الملتقى الصوفى للنور المحمدى
عزيزى الزائر عزيزتى الزائرة يرجى التكرم بتسجيل الدخول اذا كنت عضومعنا
او التسجيل معنا ان لم تكن عضو وترغب فى الانضمام الى اسرة المنتدى

سنتشرف بتسجيلك

شكرا لك
ادارة المنتدى
الملتقى الصوفى للنور المحمدى
عزيزى الزائر عزيزتى الزائرة يرجى التكرم بتسجيل الدخول اذا كنت عضومعنا
او التسجيل معنا ان لم تكن عضو وترغب فى الانضمام الى اسرة المنتدى

سنتشرف بتسجيلك

شكرا لك
ادارة المنتدى
الملتقى الصوفى للنور المحمدى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الملتقى الصوفى للنور المحمدى

الملتقي الصوفي للنور المحمدي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 وصف الداء والدواء ـ من نفحات جمع إنسان محمد ـ الأسرة الدندراوية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
زائر
زائر




وصف الداء والدواء  ـ من نفحات جمع إنسان محمد ـ الأسرة الدندراوية  Empty
مُساهمةموضوع: وصف الداء والدواء ـ من نفحات جمع إنسان محمد ـ الأسرة الدندراوية    وصف الداء والدواء  ـ من نفحات جمع إنسان محمد ـ الأسرة الدندراوية  Emptyالخميس يوليو 12, 2012 1:49 pm

بقصدِ الإِصلاحِ
الإِنسانيِّ ولا مقصدَ غيْرُهُ جالَ الدندراويُّ الأوَّلُ سيِّدي محمدٌ السلطانُ
في مِصرِهِ بينَ أكثرِ عشائرِهِ وجيرانهِ.. و في الأَمصارِ بينَ إِخوةِ إِيمانهِ
في عددٍ منْ أَقطارِ إِسلامهِ.فتأَكدَ أنهُ لنْ يجدَ عندَ أيِّ تجمُّعٍ منَ
التجمعاتِ المُتَخَصِّصَةِ المخلَصةِ منْ تماثلتْ رُؤيتُهُ عندَهُ.. أَكانتْ على
خِطةٍ فيتابعُها أو خطىً فيَتْبعُها.


وعلى نحوِ طبيعةِ الأَشياءِ.. فإنَّ إِصلاحَ فسادٍ ما لا
بُدَّ منْ أنْ يبدأَ بمعرفةِ الشيءِ قبلَ فسادِهِ.. وفي هذا الاتجاهِ.. نظرَ عليهِ
مِنَ اللهِ الرِّضوانُ بعينِ رُؤيتهِ لِتحديدِ البلاءِ توصيفاً للدَّاءِ.


وعقبَ تصْوُّرٍ وتبَصرٍ... وتفَكرٍ وتدَبرٍ.. هدَى اللهُ
جَلَّ علاهُ السلطانَ الدندراويَّ الأوَّلَ إلى التعرُّفِ على الدَّاءِ.. فأَصْلُ
بلاءِ ما قدْ وَصَلْنا إليهِ.. هوَ ترْكُنا لِما كُنَّا عليهِ.أما ما كنا عليهِ..
فبِتصوُّرٍ سليمٍ رَأَى عليهِ مِنَ اللهِ الرِّضوانُبعينِ البَصيرةِ لا الإِبصارِ..
أنهُ منذُ إِشراقةِ بعثةِ آخِرِالمرسلينَ عليهِ الصلاةُ والسلامُ وحتى يومِ بدأَ فيهِ


مَطلعُ قرونِ الظُّلمِ والإظلاَمِ.. كانَ كلُّ
منْ رامَ الإِسلامَ ديناً لعقيدتهِ يعلمُ أنَّ لِسيِّد البشرِ محمدٍ رسولِ اللهِ
عليهِ صلواتُاللهِ دورينِ في
حَياةِ إِنسانِ أُمَّتهِ:


$الدَّورُ الأوَّلُ.. هوَ عليهِ
الصلاةُ والسلامُ.. الرَّسولُ الخَاتِمُ الذي أَقامَ اللهُ جلَّ علاهُ بهِ
الإِسلامَ.


$الدَّورُ الثَّاني.. هوَ عليهِ
الصلاةُ والسلامُ.. الزَّعِيمُ الجامعُ الذي جمَعَ اللهُ جلَّ علاهُ بهِ
المسلمينَ.


فبدورِهِ الأوَّلِ: كانَ كلُّ واحدٍ منَ المتقينَ على
اعتقادٍ متينٍ وإِعقالٍ مكينٍ منْ أنَّ اللهَ ربَّ العالمينَ قدِ اصْطفى سيدَ
البشرِ محمداً خاتَمَ النَّبيينَ على جميعِ إِخوانهِ المُرسلينَ - صَلواتُ اللهِ
عليهمُ أجمعينَ.. ليَكونَ صاحبَ الرِّسالةِ الخاتِمةِ.. فجعلهُ سبحانهُ مَدْخَلاً
للتوحيدِ لكلِّ منْ أَرَادَ أَنْ يكونَ منَ الموحِّدينَ.


فمَنْ أَرادَ الدُّخولَ في دِينِ الإِسلامِ..
فشهِدَ أنْ لا إلهَ إلاَّ اللهُ ولمْ يَشهدْ أنَّ“سيِّدَنا“محمَّداً رسُولُ
اللهِ.. عليهِ صلواتُ اللهِ فما دَخلَ في عَدادِ المسلمينَ.


وإِعلاءً للرِّسالةِ المحمديةِ الخاتِمةِ..
التزمَ كلُّ واحدٍ منَ الموحِّدينَ بالتزاميْنِ متزامنيْنِ.. وآخرينِ متتابعيْنِ.


أما المتزامنانِ:


$فأوَّلُهُما:
التزامُ المسلمِ في أُمورِ عباداتهِ الثابتةِ بنصوصِ أحكامِ أداءِ مسلكِ السنةِ
المحمديةِ القويمِ..


ذلكمُ المسلكُ الذي علَّمهُ سيدُ البَشرِ محمدٌ
رسولُ اللهِ عليهِ صلواتُ اللهِ للسابقينَ منَ المهاجرينَ والأَنصارِ المكرَّمينَ
رضيَّ اللهُ عنهمْ أَجمعينَ.. ليؤدِّيَ بهِ المسلمُ عبادتهُ لإِلهِ الناسِ طبقا
لأَحْكامها الشرعِيةِ.. فتتطابقَ عباداتُ ذَوِي الطبائعِ المتَباينةِ منْ أهلِ
التوحيدِ في جميعِ البلدانِ.. فيَحفظوا وَحدَةَ نصوصِ أَحكامِ أَداءِ العبادةِ على
امتدَادِ المكانِ.


$وثانِيهُما: التزامهُ في شؤونِ
معاملاتهِ المتغيِّرةِ بنصوصِ أَحكامِ أَداءِ سلوكِ الخُلُقِ المحمديِّ العظيمِ..
ذلكمُ السلوكُ.. الذي ربى عليهِ سيِّدُ البشرِ محمدٌ رسولُ اللهِ عليهِ صلواتُ
اللهِ الصَّحابةَ المقرَّبينَ - رِضوانُ اللهِ عليهِمْ أجمعينَ.. ليؤدِّيَ بهِ
المسلمُ مُعاملاتهِ معَ الناسِ وِفقا لأحكامِها الشرعيةِ.. فتتوافقَ مَعاملاتُ
أَربابِ المصالحِ المتفاوِتةِ على تعاقُبِ الأَجيالِ.. فيحفظوا وَحدَةَ نصوصِ
أَحكامِ أَداءِ المعاملةِ على مدى الزَّمانِ.


