الملتقى الصوفى للنور المحمدى
عزيزى الزائر عزيزتى الزائرة يرجى التكرم بتسجيل الدخول اذا كنت عضومعنا
او التسجيل معنا ان لم تكن عضو وترغب فى الانضمام الى اسرة المنتدى

سنتشرف بتسجيلك

شكرا لك
ادارة المنتدى
الملتقى الصوفى للنور المحمدى
عزيزى الزائر عزيزتى الزائرة يرجى التكرم بتسجيل الدخول اذا كنت عضومعنا
او التسجيل معنا ان لم تكن عضو وترغب فى الانضمام الى اسرة المنتدى

سنتشرف بتسجيلك

شكرا لك
ادارة المنتدى
الملتقى الصوفى للنور المحمدى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الملتقى الصوفى للنور المحمدى

الملتقي الصوفي للنور المحمدي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 من أسرار بلاغة القرآن

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
المحبة للمصطفى
المدير العام
المدير العام
المحبة للمصطفى


عدد المساهمات : 5852
نقاط : 33664
التفاعل مع الاعضاء : 15
تاريخ التسجيل : 18/09/2010
العمر : 74
الموقع : النور المحمدى

من أسرار بلاغة القرآن  Empty
مُساهمةموضوع: من أسرار بلاغة القرآن    من أسرار بلاغة القرآن  Emptyالجمعة فبراير 23, 2018 10:59 am

من أسرار بلاغة القرآن
بقلم دكتور محمود شيخون
عميد كلية الدراسات الإسلامية بالأزهر
المصـــدر
الالتفات هو عند أهل البلاغة والبيان : ( التعبير عن معنى من المعانى بطريق من الطرق الثلاثة : التكلم والخطاب والغيبة بعد التعبير عنه بطريق آخر منها ) .
وهو من أجل علوم البلاغة ، وهو أمير جنودها ، والواسطة فى قلائدها وعقودها ، وهو فن ملاكه الذوق السليم ، والوجدان الصادق .
وسمى بذلك : لأنه مأخوذ من التفات الإنسان عن يمينه وشماله ، فهو يقبل بوجهه تارة كذا ، وتارة كذا ، وكذلك يكون هذا النوع من الكلام خاصة ، لأنه ينتقل فيه من صيغة إلى صيغة، ومن خطاب إلى غيبة ، ومن غيبة إلى خطاب ، إلى غير ذلك من أنواع الالتفات .
ويسمى أيضا : ( شجاعة العربية ) ، وإنما سمى بذلك ، لأن الشجاعة هى الإقدام ، وذاك أن الرجل الشجاع ، يركب ما لا يستطيعه غيره ، ويتورد ما لا يتورده سواه ، وكذلك هذا الالتفات فى الكلام ، فإن اللغة العربية تختص به دون غيرها من اللغات .
صورة : وله فى الأساليب العربية ست صور .
الصورة الأولى : الانتقال من التكلم إلى الخطاب .
الصورة الثانية : الانتقال من التكلم إلى الغيبة .
الصورة الثالثة : الانتقال من الخطاب إلى التكلم .
الصورة الرابعة : الانتقال من الخطاب إلى الغيبة .
الصورة الخامسة : الانتقال من الغيبة إلى التكلم .
الصورة السادسة : الانتقال من الغيبة إلى الخطاب .
وهذه الصور توجد فى القرآن الكريم ، ما عدا الصورة الثالثة ، وهى الانتقال من الخطاب إلى التكلم ، فلم أعثر لها على شاهد فى القرآن الكريم .
وقد مثل لها بعضهم بقوله تعالى : " فاقض ما أنت قاض، إنما تقضى هذه الحياة الدنيا إنا آمنا بربنا ليغفر لنا خطايانا وما أكرهتنا عليه من السحر ، والله خير وأبقى " .
وهذا المثال لا يصح ، لأن شرط الالتفات أن يكون المراد به وحدا .
وقال الزركشى : " ويمكن أن يمثل لهذه الصورة بقوله تعالى : " قل الله أسرع مكرا ، إن رسلنا يكتبون ما تمكرون " ، على أنه سبحانه نزل نفسه منزلة المخاطب .
وهذا تكلف وتعسف ، لا يخفى على من له ذوق ، ولا أدرى كيف وقع فيه الزركشى ؟
( من إسرار الالتفات فى القرآن ) إن من يمعن النظر فى شواهد الالتفات فى القرآن ، يتضح له أنها تشتمل على كثير من الأسرار البلاغية ، واللطائف الأدبية ، التى تهز العواطف ، وتحرك الأحاسيس والمشاعر .
ومن هذه الشواهد قوله تعالى حكاية عن حبيب النجار : " وما لى لا أعبد الذى فطرنى وإليه ترجعون " .
فقد التفت من التكلم فى قوله : " وما لى لا أعبد الذى فطرنى " إلى الخطاب فى قوله : " وإليه ترجعون " ، لكى يخرج الكلام فى معرض مناصحته لنفسه ، وهو يريد نصح قومه ، تلطفا وإعلاما بأنه يريده لنفسه ، ثم التفت إليهم ، لكونه فى مقام تخويفهم ، ودعوتهم إلى الله ، وأيضا فإن قومه ، لما أنكروا عليه عبادته لله ، أخرج الكلام معهم بحسب حالهم ، فاحتج عليهم بأنه يقبح منه ألا يعبد فاطره ومبدعه ، ثم حذرهم بقوله : " وإليه ترجعون " .
ومنها قوله تعالى : " إنا أعطيناك الكوثر ، فصل لربك وانحر " . فقد التفت من التكلم فى قوله : " إنا أعطيناك الكوثر " إلى الغيبة فى قوله : " فصل لربك وانحر " ، تأكيدا لترغيبه ـ صلى الله عليه وسلم ـ فى أداء ما أمر به على الوجه الأكمل . ونستكمل الحديث إن شاء الله .
يقول تعالى: (ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله تواباً رحيماً) .
انتقل القرآن من الخطاب فى قوله: (جاءوك) إلى الغيبة فى قوله: (واستغفر لهم الرسول) تفخيماً لشأن الرسول (، وتعظيماً لاستغفاره، وتنبيهاً على أن شفاعة الرسول من الله بمكان ، وعلى أن هذا الوصف الشريف ، وهو إرسال الله إياه موجب لطاعته، وعلى أنه مندرج فى عموم قوله : (وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله).
ومنها قوله تعالى: (وما آتيتم من زكاة تريدون وجه الله فأولئك هم المضعفون).
انتقل القرآن من الخطاب إلى الغيبة، للمبالغة فى المدح .
قال الزمخشرى: وقوله تعالى: (فأولئك هم المضعفون) التفات حسن، كأنه قال لملائكته، وخواص خلقه: فأولئك الذين يريدون وجه الله بصدقاتهم ، هم المضعفون ، فهو أمدح من أن يقول : فأنتم المضعفون .
وتابعه فيما ذهب إليه الألوسى - رحمه الله - .
ومنها قوله تعالى: (إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطاً مستقيما وينصرك الله نصراً عزيزاً) .
انتقل القرآن من التكلم فى قوله : (إنا فتحنا لك فتحا مبيناً) إلى الغيبة فى قوله: (ليغفر لك الله) تعليقاً لهذه المغفرة التامة باسمه المتضمن لسائر اسمائه الحسنى، ولهذا علق به النصر ، فقال: (وينصرك الله نصراً عزيزاً) .
ومنها قوله تعالى : (الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين * إياك تعبد وإياك نستعين * اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين).
انتقل القرآن من الغيبة فى قوله : (الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم* مالك يوم الدين) إلى الخطاب فى قوله : (إياك نعبد وإياك نستعين)، لأن العبد إذا افتتح حمد مولاه بقوله : (الحمد لله) الدال على اختصاصه بالحمد، وجد من نفسه التحرك للإقبال عليه - سبحانه - فإذا انتقل إلى قوله : (رب العالمين) الدال على ربوبيته لجميعهم، قوى تحركه، فإذا قال: (الرحمن الرحيم) الدال على أنه منعم بأنواع النعم ، جليلها وحقيرها ، تزايد التحرك عنده، فإذا وصل لـ (مالك يوم الدين)، وهو خاتمة الصفات الدالة على أنه مالك الأمر كله يوم الجزاء ، وجد من نفسه حاملا، لا يقدر على دفعه على خطاب من هذه صفاته بتخصيصه بغاية الخضوع، والاستعانة فى المهمات.
وقيل: إنما اختير للحمد الغيبة، وللعبادة الخطاب؛ للإشارة إلى أن الحمد دون العبادة فى الرتبة، فإنك تحمد نظيرك ، ولا تعبده ، إذ الإنسان يحم من لا يعبده، ولا يعبد من لا يحمده ، فلما كان كذلك استعمل لفظ " الحمد" لتوسطه مع الغيبة فى الخبر ، فقال: الحمد لله " ، ولم يقل "الحمد لك" ، ولفظ (العبادة) مع الخطاب، فقال "إياك نعبد" ؛ لينسب إلى العظيم حال المخاطبة والمواجهة، ما هو أعلى رتبة ، وذلك على طريقة التأدب.
وقيل: إن سر الالتفات من الغيبة إلى الخطاب، هو التنبيه على أن مبدأ الخلق الغيبة منهم عنه - سبحانه - وقصورهم عن محاضرته ومخاطبته، وقيام حجاب العظمة عليهم ، فإذا عرفوه بما هو له ، وتوسلوا للقرب بالثناء عليه، وأقروا بالمحامد له . وتعبدوا له بما يليق به ، تأهلوا لمخاطبته ، ومناجاته ، فقالوا : (إياك نعبد وإياك نستعين).
وقيل : لأنه لما ذكر الحقيقة بالحمد، وأجرى عليه الصفات العظيمة من كونه ربا للعاملين ، ورحماناً ورحمياً ، ومالكاً ليوم الدين تعلق العلم بمعلوم عظيم الشأن ، حقيق بأن يكون معبوداً ، دون غيره، مستعاناً به ، فخوطب بذلك ، لتميزه بالصفات المذكورة تعظيماً لشأنه كله ، حتى كأنه قيل : إياك يا من هذه صفاته نخص بالعبادة والاستعانة لا غيرك.
وفى آخر السورة الكريمة انتقل القرآن من الخطاب إلى الغيبة، حيث قال: "الذين أنعمت عليهم " مصرحاً بذكر المنعم ، وإسناد الإنعام إليه لفظاً ، ولم يقل: (صراط المنعم عليهم) ، فلما صار إلى ذكر الغضب ، زوى عنه لفظه ، فلم ينسبه إليه لفظاً. وجاء باللفظ منحرفاً عن ذكر الغاضب ، فلم يقل: (غير الذين غضبت عليهم). تفاديا عن نسبة الغضب إليه فى اللفظ حال المواجهة.
وفى هذا الالتفات تعظيم لشأن المخاطب ، لأن مخاطبة الرب - تبارك وتعالى - بإسناد النعمة إليه تعظيم لخطابه ، وكذلك ترك مخاطبته بإسناد الغضب إليه ، تعظيم لخطابه.


............
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
من أسرار بلاغة القرآن
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» من أسرار القرآن فى فواتح السور
» من أسرار القرآن فى فواتح السور
» بلاغة الكلمة
» أسرار البيت الحرام
» ( أسرار الفتنة الكبرى )

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الملتقى الصوفى للنور المحمدى :: ๑۩۩۩۩ الملتقى الاسلامى العام ۩۩۩۩๑ :: ๑۩ القرآن الكريم واسراره ۩๑-
انتقل الى: