الملتقى الصوفى للنور المحمدى
عزيزى الزائر عزيزتى الزائرة يرجى التكرم بتسجيل الدخول اذا كنت عضومعنا
او التسجيل معنا ان لم تكن عضو وترغب فى الانضمام الى اسرة المنتدى

سنتشرف بتسجيلك

شكرا لك
ادارة المنتدى
الملتقى الصوفى للنور المحمدى
عزيزى الزائر عزيزتى الزائرة يرجى التكرم بتسجيل الدخول اذا كنت عضومعنا
او التسجيل معنا ان لم تكن عضو وترغب فى الانضمام الى اسرة المنتدى

سنتشرف بتسجيلك

شكرا لك
ادارة المنتدى
الملتقى الصوفى للنور المحمدى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الملتقى الصوفى للنور المحمدى

الملتقي الصوفي للنور المحمدي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 اتهامات باطلة ضد الصوفية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
زائر
زائر




اتهامات باطلة ضد الصوفية Empty
مُساهمةموضوع: اتهامات باطلة ضد الصوفية   اتهامات باطلة ضد الصوفية Emptyالسبت يناير 29, 2011 4:01 pm



لقمان عثمان البدري



وقفت الوهابية في تاريخنا المعاصر موقفا سلبيا تجاه الصوفية والصوفيين بشكل عام ، وقد انتشرت في عدد من الدول العربية وخصوصا في دول الخليج العربي كالسعودية والكويت على وجه التحديد حيث استطاعت الآلة الإعلامية النفاذ بأساليب مختلفة إلى عقول الشباب المسلم ، فكرست الإعلام المقروء خاصة لتحقيق مآربها عن طريق إصدار كتيبات ودراسات همها تكفير الفكر الصوفي وأصحابه وإخراجه دون أدلة شرعية من الدين والملة .
وهذه الكتب والدراسات تطبع تحت عناوين مختلفة وهي تسيء إلى التجارب الصوفية ومنها على سبيل المثال لا الحصر ( فضائح الصوفية – ابن عربي صاحب كتاب ( فصوم الحكم ) إمام من أئمة الكفر والضلال – مخاطر الفكر الصوفي ...الخ ) وسنعرض في هذا الفصل عددا من المواقف والمزاعم والاتهامات التي يكيلها أصحاب الوهابية على المتصوفة .
الاتهامات الباطلة ضد الصوفية :
يروج عدد من علماء الوهابية للعالم المسلم لمزاعم أثبت التاريخ والحقائق بطلانها وهذه المزاعم لا تستند على فهم كامل للإسلام ووعي وتدبر في آياته ، وأدلتها الشرعية ضعيفة أو أولت لتناسب ما يروجون له، وهي أتت فقط لتطعن بإخوان في الدين ، فقد اتهم عدد من هؤلاء العلماء الصوفية بأنها زندقة تتقنع بالإسلام و تصرف الناس عن القرآن والحديث .
وأنها السوس الذي ينخر في شجرة الإسلام وإليكم ما قاله أحدهم فيها ( ... فإني رأيت بعد طول دراسة وتدبر أن الفكر الصوفي هو أشد الأخطار جميعا على أمة الإسلام وأنه الذي حوّل عز هذه الأمة ذلاً ومهانة ، ولا يزال هذا دأبه على الدوام وأنه السوس الذي ظل ، وأنه لا خلاص للأمة إلا بالتخلص من هذا السوس أولا قبل أي خطر آخر ) 20 .
إن هذه الاتهامات باطلة لا أساس لها وهي تأتي في سياق مسلسل الطعن في الصوفية فالإسلام تلك الشجرة الباسقة ما كانت لتنمو نموا حقيقيا لولا وجود الرعاية الإلهية أولا وأخلاق النبي وصحابته ثانيا .
وعدد من علماء الدين والصوفية الذين أفنوا أنفسهم في خدمة الإسلام لم تنخ في يوم من الأيام وهي لم تنحن يوما أمام أي عاصفة . وسبحان الله الذي خلق عبادا يريدون التخلص من إخوانهم قبل أي عدو آخر ، وجعلوا الموحدين أمثالهم الذين لا يكفون عن النطق بأن لا إله إلا الله وبأن محمدا عبده ورسوله أعداء ونسوا بلاد المقدس التي يعبث بها الصهاينة على مرأى من أعينهم .
إن مثل هذا التشويه نراه كثيرا في أدبيات الوهابية وسنعرض عددا من هذه التشويهات في الأسطر القادمة عسانا نرد ما ألصقوه بطائفة من المسلمين تبثوا دعائم الإسلام في الماضي والحاضر بعملهم وجهادهم ضد النفس وأعداء الدين .
