الملتقى الصوفى للنور المحمدى
عزيزى الزائر عزيزتى الزائرة يرجى التكرم بتسجيل الدخول اذا كنت عضومعنا
او التسجيل معنا ان لم تكن عضو وترغب فى الانضمام الى اسرة المنتدى

سنتشرف بتسجيلك

شكرا لك
ادارة المنتدى
الملتقى الصوفى للنور المحمدى
عزيزى الزائر عزيزتى الزائرة يرجى التكرم بتسجيل الدخول اذا كنت عضومعنا
او التسجيل معنا ان لم تكن عضو وترغب فى الانضمام الى اسرة المنتدى

سنتشرف بتسجيلك

شكرا لك
ادارة المنتدى
الملتقى الصوفى للنور المحمدى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الملتقى الصوفى للنور المحمدى

الملتقي الصوفي للنور المحمدي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

  مقام وسيرة سيدي قادة بن أحمد بن المختار وذريته الجد الاكبر للامير عبد القادر الجزائري

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
نوران
مشرف عام
مشرف عام
نوران


عدد المساهمات : 995
نقاط : 11244
التفاعل مع الاعضاء : 19
تاريخ التسجيل : 21/08/2012

 مقام وسيرة سيدي قادة بن أحمد بن المختار وذريته الجد الاكبر للامير عبد القادر الجزائري Empty
مُساهمةموضوع: مقام وسيرة سيدي قادة بن أحمد بن المختار وذريته الجد الاكبر للامير عبد القادر الجزائري    مقام وسيرة سيدي قادة بن أحمد بن المختار وذريته الجد الاكبر للامير عبد القادر الجزائري Emptyالجمعة مايو 31, 2013 12:09 pm

سيدي قادة بن أحمد بن المختار

هو سيدي عبد القادر المعروف باسم سيدي قادة، الشهير الذكر أنتقل من قرية بابا علي هو و إخوته إلى الجبل المعروف حاليا متحليا بالسكينة و الوقار والنزاهة والعفة مصاحبا الطهارة و الصون بعيدا عن ضد ذلك من لون الكون فجمع بين رئاسة الشرق و الغرب و حاز على الإجازة الكبرى من بين معاصريه و اختص بالمشيخة الكبرى عن مقارنيه.

مولده : لا نعرف بالضبط متى ولد عبد القادر لكننا نعرف أنه ولد في بابا علي و عاش 98 سنة و قد سكن سيدي أحمد بن المختار دشرة بابا علي بأم العساكر و اتخد فيها خلوة لعبادة الله.

رحلته إلى الجبل الذي هو مدفون به اليوم : إنتقل سيدي أحمد بن المختار بأبنائه و عائلته من قرية بابا علي تاركا خلوته و مقامه. لقد اختار سيدي أحمد بن المختار الجبل الذي هو مدفون به حاليا رضي الله عنه و أرضاه وجعل دار السلام مأواه، إنها داره الدائمة لا تنقطع ولا يلقى ساكنها شيئا يكرهه، لقد تم اختيار هذا المكان و المطل على سهل غريس المملوء بالصلحاء الذين يصعب حصرهم في هذا العدد.

لقد حفظ القرآن و هو في سن صغير فأخذ الفقه و التوحيد و النحو و الحساب من والديه. لقد خرج سيدي قادة من بين إخوته الأربعة شهيرا لامعا يقتدى به.

سفره إلى تلمسان : لقد تاقت نفسه للعلوم الدقيقة فسافر إلى مدينة تلمسان فقرأ فيها مختصر السعد وجمع الجوامع و ألف في كل فن وأجيز و هذه الدراسة تابعها في مسجد الزيانيين. و في هذه الفترة بالذات مات لسيدي قادة والده المغفور له الشيخ أحمد ابن المختار فضاق به الأمر و هو لا يزال يطلب العلم فلما رآه أخوه على حاله فتأسف عليه و تكلف عنه بمصاريف الدراسة سيدي عبد الرحمن. لكن لا حول و لا قوة إلا بالله العلى العظيم، قال تعالى في شأن أهل السفر للعلم ? فلما جاوزا قال لفتاه أتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا ? فتحسس سيدي قادة و زاده هذا السفر حفظا و فهما في دراسته و قد طار صيته في بلدة تلمسان و بالأخص في مسجد الزيانيين الذي هو مكتظ دائما بالمسافرين، فقد كان لسيدي قادة فرصة للمطالعة و التأليف و كانت له مشاركة في تقديم العروض.

