أجناس رجال الغيب : منهم من هو بني آدم ، ومنهم من هو من أرواح العالم، وهم ستة أقسام مختلفون في المقام
القسم الأول: هم الصنف الأفضل والقوم الكمل ، هم من أفراد الأولياء المقتفون آثار الأنبياء ، غابوا عن عالم الأكوان في الغيب المسمى بمستوى الرحمن، فلا يعرفون ولا يوصفون وهم آدميون .
القسم الثاني: وهم أهل المعاني وأرواح الأواني ، يتصور الولي بصورهم فيكمل الناس الباطن والظاهر بخيرهم، فهم أرواح كأنهم أشباح للقوة الممكنة من التصوير في العين، سافروا من عالم الشهود فوصلوا إلى فضاء غيب الوجود شهادة وأنفاسهم عبادة ، وهؤلاء أوتاد الأرض القائمون لله بالسنة والفرض .
القسم الثالث : ملائكة الإلهام والبواعث يطرقون الأولياء ويكملون الأصفياء ، لا يبرزون إلى عالم الإحساس ، ولا يتعرفون لعوام الناس .
القسم الرابع : رجال المناجاة في المواقع ، دائما يخرجون عن عالمهم ولا يجدون إلا في غير معالمهم ، يتصورون لسائر الناس في عالم الإحساس ، وقد يدخل أهل الصفاء إلى ذلك اللواء فيخبرونهم بالمغيبات وينبئونهم بالمكتمات.
القسم الخامس : رجال البسابس هم أهل الحظوة في العالم ، وهم من أجناس بني آدم ، يظهرون للناس ثم يغيبون ويكلمونهم فيجيبون، أكثر سكنى هؤلاء في الجبال والقفار والأودية وأطراف الأنهار ، إلا من كان منهم ممكنا فإنه يتخذ من المدن مسكنا ، نفيس مقامهم غير متشوق إليه ولا معول عليه .
القسم السادس : يشبهون الخواطر لا الوساوس ، هم المولدون من أب التفكر وأم التصور ، لا يؤبه إلى أقوالهم ولا يتشوف إلى أمثالهم ، فهم بين الخطإ والصواب، وهم أهل الكشف والحجاب ، والله يقول الحق وهو يهدي السبيل، وعنده أم الكتاب .