الملتقى الصوفى للنور المحمدى
عزيزى الزائر عزيزتى الزائرة يرجى التكرم بتسجيل الدخول اذا كنت عضومعنا
او التسجيل معنا ان لم تكن عضو وترغب فى الانضمام الى اسرة المنتدى

سنتشرف بتسجيلك

شكرا لك
ادارة المنتدى
الملتقى الصوفى للنور المحمدى
عزيزى الزائر عزيزتى الزائرة يرجى التكرم بتسجيل الدخول اذا كنت عضومعنا
او التسجيل معنا ان لم تكن عضو وترغب فى الانضمام الى اسرة المنتدى

سنتشرف بتسجيلك

شكرا لك
ادارة المنتدى
الملتقى الصوفى للنور المحمدى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الملتقى الصوفى للنور المحمدى

الملتقي الصوفي للنور المحمدي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 التصوف هو التحلي بالمقامات الإحسانية والمراتب العرفانية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الهدهد السليماني
الاداره
الاداره
الهدهد السليماني


عدد المساهمات : 1979
نقاط : 16659
التفاعل مع الاعضاء : 35
تاريخ التسجيل : 05/11/2010

التصوف هو التحلي  بالمقامات الإحسانية والمراتب العرفانية Empty
مُساهمةموضوع: التصوف هو التحلي بالمقامات الإحسانية والمراتب العرفانية   التصوف هو التحلي  بالمقامات الإحسانية والمراتب العرفانية Emptyالثلاثاء نوفمبر 09, 2010 2:13 pm

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بين الاسئلة المتداولة عن حقيقة التصوف ومصدر الاسم
فرؤية اهل الطريق تنقذ الغافل والغريق

