وقال بعض العلماء: كل مقام أعبر عنه إلا مقام المحبة، قيل:
ولم؟ قال:
لأن الشيء يعبر عنه بألطف منه ولا شيء ألطف من المحبة
وقيل لمعروف:
أخبرنا عن المحبة أي شيء هي؟ قال: ...
ياأخي ليس المحبة من تعليم الناس، المحبة من تعليم الحبيب
وقد كان الحذاق من العلماء لا يخبرون بحقائق أربع مقامات
حقيقة التوحيد وحقيقة المعرفة، وحقيقة المحبة، وحقيقة الإخلاص
وقال بعض العارفين:
كل المقامات عن أنوار الأفعال والصفات، إلا المحبة فإنّها عن نور حقيقة الذات
فلذلك عزّ وصفها، وعزب علمها، وقلّ من المؤمنين المتحقق بها
وذلك أنّها سرّ كالمعرفة إذا ظهر المحبوب أحببته كما إذا رأيت المعروف عرفته
وذلك متعلّق به وهو الظاهر لظاهر المعرفة والمحبة الباطن لباطن المحبة
والمعرفة عن وصف باطن
ومن أدرك مقام المحبة للّه لم يضره فوت شيء من المقامات
ومن فاته المحبة لم يغبط بدرك شيء، وقد قيل في قوله عزّ وجلّ:
(وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللّه فَهُوَ حَسْبُهُ) الطلاق:3
إن الهاء عائدة على التوكل أي فالتوكل حسبه من جميع المقامات
والتوكّل حال من مقام المحبة.
للخلق كلهم مقامُ الشوق، وليس لهم مقام الاشتياق.
ومن دخل في حال الاشتياق هام فيه حتى لا يُرى له أثر ولا قرار
سئل الشبلى: ما الفرق بين رق العبودية ورق المحبة ؟
فقال: كم بين عبد إذا عتق صار حرا ، وعبد كلما عتق ازداد رقا !
....................