ومن هذه الاتهامات :
1- الصوفية تتلف العقيدة الإسلامية " وذلك بقوله : إن أول ما يستهدف الصوفي إتلافها وتبديلها للعقيدة الإسلامية النقية عقدية الكتاب والسنة وذلك أن الفكر الصوفي خليط كامل لكل الفلسفات والخزعبلات والخرافات التي انتشرت في العالم قديماً وحديثاً .فليس هناك من كفر وزندقة وإلحاد إلا دخل إلى الفكر الصوفي وتلبس بالعقيدة الصوفية .
فمن القول بوحدة الوجود وأن كل موجود هو الله إلى القول بحلول ذات الله أوصفاته في المخلوقين ، إلى القول بالعصمة ، إلى الزعم بالتلقي من الغيب ، إلى القول بأن محمداً صلى الله عليه وسلم هو قبة العالم وهو المستوى على عرش الله ، إلى القول بأن الأولياء يديرون العالم ويتحكمون في الكون ، وأستطيع أن أقول إنه لا توجد عقدية شركية في الأرض إلا وقد نقلت إلى الفكر الصوفي ، وألبست الآيات والأحاديث 21 .
2- الصوفية تدعو إلى الفجور والفسق والإباحية : ويخطئ من يظن أن الصوفية في أول أمرها كانت مؤسسة على التقوى فهذا ابن الجوزي رحمه الله يروي عنهم هذه الحكاية فيقول : وبإسناد عن أبي القاسم بن علي بن المحسن التنوخي عن أبيه .
قال : " أخبرني جماعة من أهل العلم أن بشيراز رجلا يعرف بابن خفيف البغدادي شيخ الصوفية هنا يجتمعون إليه ويتكلم عن الخطرات والوساوس ويحضر حلقته ألوف من الناس وأنه فارة فهمّ حاذق .
فاستغوى الضعفاء من الناس إلى هذا المذهب ، قال : فمات رجل منهم من أصحابه وخلف زوجة صوفية فاجتمع النساء الصوفيات وهن خلق كثير ولم يختلط بمأتمهن غيرهن .
فلما فرغوا من دفنه دخل ابن خفيف وخواص أصحابه وهم عدد كبير إلى الدار . وأخذ يعزي المرأة بكلام الصوفية إلى أن قال : قد تعزيت ... فقال لها: ههنا غير !! فقالت : لاغير .
قال : فما معنى إلزام النفس آفات الهموم ، وتعذيبها بعذاب الهموم ، ولأي معنى نترك الامتزاج لتلتقي الأنوار ، وتصفو الأرواح ويقع الاختلافات وتنز البركات !! قال : فقلن النساء أن شئت .
قال : فاختلط جماعة الرجال بجماعة النساء طول ليلتهم فلما كان سحر خرجوا ، قال المحسن قوله ( ههنا غير ) أي هنا غير موافق المذهب . فقالت ( لاغير ) أي لا يوجد مخالف ، وقوله : نترك الامتزاج كناية عن الممازجة في الوطء ، وقال لتلتقي الأنوار ، عندهم أن في كل جسم نوراً إلهيا ، وقوله الاختلافات أي يكون لكل خلف ممن مات أو عاب من أزوجكن .
قال المحسن : وهذا عندي عظيم ولو لا أن جماعة يخبرونني يبعدون عن الكذب ما حكيته لعظمته عندي واستبعاد مثله أن يجري في دار الإسلام ،وقال : وبلغني أن هذا ومثله شاع حتى بلغ عضد الدولة فقبض على جماعة منهم وضربهم بالسياط وشرد جموعهم فكفوا " أهـ منه بلفظه . هكذا تتيقن أن الطائفة لم تكن في كل عصورها إلا مجموعات من الزناديق الملحدين المنحلين تظاهروا بظاهر الشريعة النظيف وأخفوا عن الأعين كفرهم وفسقهم وزندقتهم .
ولذلك جزم ابن عقيل كما نقل عنه ابن الجوزي أنهم زنادقة ملحدون منحلون حيث يقول : فالله الله في الإصغاء إلى هؤلاء الفرّع الخالين من الإثبات ، وإنما هم زنادقة جمعوا بين مدارع العمال مرقعات وصوفا ، وبين أعمال الخلعاء الملحدة اكلا وشربا ورقصا وسماعا وإهمالا لأحكام الشرع .
ولم تتجاسر الزنادقة أن ترفض الشريعة حتى جاءت المتصوفة فجاؤوا بوضع أهل الخلاعة 22 .