اتفق أهلُ التصوف على أنهم لم يريدوا به إلا تحقيق الغاية السامية من الوجود، وهي تصحيح العلاقة بين العبد وخالقه، وذلك عن طريق تخلية النفس من العوالق الشيطانية والعوائق البهيمية، وتحليتها بالمقامات الإحسانية والمراتب العرفانية؛ ومهما تعددت أوصافهم للتصوف واختلفت صيغ تعاريفهم لحده فإنه يدور في الغالب على معنى موحد جمعه العارف بالله سيدي جابر الجازولي رضي الله عنه مؤسس الطريقة الجازولية بقوله فيه: التصوف تهذيب النفس، وتدريبها على الأخلاق السليمة، وردها لأحكام الشريعة.اهـ
وكما بيَّن أهل الحق والإنصاف، فإن علم التصوف مبنيٌّ في أصوله وفروعه على الكتاب والسنة، كما صدقت بذلك كلمة سيد الطائفة الجنيد رضي الله عنه، فمن رامه وسلك طريقه متجاوزا حدَّيه هذين ومستدبرا نصوصهما وآدابهما فعمله مردود غير مقبول وموزور غيرُ مأجور...
هذا، وكما جرت سنة الله في كونه أن يُقيِّد لكل حق أعداء ولكل خير خصوما، فإن علم التصوف ومنذ أن ظهر في تاريخ الإسلام، وطائفة من الناس مُجلبون بخيلهم ورجلهم للتنقيص من قدره وتحقير أهله وتفسيق سالك طريقه، وطائفة أخرى لم يسلم منها هذا العلم الشريف ولا أمِن شرَّها وهي صنف الدخلاء المنتسبين جهلا والسالكين زورا؛ وهما على طرف نقيض، من حيث الظاهر ولكنهما متآلفان في تشويه صورة هذا الركن الركين في دين الإسلام ومتفقان في تغيير حقيقته بين الأنام.
أما الطائفة الأولى وهي التي أنكرت كل خير فيه، فتمسكت بشُبَهٍ خاسرة وأدلة باردةٍ لا تقوم لدحض حجج أهل الله في طريقهم، ومنها أنهم ادعوا بأن التصوف اسم ناشئ بعد القرون الثلاثة الفاضلة، وهذا أدل دليل على أنه من مبتدعات الدين المذمومة ومنكراته البغيضة، هكذا قالوا وحسبهم هذه الدرجة في الفهم، والرد على هذه الشبهة أسهل من سردها، ذلك أنه علم لدى عقلاء البشرية ونبلاء علماء الإسلام أن العبرة بالمسميات لا بالمسمى، ومن ثمة قالوا "لا مُشَاحَّة في الاصطلاح"...فسمه تصوفا أو زهدا أو إحسانا أو تخلية أو تحلية أو ما شئت من الأسماء، فهذا لا ينكر حقيقته وهي أنه طريق أو علم يبلغ صاحبه مقام الإحسان الذي هو ركن من أركان الدين كما ورد به حديث جبريل الشهير في "الصحيح" عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
قال الشيخ أبو بكر الكلاباذي في "التعرف إلى مذهب التصوف": قولهم في الصوفية: لِم سميت الصوفية صوفية؟ قالت طائفة: إنما سميت الصوفية صوفية لصفاء أسرارها ونقاء آثارها. وقال بشر بن الحارث: الصوفي من صفا قلبه لله.
وقال بعضهم: الصوفي من صفت لله معاملته فصفت له من الله عز و جل كرامته.
وقال قوم: إنما سموا صوفية لأنهم في الصف الأول بين يدي الله جل وعز بارتفاع هممهم إليه وإقبالهم بقلوبهم عليه ووقوفهم بسرائرهم بين يديه. وقال قوم: إنما سموا صوفية لقرب أوصافهم من أوصاف أهل الصفة الذين كانوا على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.وقال قوم: إنما سموا صوفية للبسهم الصوف. وأما من نسبهم إلى الصفة والصوف فإنه عبر عن ظاهر أحوالهم؛ وذلك أنهم قوم قد تركوا الدنيا فخرجوا عن الأوطان وهجروا الأخدان وساحوا في البلاد وأجاعوا الأكباد وأعروا الأجساد لم يأخذوا من الدنيا إلا مالا يجوز تركه من ستر عورة وسد جوعة
