إتحاف أهل المحبة بذكر أدلة استحباب اتخاذ السبحة:
- تعريف السبحة: قال الإمام محي الدين النووي رضي الله عنه في (تهذيب الأسماء واللغات) : "سبحة بضم السين وإسكان الباء الموحدة، خرزات منظومة يسبح بها؛ معروفة يعتادها أهل الخير؛ مأخوذة من التسبيح".
- أدلة مشروعية اتخاذ السبحة:
...
روى أبو داود والترمذي والنسائي وابن حبان والحاكم وقال صحيح الإسناد عن سيدنا سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أنه دخل مع سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على امرأة وبين يديها نوى أو حصى تسبح بها فقال: "أخبرك بما هو أيسر عليك من هذا أو أفضل، قولي سبحان الله عدد ما خلق في السماء، وسبحان الله عدد ما خلق في الأرض، وسبحان الله عدد ما بين ذلك.......الحديث".
ووجه الدلالة أنه صلى الله عليه وسلم لم ينهها عن ذلك وإنما أرشدها إلى ما هو أيسر من ذلك ولو كان مكروها أو غير مشروع لبين لها ذلك إذ كما تقرّر من أنه لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة.
وروى أبو داود والترمذي والحاكم عن سيدتنا صفية رضي الله عنها قالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين يدي أربعة آلاف نواة أسبح بهن فقال: "ما هذا يا بنت حيي؟" فقلت: أسبح بهنّ، فقال: "قد سَبَّحتُ منذ قُمتُ على رَأسِكِ أكثر من هذا" قلت: علمني يا رسول الله، قال: "قولي سبحان الله عدد خلقه".
وأخرج أبو داود في باب (ما يكره من ذكر الرجل ما يكون من إصابة أهله) من كتاب النكاح أن المنذر بن مالك قال: تثويت (أي نزلت ضيفا) أبا هريرة بالمدينة؛ فلم أر رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد تشميرا ولا أقوم على ضيف منه، فبينما أنا عنده يوما وهو على سرير له معه كيس فيه حصى أو نوى وأسفل منه جارية له؛ وهو يسبح بالحصى؛ حتى إذا أنفد ما في الكيس ألقاه إليها فجمعته فأعادته في الكيس فرفعته إليه.
وأخرج الإمام أحمد في الزهد عن يونس بن عبيد عن أمه قالت: رأيت أبا صفية رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وكان جارنا؛ قالت: فكان يسبح بالحصى، وروى كذلك أنه كانت لسيدنا أبي الدرداء رضي الله عنه نوى العجوة في كيس؛ فكان إذا صلى الغداة أخرجهن واحدة واحدة يسبح بهن حتى ينفذن.
وأخرج ابن سعد في الطبقات عن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه أنه كان يسبح بالنوى المجزع. أي ما فيه سواد وبياض.
وروى ابن أبي شيبة في مصنفه عن سيدنا أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه كان يسبح بالحصى، وكذلك كان لسيدنا أبي هريرة رضي الله عنه أيضا خيط فيه ألفا عقدة فلا ينام حتى يسبح به، وعن مولاة لسيدنا سعد أنه كان يسبح بالحصى أو النوى، وعن سيدتنا فاطمة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم جميعا أنها كانت تسبح بخيط معقود فيها.
وقد ورد في الأثر: "نعم المذكر السبحة".
يتبع إن شاء الله...
...........................
الخميس أغسطس 02, 2018 10:17 am