بارك الله فيك أخي أبو حامد و زادك نورا على نور
يقول سيدي ابن مشيش معرفا بسيدي رسول الله في صلاته المعروفة بالصلاة المشيشية "... انه سرك الجامع الدال عليك "
فسيدي رسول الله هو سر الله الجامع الذي اشتمل معاني و أنوار" و هو بالأفق الأعلى ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى"
وبقدسية تلك الأسرار ظهر سيدي رسول الله دالا على الله عز و جل ظاهرا و باطنا فهو من حيث الظاهر دال على شريعة الله و منهجه الذي ارتضاه لخلقه و هو من حيث الباطن دال على باب الله حيث لا سبيل الى الدخول الى حضرة الله الا من طريقه
و لقد ألف الناس أن يأتي علماء الشريعة ليبينوا لهم ما أشكل عليهم من أحكام فقهية في كل ما تعلق بظاهر العبادات و المعاملات وهؤلاء العلماء بالأحكام الشرعية دالون على بعض من ظاهر رسول الله
فأما ما لم يألفه الناس و يكادون ينكرونه اليوم فوجود علماء ربانيين يقومون على تنقية النفس من الشوائب و الأكدار و يرفعون عنها الحجب حتى تصفو و تصير قادرة على تلقي أنوار الباطن و هؤلاء العلماء آخذون من مشكاة النبوة و أسرارها و قائمون بإذن رسول الله مقام تزكية النفوس آخذون عنه الحكمة تصديقا لقوله تعالى "لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم و يعلمهم الكتاب و الحكمة و إن كانوا من قبل لفي ضلال مبين"
و هؤلاء العلماء الربانيون هم مشايخ الطرق الصوفية نفعنا الله بأنوارهم