فاعلاهم الخلفاء الاربعة و ابن مسعود و ابن عباس حتى قال ...* لو ضاع لي عقال بعير لوجدته في كتاب الله ثم
ورث عنهم التابعون من علومه و سائر فنونه فنوعوا علومه فقامت كل طائفة بفن من فنونه.
ان تفسير اهل الاشارات خارج عما يقتضيه ظاهر اللفظ و انما هي رموز و دقائق تتكشف لهم من معاني الاية بعد تقرير ما يفهم من اللفظ.
من تأليف العارف بالله العلامة الشيخ ابي العباس احمد بن محمد ابن عجيبة الحسني رحمه الله.