المحبة للمصطفى المدير العام
عدد المساهمات : 5852 نقاط : 33620 التفاعل مع الاعضاء : 15 تاريخ التسجيل : 18/09/2010 العمر : 74 الموقع : النور المحمدى
| موضوع: أركان الطريق إلى الله: الشيخ، والمريد، والمنهج الأحد مايو 04, 2014 12:40 pm | |
| أركان الطريق إلى الله: الشيخ، والمريد، والمنهج، وأن الباطن والظـاهر وجهان لشيء واحد لا يتعارضان أبدًا
لما رأى الصوفية أن هناك: شيخًا، ومريدًا، وطريقًا، أسموا هذا بأركان الطريق إلىٰ اللّٰه (الشيخ، والمريد، والطريق) وكتبوا في آداب ال...شيخ كيف يكون؟ فقالوا: لابد عليه أن يكون مدركًا للحقيقة، فتكلموا علىٰ أن هذا الكون له ظاهر وله باطن، له مدرك يشترك فيه كل أحد، وله حقيقة لا يعرفها إلا الخواص، فقسّموا الناس إلىٰ: عوام، وخواص، وخواص الخواص، وقسّموا الأمر كله إلىٰ: ظاهرٍ، وباطنٍ، واكتشفوا أن الباطن لا يعارض الظاهر، ولا يكر عليه بالبطلان، وهذا من رحمة اللّٰه بنا، وبعض القاصرين ظن أن الباطن يعارض الظاهر، وأنه يكر عليه بالبطلان، فوصفهم أئمة الصوفية بكل صفة خسيسة، بالجهل مرة، وبالفسق مرة، وبالزندقة مرة، وبالكفر مرة، وهكذا؛ لأن الصحيح أن الباطن لا يخالف الظاهر، بل هو يؤيده، ويحققه، ويرسِّخُ مقاصده، ويحقق غاياته. فهم قد رأوا الظاهر مثل دوران الأرض، وأنها تدور حول نفسها، وتدور حول الشمس، إلا أن الظاهر للعيان هو أن الشمس هي التي تتحرك، والظاهر في الماء مثلا أن الذي أمامنا هو ماء، ثم عند الحقيقة تبين أنه مكون من غازين: من هيدروجين وأوكسجين، أحدهما يشتعل، والآخر يساعد علىٰ الاشتعال، فوصلنا إلىٰ شيء عجيب: هذا الذي أمامنا ماء أو نار؟!!، الظاهر أنه ماء، والحقيقة أنه نار، بعض القاصرين فهموا أن هذا تعارض، والصوفية لم يفهموا هذا، بل فهموا أن الشرع الشريف إنما جاء لضبط الظاهر والباطن معًا، وأن الظاهر مهم، وأن تاركه كافر، ولكن هذا لا يمنع أن تكون هناك حقيقة، وأن هذه الحقيقة نتعمق فيها، ونكتشفها شيئًا فشيئًا، وكلها لا تكر علىٰ الظاهر بالبطلان، فلو جاء واحد وقال: أنا لا أتوضأ. فقلنا له: لماذا لا تتوضأ؟! فأشار إلىٰ الماء وقال: لأن هذا نار، وأنا أخشىٰ علىٰ جلدي أن يحترق. فإننا نعده من المجانين؛ لأن هذا ماء وليس نارًا، وإن كان هو من نار، ولو قال: إنني أريد أن أبيع هذا الإنسان ، وأشار إلىٰ إنسان حر، فقلنا له: لماذا؟! قال: لأن المشتري يحتاج إلىٰ شيء من التراب، وهذا الإنسان مكون من تراب في حقيقته، قلنا له: أنت مجنون، وهذا ليس ترابًا، وكلامك يخالف الكتاب والسنة؛ لأنه هو من تراب، وليس هو ترابًا، ولا يجوز لك أن تبيع الحر، ولا هذا المشتري سينتفع بهذا التراب، وإن كان هو من تراب، ويؤول إلىٰ التراب، ونشأ من التراب، إلا أن هذه حقيقة وليست ظاهرًا. ظن بعض القاصرين أن السلوك هو أن يذهب إلىٰ الحقيقة ويترك الشريعة! فتكلم الصوفية بعبارة جامعة طيبة فقالوا: (من تشرّع ولم يتحقق فقد تفسّق)؛ لأنه ينكر علمًا، وينكر حقيقة، وينكر جوهر الدين، وينكر ما من أجله خلق اللّٰه السموات والأرض، (ومن تحقّق ولم يتشرّع فقد تزندق)؛ لأن الذي يقول: إن هذا نار ،وهو يقصد الماء، فهو كذاب زنديق، أراد بذلك أن يخرج علىٰ الشرع الشريف. لم يفهم كثير من الناس هذه الحقيقة فعادوا التصوف، واعتبروا أن الصوفية يدعون إلىٰ الزندقة، والأمر ليس كذلك؛ لأن الصوفية يدعون إلىٰ الشريعة المؤيَّدة بالحقيقة، يَدْعُون إلىٰ أن تكون هذه الحقيقة مما يزيدنا أدبًا مع اللّٰه، لا مما يبطل عبادتنا مع اللّٰه، الصوفية يفهمون أن هذا جزء من الطريق إلىٰ اللّٰه. ............ | |
|
زائر زائر
| موضوع: رد: أركان الطريق إلى الله: الشيخ، والمريد، والمنهج الثلاثاء مايو 06, 2014 12:41 pm | |
| بارك الله فيكي سيدتي على توضيحكي لهذا الامر لان الكثير لا يفهمون معنى الحقيقي للتصوف. |
|
زائر زائر
| موضوع: رد: أركان الطريق إلى الله: الشيخ، والمريد، والمنهج السبت مايو 17, 2014 8:43 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيدنا محمّد خير الخلق اجمعين و على آله و صحبه أشكرك على هذا الموضوع جعل الله عملك ذلك في ميزان حسناتك كما أرجومنك ديوان القصائد الخاصة بالزاوية البلقائدية و شكرا |
|