وأما المتتابعانِ:


$فأوَّلُهُما: التزامُ المسلمِ
بتماسُكِهِ معَ إخوانهِ مِنْ أهلِ مَكانهِبنصوصِ أَحكامِ أَداءِ مَنهجِ التمَاسكِ المحمديِّ
الحليمِ..لأنَّ المنهجَ
الحليمَ هوَ صانعُ مجتمعِ البُنيانِ المرصوصِ..إذْ بهذَا المنهجِ يتعاونُ المسلمُ معَ أخيهِ المسلمِ
منْ جيرانهِفي جميعِ بلدانهِ
بالتضامنِ عندَ الفزعِ والتكافلِ وقتَ العسرةِ.. فيبني الجَميعُ على تتابعِ
العُصورِ بُنيانَ مجتمعاتِ المِسلمينَ في كلِّ الأَمصارِ.


$وثانِيهُما:
التزامهُ بالتلاحمِ معَ إخوانهِ عبْرَ أَوْطانهِ بنصوصِ أَحْكامِ أَداءِ مِنهاجِ
التلاحمِ المحمديِّ الرحيمِ.. لأنَّ المنهاجَ الرحيمَ هوَ صانعُ نسيجِ الجسدِ
الواحدِ.. إذْ بهذا المنْهاجِ تَتوادَدُ وتتَراحَمُ وتَتعاطفُ مجتمعاتُ
المسْلمينَ.. فينْسجونَ نسيجَ أُمةِ الإسلامِ في كافةِ الأَقطارِ.


بالتزامِ المسلِمِ بنصوصِ أَحكامِ الشَّريعةِ
الغرَّاءِ.. انكشفتْ عنْ وِجدانهِ ظلماتُ الجاهليةِ.. فلا تَباغضَ ولا تحاسدَ ولا
تدابرَ ولا تقاطعَ.. فأَقامَ كلُّ مُسلمٍ في الوِجْدانِ قِيَمَ الإِسلامِ.


بقيامِ قِيمِ الإِسلامِ في الوِجدَانِ.. زالتْ
عنْ وُجودِ الجميعِ ظَالماتُ الانْعزاليةِ.. فلا خِلافَ بأَفكَارٍ طائفِيةٍ... ولا
مُخالفةَ بفَوارقَ طَبقِيَّةٍ... ولا تخَالُفَ بعصبِياتٍ قَوْميةٍ... ولا اخْتلافَ
بحدُودٍ إقْليمِيةٍ.. فأَقاموا في الوُجودِ قِيمةَ المسلمينَ.


بانكشافِ ظلُماتِ الجاهليةِ عنِ الوِجدَانِ..
وبِزَوَالِ ظالماتِ الانْعزاليةِ عنِ الوُجودِ.. أَظهرَ عامةُ المسلمينَ بالتزامهمُ
بأمورِ الدِّينِ:


أنَّ الإِسلامَ مَسلَكٌ وَسُلُوكٌ... ومَنهجٌ ومِنهاجٌ


وبدورِهِ الثاني: كانَ جميعُ المتقينَ
يعلمونَ علمَ اليقينِ.. أنَّ اللهَ رَبَّ العالمينَ قدِ اجتَبى سيِّدَ البشرِ
محمَّداً آخِرَ المرسلينَ على سائرِ إِخوانهِ النبيينَ - صَلواتُ اللهِ عليهم
أَجمعينَ.. ليكونَ صاحبَ الزَّعامةِ الجامعةِ.. فجعلهُ سبحانهُ سيِّدَ الموحِّدينَ
وزعيمَ المسلمينَ.


ذلكَ.. أنهُ لمَّا كانتِ الرِّسالةُ المُحَمَّديةُ
الخَاتِمةُ هدايةً.. والهدايةُ طاعةً.. والطاعةُ سيَادَةً.. والسيادةُ اتباعاً
يُجْمِعُ عليهِ كلُّ أهلِ التوحيدِ.. فلاَ رَيبَ في أنَّهُ عليهِ الصلاةُ والسلامُ
هوَ سَيِّدُ المُوحِّدينَ.


لذلكَ.. لما كانتِ السِّيادةُ المحمَّديَّةُ الشَّاملةُ
اتباعاً.. والاتباعُ ضَمانةً.. والضمانةُ زَعامةً.. والزَّعامةُ بيعةً تَجْمَعُ
كافةَ أهلِ الإِسلامِ.. فلا ريبَ في أنَّهُ عليهِ الصلاةُ والسلامُ هوَ زَعيمُ
المسلمينَ.


وإعْمالاً للدورِ الثَّانِي لِسيِّدِ البَشرِ محمَّدٍ
رَسُولِ اللهِ عليهِصَلواتُ اللهِ..
جَعلَ اللهُ الجَليلُ الأَكرمُ الارتباطَ بشخصهِصَلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ مُتساوياً في العقيدةِ معَالتسلِيمِ بِرسالتهِ.. فَبالتسلِيمِ
بِرسالتِهِ الخاتِمةِ أَقامَعليهِ صلواتُ اللهِ في الوِجْدَانِ قِيَمَ الإِسلامِوأَقامَ في الوُجودِ قيمةَ
المسلمينَ.. وَبالارتباطِ بشخصهِصلواتُ اللهِ عليهِ.. يَمتلكُ بسيادتهِ المحمَّديةِ الشاملةِ الوِجْدانَ..


فتَرسخُ في الوِجدَانِ قيمُ الإِسلامِ..
ويُهَيْمِنُ بزعامتهِ المحمديةِ الجامعةِ على الوُجودِ.. فتشْمُخُ في الوُجودِ
قيمةُ المسلمينَ.


وتحقيقا للرُّسوخِ والشمُوخِ.. ارتبطَ كلُّ
وَاحدٍ منْ أَهلِ التوحيدِ بشخصِ سيِّدِ الموحدينَ وَزَعيمِ المسلمينَ صلى اللهُ
وسلمَ عليهِ وعلى آلهِ المُطَهرِينَ بارتباطينِ متلازمينِ:


$ الارتباطُ
الأوَّلُ: ارتباطُ الإِيمانِ بذاتهِ النبويةِ المتفرِّدةِ.. استمساكاً بسيادتهِ
المحمديةِ الشاملةِ عليهِ صَلواتُ اللهِ.. وآيةُ هذَا الارتباطِ أنْ يَتحققَ
المسلمُ بمُكَوِّناتهِ الذَّاتيةِ الأربعِ بتلكمُ الفاعلياتِ الرَّاسخاتِ.. التي
أَرسَى على تكاملِ رَكائزِها صَلواتُ اللهِ عليهِ رُسوخَ قيمِ الإِسلامِ في
الوِجدانِ:


êالفاعليةُ الأُولى:
حِفظُ الأَبدانِ بنظافةِ إِنسانهِ... وبِطهارةِ صلاتهِ.. فتنْشطُ بالعافِيةِ.


êالفاعليةُ الثانيةُ:
تنقيةُ الأرواحِ بكثيرِ أَذْكارِهِ... وبعديدِ صَلوَاتهِ.. فتنقى بالشفافيةِ.


êالفاعليةُ الثالثةُ:
تهذِيبُ الأنفُسِ بجمالِ حَرَكَاتهِ... وبكَمالِ سكَناتهِ.. فتزْكُو
بالطَّمأْنينةِ.


êالفاعليةُ
الرَّابعةُ: تعليمُ العقولِ بعلمِ قرآنهِ... وبتعاليمِ أَقوالهِ.. فَتضيءُ
بالسكينةِ.


