.
لها مَعَــانٍ كَموْجِ البحرِ في مَـدَدٍ.....وفَـوقَ جَوهَرِهِ في الحُسـنِ والقِيَمِ
في الحرب كم أسلمت سَلَماً كشائبُها
لمَّا من الخوف قد ضاقت مذاهبُها
و إن أخبَرَت عن معانيه غرائبُها
فَمـا تُـعَدُّ ولا تُحـصَى عجائِبُهَـا.....ولا تُسَـامُ على الاِكثــارِ بالسَّأَمِ
هو الذي قد غدا في الكون أوَّلَهُ
و العبدُ في مدحه للفضل أوَّلَه
وحُسن أوصافه و الله كمَّلهُ
قَرَّتْ بَهـا عينُ قارِيها فقُلتُ لــه.....لقـد ظَفِـرتَ بحَبْـلِ الله فـاعتَصِمِ
أكرم به من رسولٍ للورى وعَظا
و كم بعَين رحيمٍ للعلا لحظا
لكن مدائحه يا من بها لفظا
إن تتلها خيفة من حرّ نار لظى ..... أطفأت حرّ لظى من وردها الشّبم
مدائح وردها يحلو بأطيبهِ
ووردها قد حلا في طعم مشربهِ
وصبحها كم جلا ديجور غيهبهِ
كــأنَّها الحوضُ تَبيَضُّ الوُجُوهُ بِـهِ.....مِنَ العُصَاةِ وقَــد جاؤُوهُ كالحُمَـمِ
آياته الحقّ قد جاءت مفصلةً
و للنفوس بآياتٍ مكملةً
و للبرية بالتقوى معدِلةً
وكـالصِّراطِ وكـالميزانِ مَعدَلَــةً.....فالقِسطُ مِن غيرِهَا في النـاسِ لم يَقُمِ
متى أرى طَيبةً تجلوا ملاحتهُ
متى يناجيه من يرجو جراحَتُهُ
متى يناديه من قد مد راحتهُ
يـا خيرَ مَن يَمَّمَ العـافُونَ سـاحَتَهُ.....سعيَــا وفَوقَ مُتُونِ الأَيْنُقِ الرُّسُـمِ
يا سيداً رحمةً قد جاء من مضرٍ
و ساد أملاكها و الرسلُ من بشرٍ
يا من هو الغاية القصوى لمعتَبَرٍ
ومَن هُــوَ الآيـةُ الكُبرَى لمُعتَبِـرٍ.....ومَن هُـوَ النِّعمَــةُ العُظمَى لِمُغتَنِمِ
بك الشفاعة يوم الحشر من غَمَمٍ
و أنت سيد كلَّ الرُسلِ في كرمٍ
ومن رقيتَ إلى الرحمنِ في هِمَمٍ
سَرَيتَ مِن حَـرَمٍ ليــلا الى حَرَمِ.....كما سَـرَى البَدرُ في داجٍ مِنَ الظُّلَمِ
أمست عليك ستور الليا مسبلةً
وصارت أملاكها تأتيك مقبلةً
وبات أعدائك للأخوافِ مَجوِّلةً
وبِتَّ ترقَى الى أن نِلـتَ مَنزِلَــةً.....مِن قابَ قوسَـيْنِ لم تُدرَكْ ولَم تُـرَمِ
لما عليت إلى أعلا مراتبُها
لك السرائر لاحت من مواهِبُها
صليت فيهم إماماً في رغَائِبُها
وقَـدَّمَتْكَ جميعُ الأنبيـاءِ بهـــا.....والرُّسْـلِ تقديمَ مخـدومٍ على خَـدَمِ
عَرَجتَ تَرقى لوجهٍ من يراك بِهِم
وكنتَ في جمع أملاكٍ بقُدرَتِهم
تسيرَ كالبدرِ ليلاً بين موكِبهم
وأنتَ تَختَرِقُ الســبعَ الطِّبَاقَ بهم.....في مَوكِبٍ كُنتَ فيـه صاحِبَ العَـلَمِ
و لم تزل سامياً كالبدرِ في غسقٍ
وقد حللتَ محلَّ الأمن من فِرقٍ
و سِرت منفرداً من سَير ملتحَقٍ
حتى اذا لم تدَعْ شَــأْوَاً لمُســتَبِقٍ.....مِنَ الـــدُّنُوِّ ولا مَرقَىً لمُســتَنِمِ
نصبت دين الهدى و الحق منك أخَذْ
وقوس نصرك في حال الجهاد جبَذْ
ومذ رقيتَ بحزمٍ و الحسودُ نبَذْ
خَفَضْتَ كُــلَّ مَقَامٍ بالاضـافَةِ اِذ.....نُودِيتَ بالـرَّفعِ مثلَ المُفرَدِ العَــلَمِ
رأيت ما لم تراه العينُ في نظرٍ
و المصطفى أنت من بدرٍ و من حضرٍ
و قد دنيت دنواً جلَّ في غِيَرٍ
كيما تَفُوزَ بِوَصْــلٍ أيِّ مُســتَتِرِ.....عَنِ العُيــون وسِـــرٍّ أيِّ مُكتَتِمِ
سموتَ فوقَ مقامٍ جلَّ عن مَلكٍ
و عن هلالٍ وعن شمسٍ و عن فلكٍ
وقد خُصِصت برؤيا الحقِّ في حَلَكٍ
فَحُزتَ كُــلَّ فَخَارٍ غيرَ مُشـتَرَكٍ.....وجُزْتَ كُــلَّ مَقَــامٍ غيرَ مُزدَحَمِ
علا مقامُك في عجمٍ و في عربٍ
بمعجِزاتٍ بها كم نلتَ من رتبٍ
قد سما قدرُك السامي بلا رتبٍ
وجَـلَّ مِقـدَارُ مـا وُلِّيتَ مِن رُتَبٍ.....وعَزَّ اِدراكُ مــا أُولِيتَ مِن نِعَــمِ
هو الذي عن طريق الخير انحلنا
لولاه لا كان الخطا و الخوف أنحلنا
كم أمةٍ حسدتنا حين أهَّلنا
بُشـرَى لنا مَعشَـرَ الاسـلامِ اِنَّ لنا.....مِنَ العِنَايَـةِ رُكنَــاً غيرَ منهَــدِمِ
نلنا الهنا بدخولٍ في شفاعتهِ
وبالبراعِ عجزنا عن براعتهِ
وقد أجبنا المنادي في إطاعتهِ
لمَّـا دَعَى اللهُ داعينــا لطــاعَتِهِ.....بـأكرمِ الرُّسْلِ كُنَّـا أكـرَمَ الأُمَـمِ
عمَّ الوجودَ فضل رحمتهِ
طوبى لقومٍ من حزب مِلتهِ
وحين جاء بسيفٍ في شريعتهِ
راعَتْ قلوبَ العِـدَا أنبـــاءُ بِعثَتِهِ.....كَنَبـأَةٍ أَجْفَلَتْ غُفْــلا مِنَ الغَنَـمِ
أحل دين الهدى بالأمن في دَرَكٍ
وللعِدا كم رمى بالرعبِ في هلكٍ
و مذ نوى اسرهم بالقهر في شَرَكٍ
مـا زالَ يلقــاهُمُ في كُـلِّ مُعتَرَكٍ.....حتى حَكَوْا بالقَنَـا لَحمَا على وَضَـمِ
كم طوَّلَ الخوف منهم طول موكبهِ
لما رأوا نَصبَ عين رفع مضربهِ
ومن غزاهم بجيشٍ من تحربهِ
وَدُّوا الفِرَارَ فكــادُوا يَغبِطُونَ بـه.....أشـلاءَ شـالَتْ مَعَ العُقبَـانِ والرَّخَمِ
قاسوا من الحر و الأحوال حرتُها
وجربَت فيهُمُ الإسلامُ عدَّتُها
من عُظمِ ما ابدت الأيامُ شدَّتُها
تَمضِي الليـالي ولا يَدرُونَ عِدَّتَهَـا.....ما لم تَكُن مِن ليــالِي الأُشهُرِ الحُـرُمِ
كم قد شكونا في الوغا عجزاً حَتِهِم
من سادةٍ عودوا بالطعن راحتهُم
قومُ كرامٌ وكم أبدوا ملاحتَهم
كـأنَّمَا الدِّينُ ضَيْفٌ حَلَّ سـاحَتَهُم.....بكُــلِّ قَرْمٍ الى لَحمِ العِــدَا قَـرِمِ
هم الاسودُ بعزمٍ في مكافحةٍ
كم جرحوا بالمواضي كلَّ جارحةٍ
أعدادُهُم و الأعادي غيرُ رابحةٍ
يَجُـرُّ بحـرَ خميسٍ فَوقَ ســابِحَةٍ.....يـرمي بمَوجٍ من الأبطــالِ ملتَـطِمِ
أكرِم بهِم من كرامِ الأصلِ في حسبٍ
كم فيهم من شجاعٍ زاح من كُربٍ
السيف منتشِبٍ للحربِ منتَشبٍ
مِن كُــلِّ منـتَدِبٍ لله مُحتَسِـبٍ.....يَسـطُو بمُسـتَأصِلٍ للكُفرِ مُصطَـلِمِ
قد أبَّدَ الحقَ حقاً صدق مذهبهم
وعندما أظهروا دعوى تعصبهم
لا زالت الكُفر تشكوا من نوائبهم
حتى غَدَتْ مِلَّةُ الاسـلامِ وَهْيَ بهـم.....مِن بَعــدِ غُربَتِهَا موصولَةَ الرَّحِـمِ
طوبى لهم اصبَحَت بالصَّونِ في عُجُبٍ
وفي حما قد حمى بالبيض من قضبٍ
مشمولة الجاه بالأميّ في النسبِ
مَكفولَـةً أبـدَاً منهـم بِـخَيرِ أَبٍ.....وخيرِ بَعـلٍ فــلم تَيْتَـمْ ولم تَئِـمِ
قومٌ قد أكثروا في الكُفْر نادمهم
وقللوا منهم بُشر مَنَادِمِهُم
هم الرجال و اضحى السعدَ خادمهم
هُمُ الجبـالُ فَسَـلْ عنهُم مُصَادِمَهُم.....مــاذا لَقِي منهم في كُـلِّ مُصطَدَمِ
وسَل باحزابها كم تلَّموا عَددا
و سَل بخيبرَ كم أتوا بها عِددا
وسل بمكة لما وحدوا احدا
وَسَـلْ حُنَيْنَاً وَسَـلْ بَدْرَاً وَسَلْ أُحُدَا .....فُصـولُ حَتْفٍ لَهم أدهى مِنَ الوَخَمِ
هم الرجال إضا ما النار قد وقدت
من جهلها و جيوش النصر قد قدِحت
الموردي سُمرُها و الخيل قد شدِدِت
يتبع ان شاء الله
..........................................