3- الصوفية تحلل الحشيش : وذلك حين ما نقل عن ابن عقيل بأن الصوفية تحلل الحشيش بل إنهم هم أول من اخترعه ..... ثم يستطرد ابن عقيل رحمه الله واصفاً زندقتهم وكفرهم وكيف أنهم فرقوا في زعمهم بين الشريعة والحقيقة واستحلوا الحشيش المخدر بل هم أول من اكتشفه وروّجه في أوساط المسلمين ، واستحلوا الغناء والاختلاط واستحلوا التظاهر بالكفر والزندقة زاعمين أنها أحوال وشطح وأنه يجب عدم الإنكار عليهم لأنهم مجاذيب أو مشاهدون لحضرة الرب - في زعمهم - .
يقول ابن عقيل : فأول ما وضعوا أسماء وقالوا حقيقة وشريعة . وهذا قبيح لأن الشريعة ما وضعه الحق لمصالح الخلق ، فما الحقيقة بعدها سوى ما وقع في النفوس من إلقاء الشياطين ، وكل من رام الحقيقة في غير الشريعة فمغرور مخدوع .
وإن سمعوا أحدا يروي حديثاً قالوا مساكين أخذوا حديثهم ميت عن ميت ، وأخذنا علمنا عن الحي الذي لا يموت ، فمن قال حدثني أبي عن جدي قلت : حدثني قلبي عن ربي ، فهلكوا وأهلكوا بهذه الخرافات قلوب الأغمار وأنفقت عليهم لأجلها الأموال . لأن الفقهاء كالأطباء والنفقة في ثمن الدواء صعبة والنفقة على هؤلاء كالنفقة على المغنيات ، وبغضهم الفقهاء أكبر الزندقة لأن الفقهاء يحظرونهم بفتاويهم عن ضلالهم وفسقهم والحق يثقل كما تثقل الزكاة .
وما أخف البذل على المغنيات وإعطاء الشعراء على المدائح .
وكذلك بغضهم لأصحاب الحديث وقد أبدلوا إزالة العقل بالخمر " بشيء سموه الحشيش والمعجون والغناء المحرم " سموه السماع والوجد والتعرض بالوجد المزيل للعقل كفى الله الشريعة شر هذه الطائفة الجامعة بين دهمثة ( الليونة والسهولة يعني يلبسون فاخر الثياب ولينها ) في اللبس وطيبة في العيش وخداع بألفاظ معسولة ليس تحتها سوى إهمال التكاليف وهجران الشرع ولذلك خفوا على القلوب ولا دلالة على أنهم أرباب بطل أوضح من محبة طباع الدنيا لهم كمحبتهم أرباب اللهو والمغنيات 23 .
4- وكذلك الشأن في الحلال والحرام فأهل وحدة الوجود في الصوفية لاشيء يحرم عندهم لأن لكل عين واحدة .. ولذلك كان منهم الزناة واللوطية ،ومن ياتون الحمير جهاراً نهاراً ، ومنهم من اعتقد أن الله قد أسقط عنه التكاليف وأحل له كل ما حرم على غيره 24 .
وهناك عالم آخر يعتبر من كبار علماء الوهابية يتهم الصوفية بعدة اتهامات ومنها :
1- قصرهم العبادة على المحبة ، فهم يبنون عبادتهم لله على جانب المحبة ، ويهملون الجوانب الأخرى ،كجانب الخوف والرجاء ، كما قال بعضهم : أنا لا أعبد الله طمعا في جنته ولا خوفا من ناره - ولا شك أن محبة الله - تعالى - هي الأساس الذي تبنى عليه العبادة .
ولكن العبادة ليست مقصورة على المحبة كما يزعمون ، بل لها جوانب وأنواع كثيرة غير المحبة كالخوف والرجاء والذل والخضوع والدعاء إلى غير ذلك ، فهي كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية .. ( اسم جامع لما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة ) 25 .. 2- الصوفية في الغالب لايرجعون في دينهم وعبادتهم إلى الكتاب والسنة والإقتداء بالنبي ، صلى الله عليه وسلم ، وإنما يرجعون إلى أذواقهم وما يرسمه لهم شيوخهم من الطرق المبتدعة ، والأذكار والأوراد المبتدعة ، وربما يستدلون بالحكايات والمنامات والأحاديث الموضوعة لتصحيح ما هم عليه ، بدلا من الاستدلال بالكتاب والسنة ، هذا ما ينبني عليه دين الصوفية . ومن المعلوم أن العبادة لا تكون عبادة صحيحة إلا إذا كانت مبنية على ماجاء في الكتاب والسنة .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ويتمسكون ( يعني الصوفية ) في الدين الذي يتقربون به إلى ربهم بنحو ماتمسك به النصارى من الكلام المتشابه والحكايات التي لايعرف صدق قائلها ، ولو صدق لم يكن معصوما ، فيجعلون متبوعهم وشيوخهم شارعين لهم دينا ، كما جعل النصارى قسيسهم ورهبانهم شارعين لهم دينا 26 . 3-
