المحبة للمصطفى المدير العام
عدد المساهمات : 5852 نقاط : 33664 التفاعل مع الاعضاء : 15 تاريخ التسجيل : 18/09/2010 العمر : 74 الموقع : النور المحمدى
| موضوع: تواضع العلماء الربانيين الأحد أغسطس 02, 2015 10:14 am | |
| . يذكر أحد أهل الفضل والخير الآتي: سمعتُ الشيخ أسامة الرفاعي حفظه الله ابن الشيخ الكبير عبد الكريم الرفاعي يقول: ذهبت مرة وأنا صبيٌ صغيرٌ بصحبة والدي لزيارة سيدي الشيخ المجاهد محمد الهاشمي رحمه الله في داره،... وكان ذلك ثاني أيام عيد الفطر، والوقت وقت شتاء ومطر، فولجنا بيته ودخلنا غرفة الاستقبال، فإذا جمعٌ من العلماء وطلابِ العلم وأهل الصلاح جالسون يصيبون من موائد الضيافة والحديث (إن الحديث جانب من القِرى)، ويناقشون بعض المسائل الفقهية، ويخوضون في أبحاث وموضوعات علمية.. فأخذت أُمحِّص وجوه الحاضرين أُسائل نفسي: أيهم الشيخ الهاشمي يا ترى؟ وما هي هيئته؟ لما كنت أسمع عن شخصه وهيبته وسمته رحمه الله... ولم يثبت عندي خبر ولم يتيقن في نفسي جواب، وبقيت تلك حالي... ثم ما لبثنا أن غادرنا الغرفة الدافئة ووقفنا على شيخ هرم لطيف الهيئة حسن الوجه عليه هيبة ووقار يعمل في بعض شأنه، فسلم عليه والدي وتبادلا الدعوات والتبريكات، ثم سأله الدعاء لي ولإخوتي وانصرفنا... وما كدنا نغادر البيت وتستوي بنا الطريق حتى سألت والدي رحمه الله بشوق: مَن مِن الجالسين هو الشيخ الهاشمي؟ أهو الشيخ الوقور صاحب العمامة البيضاء في صدر المجلس؟ فتبسم وقال : لا، قلت: هو إذاً الرجل الكهل عن يمينه الذي انجذبت إليه الأسماع والقلوب فقال: أيضا لا، فسألته عن أهل المجلس واحدا تلو الآخر وهو يقول: لا ليس هو، فقلت بلهفة: فمن هو إذا؟ قال: أرأيت الشيخ المسن على باب الغرفة قد أصابه الهواء ونال منه البرد الذي سلمنا عليه وقت غادرنا؟! قلت: نعم، رأيته، فقال: فذلك هو شيخنا الهاشمي!، قلت: وما كان يصنع في البرد؟! قال: إنه كان ينظف أحذية ضيوفه ومريديه من الطين الذي أصابها!، لأنه كان لا يحب أن يرى إلا النظافة والترتيب، وكان يقول أبدا في كل أمر: مشربنا جمالي. رحمه الله ورحم أشياخه ومحبيهم والمنتسبين إليهم آمين. وجمعنا الله معهم في أعلى عليين. اللهم كن لأهل الشام يا حي يا قيوم __________________________ الشيخ محمد الهاشمي هو شيخ الشاذلية في بلاد الشام ومن العلماء الذين قادوا الجهاد أمام الاحتلال الفرنسي. منقول .. | |
|