فلخروجهم عن الأوطان سموا غرباء؛ ولكثرة أسفارهم سموا سياحين، ومن سياحتهم في البراري وإيوائهم إلى الكهوف عند الضرورات سماهم بعض أهل الديار شكفتية؛ والشكفت بلغتهم الغار والكهف.الخ ما قال من كلام نفيس يدلُّ على أن العبرة بطريق القوم لا بالاسم الذي سموا به أو سمي به أوائلهم.
ثم إن علوما كثيرة في الإسلام لم يكن لها أثر فضلا عن اسم في القرون الأولى كعلم "أصول الفقه" وعلم "المصطلح الحديثي" وعلم "الصرف والنحو" وعلم "الفقه" وغير ذلك مما هو من أوجب الواجبات في دين الله، فلو أن هؤلاء قلبوا الحكم على هذه العلوم الأخرى لبطل كل طريق يعبد به الله ويعرف به طريق الله، وهذا لا يقول به عاقل.
هذا على تسليم أنه اسم ظهر بعد القرون الثلاثة، وإلا فالواقع بخلاف ذلك، فقد أثبت التاريخ ظهوره في عهد التابعين رضي الله عنهم من غير إنكار أحدٍ من الصلحاء والعلماء، إذ ثبت عن الأمام الحسن البصري –الملقب بسيد التابعين والمتوفى سنة 110 هجرية عن ثمان وثمانين سنة- أنه قال:رأيت صوفيا في الطواف فأعطيته شيئا فلم يأخذه وقال معي أربعة دوانيق فيكفيني ما معي.
وهذا الإمام سفيان الثوري –الملقب بأمير المؤمنين في الحديث، والذي قال عنه الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه أنه قال: لولا أبو هاشم الصوفي ما عرفت دقيق الرياء.
ومن أغرب ما يحتج به بعضُ المنتقدين قولهم: لو كان التصوف مشروعا للُقِّب به وانتسب إليه الصحابة الكرام! والجواب عن هذا كسابقه أيضا كما أن العبرة بالمسمى لا بالأسماء فإن الصحابة رضي الله عنهم أولا فازوا بمقام الصحبة الذي لا يمكن لغيره من المقامات أن تطال شأوه أو تبلغ منزلته، قد حازوا بصحبتهم لسيدنا محمد صلي الله عليه وسلم أعظم تسمية ولقبوا بالصحابة.
ثم جاء بعدهم التابعون ورأوا تبعيتهم لهم أشرف تسمية فلقبوا بالتابعين...
إلى أن ظهرت البدعُ في نهاية المائة الأولى من الهجرة فقامت طائفة لحفظ مقام الإسلام وضبط قواعده وفروعه كأئمة الفقه الأربعة وتسموا بالفقهاء، وطائفةٌ لحِفظ مقام الإيمان وضبط قواعده وفروعه كالإمامين الأشعري والماتريدي وتسموا بأهل الأصول وعلماء العقائد والمتكلمين، وطائفة لحفظ مقام الإحسان وضبط أعماله وسلوكياته كالإمام الجنيد والإمام المُحاسبي وغيرهما وتسموا بالصوفية.
ولقدْ تمسك المنتقدون بشِبْهِ أدلةٍ لا حجة فيها من قريب ولا من بعيد، ومنها أنهم قالوا بأن الصوفية أنشأوا لأنفسهم لغةُ خاصة وعبروا عن طريقهم وأحوالهم بعبارات لَم يعهدها غيرُهم من أصحاب العلوم الإسلامية الأخرى مما أوقع الحيرة في فهم مرادهم والتوقف في استنباط معاني كلامهم، وهو دليل بارد أيضا وحجة واهية أوهى، إذا علمت أن كلَّ علام من العلوم الإنسانية قد عبر أصحابه عن أصوله وفروعه وجزئياته وكلياته بعبارات خاصة، ربما تشترك في صورة بمصطلحات أخرى، وفي المعنى تختلف اختلافا بينا، ومن ذلك أن الحال عند اللغويين يختلف معناه عند المناطقة وكذا عند الفقهاء وأيضا عند علماء الجرح والتعديل، كما إن للصوفية معنى للحال لا علاقة له بمعانيه عند من سبق.
ثم إن المرجع في تأصيل المصطلح الصوفي راجعٌ في الحقيقة إلى أحوال السالكين والعارفين الذين لم يجدوا ما يعبرون به عن مقاماتهم ومشاهداتهم إلى بما يقرب المعنى من المصطلحات اللغوية الضيقة، ذلك أن المفردات اللغوية محدودة كما وكيفا، والأحوال والأذواق والمشاهدات العرفانية لا حد لها ولا إحاطة بها، فلم يجد أصحاب السلوك إلا شيئا من اللغة يعبرون به عن حالهم فكانت هذه اللغة التي تتضمن أحيانا غموضا وإشكالا، أنكره من حرم التسليم وابتلي بالإنكار والتقبيح عافانا الله من دائه.
يقول القطب الشعراني رحمه الله تعالى: اعلم يا أخي أن علم التصوف عبارة عن علم انقدح في قلوب الأولياء حين استنارت بالعمل بالكتاب والسنة، فكل من عمل بهما انقدح له من ذلك علوم وآداب وأسرار وحقائق، تعجز الألسنة عنها، نظير ما انقدح لعلماء الشريعة من أحكام، حين عملوا بما علموه من أحكامها.اهـ
فإِنما هي أذواق ومفاهيم، وكشوفات وفتوحات، منحهم الله إِياها، فقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "العلم علمان: علم في القلب، وفي رواية: علم ثابت في القلب، فذلك العلم النافع. وعلم على اللسان، فذلك حجة الله على خلقه" [رواه الحافظ أبو بكر الخطيب في تاريخه بإِسناد حسن، ورواه ابن عبد البر النمري في كتاب العلم عن الحسن مرسلاً بإِسناد صحيح كما في الترغيب والترهيب ].
ومما يشير إلى هذا ويدل عليه حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه، فقد أخرج أبو نعيم في الحلية عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن معاذ بن جبل دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "كيف أصبحتَ يا معاذ؟".قال: أصبحتُ مؤمناً بالله تعالى. قال: "إِن لكل قول مصداقاً، ولكل حق حقيقة، فما مصداق ما تقول ؟". قال: يا نبي الله! ما أصبحت صباحاً قط إِلا ظننت أني لا أمسي، وما أمسيت مساء قط إِلا ظننت أني لا أصبح، ولا خطوت خطوة إِلا ظننت أني لا أتبعها أخرى، وكأني أنظر إِلى كل أمة جاثية تدعى إِلى كتابها، معها نبيها وأوثانها التي كانت تعبد من دون الله وكأني أنظر إِلى عقوبة أهل النار، وثواب أهل الجنة. قال: "عرفت فالزم" [أخرجه أبو نعيم في الحلية ج1. ص242].
كما أن خصوم الصوفية المنتقدين أنكروا أشياء ضمن علم التصوف ترجع في أغلبها إلى هذين الأصلين، ولنا في هذا الموقع مع كل شبهة وقفة بإذن الله فلنقتصر على أصول انتقادهم الآن، ولنعرج على أخطر خصم للتصوف وهم الدخلاء المنتحلون السالكون طريقا غير طريقه وهم يظنون أنهم من أهله.
وهذا الإمام الشاطبي يختصر لنا تاريخ ظهور الدخلاء واعتدائهم على حدود هذا العلم وتعديهم طوره، يقول رحمه الله في كتابه "الاعتصام": ما جاء في ذم البدع وأهلها عن الصوفية المشهورين عند الناس: وإنما خصصنا هذا الموضع بالذكر وإن كان فيما تقدم من النقل كفاية لأن كثيرا من الجهال يعتقدون فيهم أنهم متساهلون في الاتباع وأن اختراع العبادات والتزام ما لم يأت في الشرع التزامه مما يقولون به ويعملون عليه، وحاشاهم من ذلك أن يعتقدوه أو يقولوا به.
فأول شيء بنوا عليه طريقتهم اتباع السنة واجتناب ما خالفها، حتى زعم مذكرهم وحافظ مأخذهم وعمود نحلتهم أبو القاسم القشيري أنهم إنما اختصوا باسم التصوف انفرادا به عن أهل البدع، فذكر أن المسلمين بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم لم يتسم أفاضلهم في عصرهم باسم علم سوى الصحبة إذ لا فضيلة فوقها ثم سمي من يليهم التابعين ورأوا هذا الاسم أشرف الأسماء ثم قيل لمن بعدهم أتباع التابعين ثم اختلف الناس وتباينت المراتب فقيل لخواص الناس ممن له شدة عناية من الدين الزهاد والعباد...
