الملتقى الصوفى للنور المحمدى
عزيزى الزائر عزيزتى الزائرة يرجى التكرم بتسجيل الدخول اذا كنت عضومعنا
او التسجيل معنا ان لم تكن عضو وترغب فى الانضمام الى اسرة المنتدى

سنتشرف بتسجيلك

شكرا لك
ادارة المنتدى
الملتقى الصوفى للنور المحمدى
عزيزى الزائر عزيزتى الزائرة يرجى التكرم بتسجيل الدخول اذا كنت عضومعنا
او التسجيل معنا ان لم تكن عضو وترغب فى الانضمام الى اسرة المنتدى

سنتشرف بتسجيلك

شكرا لك
ادارة المنتدى
الملتقى الصوفى للنور المحمدى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الملتقى الصوفى للنور المحمدى

الملتقي الصوفي للنور المحمدي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الاخلاق المحمديه .

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
المحبة للمصطفى
المدير العام
المدير العام
المحبة للمصطفى


عدد المساهمات : 5852
نقاط : 33698
التفاعل مع الاعضاء : 15
تاريخ التسجيل : 18/09/2010
العمر : 74
الموقع : النور المحمدى

الاخلاق المحمديه . Empty
مُساهمةموضوع: الاخلاق المحمديه .   الاخلاق المحمديه . Emptyالجمعة أبريل 25, 2014 3:59 am

