بسم الله الرحمن الرحيم
القطب المكتوم والبرزخ المحمدي المعلوم الشيخ أبو العباس أحمد بن محمد التيجاني الشريف الحسني
رضي الله عنه وعنا بحبهنسبه الشريف رضي الله عنه :هو شيخ الطريقة ، القطب المكتوم والختم المحمدي المعلوم الشريف العفيف أبو العباس يدي أحمد بن الولي الشهير والعالم الكبير الأمام القدوة النبوي الأتباع ، أبى
عبد الله ، سيدي محمد ، الملقب بابن عمر لشدته في دينه ، بن المختار بن أحمد بن محمد بن سالم بن أبى العبد بن سالم بن أحمد الملقب " بالعلواني " بن أحمد بن على بن عبد الله بن العباس بن عبد الجبار بن إدريس بن اسحق بن على زين العابدين بن أحمد بن محمد النفس الزكية بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن على بن أبى طالب كرم الله وجهه ، من سيدتنا فاطمة الزهراء سيدة نساء أهل الجنة رضي الله عنها بنت سيد الوجود وقبلة الشهود سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. ( نقلا عن الإفادة الأحمدية ) .
النشأة والدراسة في بيئة مفعمة بالورع والصلاح :ولد سيدي أحمد بن محمد التيجاني عام 1150هجرية الموافق 1737 ميلادية بقرية عين ماضي مقر أسلافه المتأخرين . إذ انتقل جده الرابع ، سيدي محمد
ابن سالم ، مع أسرته ، من أحواز مدينة أسفي بالمغرب الأقصى إلى بني توجين أو تيجانه ، وتزوج منهم وصار أولاده وأحفاده يعرفون بالتيجانيين . فهم أخواله رضي الله عنه ، غلبت إليه النسبة إليهم . أما نسبه الحقيقي فيرتفع إلى سيدي محمد النفس الركية بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب .
وكانت بلدة عين ماضي على قدر كبير من الأهمية العلمية ، ذات بيئة مفعمة بالعلم والورع باعتبارها مركزاً للمعرفة والولاية والصلاح منذ تأسيسها. وكان جل أفراد أسرة شيخنا ، الذين يشكلون إحدى مكونات هذه البلدة العلمية ، على مستوى رفيع من علمي الظاهر والباطن . وكان آباؤه وأجداده رضي الله عنهم من خيرة العلماء ولهم قدم راسخ في الولاية كجدية سيدي العلامة أحمد بن محمد ، و سيدي الشيخ الولي المكين محمد بن سالم , الذي وفد أولا إلى عين ماضي واتخذها موطنا وتزوج من أهلها . وكان أبوه عالماً ورعاً متبعاً للسنة مدرساً ذاكراً متعلقاً بالله ولا تأخذه فيه لومة لائم . وكان له بيت في داره ، لا يدخله أحد إلا لذكر الله .
نشأ رضي الله عنه ، بين أبويه الصالحين نشأة صالحة يؤدبانه ويلقنانه ويربيانه تربية أمثالهما من أهل البصائر . وكان حيثما يتحرك سيدي أحمد التيجاني داخل هذه البلدة يجد نفسه بين أهل العلم والمعرفة وفي رعاية الفقهاء والصلحاء. وإذا خرج إلى المسجد والزاوية صار في رحاب أساتذة وعلماء مجندين لتلقين تلامذتهم ما يفيد ويقرب إلى الله من العلوم الإسلامية . فتربى سيدي أحمد التيجاني في عفاف وصيانة وتقى وديانة ، أبي النفس عالي الهمة زكى الأخلاق محروساً بالعناية محفوفاً بالرعاية . فكان رضي الله عنه لا يعرف ما الناس فيه من العوائد وما نشؤوا عليه من الزوائد . وكان رضي الله عنه ماضي العزم شديد الحزم في أموره كلها . وكان إذا ابتدأ شيئاً لا يرجع عنه . وما شرع في أمر قط إلا أتمه . تجنح همته إلى معالي الأمور ولا يرضى بسفاسفها .
في ظل هذه الرعاية النموذجية وفى أحضان هذه الأسرة المحبة للعلم والصلاح نشأ سيدي أحمد التيجاني كريم الأخلاق مقبلا على الجد والاجتهاد متمسكاً بالدين وسنة المهتدين معظماً عند الخاصة والعامة . وفى ظل هذه الظروف المطبوعة بالعناية المتميزة حفظ القرآن حفظاً جيداً وهو ابن سبع سنوات ، من رواية الإمام ورش تلميذ الإمام نافع ، على يد الفقيه العلامة المقرئ سيدي محمد بن حمو التيجاني الماضوى الذي تتلمذ بدوره في حفظ القرآن وقراءته على شيخه العارف بالله سيدي عيسى بوعكاز الماضوى التيجاني . وكان رجلاً صالحاً مشهوراً بالولاية . وبعد بت القرآن إشتغل سيدي أحمد التيجاني بطلب العلوم الأصولية والفرعية والأدبية حتى رأس فيها وأدرك أسرار معانيها , يستوي عنده في اهتمامه المنقول والمعقول . واستمر في طلب العلم ببلاده حتى بلغ مرتبة أهلته للتدريس والإفتاء قبل أن يرحل رحلته الأولى إلى فاس . ثم ما لبث ، وهو في عين ماضي ، أن مال إلى الزهد والانعزال والتأمل ، وحبب إليه التعبد وقيام الليل حتى إذا بلغ سن الرشد زوجه والده من غير تراخ اعتناءً بشأنه وحفظاً وصوناً لأمره ، ومراعاة للسنة . وصار رضي الله عنه ، يدل على الله وينصح عباده وينصر سنة رسوله ويحيى أمور الدين وقلوب المؤمنين ، وصار يضرب المثل به وبداره في إحياء السنة وأتباع المحجة البيضاء والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر . وحق له أن يسمى محيى الدين ومجدد ما أندرس واضمحل من إيمان المسلمين .
ولعل هذه المؤهلات هي التي جعلت سكان بلدة عين ماضي يوافقون بالإجماع على خلافة والده في رئاسة الزاوية رغم صغر سنه الذي كان يبلغ آنذاك ستة عشرة سنة . وهى المهمة التي مارس خلالها لمدة خمس سنوات تدريس القرآن والسنة وعلوم إسلامية أخرى .
يتبع ان شاء الله
.......