وبإِتقانِ كلِّ وَاحدٍ مِنْ أَهلِ التوحيدِ لهذِهِ
الفاعلياتِ الرَّاسخةِ.. تنطبعُ على مكوِّناتهِ الذَّاتيةِ صورةُ صفاتِ
الكَيْنونةِ البشريةِ لِسيِّدِ الموحدينَ صَلواتُ اللهِ عليهِ.. فيتأصلُ في
الوِجدانِ رُسوخُ قيمِ الإِسلامِ.


$الارتباطُ الثاني..
ارتباطُ الانتماءِ لذاتهِ النبويةِ المتفرِّدةِ.. اعتصاماً بزعامتهِ المحمديةِ
الجامعةِ عليهِ صلواتُ اللهِ.. وآيةُ هذا الارتباطِ.. أَنْ يحققَ المسلمُ
بمرئياتهِ الشخْصيةِ الأَربعِ تلكمُ التفاعلاتِ الشامخاتِ.. التي أَنشأَ على
تكاملِ زَوَاياها صَلواتُ اللهِ عليهِ.. شمُوخَ قِيمةِ المسلمينَ في الوُجودِ:


êالتفاعلُ الأوَّلُ:
أنْ يتفهَّمَ عقلُهُ فوائدَ تنوُّعِ الطائفياتِ.. ليكونَ المشاركَ في كلِّ
تجمُّعاتها.


êالتفاعلُ الثَّاني:
أنْ تَستشعرَ نفسُهُ عدالةَ تنوُّعِ الطبقياتِ.. ليكونَ المُتماسكَ داخلَ كَافةِ
مجتمَعاتها.


êالتَّفاعلُ
الثَّالثُ: أنْ يأْلفَ رُوحُهُ خاصيةَ تعدُّدِ القومياتِ.. ليكونَ المُتَلاحمَ معَ
عامةِ مجامِيعها.


êالتفاعلُ الرَّابعُ:
أنْ يَحْتَمِلَ بدنُهُ خُصُوصِيةَ تعدُّدِ الإِقليمِياتِ.. ليكونَ المُتنقلَ بينَ
عمومِ اتجاهاتها.


يُتبع ....
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زائر
زائر




وصف الداء والدواء  ـ من نفحات جمع إنسان محمد ـ الأسرة الدندراوية  Empty
مُساهمةموضوع: رد: وصف الداء والدواء ـ من نفحات جمع إنسان محمد ـ الأسرة الدندراوية    وصف الداء والدواء  ـ من نفحات جمع إنسان محمد ـ الأسرة الدندراوية  Emptyالخميس يوليو 12, 2012 1:51 pm

وبإتقانِ كلِّ واحدٍ منَ أهلِ الإِسلامِ لهذِهِ
التفاعلاتِ الشامخةِ.. تصْطبغُ مرئياتُهُ الشخصيةُ بصورةِ صِفاتِ الكَوْنِيةِالبشريةِ لزعيمِ المسلمينَ
صَلواتُ اللهِ عليهِ.. فيَتأَصَّلُ في الوُجودِ شموخُ قِيمةِ المسلمينَ.بهذَا الارتباطِ الإِيمانيِّ
الانتمائيِّ.. صارَ كلُّ منِ اتبعَ السِّيادةَ المحمَّديةَ الشاملةَ وبايعَ
الزَّعامةَ المحمديةَ الجامعةَ محمديَّ التكوينِ.. فَبِتكوِينهِ المحمديِّ.. بنى
الإِنْسانُ ذاتَهُ... وألَّفَ عائلتهُ... وأَقامَ مجتَمعَهُ... وأَنشأَ أُمتَهُ..
فالجميعُ في كِيانٍ إِنسانيٍّ لا يَتَجزَّأُ.. مهما تَنوَّعَتِ الطائفياتُ أو
الطبقياتُ... ومَهما تعدَّدتِ القومِياتُ أو الإِقليمياتُ.


ففي تنوُّعِ الطائفياتِ: فعندَ تضاربِ الأقوالِ أو
تناقضِ الأفعالِ.. ففي علمِ القرآنِ المعصومِ والتعاليمِ النبويةِ العَصماءِ
البَيانُ الفصْلُ والتِبيانُ المفصَّلُ.


وفي تنوُّعِ الطَّبقياتِ: فالمالُ شراكةٌ بينَ
غنيٍ وفقيرٍ.. والقوَةُ مِنعةٌ لقويٍ وضعيفٍ.. والعلمُ مَنفعةٌ لعالمٍ وأُميٍ..والنفوذُ بساطٌ يتسعُ لراعٍ
ورَعِيةٍ.


وفي تعدُّدِ القومياتِ: الأبيضُ أخو الأسوَدِ..
والإثنانِ أخوَا الأحمرِ.. والثلاثةُ إخوةُ الأصفرِ.


وفي تعدُّدِ الإِقليمِياتِ: فساكنُ الجِبالِ
يأْلمُ لأَوْجاعِ ساكنِ الوِديانِ.. والإثنانِ يأْلَمانِ لأَوْجاعِ ساكنِ
السُّهولِ.. والثلاثةُ يأْلمونَ لأَوْجاعِ ساكنِ السواحِلِ.


ثمَّ جميعهمْ مَهما تَعارَضَتِ المصالحُ أو تفاقمَتِ
المشَاكلُ فعندَ تحاورِ الأَجْيالِ.. الكبيرُ موفورُ الكَرامةِ والصغيرُ مُتنعمٌ
بالرَّحابةِ.. الخيرُ عندَ الجمعِ خيرٌ لِلوَاحدِ.. والمصيبةُ عندَ الواحدِ مصيبةٌ
للجَميعِ.. كلٌّ في واحدٍ والواحدُ هوَ الكلُّ.. كيف لا.. والرَّسُولُ المصطفى
والزَّعيمُ المجتبى عليهِ صلواتُ اللهِ.. قدْ مَلكَ بِسيادتهِ المحمَّديةِ
الشاملةِ الوِجدانَ.. ليبقى رُسوخُ قيمِ الإِسْلامِ في الوِجْدانِ ما بَقيَ في
الوِجْدانِ إِسلامٌ.. وهَيْمَنَ صلواتُ اللهِ عليهِ بزعامتهِ المحمَّديةِ الجامعةِ
على الوُجودِ.. ليبقَى شموخُ قِيمةِ المسلمينَ في الوُجودِ.. ما بقيَ في الوُجودِ
مُسلِمونَ.


وطوالُ ذلكمُ الزمانِ.. ما غفَلَ مُسلمٌ لحظةً عنِ
ارتِباطهِ الإيمانيِّ الانْتِمائيِّ فدامَ عندَهُ تكوينُهُ المحمديُّ.. فكانَ
قادراً على أنْ يحميَ وجدانَهُ منْ فِتَنِ آفاتِ التشققِ وقدِيراً على حمايةِ
وجودِ جُموعهِ منْ مِحَنِ ساحقاتِ الشقاقِ لذَا..فلا دَمارَ لِذاتهِ... ولا تمزُّقَ لعائلتهِ... ولا
تفتُّتَ لمجتمعهِ...ولا شتاتَ
لأُمَّتهِ.. ولِتحقيقِ دوامِ التكوينِ المحمَّديِّ..جَعلَ كلُّ واحدٍ من المسلمينَ
ممارستَهُ لفاعلياتِ مكوِّناتهِالذَّاتِيةِ ولِتفاعلاتِ مرئياتهِ الشَّخصيةِ مَسيرةً مُسلِمةًمُسالمةً محمَّديةَ المَسارِ..
يسيرُها بذاتهِ في إِطارِ جَمْعِأمةِ الإسلامِ.. فانصهرَ الجميعُ في قالبِ الصفِّ الوَاحدِ.. فانتظمتْجُموعهمْ بنظامِ الحركةِ
الوَاحدةِ.. فأَسَّسُوا جَمْعَ إِنسانِ محمدٍ - صلى اللهُ على سيِّدِنا محمدٍ..
ذَلكمُ الجَمعُ.. الذِي حفرَ برسوخِ قيمِ الإِسلامِ وبشمُوخِ قيمةِ المسلمينَ على
جَبينِ الأَجيالِ أنهُ جمعٌ:


اعتلَتْ بهِ السيادةُ المحمَّديةُ الشَّاملةُ فوقَ
القِممِ..