الاخلاق المحمديه . WqOMXB


الأخلاق الفاضلة هي أثر الإيمان الصحيح والإسلام الصادق، فهي برهان الإيمان بالله ورسوله وملائكته وكتبه واليوم الآخر والقدر، ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم هو الأسوة الحسنة في كل خلق فاضل، وأراد الله من أتباعه الذين يرجون ربهم ويذكرونه أن ي...كونوا على أثره وهديه في تلك الأخلاق فقال تعالى : (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِى رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) [الأحزاب :21]، وكان ذلك الحث من الله لأن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم هو النموذج الأعلى والأكمل للأخلاق الفاضلة وقد أثنى الله على كمال أخلاقه فقال تعالى : ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ [القلم : 4]، وكما أخبر هو بنفسه صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال : « إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق » [أحمد والبيهقي والحاكم في المستدرك ومالك في الموطإ].
وسوف نتكلم عن جملة من الأخلاق المحمدية الفاضلة عسى الله يرزقنا التمسك بها، وهي ليست كل الأخلاق الفاضلة ولكنها قد تكون من أهم جوامع الأخلاق.
أولا : الأمانة :
ورد الحث على الأمانة في كتاب الله، وفي سنة رسول صلى الله عليه وسلم كثيرا فمن الآيات التي ورد فيها الحث على الأمانة قوله سبحانه في اللوم على بني آدم في عدم مراعاة الآمانة : ( إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً ) [الأحزاب: 72].
وقال سبحانه في الأمر الصريح بأداء الأمانات إلى أهلها : (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا ( [النساء : 58].
وفي النهي عن الخيانة وذم الخائنين قال جل وعز : وقوله سبحانه : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ) [الأنفال: 27] وقال سبحانه وتعالى : (وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الخَائِنِينَ ) [الأنفال: 58]. وقال عز من قائل : (وَلاَ تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّاناً أَثِيماً ) [النساء : 107]. وقال سبحانه : ( وَأَنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي كَيْدَ الخَائِنِينَ ) [يوسف: 52].
بل إن الله أمر نبيه صلى الله عليه وسلم بالابتعاد عن الخائنين أنفسهم فقال سبحانه : (إِنَّا أنزَلْنَا إِلَيْكَ الكِتَابَ بِالحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَائِنِينَ خَصِيماً ) [النساء : 105].
أما في سيرته العطرة صلى الله عليه وسلم وسنته المشرفة فقد كانت الأمانة من أهم مميزات سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل كان يشهد بها أعداءه فقد سموه الصادق الأمين، وقد طمأنته أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها عندما نزل عليه صلى الله عليه وسلم الوحي عندم قال لها النبي صلى الله عليه وسلم : { إني إذا خلوت وحدي سمعت نداء وقد والله خشيت أن يكون هذا أمرا. قالت : معاذ الله. ما كان الله ليفعل بك. فوالله أنك لتؤدي الأمانة وتصل الرحم وتصدق الحديث }. [رواه البيهقي في الدلائل].
فقد ورد الكثير من الأحاديث التي تحث على الأمانة، بل إن النبي صلى الله عليه وسلم، نهى عن المعاملة بالمثل في عدم الأمانة خاصة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { أد الأمانة إلى من ائتمنك ، ولا تخن من خانك } . [أبو داود ، والترمذي والحاكم].
كما اعتبر النبي صلى الله عليه وسلم مجرد الحديث، وعدم الإيصاء بكتمانة أمانة يجب حفظها وعدم كشفها لأحد، فقال صلى الله عليه وسلم { إذا حدث الرجل الرجل بالحديث ثم التفت فهي أمانة } [المصنف لابن أبي شيبة].
وأخبر الرسول الأكرم صلوات الله عليه وسلامه أن ضياع الأمانة من علامات فساد الزمان فعن حذيفة قال : { حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثين، قد رأيت أحدهما وأنا أنتظر الآخر حدثنا : أن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال، ثم نزل القرآن فعلموا من القرآن وعلموا من السنة، ثم حدثنا عن رفع الأمانة قال : ينام الرجل النومة فتقبض الأمانة من قلبه فيظل أثرها مثل الوكت، ثم ينام النومة فتقبض الأمانة من قلبه، فيظل أثرها مثل المجل كجمر دحرجته على رجلك فنفط فتراه منتبرا، وليس فيه شيء ثم أخذ حصى فدحرجه على رجله، فيصبح الناس يتبايعون لا يكاد أحد يؤدي الأمانة، حتى يقال إن في بني فلان رجلا أمينا، حتى يقال للرجل ما أجلده ما أظرفه ما أعقله وما في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان } [رواه مسلم].