لقد أجمع الناس بعد عودته من مدينة تلمسان على فضله وأطبق الجميع على مشيخته و سيادته و أجلسته الملوك من آل عثمان على فراشها و خدمته الجن شمهروها و فرح به الخاص والعام بعد غيابه الطويل انقلبت منطقة غريس بغربها إلى شرقها للقائه، و هذا لسماع دروسه. فاختص سيدي قادة بتلقين الورد، كما درست زاويته جميع الزوايا يومئذ في ذلك الوقت.

و بهذا القطر جمع بين رئاسة الشرق والغرب حيث كان رئيسا عليهم، و اختص بالمشيخة الكبرى عن مقارنيه فكل رئيس بالنسبة إلى غيره مرؤوس إليه. و قد كتبت هذه الترجمة في بيان سلسلته في طريقة القادرية. لقد كان بمجلس سيدي قادة أثار علمية يصعب على الكاتب وصفها إنه الشيخ الكامل، فريد عصره وإمام وقته إنه أستاذ جليل صوفي أبا المعالي الشريف الحسني العالم الحافظ قدوة شيخ الطريقة و إمام أهل الحقيقة، لقد غشيت الوفود بابه وعرف الخاصة والعامة أصحابه وأنسابه جاؤوه من كل حدب و صوب لأنهم عرفوا هذه الزاوية بأنها ربوة ذات قرار ومعين.

وله رحمه الله جماعة من الطلبة أبرزهم ما يلي : سيدي علي أمحمد والد سيدي بن يخلف، سيدي عبد الرحمن المدعو سيدي دحو بن زرفة، سيدي أمحمد بن علي، سيدي سعيد قدورة، أبو الحسن بن محمد، و يعبرون عنه تلامذته في مدوناتهم قائلين عنه ( أنه من ذوى الرتب العالية وحاله شاهد عليه ).

من تراثه الفكري : ألف سيدي قادة فنونا عديدة منها ترجمته الكاملة التي يعتمدون عليها الباحثون على ما في حاشيته التي وضعها على الصغرى للشيخ الكامل أبي التمام، وله رسائل خطية تتضمن الطريقة القادرية.

ما يقولون عنه : " ومن أعيان أشراف غريس سيدي عبد القادر ابن أحمد بن المختار و نسب هذه القبيلة يتصل بمولانا إدريس رضي الله عنه و قد خرج سلفهم الأول في فتنه موسى ابن العافية حسب ما ورد في حديث أبنائه ".

لقد استقر سيدي قادة بجبله المعروف بالتحلية و التعظيم إلى أن توفى سنة 1043 هـ. و بقى عقبه بها ملحوظا بعين الرضا مقرون الاسم بالمشيخة و السيادة وهو يعتبر من أحد الرجال المقيدين لزواياهم.

انه يعتبر من الأئمة الراسخين و العلماء العاملين، أسندت إليه رئاسة غريس شرقا و غربا جنوبا وشمالا، و لم تسند إلى غيره فهذا فضل من الله و عطاء منه، و الناظم رحمه الله في منظومته من الرجال المستوطنين ببساطة غريس، و قد سمي غريسا لأنه مغروسا بأنواع الشجر ذوات الثمار و كان سكانه من بني زروال و من بني توجين و مغراوة القاطنين في القرى المختارة، والتي تزيد على مائة ولما كان الفتح الإسلامي و دخل المسلمون إفريقيا عمدت الكاهنة لإحراق الأشجار و هدم الديار، ليقف تيار العرب المسلمين عن التوغل في البلاد.

