المحبة للمصطفى المدير العام
عدد المساهمات : 5852 نقاط : 33678 التفاعل مع الاعضاء : 15 تاريخ التسجيل : 18/09/2010 العمر : 74 الموقع : النور المحمدى
| موضوع: قصة حزب البحر للإمام أبي الحسن الشاذلي السبت يناير 13, 2018 9:19 am | |
| > قصة حزب البحر للإمام أبي الحسن الشاذلي حزب البحر دعاء و معنى كلمة حزب أي مجموعة الكلمات التي تتحزب و تجتمع مع بعضها ، و الدُعاء علاقة بينك و بين الله في الدعاء معنى العشم ، فأنت لمّا علمت كرمه طمعت في فضله و فيه معنى المدح ؛ فهو مدح لله لأن طلبك منه و طرقك لبابه دليل على علمك بأنه يغنيك ، فأنت تمدحه بالغنى . و فيه معنى الحب ؛ فالله جعل في ذواتنا الفقر إليه حتى يضطرّنا إليه فنكون معه دائما فنسعد ؛ ففي التعلق بالله السعادة ، و في انقطاع العلاقة معه كآبة . قال سيدنا أبو الحسن الشاذلي عن حزب البحر : " لُقّنته من رسول الله حرفاً حرفا " يعني اختصه به النبي ﷺ ولقّنه في الرؤيا لكن هل الرؤيا تكون صادقة أم غير صادقة ؟ الرؤيا يكون فيها صورة ، و يكون فيها صوت ؛ من رأى صورة رسول الله ﷺ في الرؤيا فهو حقيقة لأن النبي ﷺ قال : " من رآني فقد رآني ، فإن الشيطان لا يتمثل بي " أما الأصوات التي نسمعها في الرؤى هي التي قد يكون فيها إشكالات ، فالصوت قد يكون من الشيطان . و أهل الله يكون عندهم من النور و الشفافية ما يعرفون به هل هذا الإلقاء من النبي ﷺ أم لا ؟ فهم لا يتكلمون إلا عن يقين و معرفة . و قد كان سيدي أبو الحسن يقول " إذا عارض كشفك الكتاب و السنة فتمسك بالكتاب و السنة و دع الكشف ، و قل لنفسك : إن الله ضمن لي العصمة في الكتاب و السنة ، و لم يضمنها في جانب الكشف و لا الإلهام و لا المشاهدة إلا بعد عرضه على الكتاب و السنة . كان الشيخ أبو الحسن الشاذلي يحج في كل سنة ، و يجعل طريقه على صعيد مصر و بحر جدة ، و يجاور بمكة شهر رجب إلى ما بعده حتى انقضاء الحج ، و يزور القبر الشريف ثم يعود إلى بلده . فلما كانت السنة التي توفي فيها و أراد الشيخ السفر إلى الحج من القاهرة بعد خروج الحجاج بمدة يسيرة ، قال : اطلبوا لنا مركباً نسافر به إلى الصعيد . فبحثوا عن مركب فلم يجدوا إلا مركباً لرجل نصراني و أولاده ، فركبوا فيها ، و بعد مسيرهم بيومين أو ثلاثة تبدّل اتجاه الريح و سكَنَت فأرسوا على شاطيء النيل و هم يرَون جبل القاهرة . يقول الشيخ شرف الدين ولد الشيخ سيدي أبي الحسن : فرأينا من عجائب قدرة الله ما يُقضى منه العجب ؛ و ذلك أننا كنا ننظر جبل القاهرة و الريح ساكنة و الشيخ – رضي الله عنه – داخل الكيب ، فخرج من الكيب و استفتح هذا الدعاء [ أي حزب البحر ] ثم قال لأحد البحارة من ولد القسيس – و اسمه مسمار – : " يا مسمار الخير ، افتح القلع و سمِّ الله تعالى " قال : نرجع إلى القاهرة ؟ قال الشيخ : بل مسافرين إن شاء الله تعالى قال : و لكن الريح تَرُدُّنا إلى القاهرة بقية هذا اليوم و لا يمكن الإقلاع بها أصلاً فقال الشيخ : افتح القلاع على بركة الله تعالى ففعل ؛ فدارت الريح و جاءت في الوقت ريح عاصف شديد بحيث لم يبق على ظهر البحر مركب ، و بقي المركب يرتفع على الماء و يحطُّ فيه كأنه يطير طيراناً ، حتى إننا لننظر إلى الشبح البعيد ففي الوقت يصير وراءنا ، و بقي العُربان على البر ينتظرون غرقنا ؛ لتحققهم أن المركب لا تثبت على تلك الحال فلما حان وقت العصر رأينا سواداً و آثاراً فتبين ذلك من يعرف تلك البلاد ؛ فإذا هي أخميم ، فلما وصلنا حط القلع و دخلنا بين المراكب و الناس يتعجبون من السفر في تلك الريح الشديدة و السلامة مع ذلك ، و خرج أهل البلد يتلقون الشيخ – رضي الله عنه – و أسلم أولاد القسيس لما رأوه من عظيم قدرة الله تعالى ، و تلكأ والدهم ، فدعاه الشيخ –رضي الله عنه- و أجلسه بين يديه فصار يتلون ، فأمرنا فقرأنا عليه سورة المائدة ، فشرح الله تعالى صدره و أسلم ، و جعل تلك المركب باسم الشيخ رضي الله عنه . الرحالة الذين كانوا يمرون على الديار المصرية قديما كانوا يرون تلاميذ سيدي أبي الحسن يلتزمون ب حزب البحر صباحا فيبدأون به يومهم ، يقول ابن بطوطة :"و رأيتهم يقرأون في كل يوم بعد صلاة الصبح حزبا من القرآن ثم يقرأون أوراد الشيخ أبي الحسن الشاذلي وحزب البحر " >>> | |
|