وغير هذا الكثير من نصوص الكتاب والسنة التي تبين وتدل على أن الأمانة عظيمة القدر في الدين ، ومن عظيم قدرها أنها تقف على جنبتي الصراط ولا يمكن من الجواز إلا من حفظها ـ كما رواه مسلم في صحيحه ـ فليس هناك أدل على عظم قدر الأمانة من كونها تكون بجوارك على الصراط يوم القيامة.
والأمانة تكون في الأعيان كما ذكرنا، وتكون كذلك في غيرها فكلمة الحق أمانة، وإتقان العمل وأداؤه بالشكل المتفق عليه أمانة، فمن ترك عمله فهو خائن للأمانة، ومن قصر فيما طلب منه فهو خائن للأمانة.
فالأمانة هي الالتزام بكل ما شرع من الدين، والالتزام بكل ما اتفق عليه بين الناس من العقود والأعمال، وإذا طبق المسلمون خلق الأمانة سوف يتغير الحال إلى خير حال. فسنجد كل إنسان يتقن عمله، ويحافظ على كلامه، ويخدم مجتمعه ووطنه، وسوف يظهر هذا في قوة المجتمع وتقدمه وازدهاره على نحو يفخر به كل من انتسب إلى هذا الدين.
ثانيا : الرحمة :
والرحمة في اللغة : الرقة والتعطف و المَرْحَمَةُ مثله وقد رَحِمَهُ بالكسر رَحْمَةً و مَرْحَمَةً أيضا، و تَرَحَّمَ عليه، و تَرَاحَمَ القوم : رَحِمَ بعضهم بعضا، و الرَّحَمُوتُ من الرحمة، يقال رهبوت خير، من رحموت أي لأن تُرهَب خير من أن تُرحَم و الرَّحِمُ القرابة والرحم أيضا بوزن الجسم مثله، و الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ اسمان مشتقان من الرحمة.
وقد رحمنا الله رحمة بالغة، عندما أعلمنا أنه رحيم سبحانه، تهدأة لروعنا، فبعد أن أخبر أنه الرحمان الرحيم، فاضت رحمته علينا إذ أعلمنا الرحمة حق عليه أوجبها سبحانه على نفسه إذ يقول : ) كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ( [الأنعام : 12]، كما بين لنا سبحانه وتعالى أن رحمته لنا ليست عن حاجة وميل إلينا تعالى عن هذا علوا كبيرا، بل رحمته نابعة من غناه عنا سبحانه وتعالى إذ يقول وَرَبُّكَ الغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُم مَّا يَشَاءُ كَمَا أَنشَأَكُم مِّن ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ ( [الأنعام :133].
وأمر الله عباده بالتخلق بهذا الخلق القويم، لا سيما مع أصحاب الحقوق علينا، بل مع أولى الناس بنا وهم الوالدين إذ يقول سبحانه : ) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً ( [الإسراء : 24].
كما يبين ربنا سبحانه وتعالى أن جزاء الإيمان، والصدقة، واستغفار الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم، هو أن يرحمنا ربنا ويدخلنا في تلك الرحمة الواسعة ويغفر لنا ذنوبنا فقال عز من قائل (وَمِنَ الأَعْرَابِ مَن يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ قُرُبَاتٍ عِندَ اللَّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلاَ إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَّهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) [التوبة : 99].
ولأن هذه الأمة هي أمة الرحمة والهداية، دأب المحدثون في تبليغ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لطلبة العلم ، على أن يستفتحوا بحديث الرحمة المسلسل بالأولية، هذا الحديث الذي انقطعت أوليته عند سفيان بن عيينه الذي يرويه عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ أَبِي قَابُوسَ مَوْلًى لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم : { الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمْ الرَّحْمَنُ ، ارْحَمُوا أَهْلَ الْأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ } [المصنف لابن أبي شيبة].
وقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيرة تحث المسلمين على التخلق بالرحمة فيما بينهم ومع جميع الخلق، بل خوف رسول الله صلى الله عليه وسلم أمته بأن ترك هذه الصفة الحميدة قد تستوجب غضب الله يوم القيام حيث قال صلى الله عليه وسلم : " لَا يَرْحَمُ اللَّهُ مَنْ لَا يَرْحَمُ النَّاسَ" [المصنف لابن أبي شيبة].
وهذا الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله تعالى عنه يخبرنا عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول : سَمِعْت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الصَّادِقَ الْمَصْدُوقَ أَبَا الْقَاسِمِ صَاحِبَ هَذِهِ الْحُجْرَةِ : { لَا تُنْزَعُ الرَّحْمَةُ إلَّا مِنْ شَقِيٍّ }. [المصنف لابن أبي شيبة]،
بل حث النبي الكريم صلى الله عليه وسلم على الرحمة مع كل الخلق، والحيوان، بل وحث على الرحمة مع الحيوان في موقف قل من يتذكر الرحمة فيه، إلا من رحم الله، وصار على هدي الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، هذا الموقف هو موقف ذبح الحيوان فقد ثبت في سنته صلى الله عليه وسلم " أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم : إنِّي لَأَذْبَحُ الشَّاةَ وَإِنِّي أَرْحَمُهَا ، أَوْ قَالَ : إنِّي لَأَرْحَمُ الشَّاةَ إذَا ذَبَحْتهَا ، فَقَالَ : إنَّ الشَّاةَ إنْ رَحِمْتهَا رَحِمَك اللَّهُ مَرَّتَيْنِ " [المصنف لابن أبي شيبة]