وارتفعتْ بهِ الزَّعامةُ المحمَّديَّةُ الجامعةُ
فوقَ الأُممِ.


ولما كانَ سيِّدُ البشرِ محمَّدٌ رسولُ اللهِ عليهِ
صلواتُ اللهِ هوَ صاحبُ السيادةِ الشاملةِ وصاحبُ الزَّعامةِ الجامعةِ.. فَمَا
مِنْ وَاحدٍ في جَمعِ إِنْسانِ محمَّدٍ - صلَّى اللهُ على سَيِّدِنا محمَّدٍ..
إلاَّ وعلمَ علمَ المسْتَيقِنينَ.. أنَّ اللهَ ربَّ العالمينَ قدِ اختصَّ سيِّدَ
الموحِّدينَ وزَعيمَ المسلمينَ بالوِلايةِ الكاملةِ.


ولأَنَّ لِكلِّ مَسعىً علاماتٍ تُرْشدُ القاصِدَ إلى المقصودِ..
فَبِتدبرٍ لِعلمِ القرآنِ المعصومِ وللتعاليمِ النبويةِ العصْماءِ.. استبانَ كلُّ
منْ رَامَ الفوزَ بالوِلايةِ المحمديةِ الكاملةِ..أنهُ لِلفوزِ بمُبْتغاهُ.. لا بدَّ منْ أَنْ يصلَ إلى
منْزِلةِ الإِيمَانِ..


ولِلوُصولِ إلى هذِهِ المنْزِلةِ.. فلا
بدَّ منْ أنْ يلتزمَ بتأْديةِ قوْلٍ وفعلٍ:


أما القولُ: فعليهِ أنْ يَنطقَ بِقولةِ
الإِيمانِ دونما نُقصانٍ..


فمنْ قالَ: لا إِلهَ إلاَّ اللهُ ولمْ يُتِِمَّها
بقوْلةِ:“محمدٌ رَسولُ


اللهِ“عليهِ صَلواتُ اللهِ.. فما قالَ بقالةِ
الإِيمانِ.


وأَما الفعلُ: فلا بدَّ مِنْ أنْ يُطَهِّرَ
جَوارِحَهُ كُلَّها مِنْ حُبِّ كلِّ مَنْ شغلَ القلبَ طلبُ هواهُ... وشاغلَ
الفؤادَ مَطلبُ رِضاهُ.. حتى يَكونَ سيِّدُ البَشرِ محمدٌ رَسولُ اللهِ عليه
صَلواتُ اللهِ.. هوَ الأَحَبُّ إليهِ منْ نفسهِ التي بينَ جنبيهِ... ومِنْ كلِّ
مَنْ صافحتْ رُؤياهُ عَينيهِ.. فَيكتِسبَ الوِلايةَ المحمَّديةَ الكاملةَ.


فَبِهذهِ الوِلايةِ الكَاملةِ.. يتولى صَلواتُ اللهِ
عليهِ كلَّ واحدٍ منْ مؤمنيهِ.. فَتنعكسُ على خواصِ ذَاتهِ رُباعِياتُ خاصِياتِ
المؤمنِ عِندَ سيِّدِ الموحدينَ وزَعيمِ المسلمينَ عليهِ صلواتُ اللهِ.. فيَرَاها
كلُّ منْ خالطهُ بجيْرَةٍ أو بقرْبةٍ... بمُعاملةٍ أو بصُحْبةٍ على أنها شوَاهدُ
الإِيمانِ الأَربعةِ أَلا وهيَ:


ê الذِكرُ.. أَولُها. êالبرُّ.. ثانِيها.êالصَبرُ.. ثالِثُها.êالشكْرُ.. رابعُها.


بتحلي المؤمنِ بشواهدِ إِيمانهِ.. يتحوَّلُ عندهُ
الالْتزامُ المتزامنُ والمتتابعُ منْ التزامٍ بأَحكامٍ إلى التزامٍ بإِحكامٍ.. إذْ
صارَ كلُّ واحدٍ مِنَ المؤمنينَ يسْتبينُ أُصولَ طريقةِ أَداءِ سيِّدِ الموحدِينَ
وزَعيمِ المسلمينَ لأَحكامِ شرِيعةِ الدِّينِ. فتأَسيَّاً بهِ صَلواتُ اللهِ
عليهِ.. صارَ عندَهُ تلاَصقُ أَداءِ أَحْكامِ مسلَكِ الإِسلامِ وسلوكهِ ومَنْهَجهِ
ومِنْهاجهِ كَمَثلِ بيتِ اللهِ الحرامِ المرفوعِ سقْفُهُ بأَربعةِ جدرانٍ
متسانداتٍ.. فَجعلَ منْ أَداءِ الأَحكامِ أَربعَ قواعدَ رَاسياتٍ يؤدِّيها
بالتزامٍ بإِحكامٍ لاكلَلَ فيهِ ولا ملَلَ:


$ القاعدةُ
الأُولى: أنْ يؤَدِّيَ كلَّ صغيرةٍ وكبيرةٍ منْ أُمورِ دينهِ الثابتةِ بأُصولِ
إِحكامِ أداءِ مسلكِ السنةِ المحمديةِ القويمِ.. حتى لا يُضِلَّ أو يُضَلَّ.


$القاعدةُ الثانِيةُ: أنْ
يؤَدِّيَ كلَّ شاردةٍ أو واردةٍ منْ شؤونِ دُنياهُ المتغيِّرةِ بأُصولِ إِحكامِ
أداءِ سلوكِ الخلقِ المحمديِّ العَظيمِ.. لِئلاَّ يظلمَ أو يظلَمَ.


$القاعدةُ الثالثةُ:
أنْ يؤَدِّيَ تماسُكَهُ معَ أيِّ مُسْلِمٍ مِنْ جيرانهِ كبيرًا كانَ أمْ صغيراً
بأُصولِ إِحكامِ أداءِ مَنهجِ التَّماسكِ المحمَّديِّ الحليمِ.. لكي لا يُذِلَّ أو
يُذَلَّ.


$القاعدةُ
الرَّابعةُ: أنْ يؤَدِّيَ تلاحمهُ معَ أيِّ قومٍ مِنْ إخوانهِ قريباً كانَ أمْ
غريباً بأصولِ إحكامِ أداءِ مِنهاجِ التلاحُمِ المحمَّديِّ الرحيمِ.. فلا يَقهرُ
أو يُقهرُ.


بموَاصلةِ الالتزامِ بأُصولِ إِحكامِ أَداءِ الشريعةِ
الغرَّاءِ.. أَظهرَ كافةُ المؤمنينَ بفوزهمْ بالوِلاَيةِ المحمَّديةِ الكاملةِ:


أنَّ الإيمانَ لا ضالَّ فيهِ ولا مُضلَّ.. ولا ظالمَ
فيهِ ولا مَظلُومَ.. ولا مُذِلَّ فيهِ ولا مَذلولَ.. ولا قاهِرَ فيهِ ولا مَقهورَ.