لقد أنجب سيدي قادة سبعةأولاد : سيدي عبد الرحمان بوناب، سيدي محمد، سيدي المختار، سيدي موسى، سيدي حنيفي، سيدي العوني و سيدي يحي.

لما اشتملت عليه الأوصاف الحميدة التي تجعل النفوس الآبية خاضعة لها و منقادة له، لقد أحسن الرئاسة شرقا وغربا، جنوبا و شمالا كلهم تحت رعيته مقتفيا أثار أسلافه السادة الأدارسة الذين كانوا ملوكا في المغرب الأقصى والأوسط و الأندلس هؤلاء السادة الذين شاع خبرهم في مدينة فاس فسمع بهم موسى ابن العافية فبعث لهم قائدا من القيادة حيث قبض محمدا فقتله بالغدر و الخديعة و هذا محمد و هو أخ لعبد القوي. خلف ولدا واحدا من عشرين فخرجته جارية في كمها اسمها حمامة فقالوا لها العمال ما عندك يا جارية، فقالت ما عندي إلا خبزا و برقوقا أحيي به النفس، ثم انتقلت به إلى بطيوة مجاورا جبل الحديد، فسيدي قادة قد تقيد بخطوات أسلافه فتمكن حبه في قلوب أهله و ذويه حيث بذلوا نفوسهم في طاعته و الاستماع إلى دروسه. لقد وصفوه العلماء بأنه أكبر دليل على وقور كرمه و كان يعظم أهل العلم إنه أحسن المسامرة، إنه لطيف معاشرة الأهالي بغريس ،كلهم يهتفون به إنه لا يرد سائلا و لا يخيب قاصدا كانت زاويته مقصودة للبعيد و القريب إنهم وجدوا الإحسان.

إنه كان من أصحاب الزهد لقد لبس الخرقة، إنه يتذكر دائما خلوة والده أحمد ابن المختار الموجودة بقرية بابا علي ( دشرة معسكر) ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. له تراجم عديدة في المصادر التالية أذكر منها، " القول الأعم " للشيخ الطيب ابن المختار، " فتح الرحمان " للمؤلف التجيني، له في " الجوهرة الكبرى "، له وصف في تأليف " فتح الرحمان ".

توفي سيدي قادة سنة 1043 هـ و قد تم بناء ضريحه يوم 25/08/1913 مع العلم أنه تم إعادة ترميمه يوم 13/07/1997 م

الشيخ الطيب بن المختار

الحمد لله الذي أمتن علينا بقبس من نور هدايته و كلأنا بنظرة من عين ولايته و حبانا بفيض من سابغ رحمته، فجعل لنا من عباده الصالحين منارات يهتدي به و مصابيح يستضيء بها السراة في الليل البهيم ورحمة يستوكفها المجتبون إلى ربهم. إن شخصية هذا العالم الجليل قاضي القضاة الشيخ الطيب بن المختار عليه رحمة الله و رضوانه و الذي اجتمعت فيه الخصال الحميدة و الأخلاق الرفيعة و إني أقتطف هذه الترجمة من تأليفه الذي هو عبارة عن رسالة ذكر فيها حياته العلمية كما ذكر فيها الأسرة التي ينتمي إليها مع ذكر عمود نسبه.





 مقام وسيرة سيدي قادة بن أحمد بن المختار وذريته الجد الاكبر للامير عبد القادر الجزائري 9k=
هناك عدة اضرحة بسيدي قادة سيدي
عبد الرحمن بوناب و سيدي محمد و سيدي المختار و سيدي موسى و سيدي حنيفي و سيدي العوني و سيدي يحي.



 مقام وسيرة سيدي قادة بن أحمد بن المختار وذريته الجد الاكبر للامير عبد القادر الجزائري 02-61440-photo

ضريح سيدي قادة و أحفاده

 مقام وسيرة سيدي قادة بن أحمد بن المختار وذريته الجد الاكبر للامير عبد القادر الجزائري 02-61439-photo
ضريح سيدي قادة بمعسكر
 مقام وسيرة سيدي قادة بن أحمد بن المختار وذريته الجد الاكبر للامير عبد القادر الجزائري 02-61437-photo
مدخل ضريح سيدي قادة بمعسكر
 مقام وسيرة سيدي قادة بن أحمد بن المختار وذريته الجد الاكبر للامير عبد القادر الجزائري 02-61436-photo


يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نوران
مشرف عام
مشرف عام
نوران


عدد المساهمات : 995
نقاط : 11244
التفاعل مع الاعضاء : 19
تاريخ التسجيل : 21/08/2012

 مقام وسيرة سيدي قادة بن أحمد بن المختار وذريته الجد الاكبر للامير عبد القادر الجزائري Empty
مُساهمةموضوع: رد: مقام وسيرة سيدي قادة بن أحمد بن المختار وذريته الجد الاكبر للامير عبد القادر الجزائري    مقام وسيرة سيدي قادة بن أحمد بن المختار وذريته الجد الاكبر للامير عبد القادر الجزائري Emptyالجمعة مايو 31, 2013 12:17 pm

حياة الشيخ سيدي قادة

 مقام وسيرة سيدي قادة بن أحمد بن المختار وذريته الجد الاكبر للامير عبد القادر الجزائري 61435-photo

ابناء واحفاد الولي الصالح سيدي قادة بلمختار


الشيخ الطيب بن المختار

الحمد لله الذي أمتن علينا بقبس من نور هدايته و كلأنا بنظرة من عين ولايته و حبانا بفيض من سابغ رحمته، فجعل لنا من عباده الصالحين منارات يهتدي به و مصابيح يستضيء بها السراة في الليل البهيم ورحمة يستوكفها المجتبون إلى ربهم. إن شخصية هذا العالم الجليل قاضي القضاة الشيخ الطيب بن المختار عليه رحمة الله و رضوانه و الذي اجتمعت فيه الخصال الحميدة و الأخلاق الرفيعة و إني أقتطف هذه الترجمة من تأليفه الذي هو عبارة عن رسالة ذكر فيها حياته العلمية كما ذكر فيها الأسرة التي ينتمي إليها مع ذكر عمود نسبه.

هو الشيخ الطيب بن المختار بن الطاهر بن البشير بن محمد بن عبد القادر ( المدعو سيدي قادة ) بن أحمد بن المختار. ولد يوم 11 من شهر صفر 1212هـ بسيدي قادة و بالضبط بزاوية جده سيدي الطاهر بن البشير. و لم يكد والده يأنس فيه القدوة على الحفظ و الإستيعان حتى أخذ يلقنه قصار السور من القرآن الكريم ثم أدخله كتاب القرية و كأن في الكتاب يحفظ القرآن و يتابع دروس اللغة و الفقه، و بالفعل لقد حفظ المتون و أتقنها و هو لا يزال صغيرا و كان رحمه الله يعد من راود الفكر، فكانت مواهبه الفطرية و مخائل نجابته تحدد له مستقبلا و ضيئا و غدا مشرقا مما جعل والده يتابعه بجدية و اهتمام و يراعيه بعناية زائدة.

لقد انتقل المرحوم من زاوية جده الطاهر بن البشير إلي مكان آخر يدعى اللوزات و هذا المكان يعتبر معهدا علميا يدرس فيه الفقه و التفسير و الحديث و النحو على يد علماء أجلاء يدعون في ذلك العهد عائلة ( شايب أذراع ) و هذه العائلة كان لها ثراء كبير بمدينة معسكر مع سعة المال و كثرة العقار واتساع الحرث و الحيوان والجمع بين رئاسة الدنيا و رئاسة الآخرة فشيد القصور بالبادية و آثار بنائها بوادي اللوزات قرب روضة والده.

