المحبة للمصطفى المدير العام
عدد المساهمات : 5852 نقاط : 33742 التفاعل مع الاعضاء : 15 تاريخ التسجيل : 18/09/2010 العمر : 74 الموقع : النور المحمدى
| موضوع: من كتاب الحقائق والرقائق لابن المقرِّي الأربعاء سبتمبر 12, 2012 5:58 am | |
|
حقيقة: عملُ قومٍ على السوابق، وعملُ قومٍ على اللواحق، والصوفي من لا ماضي له ولا مستقبل، فإن كان زجاجياً فبخٍ بخٍ.
رقيقة: مَنْ لم يجد ألمَ البُعد، لم يجدْ لذةَ القرب، فإن اللذة هي التخلص من الألم.
حقيقة: لمَّا انطبعتْ الصور في مرآة الخيال قال العقل: أنا الفلك المكوكب، فقالت الرياضة: الزَمْني وتعرف قدرك، فإذا العقل عقال !!
رقيقة: لتهنئ المدلجَ طلعةُ الفجر، برقَ البرقُ، فوجد الكنز.
حقيقة: آثر الزاهد زاوية دنِّ سقراط على ميدان حلبة المشائين، فقيل له: فأين اعتبار ((أفلا ينظرون)) ؟ فقال: ((وفي أنفسكم أفلا تبصرون)).
رقيقة: من ضحك في نوم الغفلة، بكى عند الانتباه، فإن الأضغاث أضداد.
حقيقة: الخلوةُ مَنزلُ الفكرِ، " وفي بيته يُؤتى الحَكَم "، وباب هذا البيت العلم، ((وأتوا البيوت من أبوابها)).
رقيقة: الزادُ لك، وهو مكتوبٌ، والزائدُ عليك، وهو مسلوبٌ، فاجمل في الطلب، ولا تحمل نفسك النصب.
حقيقة: العمل دواء القلوب، وإذا كان الدواء لا يصلح إلا على حمية البدن، فكذلك العمل لا ينجح إلا بعد صوم النفس، فَارِقْ نفسَك وتعال.
رقيقة: مَنْ سَابق سَبَق، ومَنْ لاحَقَ التحَقَ، ومَنْ رَافقَ ارتفَقَ، والعجزُ والكسلُ مطيتا الخيبة، وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم.
حقيقة: الزاهد صاحب نَفَاسَةٍ وهمَّة، والعابد طالب رياسة وحرمة، والمعنى للعارف، يعادي في الله، ويوالي في الله، ويعمل على رضاه ولا يبالي.
رقيقة: طالب الدنيا يخاف الفوت، وصاحبُها يترقب الزوال ولو بالموت، فإذا حمي الوطيس وتجثم الرئيس أنشأ الزاهد ينشد:
عَزيزُ النَّفسِ لا ولدٌ يموتُ ولا شَيءٌ يحَاذِرهُ يَفوتُ
حقيقة: القلب إيوان المَلِك " ويسعني "، وعِزُّ الملك لا يرضى بِذُلِّ المزاحمة، ((أنا أغنى الشركاء عن الشرك))، وهذا معنى ما قاله الشيخ تاج الدين أبو الفضل أحمد بن عطاء: " كما أنه لا يحب العمل المشترك كذلك لا يقبل القلب المشترك، فالعمل المشترك لا يقبله، والقلب المشترك لا يُقبل عليه ".
رقيقة: لما وضع البسطامي أوزار حربه، فك طابع الصحيفة عن قلبه، فلم يجد بها غير الطغراء فصاح بنفسه: لك البشرى، انزل طيفور عما تريد، ليس في الدار أبو يزيد.
حقيقة: قال شيخنا أبو هادي يوماً لأصحابه: بماذا يرتقي العبد من مقام إلى مقام أعلى منه ؟ فقالوا: بفضل الله ورحمته، فقال: إنما سألتكم عن السبب الخاص بهذا الأمر، فقالوا: من عند الشيخ، فقال: يخلق الله له همة أسْنَى من همته، فيرتقي بها إلى رتبة أسمى من رتبته.
رقيقة: ذكر مذكِّرٌ بمالقة، فقام الخطيب أبو عبد الله الساحلي بهذا البيت:
ليت شعري أفي زمام رضاكم كتب اسمي أم في زمام الهوان
وكنتُ يوماً مع السلطان، والجند يعرضون عليه، وكان يسقط ويثبت، وأنا أتفكر في البيت، حتى خفتُ أن أفتضح فقلت: واهماه من هذا الإبهام، ثم كدتُ أخلد بقبح العمل إلى الأرض فينشلني حسن الظن بالله فأنهض:
إنَّ المقاديرَ إذا سَاعَدتْ ألحقَتْ العاجِزَ بالقَادِرِ
خادمتكم
المحبة للمصطفى
...
| |
|