واسلك سبيل الصوفية على يد شيخ عارف بالله، واصل إلى حضرته، ليصلك إلى الله ويحققك بمعنى المحبة حتى يكمل لك دينك، وتفوز بنعيمي الدنيا والآخرة، فلا بد من ساقي، ولا بد من معلم، أقسمت حضرة القدوس أن لا يدخلنها أصحاب النفوس،
لا تصل بنفسك بل بواسطة الشيخ ( فهو دليل الله فاتخذه كفلاً ).
والموصول بالموصول موصول بالنتيجة، واعلم أن المحب مع محبوبه في الآخرة :
جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسأله متى الساعة يا رسول الله ؟ قال:
(ما أعددت لها ) قال: ما أعددت لها من كثير صلاة ولا صوم ولا صدقة ولكني أحب الله ورسوله، قال: (أنت مع من أحببت ) قال أنس: فقلنا ونحن كذلك ؟ قال ( نعم )
ففرحنا بها فرحاً شديداً.
تأمل الحديث السابق وأنظر أن كثرة الأعمال لا تهم بل المعول عليه أعمال القلوب لا أعمال الجوارح، فكم من قارئ للقرآن والقرآن يلعنه، وكم من صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش، وكم من قائم يصلي وليس له من صلاته إلا التعب والنصب
أنا لا أنقض كلامي السابق من وجوب العمل والمتابعة، ولكني أقصد بهذا أن يكون
قلبك طاهراً نظيفاً، أن يكون لك حال مع الله، أن لا يشغلك الكون عن رؤية المكون
(عبدي خلقت الأكوان لأجلك وخلقتك لأجلي، فلا تنشغل بما هولأجلك عمن أنت لأجله)
( عبدي كن لي أكن لك ). ( ومن أتاني يمشي أتيته هرولة ). أقبل عليه يقبل عليك.
اللهم اجعلنا ممن يقبل عليك وتقبلنا، وحققنا بالصدق في حالنا ومقالنا وحققنا بحقيقة الإتباع لسيد السادات سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وأجعل ما كتبته حجة لي لا حجة علي وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.