المحبة للمصطفى المدير العام
عدد المساهمات : 5852 نقاط : 33710 التفاعل مع الاعضاء : 15 تاريخ التسجيل : 18/09/2010 العمر : 74 الموقع : النور المحمدى
| موضوع: اشراقات نورانية 4 الأربعاء أكتوبر 20, 2010 5:51 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
''نعمتان ما خرج موجود عنهما ولا بد لكل مكوَّن منهما: نعمة الإيجاد، ونعمة الإمداد''. نعمة الإيجاد ونعمة الإمداد نعمتان لازمتان لكل مكوّن موجود، لأنه في ذاته معدوم متلاش. فنعمة الإيجاد أزالت العدم السابق، ولولا ذلك لم يزل معدوما. ونعمة الإمداد أزالت العدم اللاحق، ولولا ذلك لتلاشى وفني. قال سيدي أبو مدين: ''الحق تعالى مُمد، والوجود مستمد، والمادة من عين الوجود فلو انقطعت المادة انهدم الوجود''. ''أنعم عليك أولا بالإيجاد، وثانيا بتوالي الإمداد''. مما لا ينبغي أن يتغافل عنه من أنواع هذا الجنس نعمة إيجاد الإيمان ومحبة الطاعة في قلبك، وإمدادها، وكذلك كراهة الكفر والمعصية، فإن ذلك من النعم العظيمة التي لا مدخل للعبد فيها ولا له وسيلة إليها. ولولا توالي الله تعالى له بتينك النعمتين في القسمين لتاه في ظلمات الضلالات وغرق في بحار الجهالات. وقد نبه الله عز وجل على هذا المعنى في كتابه الكريم فقال عزّ من قائل: ''ولكنّ الله حبّب إليكم الإيمان وزيّنه في قلوبكم وكرّه إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون فضلا من الله ونعمة'' الحجرات: .7 قال الإمام أبو القاسم القشيري، رضي الله عنه: ''إن من فكّر في صنوف الضلال، وكثرة طرق المحال، وشدّة أغاليط الناس في البدع والأهواء، وما يتشعب بكل قوم مختلفي النحل والآراء، ثم فكّر في ضعفه ونقصان عقله وكثرة تحيّره في الأمور وشدة جهله، وتناقض تدبيره في أحواله، وشدة حاجته إلى الاستعانة بأشكاله في أعماله، ثم رأى خالص يقينه، وقوة استبصاره في دينه ونقاء وجه توحيده عن غَبرة الشرك، وصفاء عين عرفانه عن رهج الشرك، علم أن ذلك ليس من طاقته، ولا بجهده وكده وسعيه وجده، بل بفضل ربه، وسابغ طوله، قال الله تعالى: ''وأسبَغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة'' لقمان .20 فهو الظاهر بنعمائه وآثار نعمه عليك متظاهرة، والباطن بآلائه وزوائد كرمه لديك متواترة'' | |
|