زائر زائر
| موضوع: و جعلناكم امة وسطا الثلاثاء يونيو 18, 2013 12:33 pm | |
|
و جعلناكم امة وسطا
العدل مطلب عقلي و شرعي , لا غلوا و لا جفاء, لا إفراط و لا تفريط , و من اراد السعادة فعليه أن يضبط عواطفه , و اندفاعاته ,
و ليكن عادلا في رضاه و غضبه و سروره و حزنه , لان الشطط و المبالغة في التعامل مع الاحداث ظلم للنفس , و ما أحسن
الوسيطة , فإن الشرع نزل بالميزان , و الحياة قامت على القسط , و من اتعب الناس من طاوع هواه , و استسلم لعواطفه و ميولاته و
حينها تتضخم عنده الحوادث , و تظلم لديه الزوايا , و تقوم في قلبه معارك ضارية من الاحقاد و الدخائل و الضغائن , لانه يعيش في
اوهام و خيالات و حتى إن بعضهم يتصور ان الجميع ضده , و ان الاخرين يحبكون مؤامرة لإبادته , و تملي عليه وساوسه ان الدنيا
له بالمرصاد, فلذلك يعيش في سحب سود من الخوف و الهم و الغم. إن الإرجاف ممنوع شرعا ,رخيص طبعا , و لا يمارسه إلا اناس مفلسون من القيم الحية و المبادئ الربانية *يحسبون كل صيحة
عليهم هم العدو**. اجلس قلبك على كرسيه , فاكثر ما يخاف لا يكون , و لك قبل وقوع ما تخاف وقوعه ان تقدر أسوأ الاحتمالات , ثم توطن نفسك
على تقبل هذا الأسوأ , حينها تنجو من التكهنات الجائرة التي تمزق القلب قبل أن يقع الحدث فيبقى..
فيا أيها العاقل النابه : اعطي كل شيئ حجمه , و لا تضخم الأحداث و المواقف و القضايا , بل اقتصد و اعدل و لا تجر,و لا تذهب
مع الوهم الزائف و السراب الخادع و اسمع ميزان الحب و البغض في الحديث:*أحبب حبيبك هونا ما ,فعسى ان يكون بغيظك يوما ما
, و ابغض بغيضك هونا ما , فعسى أن يكون حبيبك يوما ما * * عسى الله أن يجعل بينكم و بين الذين عاديتم منهم مودة و الله غفور
رحيم*.
إن كثيرا من التخويفات و الاراجيف لا حقيقة لها..
|
|