الحمدُ لله الصلاة والسلامُ على رسوله الأمين.. وبَعدُ.. فهذه جملةٌ من درر السَّلف رحمهم الله، أضعها بين أيديكم، وأسأل الله أن ينفعني وإياكم بها.
وصاحبُنا في هذه الإطلالة هو ذو النون المصري رحمه الله المتوفى سنة (246 هـ).
من أقوال ذو النون المصري رحمه الله
1) قال رحمه الله: (من عَلَامةِ المحبِّ لِله: تَركُهُ كلَّ ما يَشغَلُهُ عن الله؛ حتّى يكونَ الشَّغلُ بِالله وَحدَه) [الزهد والرقائق].
2) وقال: (ما رجع من رجع إلا من الطريق، ولو وصلوا إلى الله ما رجعوا !! فازهد يا أخي في الدُّنيا ترى العجب) [الزهد الكبير].
3) قال ذو النّون المصري: (من خانَ اللهَ في السِّرِّ؛ هَتَكَ اللهُ سِترَهُ في العلانية)[الداء والدواء].
4) قال ذو النون: (من اشتغلَ قلبُهُ ولسانُه بالذِّكر؛ قذفَ اللهُ في قلبِه نورَ الاشتياق إليه) [جامع العلوم والحكم].
5) قال ذو النون: (علامة المراقبة: إيثارُ ما أَنزلَ اللهُ، وتعظيمُ ما عظَّم الله، وتصغيرُ ما صغَّر الله).
6) قال ذو النون: (دوامُ الفقر إِلى الله مع التخليط أحبّ إلىَّ من دوام الصفاء مع العُجب) [طريق الهجرتين].
7) قال ذو النون: (علامةُ المُخلص؛ بذلُ المجهود في الطاعة).
قال ذو النون: (التوكُّلُ تركُ التدبير، والانخلاع من الحَول والقوَّة).
9) قال ذو النون: (حقيقةُ التوبة؛ أنْ تضيقَ عليك الأرضُ بما رَحُبت؛ حتّى لا يَكونُ لكَ قرارٌ، ثم تضيق عليك نَفسُكَ).
10) قال ذو النون: (إنَّ سفر الآخرة لا يُقطعُ بالرَّاحات؛ بل تُحمل النفس فيه على التعب والمشقات).
11) ذُو النُّونِ يَقُولُ: (تَحِلُّ لِمَوْلَاكَ بِالطَّاعَةِ، وَالْبَسْ لَهُ قِنَاعَ ذُلِّ الْفَاقَةِ يَرَى اهْتِمَامَكَ بِبُلُوغِ رِضْوَانِهِ، فَيُؤَدِّيكَ بِذَلِكَ مَنَازِلَ الْأَبْرَارِ) [شعب الإيمان].
12) قال ذو النون: (ثَلَاثَةٌ مِنْ أعَلَام السُّنَّةِ: الْمَسْحُ عَلَى الْخُفَّيْنِ، وَالْمُحَافَظَةُ عَلَى صَلَوَاتِ الْجُمَعِ، وَحُبُّ السَّلَفِ) [شعب الإيمان].
13) قال ذو النون: (مَنْ صَحَّحَ اسْتَرَاحَ، وَمَنْ تَقَرَّبَ قُرِّبَ، وَمَنْ تَكَلَّفَ مَا لَا يَعْنِيهِ مُنِعَ مَا يَعْنِيهِ وَمَنْ نَظَرَ فِي عُيُونِ النَّاسِ عُمِّيَ عَنْ عُيُوبِ نَفْسِهِ) [شعب الإيمان].
14) قال ذو النون: (بصحبة الصّالحين تطيبُ الحياة، والخيرُ مجموعٌ في القرين الصَّالح؛ إنْ نسيتَ ذكَّرك، وإن ذكرتَ أعانك) [مختصر صفة الصفوة]
.
15) قال ذو النون المصري رحمه الله: (صفة الحكيم ألا يطلب بحكمته المنزلة والشَّرف، فإذا أحبَّ الحكيمُ الرئاسة؛ زالَ حبُّ الله من قلبه لما غلب عليه من حبِّ ثناء المسلمين له،
فصار لا يَلفظ بمسموع ينفع للذي غلب على قلبه من حبِّ تبجيل الناس له) [شعب الإيمان].
16) قال ذو النون: (ثلاثةٌ من أعلام الكمال: وزنُ الكلام قَبل التفوه به، ومجانبة ما يُحوج إلى الاعتذار، وتركُ إجابة السَّفيه حلماً عنه) [ففروا إلى الله].
17) قَالَ ذُو النُّونِ: (ثَلَاثُ خِصَالٍ مِنَ الْكَرَمِ: حُسْنُ النَّظَرِ، وَاحْتِمَالُ الزَّلَّةِ، وَقِلَّةُ الْمَلَامَةِ)[شعب الإيمان].
18) قال ذو النّون المصريّ: (كان الرّجل من أهل العلم يَزداد بعلمه بُغضاً للدّنيا وتركاً لها، فاليوم يزداد الرّجل بعلمه للدّنيا حبّاً وطلباً، وكان الرّجل ينفق ماله على العلم، واليوم يَكتسب الرّجل بعلمه مالاً، وكان يُرى على طالب العلم زيادةُ صلاح في باطنه وظاهره، فاليوم يُرى على كثير من أهل العلم فسادُ الباطن والظّاهر) [المدخل لابن الحاج].
19) قال ذو النون المصري: (أَرْبَعُ خِلَالٍ لَهَا ثَمَرَةٌ: الْعَجَلَةُ، وَالْعُجْبُ، وَاللَّجَاجَةُ، وَالشَّرَهُ، فَثَمَرَةُ الْعَجَلَةِ النَّدَامَةُ، وَثَمَرَةُ الْعُجْبِ الْبُغْضُ، وَثَمَرَةُ اللَّجَاجَةِ الْحَيْرَةُ، وَثَمَرَةُ الشَّرَهِ الْفَاقَةُ) [شعب الإيمان].
20) قَالَ ذُو النُّونِ: (ثَلَاثَةٌ مِنْ أَعْلَامِ الْوَقَارِ: تَعْظِيمُ الْكَبِيرِ، وَالتَّرَحُّمُ عَلَى الصَّغِيرِ، وَالتَّحَلُّمُ عَلَى الْوَضِيعِ) [شعب الإيمان].
21) وقَالَ: (ثَلَاثَةٌ مِنْ أَعْلَامِ الْبِرِّ: بِرُّ الْوَالِدَيْنِ بِحُسْنِ الطَّاعَةِ لَهُمَا، وَلِينُ الْجَنَاحِ، وَبَذْلُ الْمَالِ، وَبِرُّ الْوَلدِ بِحُسْنِ التَّأْدِيبِ لَهُمْ، والدِّلَالَةِ عَلَى الْخَيْرِ، وَبِرُّ جَمِيعِ النَّاسِ بِطَلَاقَةِ الْوَجْهِ، وَحُسْنِ الْمُعَاشَرَةِ) [شعب الإيمان].
22) قَالَ ذُو النُّونِ: (ثَلَاثَةٌ مِنْ أَعْلَامِ الْخَيْرِ فِي السُّلْطَانِ: تَسْوِيَةُ الْقَوِيِّ وَالضَّعِيفِ عِنْدَهُ فِي الْحَقِّ، وَرَفْعُ ظُلْمِ الْأَصْحَابِ عَنِ الرَّعِيَّةِ، وَيَقِي الْحِدَّةَ بِحُسْنِ الرَّحْمَةِ لِلْفَقِيرِ الْكَسِيرِ حَتَّى يَجْبُرَهُ) [شعب الإيمان].
...............
........