ولما كانَ سيِّدُ البشرِ محمَّدٌ رَسولُ اللهِ
عليهِ صلواتُ اللهِ.. هوَ صاحبُ الوِلايةِ الكَاملةِ.. فما مِنْ وَاحدٍ مِنْ
المؤمنينَ إلاَّ وعَلِمَ


منْ آياتِ القرآنِ المبينِ.. أنَّ اللهَ ربَّ
العالمينَ قدِ اختصَّ سيِّدَ الموحِّدينَ وزعيمَ المسلمينَ.. لِيكونَ صَلواتُ
اللهِ عليهِ هوَ صَاحبُ المعيةِ المانعةِ لكلِّ منْ فازَ بوِلاَيتهِ المحمَّديةِ
الكاملةِ.


ووصُولاً إلى المعيةِ المحمَّديةِ المانعةِ.. سعى كُلُّ
واحدٍ من المؤمنينَ بكلِّ كامنةٍ منْ كوَامنِ عقلهِ.. وبكلِّ نازعةٍ منْ نوَازعِ
نفسهِ.. وبكلِّ جامعةٍ منْ جوَامعِ رُوحهِ.. وبِكلِّ خليةٍ منْ خلايا بدنهِ..
لأَنْ يجعلَ منْ سيِّدِ البَشرِ محمدٍ رسولِ اللهِ عليهِ صلواتُ اللهِ الأَقربَ
إليهِ منْ وَالدَيهِ.. فبهذا القربِ.. يُضِيءُ السراجُ المنيرُ صلواتُ اللهِ عليهِ
بصرَهُ وبصيرتَهُ.. لِيمنعَ عنهُ أَيَّ سوءٍ... ويمنَعَهُ منْ أَيِّ سيئةٍ.. فَلا
تَذْهَبَ بمحاسنِهِ الإِساءاتُ... ولا تَذْهبَ بحَسَناتِهِ السيِّئاتُ.


وحتى تَضُمَّ معيةُ سيِّدِ الموحدينَ وزَعيمِ المسلمينَ
صلَّىاللهُ وسلمَ عليهِ
وعلى آلهِ الطيبينَ كافةَ أَهلِ وِلايةِالمؤمنينَ على تَتابعِ السنِينَ.. جَعلَ اللهُ الوَاحدُ
الأَحدُ معيَّتَهملهُ منذُ طلعةِ
حياتهِ النبوِيةِ - عندَ مولدِ رِسالتهِ عليهِ صَلواتُ اللهِ - بمعِيةِ مشاهدَةِ
بصرٍ.


وجَعلَ سُبحانهُ معيتهم لهُ مذْ مَطلعِ حَياتهِ
النورانيةِ - عندَ موتِ بشرِيتهُ صَلواتُ اللهِ عليهِ - بمعِيةِ شهودِ بصيرَةٍ.


وليَستبينَ كلُّ واحدٍ مِنْ أَهلِ الإِيمانِ -
على تتابعِ عُصُورِ الزَّمانِ – معيَّتَهُ المحمَّديةَ المانعةَ.. جَعلَ اللهُ
جلَّ جلالُهُ هذِهِ المعيةَ على رَسمِ طريقٍ نُورانيٍّ.. حدَّدَ سُبحانَهُ خطَّ
بدايتهِ بيومِ ظهورِ الرِّسالةِ المحمَّديةِ.. وحدَّدَ جَلَّ عُلاهُ خطَّ نِهايتهِ
بيومِ قبولِ الشفاعةِ المحمَّديةِ.. لِيسيروا على طريقِ المعيةِ المحمَّديةِ المانعةِ
تحتَ ظلِّ رايَةِ الزَّعامةِ المحمَّديةِ الجامعةِ.. فيزكِّيهمْ صلى اللهُ عليهِ
وسلمَ بأَمرِ ربهِ الجليلِ الأَكرمِ:


فبِمشيئتهِ تعالى.. يزكِّيهِمْ عليهِ الصلاةُ والسلامُ
في الدُّنيا بهدايتهِ.. فيفوزُونَ بتَمامِ نَعماءِ الدُّنيا.وبمشيئتهِ تعالى..
يزكِّيهِمْ عليهِ الصلاةُ والسلامُ في الآخرةِ بشفاعتهِ.. فيفوزُونَ بواسعِ نعيمِ
الآخرةِ.بهذِهِ التزْكيةِ النبويةِ.. يكونُ كلُّ منْ سارَ على طريقِالمعيةِ المحمَّديةِ المانعةِ
تحتَ ظلِّ رايةِ الزَّعامةِ


المحمَّديةِ الجامعةِ.. منَ الذينَ جمعوا على
تعاقبِ أجيالهمْ بينَالسِّيادةِ
المحمَّديةِ الشاملةِ... والزَّعامةِ المحمَّديةِ الجامعةِ والوِلايةِ المحمديةِ
الكَاملةِ... والمعيةِ المحمديةِ المانعةِ.. فجعلهمُ اللهُ جلَّ علاهُ لمصطفاهُ
ومجتباهُ عليهِ صلواتُ اللهِ في الدُّنيا منْ أهلِ معِيتهِ وفي الآخرةِ منْ أهلِ
صحبتهِ.. فجاءَ وصفُهمْ في قرآنِ ربِهمْ:


{ مُحمَّدٌ رَسُولُ اللهِ * وَالَّذِينَ مَعَهُ
أَشدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ترَاهمْ رُكَّعاً سجدَاً
يَبْتغونَ فضْلاً مِنَ اللهِ وَرِضوَاناً سيمَاهُمْ فيِ وُجوههمْ مِنْ أَثرِ
السُّجودِ ذَلكَ مَثَلهمْ فيِ التوْرَاةِ * وَمَثلُهمْ فيِ الإنْجِيلِ كزَرْعٍ
أَخْرَجَ شطْأَهُ فآزَرَهُ فاستَغلَظَ فاسْتوَى عَلَى سُوُقِهِ يُعْجِبُ
الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بهِمُ الكُفَّارَ * وَعدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا
وَعَمِلُوا الصَالِحاتِ مِنْهُمْ مَغفِرَةً وَأَجرَاً عَظِيمَاً.}
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زائر
زائر




وصف الداء والدواء  ـ من نفحات جمع إنسان محمد ـ الأسرة الدندراوية  Empty
مُساهمةموضوع: رد: وصف الداء والدواء ـ من نفحات جمع إنسان محمد ـ الأسرة الدندراوية    وصف الداء والدواء  ـ من نفحات جمع إنسان محمد ـ الأسرة الدندراوية  Emptyالخميس يوليو 12, 2012 1:53 pm

هذا ما كُنا عليهِ.. أما ما قدْ وصلنا إليهِ:


فبتبصرٍ عميمٍ في ما أَصابَ مُسْلِماً اعتلى بقيمِ
الإسْلامِ فوقَ كلِّ القِمَمِ... وارتفعَ بقِيمةِ المسلمينَ فوقَ كافةِ الأُممِ..
رَأَى الدندراويُّ الأوَّلُ سيِّدي محمدٌ السلطانُ بعينِ البَصرِ والبَصيرةِ ذاكَ
النهارَ الذِي غابتْ فيهِ شمسُهُ ساعةَ ضُحاهُ.. إذْ ظهرتْ بينَ ظهرانيِّ مجتمعاتِ
المسْلمينَ مَظنةٌ مُظلِمةٌ ظالِمةٌ.. بدأَتْ بظهورِها عندَ أُمةِ الإسلامِ قرونُ
الظلمِ والإِظلامِ.. تلكَ المَظنةُ التي هَدفَ بها أَعداءُ الوَحْدانيَّةِ القضاءَ
على أهلِ التَّوحيدِ.


ولِيَنالوا بُغيةَ غيهمْ زَعموا أنَّ الارتِباطَ بِشخصِ
سيِّدِ البَشرِ محمدٍ رسولِ اللهِ عليهِ صَلواتُ اللهِ.. إنما هوَ رِدَّةُ
الموحدينَ عنْ دِينِ التوحيدِ.. بزَعمِ أنهُ بموتهِ صَلواتُ اللهِ عليهِ قدِ انتهى
وُجودُهُ مِنْ وِجدانِ إِنْسانهِ وَوُجودِ أُمتهِ.


ولأنَّ غالِبيةَ أَهلِ التوحيدِ قدْ غفلُوا عَنْ مَكائدِ
أَعداءِالوحدانية.. وَقعَ
السَّوَادُ الأَعظمُ منهمُ صرعَى مَظنَّةِ الظُّلمِ والإِظْلامِ.. حيثُ غابَ
فرْدُهمْ بوِجدانهِ عَنِ السيادةِ المحمَّديةِ الشاملةِ وتغيبَ بوُجودِهِ عَنِ
الزَّعامةِ المحمَّديةِ الجامعةِ.. فابْتعدَ عنْ ارتباطهِ الإيمانيِّ
الانتمائيِّ.. فَفقدَ تكوينَهُ المحمديِّ.. فتناثرتْ مكوِّناتهُ الذَّاتيةُ
الرَّاسِخةُ بالفاعلياتِ على أَربعِ مُكَوِّناتٍ مُتهالِكاتٍ:


$ أوَّلُها: بدَنٌ تكالبَتْ حواسهُ على ما
يُفْسِدُ فيهِ العافيةَ.


$ثانِيها: رُوحٌ ضاعتْ
جوامعُهُ عنْ ما يوجبُ لهُ الشفافيةَ.


$ثالثُها: نفْسٌ
غرِقَتْ نوازِعُها في ما يحرِّمُ عليها الطَّمأْنينةَ.


$رابعُها: عقلٌ
تعلَّقَتْ كوامنُهُ في ما يحْجِبُ عنهُ السَّكينةَ.


لما تناثَرتْ مُكوِّناتُهُ الذَّاتيةُ المتهالِكاتُ..
تبعثرَتْ مرئياتهُ الشخصيةُ الشامخةُ بالتفاعلاتِ على أَربعِ زَوايا متَهاوِياتٍ:


$ أوَّلُها: التشدُّدُ لطائفتهِ مهاجماً كلَّ
الطائفياتِ.


$ثانيها: العزلةُ
بطبقتهِ مجافياً باقيَ الطبقياتِ.


$ثالثُها: التعصُّبُ
لقوميَّتهِ مُتعالياً على كافةِ القومِياتِ.


$رابعُها: الانزِواءُ
دَاخلَ بلدتهِ مُستغرباً سائرَ الإِقليمِياتِ.


عندما خَسِرَ فاقدُ تكوينِهِ المحمَّديِّ الرَّسوخَ من
وجدانِهِ والشُّموخَ من وجودِهِ.. تركَ المسْلكَ القويمَ وهَجرَ السلوكَ العظيمَ
ونبذَ المنهجَ الحليمَ واجْتَنبَ المنهاجَ الرحيمَ.. فأغرقتْ وجدانهُ ظلماتُ
الجاهليةِ بفتنِ أربعِ آفاتِ تشققٍ:


$ أولُها.. التباغضُ الذِي باعدَ بينَ الأبِ
وبنيهِ.


$ثانيها.. التحاسدُ
الذِي تفشى بينَ الأخِ وأخيهِ.


$ثالثُها.. التدابرُ
الذِي فصلَ بينَ المرءِ وذويهِ.


$رابعُها.. التقاطعُ
الذِي حالَ بينَ صلةِ الجارِ بمنْ يلِيهِ.


بإصابةِ مُسلمِ قرُونِ الظلمِ والإِظلامِ بفتنِ آفَاتِ
تَشقُّقِ ظلماتِ الجاهِليةِ غابتْ قيمُ الإِسلامِ منَ الوِجدانِ.. فزَالتْ قِيمُ
الإسلامِ مِنْ فوقِ كلِّ القِممِ.


بعدَما تمكنَتْ آفاتُ التشققِ منْ فاقدِ تكوينهِ
المحمديِّ بفِتنها العاصِفةِ.. صارَ يعيشُ أيامهُ على تعاقبِ أَجْيالهِ بينَ أهلهِ
وجيرانهِ حَبيسَ الخوْفِ مِنْ غيرِ اللهِ.. فَفرَّقتِ المخاوِفُ بينَ أَهلِ
المكانِ.. ويَتعايشُ مَعْ أُناسِ زَمانهِ أَسيرَ الطَّمَعِ في غَيرِ اللهِ..
فَفارقَتِ الأطَماعُ بَينَ أَصحابِ الزَّمانِ.


عقِبَ الفُرقةِ والفِراقِ.. تعارفَ أَكثرُ أَهلِ
التوحِيدِ على أنْ يكونَ قانونُ حياتِهمْ قائماً على أربعِ كلماتٍ وهيَ الخلافُ
والمخالفةُ والتخالفُ والاختلافُ.. فأغرَقتْ وجودَهمْ ظالماتُ الانعزاليةِ بمحنِ
أَربعِ ساحِقاتِ شقاقٍ.. تفرَّقتْ بجَمعِ الصفِّ الوَاحدِ والحركةِ الوَاحدةِ على
فئاتٍ متعاندةٍ أو متَباعدةٍ.. تَعكِسُ في عينِ رَائيها تأثرَ جميعِ الموحدينَ
بِكُلِّ ساحِقةٍ مِنْ رابعاتِ تلكَ الساحقاتِ:


$وأَوَّلُها:
التغايرُ بالأَفكارِ الطائفيةِ.


$ثانِيها: التنافرُ
بالفوارقِ الطبقيةِ.


$ثالِثُها: التفاخرُ
بالعصبياتِ القَوميةِ.


$رابِعُها: التناحرُ
بالحدودِ الإِقليميةِ.


بإصابةِ مجموعاتِ صرْعى مظنةِ الظلمِ
والإظلامِ بمحنِ ساحقاتِ شقاقِ ظالماتِ الانعزاليةِ.. تغيبتْ عن الوجودِ قيمةُ
المسلمينَ.. فتزلزَلتْ قيمةُ المسلمينَ عندَ كافةِ الأُممِ.بزوالِ القيمِ وبزلزلةِ
القيمةِ.. تدافعَ فاقدُو تكوينِهمُ المحمديِّ ليهيمَ كلُّ فردٍ فيهم على تعاقبِ
أَجْيالهمْ.. باحثاً عنْ بديلٍ لذلكمُ الارتباطِ الإِيمانيِّ الانتمائيِّ الذي
تركهُ.. لِيحصلَ على تَكوِينٍ غيرَ الذِي فقدَهُ.


وها نحنُ نرَى كيفَ صارَ أُولئكَ على نفرينِ:


أَحدُهما.. لا يهمهُ قيمُ إِسلامٍ ولا قيمةٌ لمسلمينَ..
فَجرَى وراءَ رَغباتِ نفسهِ وتطلُّعاتِ عقلهِ.. ليرتَبطَ بشخصِ كلِّ منْ شعرَ أنَّ
بيدِهِ تحقيقَ مُناهُ.


