كولمان باركس الشاعر الأمريكى الشهير
كان الشاعر الأمريكى الشهير كولمان باركس فى نزهة نهرية على سطح يخت صغير يمخر عباب نهر تينسى عندما أخذته سنة من نوم.. فرأى فيما يرى النائم كرة من نور، منبعثة من ناحية جزيرة بالنهر، اسمها جزيرة ويليامز، وغمرته نشوة الروح..
فلما اقتربت منه هذه الكرة النورانية كشفت عن داخلها، فإذا رجل جالس، فرفع رأسه ونظر إليه وقال: إنى أحبك. فردّ عليه قائلا: وأنا أحبك أيضًا.
يصف كولمان باركس هذه اللحظة المتألقة فيقول إن الأفق كله صار مبللا بالندى، وقطرات الندى والأفق الشاسع.. كل ذلك تحول إلى حب جارف.. الفضاء كله مشبع بالحب.
بعد حوالى سنة ونصف كان باركس مسافرًا شمالا عندما التقى بأحد أصدقائه واسمه جوناثان جرانوف، الذى دعاه لزيارة أستاذ له فى فلاديلفيا. فلما وقعت عيناه عليه للوهلة الأولى أدرك أنه هو نفسه الرجل الذى رآه فى الكرة النورانية فى تلك الرؤيا..
قال كولمان باركس، وكان يحكى هذه القصة فى حديث إذاعى موجود على النت وفى أكثر من موضع.
( انظر: coleman barks dialogue with Duncan Campbell –on you tube )
قال: لا توجد طريقة أستطيع بها أن أثبت أن الذى قلته حدث إلا لنفسى. ولكنه حدث..
أقبل باركس على الشيخ ، يريد أن يحكى له أنه رآه فى تلك الرؤيا، فأشار له بيده كأنما يقول : نعم.. لقد كنت هناك ، لا حاجة لك لأن تخبرنى عن ذلك . ماذا تريد أن تعرف ؟
فى ذلك اللقاء - مع الشيخ - تلقى التوجيه بالقيام على ترجمة أشعار مولانا جلال الدين ، قائلا : لا بد أن يتم هذا العمل .
يقول باركس : وهذا هو "خطاب الاعتماد" الوحيد الذى أهّلنى للعمل على كلمات الرومى . وظللت لمدة تسع سنوات أتردد على هذا الأستاذ؛ أربع أو خمس مرات فى كل عام..
هذا هو الحافز الرئيسى الذى ربطنى بجلال الدين الرومى، فإنى عندما أعمل فى قصائده فإننى بذلك أقوى علاقتى بأستاذى.
* * *
هذه إذن قصة كولمان باركس الذى أصبح بفضل أشعار مولانا جلال الدين الرومى أشهر شاعر فى أمريكا، والذى بفضل ترجماته الفائقة أصبح الرومى أكثر الشعراء المقروئين فى أمريكا وفى العالم الغربى عمومًا.
قال الكاتب الأمريكى جاك كورنفيلد: "ربما كان أعظم شعراء العالم هذا الذهب الذى سبكه الرومى، وصاغه باركس فى كلمات".
أما هذا التزاوج الذى تم بين الاثنين: مولانا جلال الدين وباركس فيرجع الفضل فيه إلى ذلك الرجل الجالس فى كرة النور.
لقد حفظ باركس تاريخ تلك الرؤيا يوم 2 مايو سنة 1977، وتاريخ أول لقاء معه فى فلاديلفيا فى سبتمبر 1978 فهى أهم التواريخ فى حياته – لا شك فى ذلك – بين التاريخين استمر الشيخ يزوره فى المنام كثيرًا ويعلمه ويربيه. وظل باركس يقول إن هذا الرجل يوازى فى روحانيته وأنواره مولانا جلال الدين الرومى وصاحبه شمس تبريز..
اسمه محمد رحيم باوا محى الدين..
أول ولى معروف يدفن بالولايات المتحدة الأمريكية، ويقام له مقام ظاهر يزار ويتبرك به، ويحتفل بمولده كل عام.
الأحد مايو 26, 2013 1:54 pm