.
سيدي محمد العربي بن عبد الله (الحفيد) رضي الله عنه
سيدي محمد العربي بن عبد الله (الحفيد) رضي الله عنه
( 1078 هـ – 1134 هـ )
...
هو السيد الزكي، الفاضل الذكي، ذو الهمة العلية، والشيم المرضية، والأوصاف السنية، والآداب السنية، والمناقب العديدة، والمكارم المفيدة، الولي الصالح، العارف الناصح، أبو عبد الله سيدي محمد العربي (فتحا) بن سيدنا أحمد بن سيدنا محمد بن محمد بن عبد الله بن معن الأندلسي.
ولد رحمه الله أواخر ربيع الثاني سنة ثمان وسبعين وألف، ونشأ ...أحسن نشأة، وربي على أكمل تربية، مقتصرا على الدار والزاوية، لا يعرف سواهما، يؤدبه والده على ما هو عليه من المروءة والأدب والسماح والحياء، وعلو الهمة.
وقد أخبر بشأنه وما يؤول إليه أمره من الصلاح العارف بالله سيدي أحمد اليمني أول ما رآه وهو ابن سبع سنين فقال: "إنه يكون رجلا صالحا" يعني: من أهل الخصوصية. وتكرر منه الإخبار بذلك غير ما مرة في قضايا متعددة، وكان والده يقول فيه: "إن فيه الخير" وربما قال: "إنه مسكين" والمسكنة عندهم: كناية عن الصلاح. قال في (المقصد) بل صرح فيه سيدي أحمد اليمني بما هو أعظم من هذا وأخص، طوينا ذكره".
وكان رحمه الله من السادات الكاملين، وأهل الطريقة الواصلين. وليا صالحا، بركة واضحة، خيّرا أديبا ناصحا، متجردا للعبادة، مداوما على الطهارة، غاية في كمال العقل، ونهاية الفضل، آية في السخاء والنجدة، والعبادة والزهد والورع، واتباع السنة، والمعارف والآداب... إلى غير ذلك مما لا يحصى.
وقام بزاوية أبيه وجده أحسن قيام، وأقتبس من أنواره ومعارفه الخاص والعام، وكان يتصدق بجميع ما يحصل له من غلة أصوله.
أخذ عن والده المذكور، وبه تربى وتأدب، وتكمل وتهذب، وظهرت على يديه كرامات، وأخبر بمغيبات، منها: أنه لما قرب موته بنحو الثمانية أيام وهو في حال صحة، أنزل لهم من مكان عال له وعاءا فيه معجون مفرن كان يعالج به نفسه، وقال: "كلوه، فإن هذا الجسد لم يبق له إلا التراب" ثم دخل عليه ولده وأتى من عند طبيب، فقال له: "إن الطبيب يقول لك لا بأس عليك إنما بك ريح قليب". فقال له: "إن الريح هو الذي يحمل السفن" واستمر به المرض إلى أن مات بعد ثمانية أيام رحمه الله ونفعنا ببركاته.
وكانت وفاته يوم الخميس ثالث عشر ذي الحجة الحرام عام أربعة وثلاثين ومائة وألف.
قال في النشر: "ودفن بباب قبة جده بالركن الجنوبي، بينه وبين جده موضع قبر".
وقال في (التقاط الدرر): "دفن حذاء جده سيدنا محمد بن عبد الله، بينهما نحو محل قبر واحد". هـ
وقد قال عنه تلميذه و خليفته من بعده سيدي ومولاي علي الجمل العمراني وأرضاه في كتابه المسمى (نصيحة المريد في طريق أهل السلوك والتجريد) ما نصه: "اعلم أن الشيخ سيدي العربي نفعنا الله به كانت له كتب عديدة كتبها بيده مما كان يرد على قلبه، سمعته يتكلم عن كناش من تلك الكتب قال هذا الكناش جعلت فيه ثلاثة آلاف تجلي، تنقص أقل من مائة، قال من هذا التجلي ما كنت أمكث فيه شهرا وفيه ما كنت أمكث فيه ليلة أو أقل من ليلة". فرضي الله عنه وأرضاه.
وممن لقيه بفاس وتبرك به الشيخ سيدي أحمد التيجاني ذكر ذلك صاحب جواهر المعاني.
.........................