ولا يخفى ما يؤثر من حلمه صلى الله عليه وسلم واحتماله الأذى، وإن كل حليم قد عرفت منه زلة، وحفظت عنه هفوة، وهو لا يزيد مع كثرة الأذى إلا صبرا، وعلى إسراف الجاهل إلا حلما.
ويؤكد هذا الخلق العالي دعاءه لقومه الذين آذوه وعادوه، وما دعى عليهم، وإن كان الدعاء عليهم ليس بمنقصة، فإن الدعاء على الظالم المعاند لا شيء فيه وفعله أولي العزم من رسل الله كنوح عليه السلام وموسى الكليم عليه السلام. فكان دعاء سيدنا نوح فقد قال القرآن عنه في دعائه على قومه : ﴿ وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لاَ تَذَرْ عَلَى الأَرْضِ مِنَ الكَافِرِينَ دَيَّاراً﴾ [نوح : 26].
وأما دعاء سيدنا موسى عليه السلام فقال تعالى : ﴿ وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَن سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا العَذَابَ الأَلِيمَ ﴾ [يونس : 88]
وقد كانا عليهما السلام على حق، ولكن كان المصطفى صلى الله عليه وسلم أحق فقد روى الطبراني، وذكره الهيثمي في مجمعه وقال رجاله رجال الصحيح : أن النبي صلى الله عليه وسلم لما كسرت رباعيته، وشج وجهه الشريف صلى الله عليه وسلم يوم أحد، شق ذلك على أصحابه شقا شديدا، وقالوا : لو دعوت عليهم. فقال : إني لم أبعث لعانا، ولكني بعثت داعيا ورحمة : اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون.
وأخرج البخاري في صحيحه عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها « قالت للنبي صلى الله عليه وسلم : هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد ؟ قال : لقد لقيت من قومك ما لقيت. وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة؛ إذ عرضت نفسي على بن عبد ياليل بن عبد كلال فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي، فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب، فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني، فنظرت فإذا فيها جبريل فناداني، فقال : إن الله قد سمع قول قومك لك وما ردوا عليك، وقد بعث الله إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم. فناداني ملك فسلم علي ثم قال : يا محمد فقال ذلك فيما شئت إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين. فقال النبي صلى الله عليه وسلم بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا »
وعفى النبي صلى الله عليه وسلم على من جذبه من الأعراب جذبة شديدة، وأعطاه سؤاله وزاد، وعفى صلى الله عليه وسلم عن اليهودية التي سمت الشاة له بعد اعترافها، ولم يؤاخذ لبيد بن الأعصم إذ سحره، ولا عتب عليه فضلا عن معاقبته. فهذا هو الأسوة الحسنة والنموذج الأعلى المرضي عند ربه صلى الله عليه وسلم.
ثالثا : التواضع :
التواضع أصله في اللغة من : وضَعَ الشيءَ وَضْعاً: اخْتَلَقَه. و تَواضَعَ القومُ علـى الشيء : اتَّفَقُوا علـيه. وأَوْضَعْتُه فـي الأَمر إِذا وافَقْتَه فـيه علـى شيء. و الضَّعةُ و الضِّعةُ: خِلاف الرِّفْعةِ فـي القَدْرِ، والأَصل وِضْعةٌ، حذفوا الفاء علـى القـياس كما حذفت من عِدة وزِنة.
والتواضع : ضد الكبر والكبر مذموم طبعا وشرعا، فإن النفس تبغض المتكبر من الخلق بطبيعتها والكبر في اللغة : بِكَسْرِ الْكَافِ وَسُكُونِ الْبَاءِ : الْعَظَمَةُ , وَكِبَرُ الشَّيْءِ مُعْظَمُهُ.
أما معناه في اصطلاح أهل الشريعة : فقد عرفه الغزالي : بأنه الخلق الذي في النفس , وهو الاسترواح والركون إلى رؤية النفس فوق المتكبر عليه.
وهو خلق إسلامي رفيع المنزلة، شهد بفضله كل عاقل، ودعا إليه كل مصلح؛ لما فيه من الفوائد الجليلة على الفرد والمجتمع، وقد حث الله سبحانه وتعالى عليه وأمر به في كتابه، وعلى لسان حبيبه المجتبى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل كان التواضع سيرته الغالبة وسنته الراشدة.
وقد أخبر الله سبحانه وتعالى أن التواضع للمؤمنين من صفات أحبائه الكرام، الذي يستبدل بهم المرتدين فقال : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى المُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) [المائدة : 54].
وقد أخبر ربنا كذلك أن التواضع لله في السير من صفات عباد الصالحين فقال سبحانه وتعالى : (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الجَاهِلُونَ قَالُوا سَلام )[الفرقان : 63].
وأمر سبحانه وتعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بالتواضع للمؤمنين أتباعه، فقال سبحانه وتعالى : ( وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِـينَ ) [الحجر : 88].