قال: ثم ظهرت البدع وادعى كل فريق أن فيهم زهادا وعبادا فانفرد خواص أهل السنة المراعون أنفسهم مع الله الحافظون قلوبهم عن الغفلة باسم التصوف... هذا معنى كلامه فقد عد هذا اللقب مخصوصا باتباع السنة ومباينة البدعة وفي ذلك ما يدل على خلاف ما يعتقده الجهال ومن لا عبرة به من المدعين للعلم.
وفي غرضي إن فسح الله في المدة وأعانني بفضله ويسر لي الأسباب أن ألخص في طريقة القوم نموذجا يستدل به على صحتها وجريانها على الطريقة المثلى وأنه إنما داخلتها المفاسد وتطرقت إليها البدع من جهة قوم تأخرت أزمانهم عن عهد ذلك السلف الصالح وادعوا الدخول فيها من غير سلوك شرعي ولا فهم لمقاصد أهلها؟ وتقوَّلوا عليهم ما لم يقولوا به حتى صارت في هذا الزمان الأخير كأنها شريعة أخرى غير ما أتى بها محمد صلى الله عليه و سلم. وأعظم من ذلك أنهم يتساهلون في اتباع السنة ويرون اختراع العبادات طريقا للتعبد صحيحا.
وطريقة القوم بريئة من هذا الخباط بحمد الله، فقد قال الفضيل بن عياض : من جلس مع صاحب بدعة لم يعط الحكمة. وقيل لإبراهيم بن أدهم : إن الله يقول في كتابه (ادعوني أستجب لكم) ونحن ندعوه منذ دهر فلا يستجيب لنا! فقال: ماتت قلوبكم في عشرة أشياء: أولها عرفتم الله فلم تؤدوا حقه، والثاني : قرأتم كتاب الله ولم تعملوا به، والثالث: ادعيتم حب رسول الله صلى الله عليه وسلم وتركتم سنته، والرابع: ادعيتم عداوة الشيطان ووافقتموه. والخامس: قلتم نحب الجنة وما تعملون لها إلى آخر الحكاية...
وقال ذو النون المصري: من علامة حب الله متابعة حبيب الله صلى الله عليه و سلم في أخلاقه وأفعاله وأمره وسنته.
وقال: إنما دخل الفساد على الخلق من ستة أشياء الأول: ضعف النية بعمل الآخرة، والثاني: صارت أبدانهم مهيئة لشهواتهم. والثالث: غلبهم طول الأمل مع قصر الأجل والرابع: آثروا رضاء المخلوقين على رضاء الله. والخامس: اتبعوا أهواءهم ونبذوا سنة نبيهم صلى الله عليه وسلم والسادس: جعلوا زلات السلف حجة لأنفسهم ودفنوا أكثر مناقبهم...
...وقال أبو يزيد البسطامي: عملت في المجاهدة ثلاثين سنة فما وجدت شيئا أشد من العلم ومتابعته، ولولا اختلاف العلماء لشقيت واختلاف العلماء رحمة إلا في تجريد التوحيد ومتابعة العلم هي متابعة السنة لا غيرها.
وروي عنه أنه قال: قم بنا ننظر إلى هذا الرجل الذي قد شهر نفسه بالولاية ـ كان رجلا مقصودا مشهورا بالزهد ـ قال الرواي : فمضينا فلما خرج من بيته ودخل المسجد رمى ببصاقة تجاه القبلة فانصرف أبو يزيد ولم يسلم عليه وقال: هذا غير مأمون على أدب من آداب رسول الله صلى الله عليه و سلم فكيف يكون مأمونا على ما يدعيه ؟
وهذا أصلٌ أصله أبو يزيد رحمه الله للقوم: وهو أن الولاية لا تحصل لتارك السنة وإن كان ذلك جهلا منه فما ظنك به إذا كان عاملا بالبدعة كفاحا؟
وقال: هممت أن أسأل الله أن يكفيني مؤنة الأكل ومؤنة النساء، ثم قلت : كيف يجوز أن أسأل الله هذا؟ ولم يسأله رسول الله صلى الله عليه و سلم فلم أسأله؟ ثم إن الله سبحانه كفاني مؤنة النساء حتى لا أبالي استقبلتني امرأة أم حائط.
وقال: لو نظرتم إلى رجل أعطي من الكرامات حتى يرتقي في الهواء فلا تغتروا به حتى تنظروا كيف تجدونه عند الأمر والنهي وحفظ الحدود وآداب الشريعة.
