بسم الله الرحمان الرحيم ن و الصلاة و السلام على المبعوت
رحمة للعالمين و على آله و صحبه و سلم
= = = = = = = = = =
في هذا اليوم من أيام بسكرة ، شديدة الحرارة ، كنت في عملي ، و فجأة رن الهاتف ، زوجتى تخبرني بخبر العاجل الفاجع ، عن إنتقال سيدى و سندى محمد بلقايد قدس الله ســرّه الى الرفيق الأعلى ، نزل عليّ الخبر كمن نزلت عليه صاعقة ، رميت بكل شيء كان بيدى ، حتى أننى أطلقت الرصاص عشوائي بدون شعور فنزعوا مني زملاء العمل السلاح – أخبرت من طرف الزملاء عن هذا فيما بعد- ، خرجت مهرولا، و الزملاء ينظرون اليّ بدهشة و إستغراب ، دخلت الى أقرب هاتف عمومي إتصلت بمن أعرف من الأخوة الفقراء لأتاكد من صدق الخبر، بكيت بإنكسار احسست أني فقدت كل ما أملك في هذه الحياة ، همت في أطراف ولاية بسكرة، و إذا بالزملاء أتوا و توجهوا بي الي المشتشفى ،و أنا أبكي سيل من الذكرايات اجتاحتنى و أنا أنتقل بين الذكريات أرى وجهه الشريف بإبتسامته التى تتسع الكون كله و كأن لطف روحه سكن روحي عوضني عما فقدت ، تذكرت لقائي معه فعزمت أن أذهب الي تلمسان ، و بما أن الأطباء لم يسمحولي بالخروج من المشتسفى لأن حالتى الصحية لا تسمح بهذا ، و بعد أسبوع ذهبت الى تلمسان ووقفت عند مقامه فكانت هذه الكلمات قلنا فيها...:...
بسم الله الرحمان الرحيم قد حبست الاحزان قلبي في بحور العتمة بعدما نفى بقايا العمر لذ كراه ، و تجرعت كأس من مدده ليبقى حبه في قلبي منشط للفكر ، حتي لا أنسى قدوتي و سندي و شيخي ووليّ نعمتي ...... محمد بلقايد....... ، لكن الدموع تأبي أن تسكن لأن في إحســاسي لازالــــت أحــتاج إليـــه ... أدندن بوردي فأشخش صورته بين عيناى فتنهمـــر دموعــي سائلة في اليقظـــة و المـــنــام ... ســكــن ... بلــقــايــد.... مثــــواه – سيدي السنوسي - ... من يمسح دمعة غــربتي ..؟.. بعدما كنت أنغمــس قي الــحــيـاة الفانيــة فيــأخــذني بخــمــريـتـه منها إليه...
هذا مــا يــلهج به لساني كل ليلة للذي لا يموت ، لا أحصي المرات التي أرغم فيها نفسي الفانية على تجرع كأس الموت لكن الروح ترفض دوما الصعود الى البارىء ، و كأنها تقول..:.. لازالــت حبيسة النفس المظلمة...
صوت بلقايد يلامس شفاف قلبي فتضطرب جوارحي و أحن الي لقاء مرتقب يجمعنيّ تحت لوائه ، نفس العبارات و الاشارات أراها منه اليّ في كل ليلة بين النجوم و هو على حصانه الأبيض و لباسه الأبيض و لحيته البيضاء ، وأضحت أنعت من يعرفنى و خاصة من الأقارب ..."... مجــنــون بشــيـخــه..."..
و في ذات يوم و أنا أدندن بخمريته .. جذبتنيّ.. أنتشر في الافق نــورا فهروعت لاستطلاع الخبر ... و إذا بسيدي و سندي و شيخي ينادي عليّ... لــن أتــركــك ياولدي فريــسـة لليتــم ... ســأغــمرك بــدفْ كمـا كــنــت في ذات الــزمــان..
تلمســان 27/08/1998
بسم الله الرحمان الرحيم
أقمت بجثمانك السنوسي مثـــوى و كنت للسنوسيا الأحق و الاجـــــدر فــراقـــك لابــد أحـــزن أمـــة ياكــــامل الهمــة و الشعــر الاعطـر كم بكـينا و لكـن بــلا رجــــوع لمن فارق الحياة أبــــــدا مجبـــــــــر دعمــــت العــيون لــفراقـــــــك لكــنـنـا راضينــا بما كــــتب القـــدر لقد كان رحيـــلك مصاب جــلل نكـــس المجالس حينما رحلت أبتـــر كنت و زلت العظـــيم القــــــــدر و صاحب العلم و كــلامــك مـــوقـــر أقم هنا قرير العين ياأب كل ذاكر ففــذاك النفس و الـــدم الاحمــــــــر عاهدك أتباعك إن صـــــدقـــــوا بان لا يحــــــيدوا عن الخط المسطــر لنا وردا جميل الورود عــــلـــم سوف نزهو به إن حطينا العهد الاغبر عاهدتك بدورى و أنا مــذنـــــب يتم على النسيان دوما لا أقــــــــــــــدر و ها قد شــاء الــعلــيّ كريـــما و بأسمك يـــكنى خليـفـتـــك الموقــــــر . تلمسان 04 /09/1998