المحبة للمصطفى المدير العام
عدد المساهمات : 5852 نقاط : 33720 التفاعل مع الاعضاء : 15 تاريخ التسجيل : 18/09/2010 العمر : 74 الموقع : النور المحمدى
| موضوع: هل ستفعل مثلما فعل بأمه المتخلفة عقليـًّا؟؟ الجمعة أكتوبر 31, 2014 5:32 pm | |
| قصة حقيقية ابكتنى كثيرا دكتوره/ حشمه ربيع الرويلي: تقول : دخلت علي في العيادة إمرأة في الستينات بصحبة إبنها الثلاثيني ! .. لاحظت حرصه الزائد عليها ، يمسك يدها ويصلح لها عباءتها ، ويمد لها الأكل والماء .. بعد سؤالي عن المشكلة الصحية …وطلب الفحوصات سألته عن حالتها العقلية ، لأنّ تصرفاتها لم تكن موزونة ، ولاردودها على أسئلتي.. فـقال : إنها متخلف...ة عقلياً منذ الولادة.. تملكني الفضول فـسألته: فـمن يرعاها ؟ قال: أنا قلت: والنعم ! ولكن من يهتم بنظافة ملابسها وبدنها ؟.. قال: أنا أدخلها الحمّام -أكرمكم الله- وأحضر ملابسها, وانتظرها إلى أن تنتهي.. وأصفف ملابسها في الخزانة, وأضع المتسخ في الغسيل، وأشتري لها الناقص من الملابس ! قلت : ولم لا تحضر لها خادمة ؟! قال: لأن أمي مسكينة مثل الطفل لا تشتكي وأخاف أن تؤذيها الشغالة.. إندهشت من كلامه ومقدار برّه ؛وقلت: وهل أنت متزوج ؟ قال: نعم الحمد لله ولدي أطفال .. قلت: إذن زوجتك ترعى أمك ؟ قال: هي لا تقصر.. فهي تطهو الطعام وتقدمه لها ..وقد أحضرت لزوجتي خادمة حتى تعينها؛ ولكن أنا أحرص أن آكل معها حتى أطمئن على السكري ! زاد إعجابي وأمسكت دمعتي ! إختلست نظرة إلى أظافرها فرأيتها قصيرة ونظيفة قلت : أظافرها ؟ قال : أنا، يا دكتورة هي مسكينة ! نظرت الأم لـولدها وقالت: متى تشتري لي شيبس ؟! قال: أبشري !! الآن أخذك الى البقالية! طارت الأم من الفرح ؛وقالت : ألآن..الآن!! إلتفت الإبن ،وقال : والله إني أفرح لفرحتها؛ أكثر من فرحتي لأولادي الصغار.. مثلت اني أكتب في الملف ،حتى لا يظهر علي أنـّي متأثرة ” ! وسألت : هل عندها غيرك ؟ قال : أنا وحيدها لأن الوالد طلقها بعد شهر .. قلت: ألم يربك أبوك ؟ قال :لا، جدتي كانت ترعاني وترعاها.. وتوفيت رحمهاالله وعمري عشر سنوات ! قلت : هل رعتك أمك في مرضك ؟أو تذكر أنها إهتمت بك ؟ أو فرحت لفرحك أو حزنت لحزنك ؟ قال : يادكتورة.. أمي مسكينة من عمري عشر سنين وأنا شايل همها وأخاف عليها وأرعاها .. كتبت له الوصفة وشرحت له الدواء .. أمسك بيد أمـّه , وقال : يالله على البقالية … قالت : لا ؛ نروح مكـّة ! .. إستغربت ! قلت لها :لماذا مكة ؟ قالت:أركب الطائرة ! قلت له : تأخذها الى مكّة ؟ قال : نعم.. قلت : هي ليس عليها حرج لو لم تعتمر ، لماذا تضيّق على نفسك ؟ قال : يمكن بسبب الفرحة التي تفرحها ؛ أكثر أجر عند رب العالمين من عمرتي بدونها .. خرجوا من العيادة وأقفلت بابها؛ وقلت للممرضة : أحتاج للرّاحة .. ثم جلست أبكي من كل قلبي .. وقلت في نفسي: هذا وهي لم تكن له أماً قط .. فقط حملت وولدت ولم تربي ، ولم تسهر الليالي ، ولم تُدرسه ، ولم تتألم لألمه ، ولم تبكي لبكائه ، لم يجافيها النوم خوفا عليه , لم… ولم.. ! ومع كل ذلك .. كل هذا البر…! فـهل سنفعل بأمهاتنا الأصحاء مثلما فعل بأمه المتخلفة عقليـًّا؟؟ ........ | |
|