ويتأكد التواضع ويتحتم إذا كان المتواضع له فضل ومنزلة كالوالدين فقد أخبر ربنا بوجوب التواضع لهما فقال سبحانه وتعالى : ( وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً ) [الإسراء : 24].
وقد بشر الله المؤمنين المتواضعين بالنعيم المقيم في الدار الآخرة، فقال سبحانه وتعال : ( تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُواًّ فِي الأَرْضِ وَلاَ فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) [القصص : 83].
وقد ذم الله الكبر وأهله، وتوعد للمتخلق بهذا الخلق البغيض بالعذاب الشديد فقال سبحانه : ( فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى المُتَكَبِّرِينَ)[النحل : 29]. وقال سبحانه وتعالى : ( كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ ([غافر : 35].
وقال سبحانه وتعالى حكاية عن لقمان في نصائحه لابنه : ) وَلاَ تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ([لقمان : 18].
وذكر ربنا سبحانه وتعالى أن نبيه الكريم موسى عليه السلام استعاذ بربه من كل المتكبرين فقال سبحانه وتعالى : ) وَقَالَ مُوسَى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُم مِّن كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لاَّ يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الحِسَابِ ( [غافر : 27].
وأخبرنا سبحانه وتعالى في كتابه أن فرعون كان به كبر وعلو على خلق الله فقال : (إنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ المُفْسِدِينَ)[القصص : 4].
وفي سنة النبي الأكرم المصطفى صلى الله عليه وسلم وصايا بالتواضع أكثر من أن تحصى، يرشد فيها الأمة إلى التخلق بهذا الخلق العظيم الذي يعود بالخير على الفرد والمجتمع المسلم كله فمن هذه النصوص ما رواه عياض بن حمار عن النبي صلى الله عليه وسلم قال { إن الله أوحى إلي أن تواضعوا , حتى لا يفخر أحد على أحد , ولا يبغي أحد على أحد } [مسلم وأبو داود].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { ما تواضع لله أحد إلا رفعه } [صحيح مسلم].
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم { طوبى لمن تواضع لله في غير منقصة , وذل في نفسه من غير مسألة , وأنفق مالا جمعه في غير معصية , ورحم أهل الذل والمسكنة , وخالط أهل الفقه والحكمة طوبى لمن طاب كسبه وصلحت سريرته , وكرمت علانيته , وعزل عن الناس شره طوبى لمن عمل بعلمه , وأنفق الفضل من ماله , وأمسك الفضل من قوله } [رواه الطبراني].
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال { من تواضع لله درجة يرفعه الله درجة حتى يجعله في أعلى عليين ومن تكبر على الله درجة يضعه الله درجة حتى يجعله في أسفل سافلين } [ابن ماجة وابن حبان] زاد ابن حبان { ولو أن أحدكم يعمل في صخرة صماء ليس عليها باب ولا كوة لخرج ما غيبه للناس كائنا ما كان } .
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لا أعلمه إلا رفعه قال { يقول الله تبارك وتعالى : من تواضع لي هكذا , وجعل يزيد باطن كفه إلى الأرض وأدناها رفعته هكذا , وجعل باطن كفه إلى السماء ورفعها نحو السماء } . [رواه أحمد والبزار]
وعن عمر بن الخطاب أيضا أن قال على المنبر { أيها الناس تواضعوا فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من تواضع لله رفعه الله قال انتعش نعشك الله فهو في أعين الناس عظيم وفي نفسه صغير , ومن تكبر قصمه الله وقال اخسأ فهو في أعين الناس صغير وفي نفسه كبير }.[الطراني]
وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال { ما من آدمي إلا في رأسه حكمة بيد ملك , فإذا تواضع قيل للملك ارفع حكمته , وإذا تكبر قيل للملك ضع حكمته } [الطبراني والبزار]
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { من تواضع لأخيه المسلم رفعه الله . ومن ارتفع عليه وضعه الله }. [الطبراني في الأوسط]
وعن علي بن أبي طالب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : { لا حسب إلا في التواضع , ولا نسب إلا بالتقوى , ولا عمل إلا بالنية , ولا عبادة إلا باليقين } . [رواه الديلمي].
هذه جملة من الأخلاق المحمدية هي من جماع وأصول كل الأخلاق الفاضلة نسأل الله أن يرزقنا التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم في أخلاقه وكل أحواله. آمين.


.....
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الاخلاق المحمديه .
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الملتقى الصوفى للنور المحمدى :: ๑۩۩۩۩ الملتقى الاسلامى العام ۩۩۩۩๑ :: ๑۩ الامام العلامة الشيخ على جمعه ۩๑-
انتقل الى: