في شرح الف الوصل لسيدي سلامه الراضي

نقلا عن كتاب الجواهر الحامدية :

قال رضي الله عنه في ألف الوصل

( بسم الله الرحمن الرحيم ) الألف هي أول الاسم الأعظم وهي تدل علي وحدانية الله في ذاته وفي صفاته وفي أفعاله وهي أول سورة البقرة الألف تدل علي مقام الحب الأول وهو المقام المحمدي المشار إليه بقوله تعالي في الحديث القدسي ( فأحببت ) والألفة والمحبة متقاربان .

الألف تدل علي العالم العلوي برأسها ثم تمتد حتى تتصل إلي العالم السفلي واعوجاجها الأدنى دليل علي انحطاط العالم السفلي عن العلوي وبينهما مراتب العوالم .

الألف مستقلة في وضعها لم تتصل بغيرها : لها الأولية علي بقية الحروف لها القيام وهي مجموع نقط متوهمة مستغرقة فيها لا تظهر مع ظهورها .

الألف تحتوي في البسط الحرفي علي ثلاثة أحرف : ألف ولام وفاء فالألف إشارة إلي وحدانية الذات واللام دليل علي صفات الذات والفاء تدل علي الأفعال فدلت ببسطها علي الذات والصفات والأفعال فهي مجمل ما تفصل في بسملة الإسلام وهي بسم الله الرحمن الرحيم .

الألف من حيث الخط تظهر في الوجود العلمي ثم في الوجود النفسي ثم في الوجود الذهبي ثم في الوجود اللفظي ثم في الوجود التموجي الهوائي ثم في الوجود السمعي وفي الوجود النظري وفي الوجود الخطي وفي الوجود الحرفي وفي الوجود المدادي وفي الوجود القلمي وفي الوجود الفيضي وفي الوجود اللوحي القابل وفي التحقيق الفعلي وفي التحقيق الوضعي وفي التحقيق الذاتي : فمن حيث وجودها تلازم المكان والمكان يلازم الزمان والكيف والكم وتلازم الجسم الظهوري المدادي الخارجي النظري ومن حيث وجودها النفسي فهي كامنة منبهة تخفي وتظهر بهم أو همة دنيا أو أخرى فإذا ظهرت كانت حديث نفس والكلام في النفس واللسان ترجمان فتظهر من حديث النفس إلي الوجود الذهني فتتشكل خياليا في الحسن المشترك بين المحسوس والمعقول .
*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*