ثم تتزايد سرعة الراقصين
فى الدوران بطريقة مذهلة ..
و تتخللها من رئيس المنشدين كلمة
حي ..
و تختتم وصلة الدوران
بتكرار كلمة
الله ..الله ..الله
عدة مرات
قبل أن تنتهى وصلة الدوران .
و يصل الدراويش الى حالة من الذهول ..
و الصفاء الروحى .و تطهير الروح .
فى استغراق كامل لمشاعر وجد سامية..
و تطهر يرقى بالنفوس بعيدا عن العالم المادى ..
سالكين الطريق للوجود الإلهى .
و لا تفرق المولوية بين الأديان
إذ يحضرحلقات السمع خانة من يرغب
و يلقون ترحيبا كبيرا من الدراويش
هكذا يدعو الرومى
الإنسان إلى الله تعالى
دون اعتبار للحواجز ..
و آية حدود ..أو عوائق !
جعل العشق جسد الأرض
يعلو فوق الكواكب الدريه
فرقص الجبل وخف جسده
حل العشق في الجبل ايها الانسان فسكر
وخر موسى صعقا
آه لو كانت شفتاي بقرب حبيبي
كما هي على ناي الشجن
اقول ما ابغي به
ويقول لي
من أضاع صوته لم يُسمع له
ولو امتلك الاف الالسنه
من تذبل ازهار حدائقه و رياحينها
لا تعود إليه البلابل أبدا لتروي اشجانها
هوالكل وأنا العاشق حجابه
ميت أنا
كيف ارى مِن امامي و مِن خلفي
إن لم يصاحبني نوره
لا حيلة لي في ظهور العشق
و كيف
تمنع الصورة من الظهور في مرآة الروح؟
أظلمت مرآتي لأن صدأالحياة علاها
فهل تعود الى اللمعان؟؟
لقد صارت أيامنا ..فى الهموم
و الآلام ..متشابهات
فإذا ما انقضت ..فلتذهب
و تنقضي..
لاخوف من رحيلها و لا ضير
و لتبق أنت ..
يا من ليس له فى
الطهر و النقاء
نظير .
كانت هذه إطلالة عاجلة
على جانب من موضوع
حركة التصوف الإسلامى
ما بين رفضها و اضطهادها
عبر التاريخ الى حد
التعذيب و القتل
و بين مؤديها و مريديها
كمنهاج للتطهر ..
خاصة فرقة الدراويش المولوية
التى يتطلب إعداد أفرادها لرحلة
الروح الوصول إلى آخر مدى
فى السمو و الوجد و الإرتقاء
و أعواما ..
من الإلتزام بقوانين الطريقة
الطاعة
و الجهاد الداخلى المتواصل
تلاوة القرآن بلا إنقطاع
الصلاة و الدعاء
الإقلاع عن الذنوب
و التوبة النصوح
الوثوق بقدرة الله سبحانه و تعالى
السماع
و هو أشهر أشكال التعبير
عن الصوفية متجسدا فى الصعود
لسماوات الروح ..
دورانا و إستغراقا فى نشوة
الشوق ..و الوجد ..
توقا للحب المطلق
و القرب من الذات الإلهية .
أين هذا الرقى البالغ
مما يلصقونه بالصوفية الحقة
فيتهمونها بانها بدعة ..و ضلالة
مع أن
كل ما شاب الحركات الصوفية
هو من صنع بعض العوام
و الجهال منهم
الصوفية براء
مما يدور فى حلقات الذكر الشعبية ..
و الموالد و ما أشبه
من رقص مختلط
و عشوائية فى التعبير
و إدعاء شفاء المرضى..
و حتى علاج العقم
بالأحجبة
و الأعشاب المجهولة
فأين هذا الصخب ..
و التصفيق ..و الضجيج
و إدعاء التواجد
و النشوة الكاذبة المصطنعة
و هذه الإحتفالات الفظة ..
أين هذاالأسلوب الممجوج
من التصوف الصحيح
النابع من سويداء القلب ..
و القائم على
القرآن و على السنة !
توفى جلال الدين الرومى
عام 672 للهجرة
و دفن فى قونية ..
فى ضريحه المعروف
فى تلك التكية البديعة التى أنشأها فى الأصل
لتكون بيتا للصوفيين
و تعد من بين أجمل العمائر الإسلامية
بنقوشها و زخارفها ..و ثرياتها الثمينة ..
و معلوم أنه قد أضيفت للضريح ..
على أربع أعمدة ..
قبته الخضراء المميزة
ولوحة زيتية لمولانا على ضريحه
و على الضريح أيضا بيت من الشعر
يخاطب به جلال الدين الرومى
زواره الذين لا يحصوا و لا يعدوا
و لا ينقطعون
عن المرور لتحية حضرة مولانا ...
أرجو أن أكون قد وفقت
فى عرض
هذا الموضوع الهام ..
بما يحقق الفائدة .
انتهى وارجوا ان تكونوا استمتعتم معنا لمجرد المعرفة والمعلومة
والى لقاء قريب مع الصوفية رحلة وجد وشوق
المحبة للمصطفى
..........