.
أحد الشعراء قال بيتين:
إذا العشرون من شعبانَ وَلَّت ... * ... فَوَاصِلْ شُرْبَ ليلِك بالنهارِ
ولا تَشْرَب بِأَقْدَاحٍ صِغَارٍ ... * ... فإنَّ الوقتَ ضَاقَ عن الصِّغَارِ
..
- أحدهم فهم أن املأ بطنك لأن رمضان قرب على المجئ فقد مضى عشرون يوما من شعبان .. لا تترك الفرصة واملأها على آخرها، واشرب لأنه سوف يأتى أول رمضان وتُمْنَع فيه من الشرب، ولا تستعمل الكوب الصغير في الشرب ولكن اشرب بالكبير.
- والآخر من أرباب القلوب ممن لهم قلوب رقيقة سمع هذا فصرخ وجاور مكة إلى أن مات .. فماذا فهم؟! إنه قد فهم شيئاً آخر تماما؛ فهم أنه يقول له: كفاك ما فات من عمرك فما فات من عمرك عشرون يوماً من شعبان، وإذا فات عشرون شعبان فماذا يتبقى؟ عشرة .. إذن ما بقى لك من عمرك أكثر أم الذي مضى؟ الذي مضى أكثر والباقى قليل. إذن أدرك ما فاتك .. اشرب من قُدْسِ الله ولا تشرب منه بأقداح صغار. لا وقت للأقداح الصغار لأن الموت سوف يأتى لك ولن يمهلك أن تعمل .. صَلِّ قبل أن لا تُصَلِّى بأن تُمْنَعَ بالموت .. الذي هو رمضان .. فرمضان منعك من الشرب والموت يمنعك من العبادة والعمل. قال صلى الله عليه وسلم (إذا ماتَ الإنسان انقطع عملُه إلا من ثلاث ... ) إذن أَفِقْ لأنه لم يتبق لك في عمرك مثل ما فات منك.
الكلام واحد، يفهمه بعضهم أن الرجل ينصحه أن يشرب ويأكل - وهذا كلام فارغ - والآخر فهمه إلى أنه يرشدنا إلى رب العالمين.
......