ثم قال الشاطبي: ...وكلامهم في هذا الباب يطول وقد نقلنا عن جملة ممن اشتهر منهم ينيف على الأربعين شيخا جميعهم يشير أو يصرح بأن الابتداع ضلال ـ والسلوك عليه تيه واستعماله رمي في عماية وأنه مناف لطلب النجاة وصاحبه غير محفوظ وموكول إلى نفسه ومطرود عن نيل الحكمة وأن الصوفية الذين نسبت إليهم الطريقة مجموعون على تعظيم الشريعة مقيمون على متابعة السنة غير مخلين بشيء من آدابها، أبعد الناس عن البدع وأهلها.
ولذلك لا نجد منهم من ينسب إلى فرق من الفرق الضالة ولا من يميل إلى خلاف السنة وأكثر من ذكر منهم علماء وفقهاء ومحدثون وممن يؤخذ عنه الدين أصولا وفروعا، ومن لم يكن كذلك فلا بد من أن يكون فقهيا في دينه بمقدار كفايته.
وهم كانوا أهل الحقائق والمواجد والأذواق والأحوال والأسرار التوحيدية فهم الحجة لنا على كل من ينتسب إلى طريقهم ولا يجري على منهاجهم بل يأتي ببدع محدثات وأهواء متبعات وينسبها إليهم تأويلا عليهم من قول محتمل أو فعل من قضايا الأحوال أو استمساكا بمصلحة شهد الشرع بإلغائها أو ما أشبه ذلك.
فكثيرا ما ترى المتأخرين ممن يتشبه بهم يرتكب من الأعمال ما أجمع الناس على فساده شرعا ويحتج بحكايات هي قضايا أحوال إن صحت لم يكن فيها حجة لوجوه عدة ويترك من كلامهم وأحوالهم ما هو واضح في الحق الصريح والاتباع الصحيح، شأن من اتبع من الأدلة الشرعية ما تشابه بها.
ولما كان أهل التصرف في طريقهم بالنسبة إلى إجماعهم على أمر كسائر أهل العلوم في علومهم أتيت من كلامهم بما يقوم منه دليل على مدعي السنة وذم البدعة في طريقتهم حتى يكون دليلا لنا من جهتهم على أهل البدع عموما وعلى المدعين في طريقهم خصوصا وبالله التوفيق.اه كلام الشاطبي الذي لا مزيد عليه...
ولا زال أهل الله من الصوفية الأخيار يصوبون سهام نقدهم إلى الدخلاء في طريقتهم والمتعصبة من منتسبيهم، ولقد أسفر الصبح لذي عينين مبصرتين بدفاعهم عن طريقهم من هؤلاء المرتزقة والمتصوفة الأرزاق، بما لا يدعُ مجالا للشك في أن ما ليس على هدى من الله فهو ضال مضل زائغ عن الهدى والاستقامة.
وفي زماننا هذا كثر المنتسبون الدخلاء وتعددت أوجه الانتساب المزور الذي لا يقوم على أساس دين ولا كتاب ولا سنة، فصار التصوف عند بعض من لا يدين لله بدين مجرد رقص وغناء وموسيقى وانقباع في زوايا لجمع الأموال والشروط، وساعدهم على ذلك أعداء الإسلام، حتى لقد سمعنا صوفيا مسيحيا وصوفيا ملحدا، ومن أعجب ذلك ما سمعته من مثقف متصوف اسما متزندق حالا أن الدعوة إلى الإسلام وطريق الحق في هذا الزمان تكون بالغناء الصوفي! وقد عبر هذا المسكين عن منطق التصوف الباطل المنتحل من طرف كثير من الدخلاء في الزمان المعاصر سلمنا الله من البدع والضلال، وما أحوجنا للتمسك بقول قائلهم رضي الله عنه:
ليس التصوف لبس الصوف ترقعه
ولا غناؤك إذ غنى المغنونا

ولا رقص ولا صياح ولا طرب
ولا تغاش كأن قد صرت مجنونا

بل التصوف أن تصوف أن تصفو بلا كدر
وتتبع الحق والقرآن والدينا

وأن ترى خاشعا لله مكتئبا
على ذنوبك طول الدهر محزونا

والحمد لله رب العالمين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
التصوف هو التحلي بالمقامات الإحسانية والمراتب العرفانية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الملتقى الصوفى للنور المحمدى :: ๑۩۩۩۩ ملتقى العرفان الصافى المصفى ۩۩۩۩๑ :: ๑۩ سلوك و تزكية ورقائق ۩๑-
انتقل الى: