المحبة للمصطفى المدير العام
عدد المساهمات : 5852 نقاط : 33698 التفاعل مع الاعضاء : 15 تاريخ التسجيل : 18/09/2010 العمر : 74 الموقع : النور المحمدى
| موضوع: الطريق الله وبيان معنى الكشف والفتح الخميس مايو 29, 2014 4:02 pm | |
| بيان معنى الكشف والفتح أنهما لا عبرة بهما إلا إذا ازداد بهما العبد أدبًا مع الله
والكشف والفتح معناهما: الإدراك، ومعرفة الأسرار، فالأسرار الملكية هذا شيء تافه، لا تعلق به همم الأكابر، ولنفرض أن الولي قد فتح عليه بكل أسرار أهل الأرض، وبكل علوم أهل الأرض، حتىٰ عرف ذلك كله وأحاط به، فما الذي يستفيده من هذا؟ إذا لم يستفد بهذا أدبًا مع اللّٰه فليس بشيء، ويكون هو والكافر سيان؛ لأن الكافر يعلم كل هذا، فإذا لم تكن هذه المعلومات تعلمه كيف يتأدب مع اللّٰه فهذا علم لا ينفع، والج...هل به لا يضر، فنحن مثلًا فئة معينة، لنا تخصصات معينة، ولا نعرف الطب ولا الهندسة ولا خلافه، فما الذي ضرّنا؟ لا شيء؛ لأن غيري قام بها وتعلمها، ولكل واحد تخصصه، أما هذا الفتح أو الكشف إذا زاده أدبًا مع اللّٰه، كان هذا هو المقصود، وكان هذا هو المتبع. بعض الناس -والعياذ باللّٰه- لم يكن إخلاصهم تامًا، فعندما يُكشف له شيء من هذا يبدأ في التلاعب، وليس في السير إلىٰ طريق اللّٰه، فيغتر بنفسه، ويتعالىٰ علىٰ الناس، ويستغل ما عرفه من كشف للأسرار في تحصيل الدنيا، مالًا، وجاهًا، وسمعة، وشهوات، أو أي شيء آخر، فإن هو فعل ذلك فقد التفت عن طريق اللّٰه. هذا الشيء يحدث أثناء السير في أمور المعاش، فكأنني مررت بـ (فاترينة) فوقفت أمامها، ودخلت المحل، وتركت السير لنهاية الطريق، فدخولي هذا المحل يعطلني، ويمنع من الوصول. إذًا الفتح أو الكشف يكون أولًا عن أسرار الملك، فإن انشغلت بأسرار الملك وتحصيلها عن اللّٰه فقد ضيعت نفسك ، في حين أن الناس جميعًا سيقولون: إنني ولي من أولياء اللّٰه الصالحين؛ لأنني أعلم كل هذه الأسرار، والأمر ليس كذلك؛ فالأمر أمر القلب، القلب الذي قد تخلىٰ عن القبيح وتحلىٰ بالصحيح، فإن وقفت عند إدراك أسرار الملك فتلك مصيبة؛ لأنه قد انكشف بذلك أنه لم يكن اللّٰه هو المقصود، وإنما تحصيل شيء من الدنيا. وهناك أسرار أعمق من أسرار الملك، وهي أسرار الملكوت، إذ تنكشف أثناء الطريق والسير إلىٰ اللّٰه -جل شأنه-، فإذا انكشفت أسرار الملكوت سواء كان سرًا واحدًا أو كان (مليونا) من الأسرار فإن ذلك سيان، وننظر: هل زادته أدبًا مع اللّٰه ورضًا وتسليمًا لأمره -تعالىٰ- ؟ أو أنها زادته طغيانًا، وتحصيلًا للدنيا، وانشغالًا بهذه المعرفة؟ فإن زادته في طريق اللّٰه أدبًا كانت هذه هي المقصودة، وإذا حصّل بها الدنيا وحطامها فإنه يخرج عن طريق اللّٰه ويضل ولا يصل، وهذا معنىٰ قولهم: (ملتفت لا يصل)؛ لأنه انشغل بالأسرار التي انكشفت من عالم الملك أو من عالم الملكوت. كذلك هناك نوع آخر من الانشغال أخفىٰ وأدق من هذا، وهو الانشغال بالأسرار، أو الانشغال بالأنوار، فالعابد يعبد ربه، فيمتلئ قلبه نورًا، وهو جالس في الخلوة، وهي مظلمة ليس فيها كهرباء، فإذ بها تضيء، فيجد لذة في قلبه، ويجد نورًا في قلبه، وكل هذا من أنوار الملك، وهذا يحدث للمسلم وللكافر، الرهبان في الكنائس يحصل لهم هذا، والبوذيون والهندوس يحصل لهم هذا؛ يحصل لهم من أنوار الملك، فإن انشغل بها السالك إلىٰ اللّٰه عن اللّٰه كأن تكبّر، أو فرح بها، أو استغلّها، أو عَبَدَ اللّٰه لتحصيلها، بأن يذكر اللّٰه تعالىٰ وقلبه ملتفت إلىٰ أن ينور اليوم، مثلما تنوّر بالأمس فهذا لعب؛ لأنه قد توجه إلىٰ الصوارف دون اللّٰه تعالىٰ، وانشغل والتفت، وملتفت لا يصل. وأعمق من هذا: ما كان من أنوار الملكوت، لأنه ينكشف له الملأ الأعلىٰ؛ فلو انشغل به عن اللّٰه فإنه يكون غير مؤدب ولا يصل. فينبغي علىٰ العابد أن يراعي نفسه وهو في طريقه إلىٰ اللّٰه، ولا ينشغل عنه سبحانه وتعالى بانكشاف أسرار الملك، ولا أسرار الملكوت، ولا ينشغل بأنـوار الملك، ولا بأنوار الملكوت، بل إن ذلك من تلبيس إبليس، يحاول أن يصده عن اللّٰه، وأن يشوش عليه أمره، وأن يجعل عبادته لتحصيل لذة العبادة وليس لرضا اللّٰه، فنحن نعبد اللّٰه حصلنا لذة أو لم نحصل، كُشفت لنا أسرارٌ أو لم تنكشف، غرقنا في الأنوار أو لم نغرق، أو لم تأتنا أنوار بالمرة، لأن المقصود هو اللّٰه. .... | |
|
محب وخادم ال البيت
عدد المساهمات : 3 نقاط : 7236 التفاعل مع الاعضاء : 1 تاريخ التسجيل : 12/06/2014
| موضوع: رد: الطريق الله وبيان معنى الكشف والفتح السبت يونيو 14, 2014 1:39 pm | |
| | |
|