(....الخلوة....)

موضوع: (....الخلوة....) الجمعة أكتوبر 18, 2013 1:06 pm

(....الخلوة....)

للخلوة معنى عام يقوم به كل الناس مثل :
- الخلوة مع الطبيعة والتفكر بجمالها وبديع خلقها
- الخلوة مع النفس للتفكرفي الاخطاء والتصحيح والمحاسبة
- الخلوة مع النفس عند مصيبة تحل بالانسان يحتاج معها لخلوة خاصة مع نفسه
- الخلوة مع كتاب تقرؤه أو بحث تكتبه لاتريد أن يشغلك شاغل عنه
....الخ من الخلوات التي يحتاجها الانسان بمعزل عن الناس .....ولاشك كلها مفيدة لتنقية النفس أو الفكر أو تسديد الرأي وتصحيحه .
وللخلوة معنى خاص في الاسلام يتمثل في :
- الاعتكاف في رمضان
- قيام الليل والناس نيام
- ذكر الله خاليا ويتوج بالبكاء من خشيته تعالى _للأحاديث في ذلك_
- الخلوة في المقابرفي غير أوقات الكراهة للتفكر بالموت ومايتبع ذلك من قيم نفسية وروحية وأخلاقية ويمكن الصلاة عندها مع الدعاء كما كان يفعل صلى الله عليه وسلم في البقيع
- الخلوة للصلاة عموما مع سننها المؤكدة وغير المؤكدة وأورادها والنوافل المطلقة غير الرواتب ...فكلها خلوة مع الله
-الخلوة في الطبيعة مع مخلوقات الله للتفكرفي عظيم صنعته وحكمته
- الخلوة مع النفس لمحاسبتها على أخطائها وتفريطها والتفكر في الآخرة والحساب
-.....الى آخر ماهنالك مما لاينبغي لمسلم أن يسهو عنه
وللخلوة معنى أخص لزيادة الترقي بالنفس إلى معارج الكمال وهو الذي يؤكد عليه علماء التزكية ويتمثل ب:
- هجر الناس جميعا لعدة أيام (3-7-11-40) يوما
- الصيام فيها والتقليل من الطعام لفضيلة ذلك كما لايخفى
- ذكر الله بآلاف من المرات بالصيغ الشرعية الواردة ولو باللفظ المفرد(الله) للأحاديث الصحيحة في ذلك وبعضها مطلق في ذكر الله دون ذكر الكيفية والبعض الآخر مقيد
- الصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم بأية صيغة معتبرة لعظيم أسرارها وبركاتها وفوائدها
- الإذن فيها من شيخ مأذون عالم عارف بأصول التزكية ولايستحسن أن يفعل الخلوة هذه أحد من نفسه بنفسه مع ذكر كثير خشية أن يصاب بحالة جذب أوجنون أو تلبس شيطان مالم يكن من ذوي الخبرة والتدريب المتدرج على ذلك لأن للنفس والروح طاقة تحمّل كطاقة تحمّل عضلات الجسم فلابد من تمرينها تدريجيا
- وهناك آداب في الذكر من وضوء واستقبال القبلة وتغميض العينين واحضار القلب واستشعار أنك مع الله وأنه يراك ويسمعك وطرد الشوارد والخطرات النفسية والدنيوية والشيطانية .....الخ
والخلاصة أن تكون الخلوة هذه فترة تدريبية تأهيليه لتمرين اللسان والقلب والروح والسر على ذكر الله وما والاه ليعود بعدها للناس شخصا آخر له منظور آخر للحياة والاخلاق والقيم والأفكار...حتى العالم يعيد النظر في علمه أكان لله أم للنفس والدنيا ..فهي غسيل للقلب بشكل استثنائي يزيل ما علق عليه من الران في سنين كثيرة ....
وللعلم فإن كل ماأوردته له دليل شرعي عام أوخاص أواستدلال قياسي صحيح أو اجتهاد وفق الاصول المتبعة عند علماء الاصول

بارك الله فيكم و بكم بجاه الحبيب المصطفى

الأنور كتب:: بارك الله فيكم و بكم بجاه الحبيب المصطفى

سيدي الأنور نورت المتصفح والمنتدى
بارك الله فيك