~~~~~~~~~~~~~~
هي الولية الصالحة العارفة بالله الأم" لالة حليمة السعدية التجانية " بنت سيدي الحاج الشرقي العمري من أولياء منطقة الجبل الأخضر، وزوجة الولي الصالح العارف بالله شيخ الطريقة التجانية (بالجبل الأخضر) ناحية الرحامنة، جنوب وسط المغرب"سيدي مولاي الطاهر التجاني العلوي البلغيثي" رضي الله عنه. فهو أب الشرفاء الطاهريين ومؤسس أول زاوية تجانية بهذه المنطقة التي شرفت بنزوله بها، قادما إليها من الصحراء، ثم باستقراره فيها بمعية زوجته الولية الصالحة و أبنائه الشرفاء.
- كانت لالة حليمة السعدية التجانية رضي الله عنها امرأة صالحة : عابدة ذاكرة،صوامة قوامة لله ، و كانت من أهل التصريف في زمانها ، معروفة به لدى الخاص والعام و لدى التجانيين بشهادة من عاصروها ، و كانت لها الحضوة من المحوبية لدى النبي صلى الله عليه و سلم و لدى الشيخ سيدي أحمد التجاني رضي الله عنه و لدى مولانا القطب سيدي العربي بن السايح الذي عاصرته هي وزوجها وكانا كثيري التردد عليه و الزيارة إليه .
- كانت تعرف الأم لالة حليمة السعدية التجانية بين خاصة الأصحاب" بمليكة " سر الشيخ سيدي أحمد التجاني في وقتها
قال عنها أحد أكابر الأصحاب في مطلع قصيدة طويلة عنها و عن و عن زوجها و عن قاطني الجبل الأخضر من الشرفاء :
- فـــأمـهـــم حــلــيــمــة *** فــي رأيـــهـــا رشـــيـــدة
- فـــي وقــتـهـــا فريـدة *** تــغـيـث في كـل الـبــقـاع
عُرف عن هذه السيدة المباركة وعن زوجها وأبنائها حبهم الشديد للشيخ سيدي أحمد التجاني رضي الله عنه، و غيرة خارقة على طريقته و مشربه الزلال. فذريتهم و نسلهم مبارك في الطريقة ولا ينتسبون لغير الطريقة التجانية ، فهذا دأبهم و هكذا شأنهم و حالهم عبر الأجيال .
و اشتهرت كذلك السيدة رفقة زوجها بالجهاد في الدعوة إلى الله و التربية على منهاج الطريقة التجانية،إذ حبست نفسها معه رضي الله عنه بالتصدي للدعوة إلى الله سبحانه و تربية الناس، بنشر تعاليم الطريقة التجانية و خدمة أهلها، بهذا الربع الشريف من ربوع المملكة المغربية الشريفة، حيث تناسل منها و من زوجها رضي الله عنهم العديد من علماء و من مقدمي و مريدي الطريقة التجانية، و كثرت كذلك العديد من الزوايا بالمنطقة و غيرها التي بناها الأبناء و الأتباع، بالإضافة إلى زاويتهم الأم بالجبل الأخضر،و زاوية أبنتها الشريفة العالمة الولية الصالحة " لالة مليكة الجبل الأخضر"رضي الله عنها التي لقبها ذات يوم الإمام النظيفي رضي الله عنه "بالسيدة لالة مليكة أم التجانيين" وذلك في أحدى مراسلاته معها، رضي الله عن الجميع.
قال الشيخ العلامة سيدي محمد الحجوجي عن الشريفة الأم لالة حليمة السعدية في كتابه " إتحاف أهل المراتب العرفانية، بذكر بعض رجال الطريقة التجانية "، عند ترجمته لزوجها الشريف الشيخ سيدي مولاي الطاهر العلوي البلغيثي رضي الله عنه :
" و قد تخرج على يده من فحول الطريقة جماعة منهم: المقدم سيدي محمد الدمناتي و زوجته الصالحة السيدة حليمة ، كثيرة الرؤى له صلى الله عليه وسلم
و كانت تجمع بين زوجها والولي الصالح سيدي محمد العربي بن السائح رضي الله عنهما محبة خاصة، وهو الذي أمر العلامة الولي المذكور بأن يلقن الورد و التقديم دفعة واحدة لسيدي محمد الدمناتي، فساعفه في ذلك وظهرت فيه أثر تربيته .." .
كانت هذه السيدة رضي الله عنها نبتة مباركة طيبة بالمنطقة بحيث حين قوي عودها طرحت بِدورها ثمارَ الخير و الربانية فملئت الخيرات و عمت البركات المكان و الزمان - كانت نعم الزوجة الصالحة لشيخ الطريقة بالمنطقة ، العلوي الأصل و التجاني المشرب، الشريف مولاي الطاهر البلغيتي الذي أجازه و أجازها "بإجازة مطلقة دون قيدو لا شرط " سليل الأشراف خليفة الوقت سيدي محمود التجاني حفيد سيدنا الشيخ رضي الله عنه إبان زيارته التاريخية للمغرب آنذاك كما أجاز أيضا أكابير شيوخ المغرب آنذاك كالعلامة القطب سيدي البعقيلي و الفقيه الخليفة سيدي أحمد محمود ساكن منطقة البحيرة رضي الله عن الجميع . و كانت هذه الإجازة بتاريخ 1330 هجرية، كما هو مسطر و مختوم عليها .
عاصرت السيدة لالة حليمة السعدية و الشيخُ مولاي الطاهر البلغيثي العلوي التجاني رضي الله عنهما أهمَّ أقطاب الوقت التجانيين، وعلى رأسهم العارف بالله سيدي العربي بن السائح رضي الله عنه الذي كانت تجمعه و إياهم محبة خاصة . كما صاحبوا جلهم و على رأسهم العارف بالله سيدي أحمد محمود ساكن منطقة البحيرة ، و الشيخ العارف بالله سيدي محمد النظيفي رضي الله عنه و القطب سيدي الحاج الحسين الإفراني و العارف بالله سيدي الحاج الأحسن البعقيلي و غيرهم كثير ممن لا سبيل لحصرهم هنا رضي الله عنهم جميعا .
نفعنا الله بمشايخنا العظام الأبرار و قدواتنا الأبرار الأطهار و ثبتنا على هديهم و أفاض علينا من بحور مددهم و نورهم ، آمين آمين و الحمد لله رب العالمين .
.........................................
صاحب الموضوع : الفقير صدوق النظيفي