من دين الصوفية التزام أذكار وأوراد يضعها لهم شيوخهم فيتقيدون بها ، ويتعبدون بتلاوتها ، وربما فضلوا تلاوتها على تلاوة القرآن الكريم ، ويسمونها ذكر الخاصة . وأما الذكر الوارد في الكتاب والسنة فيسمونه ذكر العامة . فقول لا إله إلا الله . عندهم هو ذكر العامة ، وأما ذكر الخاصة فهو الاسم المفرد : الله : وذكر خاصة الخاصة 27 . 4-
من دين الصوفية الباطل تقربهم إلى الله بالغناء والرقص ، وضرب الدفوف والتصفيق . ويعتبرون هذا عبادة لله .
قال الدكتور // صابر طعيمة // في كتابه : " الصوفية معتقدا ومسلكا " : أصبح الرقص الصوفي الحديث عند معظم الطرق الصوفية في مناسبات الاحتفال بموالد بعض كبارهم أن يجتمع الأتباع لسماع النوتة الموسيقية التي يكون صوتها أحيانا أكثر من مائتي عازف من الرجال والنساء وكبار الأتباع يجلسون في هذه المناسبات يتناولون ألوانا من شرب الدخان ، وكبار أئمة القوم وأتباعهم يقومون بمدارسة بعض الخرافات التي تنسب لمقبوريهم ،وقـد انتهى إلى علمنا مـن المطالعات أن الأداء الموسيقي لبعض الطرق الصوفية الحديثة مستمد م،ما يسمى ( كورال صلوات الآحاد المسيحية ) 28 .
إن هذه الاتهامات التي عرضناها غيض من فيض يروج له أصحاب الوهابية المقنعون بغيرتهم على الإسلام وهم لا يغارون إلا على مصالحهم وهدفهم هو شق الصف الإسلامي فقط .
فالصوفية لم تتلف العقيدة الإسلامية بل على العكس من ذلك تماما فهي حافظت عليها ولم تخل بأي شرط من شروط صحتها ، والقول إنها جمعت من الفلسفات الهندية والخزعبلات والخرافات فقد اختلط الأمر على كثيرين حين جعلوا سلوكيات بعض الناس أو الجماعات ذريعة لاتهام الآخرين وتكفيرهم ، فالأقوام الغريبة عن المنطقة العربية التي دخلت إلى الإسلام حملت معها تراث بلادها وحضاراتها . وهذه الشعوب عندما دخلت إلى الإسلام لم تتخل عن سلوكياتها مما أفرز ممارسات غريبة عن الإسلام وعن مفاهيمه ، فأصبح كل من يمارس ما حمل من إرث بلاده الثقافي صوفيا خارجا عن الملة وهذا خطأ فادح .
فالصوفية ليست طارئة على الإسلام وليست حمالة سلوكيات رفضها الإسلام بل هي عبادة بمحبة وتذوق روحي عال قلده كثيرون ولكن لم يعرفوا ماهيته ولم يتلمسوا حقيقته .
أما بالنسبة للقول بوحدة الوجود فقد فسر أصحاب الوهابية هذا المفهوم تفسيرا ظاهريا بما يتناسب مع أفكارهم ومفاهيمهم فكان برأيهم كفرا حسب ما فهموه وكان زندقة حسب ما فسروه .
إن القول بوحدة الوجود مفهوم طرحه محي الدين بن عربي تحديدا وقد أفاض في الحديث عنه وأسهب في شرحه وفلسفته ., وقد اتهم محي الدين بن عربي بالزندقة والكفر حين تقولوا عليه ما لم يقل وفسروا ما قاله دون تلمس لحقيقة ما طرح ودون فهم بعقل مؤمن مسلم بأن أكثر من يخشى الله من البشر هم العلماء .
فمحي الدين بن عربي الذي اتهم بما اتهم به بريء من كل اتهام ، وهو لم يكفر ولم يكن زنديقا حين اعترف بأنه واحد خالق لكل شيء جل وعلا ، وإن ما نسب إليه في قول ( إن وجود المحدث هو عين وجود القديم والمحدث هو المخلوق والقديم هو الخالق جل جلاله وهذا باطل نسب إليه لأنه يقول ( يستحيل تبدل الحقائق فالعبد عبد والرب رب والحق حق والخلق خلق ) 29 وهو يقول أيضا ( لا يجتمع الخلق والحق أبدا في وجه من الوجوه فالعبد عبد لنفسه والرب رب لنفسه فالعبودية لا تصح إلا