والآخرُ.. لا يَهُمُّهُ منْ قيمِ الإسلامِ إلاَّ
علمَ نصوصِ أَحْكامها.. ولا يعنيهِ منْ قِيمةِ المسلمينَ إلاَّ معرِفةَ سابقِ
أَيامها.. فانطلقَ خلفَ كلِّ منْ سمعَ بأنهُ العالمُ بنصوصِ الأَحكامِ والعليمُ
بسابقِ الأيامِ ليرتبطَ بشخصهِ.. فيكونَ المقيدَ بنظرَتهِ والقابعَ تحتَ مِظلتهِ..
الإِسلامُ عندهُ بخيرٍ ما دَامَ صاحبهُ بخيرٍ.. وجميعُ المسلمينَ لديهِ بخيرٍ ما
بقيَ صَحابتهُ بخيْر.


ولأنَّ التَّكوِينَ الإِنسانيَّ لنْ يَكتملَ إلاَّ
بالارتِباطِ بِشخصِ سيِّدِ الموحِّدينَ وزَعيمِ المسلمينَ دُونَ غيرِهِ صَلواتُ
اللهِ عليهِ.


فها نحنُ نرَى كلَّ منْ خابَ مسعاهُ لارتِباطهِ
بمنْ سواهُ عليهِ صَلواتُ اللهِ.. قدْ أمْكنَ أَعداءَ الوحدانيةِ منْ أَعناقِ
أَهلِ التوحيدِ.. فأَضحى كلُّ واحدٍ مِنَ الموحدينَ يتجرَّعُ مرارةَ دَمارِ
إِنسانهِ... وتمزُّقِ عائلتهِ... وتفتُّتِ مجتمعهِ... وتَشتُّتِ أُمَّتهِ..
لِتمضيَ الحَياةُ بكلِّ واحدٍ فيهمْ - جيلاً مِنْ بعدِ جيلٍ - وقدِ اعتصرَتْ
إنْسانَهُ أربعةُ مَشاعرَ مزْرِيةٍ:


$ أوَّلُها: وَهنُ الضَّعفِ على الرُّغمِ منْ تجاورِ
بلادِ الموحِّدينَ الأشدَّاءِ.


$ثانيها: ضيقُ
الوَحشةِ بالرُّغمِ منْ كَثْرةِ تَعدادِ المؤمنينَ الأشقاءِ.


$ثالثُها: يأْسُ
الفقرِ على الرُّغمِ منْ وَفرةِ ثروَاتِ المتقينَ الأغنياءِ.


$ورابِعُها: عجزُ
الفكرِ بالرُّغمِ منْ غزارةِ علومِ المسلمينَ العلماءِ.


وهاهوَ ذا فاقدُ تَكوينهِ المحمَّديِّ.. أَمْسَى فريسةَ
الضَّياعِ.. فباتَ الفردَ الذِي تَتَسابقُ عواصفُ الفتنِ إليهِ... وتَتزاحمُ
قواصفُ المِحنِ عليهِ.. ولمْ ينجُ مِنْ هذا... وذاكَ إلاَّ القليلُ.. ونجاةُ
القليلِ عندَ دَمارِ الكثيرِ لا تنفعُ.


وهكذَا.. فبمقارنةٍ بينَ أَمسٍ مَعهودٍ وحاضرٍ مشهودٍ..
توصَّلَ السلطانُ الدندراويُّ الأوَّلُ برؤيتهِ.. إلى أنَّ ما يلقاهُ مُسلمُ خيْرِ
الأُممِ منْ هوانٍ عندَ سفوحِ القِممِ ومن مَهانةٍ عندَ أَسافلِ الأممِ.. إنما هوَ
لتخلي فرْدِ مُعظمِ أَهلِ التوْحيدِ عنْ تَكوِينهِ المحمديِّ.


أما بدءُ الدَّاءِ.. فَكانَ يومَ أنْ غابَ غالِبيةُ
الموحدينَ عَنِ الارتباطِ بشخصِ منْ صلى الإلهُ عَليهِ وسلمَ:


الرَّسولُ الخَاتمُ للإسلامِ... والزَّعيمُ الجامِعُ
للمسلمينَ


فَبِتفَكرٍ فهيمٍ.. حدَّدَ السلطانُ الدندراويُّ
الأوَّلُ أصلَ بلاءنا بفقدِ فرْدِ أَكثرِنا لِتكوِينهِ المحمَّديِّ الناجمِ عَنْ
غِيابِ ارتباطهِ إيماناً وانتماءً بشخصِ سيدِ البشرِ محمدٍ رَسولِ اللهِ عليهِ
صَلواتُ اللهِ.. فرَأَى أنهُ لا دَواءَ لهذا الدَّاءِ إلاَّ بالعودةِ لارتباطِ
الإِيمانِ والانتماءِ.. فوَصَفَ الدَّواءَ بصَيْحةِ نداءٍ.


وفي النصفِ الثاني للقرنِ الثالثَ عشرَ منَ الهِجرةِ..
ومنْ أَرضِ قريتهِ دَندرةَ في جنوبِ صعيدِ مصرَ.. ومِنْ صَدْرٍ أَشعلَ فيهِ
الحُزْنُ نارَ الغيرةِ على ما يحدثُ للمسلمينَ.. أطلقَ صَيحةَ ندائهِ:


اللهُ أكبرُ نحنُ المحمَّديونَ وللهِ الحمدُ


بهذهِ الصَّيْحةِ طالبَ صاحبُ النداءِ كلَّ واحدٍ
مِنَ الموحدينَأَنْ يَكونَ
محمَّديَّ التَّكوِينِ.وحتى لا يظنَّ بعضُ
المتأثرينَ بمظنةِ الظلْمِ والإِظلامِ.. أَنَّ صَيحةَ النِّداءِ دَعوةٌ إلى
إِذْهابِ اسمِ الإِسلامِ عَنْ دِينِ التوحيدِ أو اسمِ المسلمينَ عنِ الموحدينَ..
بدأ عليهِ منَ اللهِ الرِضوانُ صَيحةَ ندائهِبـ اللهُ أكبرُ وأَنهاها بـ وللهِ الحَمدُ..
ليعلنَ لِلكافةِ:أنَّ الإِسلامَ
دِينُنا... والمسلمينَ تَسميتُنا... أما المحمديةُ فتَكوِينُنا.. فبالتكوِينِ
المحمديِّ سطَّرَ السابقونَ عَلْياءَ الإِسلامِ وحققوا عَلاءَ المسلمينَ.ولِيعلمَ كلُّ مَنْ عزَمَ على
أَنْ يَكونَ محمديَّ التَّكوِينِ أَنَّ ارتباطَهُ بِشخصِ خاتَمِ النبيينَ صلى
اللهُ وسلمَ عليهِ وعلى آلهِ المباركينَ إنما هوَ أَمرٌ مِنَ اللهِ ربِّ العالمينَ
لِكافةِ المسلمينَ.. ساقَ لهُ عليهِ مِنَ اللهِ الرِضوانُ الدليلَ البيِّنَ مِنَ
الكتابِ المبينِ.. ففي قولِ اللهِ تعالى في الآيةِ الثامِنةِ والعشرينَ منْ سورةِ
الحديدِ التبيانُ لِكلِّ مُستبينٍ:


{ يا أيها الذِينَ آمَنوا اتقوا اللهَ وآمِنوا برَسولهِ
يؤْتِكمْ كفْليْنِ مِنْ رَحمَتهِ وَيجعَلْ لَّكمْ نورَاً تمْشونَ بهِ وَيغفرْ
لَّكمْ واللهُ غفُورٌ رَحِيمٌ }.


بعدَ أنْ أَوْضَحَ القصْدَ وساقَ دَليلَ المقصودِ..
وانطلاقا منَ الإِصلاحِ الإِنسانيِّ لا غيرهِ.. بيَّنَ لِكلِّ مَنْ سَمِعَ
صَيْحتَهُ فأَجابَ النِّداءَ.. كَيفيةَ استعادتهِ لِتكوِينهِ المحمديِّ بالعودةِ
إلى ارتباطهِ الإِيمانيِّ الانتمائيِّ.فارتباطُهُ بشخصِ الرَّسولِ المصطفى ارتباطُ
إِيمانٍ بذاتهِالنبويةِ
المتفرِّدةِ عليهِ أَفضلُ صلاةٍ وأَتمُّ تسليمٍ.. يُلْزِمُهُ بأَنْيتقيَّدَ بِكلِّ مُكَوِّنةٍ منْ
مُكَوِّناتهِ الذَّاتيَّةِ بالفاعِلياتِ الرَّاسخاتِ..التي أَرسى على تكاملِ رَكائزِها
سيِّدُ الموَحدينَ عليهِ صَلواتُ اللهِ رُسوخَ قيمِ الإِسلامِ في الوِجدانِ:


$
فلِحفظِ بدنهِ.. يَتَمسَّكُ بسُنَّتهِ التي استَنها صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ على
تَيْسيرٍ يَتَوافقُ معَ قُدرةِ كلِّ إنسانٍ.


$
ولتنقيةِ روحهِ.. يتلو أَوْراداً علَّمها عليهِ الصلاةُ والسلامُ لأَصْحابهِ
ولأَجيالِ خيرِ عصورِ الزَّمانِ.


$
ولِتهذيبِ نفسِهِ.. يتأَسى بِسيرتِهِ النَّبويةِ التي عُنِيَ صلواتُ اللهِ عليهِ
أنْ يجعلَها على يُسْرٍ يوافقُ كلَّ عصرٍ في كافةِ البلدانِ.


$
ولِتعليمِ عقلِهِ.. عليهِ أنْ يُنَفِّذَ أَمرَهُ عليهِ صَلواتُ اللهِ.. بأَنْ
يطلبَ كلَّ عِلْمٍ علَّمَهُ اللهُ تَعالى لإنسانٍ وَلوْ في أَقصَى مَكانٍ.


بهذا التقيدِ يُعيدُ المسلمُ إلى مُكوِّناتهِ الذَّاتيةِ
الفاعلياتِ الرَّاسخاتِ.. فيعودُ إلى الوِجدانِ رُسوخُ قيمِ الإِسلامِ.


وارتباطهُ بشخصِ الزَّعيمِ المجتبى ارتباطُ انتماءٍ
لِذاتهِالنَّبويةِ
المتفرِّدةِ عليهِ أَكملُ صَلاةٍ وأَجملُ تسليمٍ.. يُلْزِمهُبأَنْ يتقيدَ بِكلِّ زَاويةٍ
مِنْ مَنظورِ مرئياتهِ الشخصيةِ بالتفاعلاتِ الشامخاتِ.. التي أَنشأَ على تكاملِ
زَواياها زَعيمُ المسلمين
صَلواتُ
اللهِ عليهِ شمُوخَ قِيمةِ المسلمينَ في الوُجودِ:


$
فمنْ زَاويةِ مَنظورِهِ العقليِّ.. ينظرُ إلى كلِّ منْ تغايرَ عنهُ بأَفكارٍ
طائفيةٍ على أنهما أَخوانِ لا يفترقانِ.


$
ومنْ زَاويةِ مَنظورِهِ النفسيِّ.. ينظرُ إلى كلِّ منْ تغيرَ عنهُ بفوَارِقَ
طبَقيةٍ على أنهما رَفيقانِ لا يتنافرانِ.


$
ومنْ زَاويةِ مَنظورِهِ الرُّوحيِّ.. ينظرُ إلى كلِّ منِ تغاربَ عنهُ بعصبياتٍ
قوميةٍ على أنهما شقيقانِ لا يتفاخرانِ.


$
ومنْ زَاويةِ مَنظورِهِ البدنيِّ.. ينظرُ إلى كلِّ مَنِ اغتربَ عنهُ بحدودٍ
إِقليميةٍ على أنهما صَديقانِ لا يتباعدانِ.


بهذا التقيدِ.. يعيدُ كلُّ مسلمٍ إلى مرئياتهِ الشخصيةِ
التفاعلاتِ الشامخاتِ.. فَيَعودُ إلى الوُجودِ شموخُ قِيمةِ المسلمينَ.


بمُكوِّناتٍ ذاتيةٍ تتكاملُ بالفاعلياتِ
الرَّاسخاتِ... وبمرئياتٍ شخصيةٍ تتآلفُ بالتفاعلاتِ الشامخاتِ.. يعودُ لِكلِّ
مجيبٍ للنداءِ تَكوينهُ المحمديُّ.. فَيستعيدُ بناءَ ذاتهِ... وكِيانَ عائلتهِ...
وبنيانَ مجتمعهِ... ونسيجَ أُمتهِ.. فيَنْصهرُ الجَميعُ في قالَبِ الصَّفِّ
الوَاحدِ.. ليؤسِّسوا بحركتهمُ الواحدةِ جمعَ إِنسانِ محمدٍ - صلَّى اللهُ على
سيِّدِنا محمَّدٍ.. فيُعلِنوا منْ فوقِ كلِّ القِممِ لِكافةِ الأُممِ عودةَ رُسوخِ
قيمِالإِسلامِ إلى
الوِجدانِ... وشمُوخِ قيمَةِ المسلمينَ إلى الوُجودِ.


بعدَما تآلفَ جمعُ إِنسانِ محمدٍ - صلى اللهُ على
سيِّدِنا محمدٍ.. يسعى كلُّ واحدٍ منهمْ على تعاقبِ أَجيالهمْ - بمسيرتهِ
المسلِمةِ المسالِمةِ المحمدِيةِ المسارِ لاكْتسابِ الوِلايةِ المحمديةِ
الكاملةِ.. فيظْهرُ على إِنسانهِ رَابعاتُ شوَاهدِ إيمانهِ.. فيرْقى بِها إلى
مصافِّ الذينَ مع محمدٍ رَسُولِ اللهِ عليهِ صلواتُ اللهِ.. فَيحْظَى بثبوتِ
العقِيدةِ في النفسِ فلا ينفثُ في اعتقادِهِ شيطانٌ... وبثباتِ التدَبرِ في العقلِ
فلا يعبثُ بإعقالهِ إنسانٌ.. ليواصلَ مسيرتَهُ معَ إِخوانهِ المؤْمِنينَ على طريقِ
المعيةِ المحمديةِ المانعةِ تحتَ ظلِّ رَايةِ الزَّعامةِ المحمديةِ الجامعةِ..
فيزكيهمْ الأَوْلى بهمْ منْ أَنفسِهمْ كما زَكى صَلواتُ اللهِ عليهِ السابقينَ منْ
أَسلافهمْ. فَبِذلكَ البيانِ القرآنيِّ... وبهذا التبيانِ
المحمَّديِّ.. أكَّدَ السُّلطانُ الدندراويُّ الأوَّلُ أنهُ لا دواءَ لما يلاقيهِ
مسلمُنا منْ أليمِ الداءِ إلاَّ بارتباطِ الإيمانِ والانتماءِ


تم .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
وصف الداء والدواء ـ من نفحات جمع إنسان محمد ـ الأسرة الدندراوية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» شاكرا الضفيرة الشمسية : (المعدة بيت الداء)
» حديث يحتاجه كل إنسان
» المدينة التى لايجوع فيها إنسان ؟؟
» نفحات صوفية
» نفحات في طريق السالكين

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الملتقى الصوفى للنور المحمدى :: ๑۩۩۩۩ ملتقى العرفان الصافى المصفى ۩۩۩۩๑ :: ๑۩ الحقيقة المحمدية ۩๑-
انتقل الى: