قال الشيخ محمد عثمان: "وقد عاشرت كثيراً من كبار شيوخ الصوفية ومنهم: الشيخ قريب الله والشيخ المكاشفى والشيخ عبدالباقى وكنت دائم الزيارات لهم، وكنت أحظى منهم باهتمام غير عادى رغم حداثة سنى.
وكان عند الشيخ المكاشفى المريدين بالآلاف، وحدث أنى قمت بزيارته فوجدته فى استقبالى ومعه أربعة من كبار مرشديه؛ وقابلنى بحفاوة بالغة حتى بلغ العجب منهم أشده، ولما رأى الشيخ الدهشة على وجوه مريديه، خاطبهم قائلا: (هل تعرفون هذا؟ سيكون له شأن ... وسيكون شيخا لطريقته وستنتشر طريقته بما لا يخطر على بال أحد، ويا حظه من سيلحق بزمانه ويعتنق طريقته، ويصبح من أولاده).
وقال الشيخ: ومع تحدثى مع الشيخ المكاشفى والتقائى به كثيراً فإننى لم أتلق عنه إرشاداً لأنه كان يسلك طريقة غير طريقتنا، وكذلك بالنسبة للشيخ عثمان حامد الذى أخذت عنه الطريقة فلم أره إلا نادراً ...
وعندما علم الشيخ المكاشفى بزيوع صيتى بعض الشئ ومطالبة سيدى إبراهيم لى بالإرشاد وجهنى ذات مرة قائلاً:
(يافقير البحر: ألست تقول إن أجدادك كانوا فى الطريقة البرهانية؟ قلت: بلى، قال: هل لديكم كتب؟ قلت: نعم لدينا الكثير والكثير. قال: ولم لاتقرأ فيها؟!.
وكانت قولته هذه توجيهاً وإرشاداً منه إلى ضرورة إخراج هذا الكنز من الكتب والأوراد، وهذه الكتب كانت محفوظة لدى جدى؛ الذى كان هو والشيخ إدريس أخوين فى الطريقة، ثم حفظتها جدتى من بعده. وكان الشيخ أحمد ابن شقيق الشيخ المكاشفى وزوج ابنته يحتفظ هو الآخر ببعض الكتب عنده. فأخرجت كتاباً واحداً من كتبى من الموضع الذى كانت محفوظة به بداخل الأرض حيث وضعتها جدتى والتى دفعت بها الحيلة إلى أن تأمر خدمها بجمع هذه الكتب ووضعها فى أزيار ثم دفن هذه الأزيار بإحدى حجرات المنزل خوفاً من الثورة المهدية حيث كان الثائرون يحرقون الكتب. وأخرجت كتاباً واحداً منها فوجدته مخطوطاً باليد، وعرفت الفرق الشاسع عندما قارنت هذا الكتاب بما لدى الشيخ أحمد بن شقيق الشيخ المكاشفى، فأعدت الكتاب فى موضعه ... وقد كان لهذا الكنز من الكتب شأن عظيم بعد ذلك