لمن يعرفها فيعرف أنه ليس فيه من الربوبية شيء والربوبية لا تصح إلا لمن يعرفها فيعرف أنه ليس فيه من العبودية شيء فأوجب على عبده التأخر عن ربو بيته فشرع له الصلاة ليسميه بالمصلى وهو المتأخر عن رتبة ربه ) 30 أما وحدة الوجود كما عرفها ابن عربي بقوله في كتابه (الفتوحات المكية ) أنه ما في الوجود إلا الله ونحن وإن كنا موجودين فإنما وجودنا به تعالى وفي هذا المعنى قول لبيد ألا كل شيء ما خلا الله باطل ) 31 فهل محي الدين بن عربي بهذه الأقوال ما يوحي أن ردد أن كل موجود هو الله ‍؟ .
أما في القول إن الصوفية تدعو إلى الفجور والفسق والإباحية وإنها من اختراع الحشيش فهذا كلام مفترى لا أساس له سوى في مخيلة بعضهم وفي بعض قصص رويت عن بعض الناس من ذوي السلوك السيء .
والتاريخ هو الفصل بين كل ما ادعى أن الصوفية تدعو إلى أمور كهذه فما عرف عن أهل التصوف أنهم قوم اعتزلوا البشر فكيف بهم يدعون إلى الاختلاط ؟ وكيف بهؤلاء الذين اتخذوا الجبال والخلاء موطنا لهم ابتعادا عن ملذات الدنيا وغرورها يحرضون على الفسق ؟ وهل حقا هناك عقلاء يصدقون هذا الكلام ؟ ، لا نظن ذلك . إن ماروي من بعض القصص والروايات التي – إن وجدت – تم إلصاقها بهذه الفئة من المسلمين وما تعارف عليه التاريخ الإسلامي هو إجماعه أن الصوفيين لعبوا دورا هاما في تجديد لإسلام وإحيائه في نفوس أضلها الشيطان وأبعدتها ملذات الدنيا عن الإسلام وعن الدور الحقيقي الذي يجب أن يمارسه الإنسان كونه مسلما موحدا .
بالإضافة إلى ذلك فما نقله بعض علماء الوهابية من أن الصوفيين يرتكبون الفواحش ويزنون ويلوطون ويواقعون الحيوانات فهو الكذب بعينه . إن من يصلي ويتعبد ربه بإخلاص يدرك معنى الآية ( إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ) ونحن لم نر في كتاب فتوى لابن عربي أو عبد القادر الجيلاني أو الغزالي أو الجنيد أو العز بن عبد السلام وغيرهم أنهم ذهبو إلى الفسق أو الاختلاط والإباحية وتناول الحشيش وما تم لصقه بالصوفية هي ممارسات أناس أرادوا تشويها في الإسلام وتعريضا به وبالمسلمين .
أما أن الصوفيين تقتصر عبادتهم على المحبة فهذا لم نجده في كتب من كتبهم بل إن ما تبنوه هو ملازمة الحب للعبادة وذلك لقوله تعالى ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ) فشرط محبة الله كما هو مبين في الآية الكريمة هو اتباعه .
ومن ذلك قول بعض المتصوفة ( المحبة هي الموافقة ، معناه ( الطاعة له فيما أمر ، والانتهاء عما زجر ، والرضا بما حكم وقدر ) 32 . ويجدر بنا القول هنا إن ما نقل من قول فهو لرابعة العدوية حين قالت والله ما عبدتك طمعا في جنتك ولا خوفا من نارك ولكن لأنك رب أهل للعادة . ويعتبر هذا الكلام اختصارا لتجربة الإنسان الذي عرف الله حق معرفته وعلم فضله على الإنس والجن وشأنه في خلق الكون فيقول تعالى ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ).
ويعتبر الاتهام المفترى بأن الصوفية في الغالب لا يرجعون في دينهم وعبادتهم إلى الكتاب والسنة والإقتداء بالنبي ،" صلى الله عليه وسلم " وإنما يرجعون إلى أذواقهم وما يرسمه لهم شيوخهم من الطرق المبتدعة ، والأذكار والأوراد المبتدعة هو اكثر اتهام سول لكثيرين التقول فيه على الصوفيين وذلك دون دليل يذكر فلقد أجمع كثير منهم أن كلام الله أمر ونهي وخبر ووعد ووعيد وقصص وأمثال ، والله تعالى لم يزل آمرا ناهيا ، مخبرا ، واعدا موعدا ، حامدا ، ذاما ، إذا خلقتم وبلغت عقولكم فافعلوا كذا ، وأنتم مذمومون على معاصيكم مثابون على طاعتكم إذا خلقتم ، كما أنا مأمورون مخاطبون بما نزل من القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم . 33 ، وقد قال بعضهم عن الإيمان إنه إقرار اللسان بتصديق القلب وفروعه العمل بالفرائض 34 .
فكيف يصبح هؤلاء القوم تاركين للكاتب والسنة وهم الذين يولونهما الأهمية الكبرى للوصول للإيمان الحق .
وبالنسبة لاتهام الصوفية بأنهم يلتزمون أذكارا وأورادا يضعها لهم شيوخهم فيتقيدون بها ، ويتعبدون بتلاوتها ، وربما فضلوا تلاوتها على تلاوة القرآن الكريم ، فهذا أيضا كلام باطل ومردود على أصحابه .
بالإضافة إلى ذلك فالذكر لا يتقيد بإطار طالما أنه يؤدي غرضه والصوفية لم تفضل أذكارا على القرآن كما اتهموا به وإنما جعلوه وسيلة من الوسائل الكثيرة التي بينها الله جل وعلا والرسول صلى الله عليه وسلم الموصلة إلى صفاء الروح وإذلال للنفس البشرية أمام خالقها .. ومما قاله بعض الصوفيين في الذكر ( حقيقة الذكر : أن تنسى ما سوى المذكور في الذكر لقوله تعالى " واذكر ربك إذا نسيت – الكهف 24 .
يعني إذا نسيت ما دون الله فقد ذكرت الله . ومما قاله الجنيد في ذكر اللسان .
ذكرتك لا إني نسيتك لمحة وأيسر ما في الذكر ذكر لساني 35
وقد قسم الصوفية الذكر إلى أنواع وهي : الأول ذكر القلب وهو أن يكون المذكور غير منسي فيذكر ، والثاني ذكر أوصاف المذكور ، والثالث شهود المذكور فيفنى عن الذكر لأن أوصاف المذكور تفنيك عن أوصافك فتفني عن الذكر . وفي هذا رد على من اتهم الصوفيين بما سبق من اتهام . 36
أما القول بأن الصوفية تتقرب إلى الله بالرقص والغناء فإن هذا الكلام يشمل بعض الفرق الصوفية الحديثة التي أصبحت ممارساتها للطقس الصوفي مجرد تجارة حيث تقدم العروض على المسارح العالمية وتغني مع الجوقة بعض النساء .
وهذه الفرقة تدعي أنها وليدة الطريقة الصوفية المولوية بينما هي بعيدة عنها كل البعد ، أما الفرق الصوفية فلا تقوم بمثل هذه الأعمال بل وتكتم طريقتها في الذكر ولا تسعى أبدا إلى إظهار الدين الإسلامي بهذا المظهر السلبي ، الذي ينافي أخلاق الدين .
ومن ناحية أخرى فالإنشاد الديني ومدح الرسول صلى الله عليه وسلم ليس مسألة طارئة بل هو موجود منذ زمن الرعيل الأول ومثل ما أنشده أهل المدينة المنورة حين قدم الرسول صلى الله عليه وسلم إليها مهاجرا من مكة المكرمة وذلك بقولهم : طلع البدر علينا من ثنيات الوداع وجب الشكر علينا مادعا لله داع شهرّ أصحاب الوهابية بالصوفية وبعلمائها وجعلوهم في مصاف الكفار والزنادقة والملاحدة ،وقد رأينا إلىأي حد بلغ هؤلاء في تكفير الصوفية وذمها .
بالرغم من أن فضلها على الإسلام والمسلمين لم يزل يعاش في قلوب وسلوكيات ملايين المسلمين في شرق الأرض وغربها ، فهل نستطيع إنكار دور العز بن عبدالسلام في إنهاض الأمة ضد التتار ؟ وهل نستطيع أن ننكر دور أبي حامد الغزالي في كتابه إحياء علوم الدين في إعادة ثقة المسلمين بأنفسهم بعد أن تشتت الدولة الإسلامية وتشتت معها المسلمون ؟ ،وهل ينكر ما لمحمد الفاتح الذي تخرج من الزاويا الصوفية وهو الذي فتح القسطنطينية ؟ وهل من منكر لدور عمر المختار خريج الزوايا السنوسية الصوفية وهو الذي دفع روحه رخيصة لإعلاء راية لا إله إلا الله ضد الاحتلال الإيطالي ؟ وهل من منكر لدور الصوفيين في إدارتهم المعارك وجهادهم في البوسنة والشيشان وإندونيسيا وكل بلاد المسلمين ؟ إن من ينكر دور كل هؤلاء هو منكر للإسلام وعباد الله المؤمنين الذي صدقوا الله ومابدلوا تبديلا.


منقووول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
خليل




عدد المساهمات : 4
نقاط : 9742
التفاعل مع الاعضاء : 5
تاريخ التسجيل : 03/02/2011

اتهامات باطلة ضد الصوفية Empty
مُساهمةموضوع: رد: اتهامات باطلة ضد الصوفية   اتهامات باطلة ضد الصوفية Emptyالجمعة فبراير 04, 2011 2:41 pm

جزاك الله كل خير اختاه
فالتصوف: هو " التقوى " هو التزكية قولاً ، وعملاً وحالاً : حقيقة ، ومثالاً ، وسيلة ، وغاية ، فعلاً وأثراً ، فما لم يكن كذلك ، فليس من التصوف ، ووزره على صاحبه وحده ، وكما لا يتحمل المسئلون أوزار المنحرفين من أهل القبلة ، فليس من الدين ولا من الخلق أن يتحمل الصوفية الشرعيون أوضار من سبوقهم بالانتساب إلى التصوف ؛ فإنه لا تزر وازرة أخرى
ثم إنه لم يعد بيننا اليوم من يفهم رموزهم أو يقول بأقوالهم ، أو يعتقد عقيدتهم – إن صح كل ما قيل عنهم – ولا تنس كيف دسوا على الشعرانى فى حياته ، كما سجله فى كتبه ، فكيف بعد مماته !
التصوف – يا ولدى – هو ربانية الإسلام ، هو : الصفاء ، هو بركة السماء ، هو الحب : حب الله ، من حبه ينبثق حب أحبابه ، وحب ما من أجله خلق الإنسان .

جزاك الله كل خير على الموضوع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زائر
زائر




اتهامات باطلة ضد الصوفية Empty
مُساهمةموضوع: رد: اتهامات باطلة ضد الصوفية   اتهامات باطلة ضد الصوفية Emptyالجمعة فبراير 04, 2011 3:18 pm

اكيد اخي خليل لاتزر وازرة وزر اخرى

نورت منتدانا الطيب اخي الفاضل خليل

كما اشكرك لمداخلتك الطيبة و المفيدة جدا

اهلا بيك في بيتك الثاني
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
اتهامات باطلة ضد الصوفية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» للمتطاولين على الصوفية
» هؤلاء هم الصوفية :
» الطرق الصوفية
» طبقات الصوفية
» من حوارات الصوفية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الملتقى الصوفى للنور المحمدى :: ๑۩۩۩۩ الملتقى الاسلامى العام ۩۩۩۩๑ :: ๑۩ الملتقى العام ۩๑-
انتقل الى: