المحبة للمصطفى المدير العام
عدد المساهمات : 5852 نقاط : 33680 التفاعل مع الاعضاء : 15 تاريخ التسجيل : 18/09/2010 العمر : 74 الموقع : النور المحمدى
| موضوع: سيدنا أبو هريرة .. راوية الإسلام الأحد يوليو 16, 2017 8:04 am | |
| سيدنا أبو هريرة .. راوية الإسلام يعيش رسول الله ﷺ بيننا بأحاديثه الشريفة، ونتبعه باتباع سنته التي دونت، ووثقت، ونقلت إلينا بأسلوب مبهر، وقد نقل الصحابة حياة رسول الله ﷺ من أقوال وأفعال وتقريرات وصفات للتابعين، ونقل التابعين من بعدهم حتى وصلت إلينا. كان من أميز أصحاب رسول الله ﷺ في نقل سنته وسيرته العطرة راوية الإسلام أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، وكان اسمه في الجاهلية عبد شمس، وسماه النبي ﷺ في الإسلام عبد الرحمن، وهو دوسي، من بني دوس بن عدثان من بطون الأزد، والأزد قبيلة يمانية قحطانية مشهورة، ونسبه معروف محفوظ إلى الجد الأعلى لهذه القبيلة الأزد بن الغوث. سبب كنيته: يقول أبو هريرة: «إنما كنوني بأبي هريرة لأني كنت أرعى غنما لأهلي، فوجدت أولاد هرة وحشية، فجعلتها في كمي، فلما رجعت إليهم سمعوا أصوات الهر من حجري، فقالوا: ما هذا يا عبد شمس؟ فقلت: أولاد هرة وجدتها. قالوا: فأنت أبو هريرة، فلزمتني بعد» [الحاكم في المستدرك] وكان يقول كذلك: «كان رسول الله ﷺ يدعوني: أبا هر، ويدعوني الناس: أبا هريرة» [المستدرك] فكان يحب هذه الكنية ويقول: «لأن تكنوني بالذكر أحب إلي من أن تكنوني بالأنثى» [المستدرك]. صفاته الخلقية والأخلاقية: كان يميل إلى بياض البشرة، بعيد ما بين المنكبين، أفرق الثنيتين، براق الثنايا، يخضب لحيته بالحناء، يلبس الكتان. وكان رضي الله عنه ورعا بعيدا عن الدنيا والأموال متقشفا، محبا للناس بتعليمه إياهم وحرصه على وعيهم، محسنا لجاره، بعيدا عن الضحك، متعبدا باكيا في أكثر من مجالسه، أخذ القرآن الكريم عرضا عن أبي بن كعب، ثم صار معلما للقرآن فقرأ عليه أبو جعفر يزيد بن القعقاع المخزومي المدني أحد القراء العشرة الأئمة، وقرأ عليه أيضا عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، وعن الأعرج أخذ القرآن نافع بن عبد الرحمن ابن أبي نعيم المدني. وكان قواما بالليل، فعن أبي عثمان النهدي قال: «تضيفت أبا هريرة سبعا، فكان هو وامرأته وخادمه يعتقبون الليل أثلاثًا» [رواه البخاري]. وكان يبر أمه، فكان يقول أبو هريرة فيما يرويه عن النبي ﷺ: «للعبد المملوك المصلح أجران، ثم يقول والذي نفس أبي هريرة بيده: لولا الجهاد في سبيل الله، والحج، وبر أمي لأحببت أن أموت وأنا مملوك» [رواه مسلم وأعقبه. قال: وبلغنا أن أبا هريرة لم يكن يحج حتى ماتت أمه؛ لصحبتها]. وقد أعطاه النبي ﷺ مرة تمرتين، قال أبو هريرة: «فأكلت تمرة وجعلت تمرة في حجري، فقال رسول الله ﷺ: يا أبا هريرة، لم رفعت هذه التمرة؟ فقلت: رفعتها لأمي. فقال: كلها، فإنا سنعطيك لها تمرتين، فأكلتها وأعطاني لها تمرتين» [الطبقات لابن سعد] تميزه بالرواية بين الصحابة: كان أبو هريرة رضي الله عنه حريصا على الحديث، وشهد له بذلك خير الخلق ﷺ ، عن أبي هريرة قال: «قلت: يا رسول الله، من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ فقال: لقد ظننت يا أبا هريرة أن لا يسألني عن هذا الحديث أحد أول منك؛ لما رأيت من حرصك على الحديث. أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال: لا إله إلا الله، خالصا من قبل نفسه» [رواه البخاري] كما شهد بحرصه على الحديث وقوة ذاكرته أصحاب رسول الله ﷺ ، فعن مالك ابن أبي عامر قال: «جاء رجل إلى طلحة بن عبيد الله، فقال: يا أبا محمد: أرأيت هذا اليماني، يعني أبا هريرة، هو أعلم بحديث رسول الله ﷺ منكم؟ نسمع منه ما لا نسمع منكم، أو يقول على رسول الله ﷺ ما لم يقل؟ قال: أما أن يكون سمع من رسول الله ﷺ ما لم نسمع فلا أشك إلا أنه سمع من رسول الله ﷺ ما لم نسمع، وذاك أنه كان مسكينا لا شيء له، ضيفا لرسول الله ﷺ ، يده مع يد رسول الله ﷺ ، وكنا نحن أهل بيوتات وغنى، وكنا نأتي رسول الله ﷺ طرفي النهار، فلا نشك إلا أنه سمع من رسول الله ﷺ ما لم نسمع، ولا نجد أحدا فيه خير يقول على رسول الله ﷺ ما لم يقل» [رواه الترمذي، والحاكم في المستدرك]. قال الحافظ ابن حجر العسقلاني: «وروى البيهقي في مدخله، من طريق أشعث، عن مولى لطلحة، قال: كان أبو هريرة جالسا، فمر رجل بطلحة، فقال له: لقد أكثر أبو هريرة، فقال: طلحة قد سمعنا كما سمع ولكنه حفظ ونسينا» [فتح الباري]. يقول ابن عمر رضي الله عنه: «يا أبا هريرة، أنت كنت ألزمنا لرسول الله ﷺ ، وأحفظنا لحديثه» [رواه الترمذي]. وقد ذكر أبو محمد بن حزم أن مسند بقي بن مخلد احتوى من حديث أبي هريرة على خمسة آلاف وثلاثمائة حديث وكسر. وكان أبو هريرة تزوج ببسرة بنت غزوان المازنية لما كان مروان يستخلفه في أمرة المدينة، وهي صحابية أخت عتبة بن غزوان المازني الصحابي المشهور أمير البصرة، وكان له أربعة أولاد وبنتا، أشهرهم وأكبرهم ابن المحرر،، وله ابن آخر يقال له محرز. وانتقل رضي الله عنه إلى جوار ربه، واختلف في سنة وفاته، فقيل كانت سنة سبع وخمسين، وقيل ثمان وخمسين، وقيل تسع وخمسين. وكان عمره حين توفى ثمان وسبعون سنة رضي الله، وكان موته بالعقيق [الوادي المجاور للمدينة، وحمل إلى المدينة، فصلى عليه الوليد بن عتبة ابن أبي سفيان، وكان أميرا على المدينة لعمه معاوية. رحم الله راوية الإسلام أبا هريرة رضي الله عنه، ورزقنا الاقتداء به، وحبه. .......... | |
|