.
النفوس السبعة وكيفية الترقي فيها عند ساداتنا الأكابر :
ـــــــــــــــــ
(وصَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وعلى آله وأصحابه المطهرة) المنزهة (قلوبهم) عقولهم (من الأمراض) التي هي الحجب المتقدمة ظلمانية أو نورانية وهكذا وصف الكاملين من أهل الله
ولما كان الخلاص من تلك الحجب واجبا عينيًّا على كل مريد لله
...
وضع أهل الطريقة الخلوتية أسماء سبعة
لأن كمال النفس وخلاصها من تلك الحجب لا يحصل إلا بتجليات تلك الأسماء على الترتيب المعلوم عندهم
لأنهم قسموا النفس إلى سبعة أقسام
أمارة ولوامة وملهمة ومطمئنة وراضية ومرضية وكاملة
فأخذوا الأمارة من قوله تعالى " إن النفس لأمارة بالسوء"
وهي نفوس الفساق لا تأمر بخير أصلا
واللوامة من قوله تعالى " ولا أقسم بالنفس اللوامة "
وهي تأمر بالمعاصي لكن تلوم صاحبها وتتوب
والملهمة من قوله تعالى " فألهمها فجورها وتقواها "
وهي التي ألهمت عيوبها فلا ترى لها تقوى ولا عملا صالحا
وصاحبها فان في مقام السكر
والمطمئنة والراضية والمرضية من قوله تعالى " يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية "
والكاملة من قوله تعالى " وادخلي جنتي"
وسميت مطمئنة لرجوعها لمقام البقاء بربها وسكونها للمقادير
لشهودها الحق في الآثار
فترى كل شيء جميلا
فلذلك كان هذا أول قدم يضعه المريد في الطريق
وقبله كان مريدا ولم يكن من أهل الطريق
فإذا استمرت تلك الطمأنينة واستمر بالباب كانت راضية فتكون مرضيا عليها من الله
لأن من رضي فله الرضا
فإذا استمر على الباب تجلى عليه الحق بشهود الذات فضلا منه وإحسانا وهي الكاملة
وهذا هو إشارة لقوله تعالى " وادخلي جنتي "
أي جنة شهودي في الدنيا
فإنه تقدم لنا أن شهود الذات نعيم معجل للأولياء أعظم من نعيم الجنان فوضعوا للمقام الأول :لا إله إلا الله لنفي الأغيار من كل حجاب ظلماني ووضعوا الاسم الأعظم وهو الله للخلاص من النفس اللوامة فإن تجليه يفنيها ووضعوا للمقام الثالث : هـو .. بالسكون والمد موضوع لحقيقة الحق فذكره يناسب الفاني في ذات الله
فإذا صحا من سكره وضعوا له : حق
لأن تجليه يحصل به دوام الطمأنينة
لكون معنى الحق : الثابت الذي لا يقبل الزوال أزلا ولا أبدا
فإذا استمر ثابتا بعد صحوه من الفناء وضعوا له في المقام الخامس :حي لتجليه عليه بالحياة السرمدية
فإذا خلعت عليه خلعته صارت نفسه مرضية للرب وناسبه : قيوم
لأن به قوام العالم فتخلع عليه خلعة القيومية وهو التصرف في العالم
فيصلح للخلافة
فينتقل للكمال وهو شهود الذات فيناسبه : قهار
ليخلع عليه خلعة يقهر بها المعاندين والمعارضين لأنه صار داعيا من دعاة الحق
وهذا الذي أبديته لك لا يؤخذ إلا عن سالك الطريق بالغ الكمال آخذًا لها عن الرجال بالجد والاجتهاد
فإن لم تجد كاملا فالزم الصلاة على الحبيب المصطفى فإنها شيخ من لا شيخ له )
ـــــــ
من شرح الصاوي
ــــــــــــ
اللهم صل على الكامل المكمل وآله وسلم
الشيخ فراج يعقوب
...