في سنة 1228 هـ لم يعمر والده طويلا حتى انتقل إلى جوار ربه فتولت أخته لالة ملوكة العناية به إلى جانب الأم وما ورثتاه عن أبيها من حب العلم و ما أدركتاه فيه من رغبته الشديدة في تنشئته نشأة علمية أرسلتاه إلى زاوية ابن عمه مصطفى بن المختار الذي كان من العلماء في هذه الزاوية، و كان يلقب بالكبريت الأحمر فانكب الشيخ بن المختار على الدراسة العليا في الفنون المعروفة في ذلك العهد، كما كان له في السابق محصول وافر في اللغة و النحو والبلاغة و الفقه والتوحيد، و أصبح الوالد بين أقرانه كالغصن الذي يطول و الزهرة التي تعد, و شهدت له مشايخ عصره بالتضلع في العلم كالشيخ المشرفي و الشيخ حسن بن علي و الشيخ محمد الشرقي كما وصفه العالم المبرز الشيخ محمد بن حواء بن يخلف والذي سماه ( العارف الكبير ) و عدد كبير من المشايخ المتواجدين في عصره كالشيخ الطاهر المشرفي ومصطفى التهامي والثعالبي بوناب، ولشدة شغفه بالعام وتعطشه إلى المزيد منه حتى نادته مدينة الزيانيين.

وفي سنة 1232 هـ سافر المرحوم إلى مدينة تلمسان، ليستفيد ويفيد مما ابتغاه من العلوم الدقيقة فقرأ الفقه وعلم الميزان فحصل الكثير من المعرفة الشيء الذي أهله إلى أن يصبح قاضيا، وقد كان هذا المعهد عامرا بالطلبة مزدهرا بالعلم والمعرفة، يضاف إلى ذلك أن الشيخ الطيب بن المختار وجد في هذا المعهد أحد أفراد عائلته منهم الشيخ عبد القادر شايب أذراع الذي كان زميلا لوالده وقد زاده ذلك رغبة في الانتساب في هذا المعهد. وهذا مما جعل الشيخ الطيب بن المختار يتخذ شايب أذراع شيخا وقدوة له ويأخذ نفسه بما يستطيعه من أخلاقه وماسكن فيه من خصائص ومزايا، وقد أخذ عنه الفقه والأصول والتوحيد كما أخذ عنه الطريقة القادرية التي أخذها هو بدوره من والده. وفي هذا المعهد أخذ الإجازة وهذا مقتطف من مضمونها " أما بعد فليعلم الواقف على كتابنا هذا من المؤمنين بالله ورسوله إننا اجزنا حامله الشيخ الطيب بن المختار في كل ما فتح الله على أيدينا من فقه ولغة وطريقة بل وجميع ما يؤذن فيه شرعا في حياته، وليكن هذا بعد موت أحد المشايخ ومن خالفه فقد خالف نفسه والله المسؤول أن ينفع به كما نفعه وان يصلح به العباد ويعمر به البلاد ".

والملاحظ أن الأجازة معناها الإذن بالتدريس والفتوى والتربية فيما أخذه المجاز عن المجيز من العلوم و المعارف و طرق التربية و هذا لا يتأتى و لا يحصل إلا حينما يطمئن المجيز الذي هو في المستوى المطلوب علما ومعرفة و أخلاقا وسلوكا وخوفا من الله تعالى وطاعة له ومن هنا فإن المشايخ العارفين كانوا يضنون بالأجازة ويحرصون كل الحرص على أن تصادف مكانها اللائق والشيخ عبد القادر شايب أذراع العارف بالله الواقف على حدوده الساعي في نفع عباده لو لم ير في تلميذه الكفاءة العلمية والمؤهلات الخلقية والسلوكية لما أجازه هذه الأجازة المطلقة ولما أمره بالاستخلاف بعد الممات. فلا مكانة هناك للمجاملة أو القرابة أو العاطفة إنها شهادة يحاسب عليها صاحبها يوم القيامة حسابا شديدا، ومن هنا كان كل من المجيز والمجاز يحتاط للإجازة ويقرا لها ألف حساب لأنها مسؤولية ثقيلة لها تكاليف وتبعات. وبعد أن أنهى الشيخ الطيب بن المختار دراسته وأجازه شيخه، كلفه بالتدريس في معهده حيث رأى أن طلبته أحق بالانتفاع بهذا الشيخ قبل غيرهم ولكنه اعتذر بعدم قدرته على التدريس تواضعا منه وتهيبا أمام المشايخ غير أن شيخه عبد القادر شايب أذراع يعرف كفاءته ومقدرته على الإفادة لقد الزمه بالتدريس وقال له إنك ستقوم بالمهمة و أنت لها أهل ولم يبق للشيخ الطيب بن المختار إلا أن يستعد للمهمة ويتصدى لها بكل ما أوتي من مؤهلات فالتف حوله الطلبة وكلهم رغبة في التحصيل والتعطش إلى العلم والمعرفة. وكان الشيخ الطيب بن المختار شديد الشغف يحب طلبته ورغبته في التغذية العلمية وما هي إلا فترة وجيزة من الجهاد العلمي حتى أخذت الثمار تبدوا وتعد بنتائج طيبة وحصاد موفور رفيع وتحققت بذلك فراسة الشيخ في تلميذه وفي هده الأثناء كانت أوضاع الشيخ تنذر بالانفجار مما يدفع بالشيخ الرغبة إلى مواصلة الدراسة بفاس.

وفي سنة 1234 هـ سافر المرحوم إلى فاس وحط رحاله بمسجد القرويين، لكنه لم يعمر أكثر من ثلاث سنوات قرأ فيها العلوم الشرعية إلى أن أجيز. فأثناء عودته إلى بلده انحاشت إليه الطلبة من كل جانب حيث تصدى للتدريس فظهرت غزارة علمه لدى المجتمع فتزاحم عليه الطلبة وأصبح عددهم يفوق (400) أربعمائة طالب فكان مسرورا بهذا المنظر اشد السرور داعيا ومرشدا لطلبته على العزم والقوة والمثابرة والاجتهاد. لقد كان صدرا لطلبته فقيها لهم, كاتبا وأديبا صاحب خطبة وتواضع وإيثار وقبول حسن وله شعر رائع ونثر فائق وكتابة بليغة وتأليف عديدة وكان آية في عهده لقد ظهر هديه وصلاحه وسيرته و ورعه. إن الشيخ الطيب بن المختار لم يعمر طويلا بالزاوية حتى نادته الوظيفة وأسندت له مهام أخرى جديدة حيث تم تعيينه قاضيا بمدينة تيغنيف. لكن الزاوية لم تغلق أبوابها بل تداولتها الأيادي من أهل الطيب بن المختار إلى أن وصلت إلى الحفيد الذي يعتبر نموذجا مثاليا لأسلافه.

إن الشيخ الطيب بن المختار لم يمكث إلا بضعة أعوام وانتقل إلى مدينة سطيف، لقدا أصبح المرحوم قاضيا وخطيبا وإماما فكانت اتصالاته بأهالي سطيف مبنية كلها على الصدق والإخلاص والتذكير بالكتاب والسنة. لقد تابع المرحوم جلساته القضائية على متن سلفه فرضي الله عنهم أجمعين وبعد المدة التي قضاها في مدينة سطيف عاد إلى مدينة تيغنيف متقاعدا مما جعله يقوم بتأليف عديدة ونشر أمهات الكتب. لم يعقب المرحوم من البنين إلا بنتين طاهرتين مثقفتين ثقافة جامعية في ذلك العهد.

ما ورد في مقدمات تآليفه الآية الكريمة يقول الله تبارك وتعالى ? يا داوود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله ? صدق الله العظيم ومن ديوانه الشعري اقتطفت هده الأبيات :

هذه صقلية لاحـت معالمهـا دار اقر لها بالفضـل ذو نظـر

هذه منازلهم تبكـي مـآثرهم هذه المساجد قد دكت قواعدها

هذه السعادة قد لاحت بدايتها فـالله يختمهـا بأحسـن مختتم

يقول أبو القاسم سعد الله : " ومن أقرباء الأمير عبد القادر اللذين عاشوا في نفس الفترة الزمنية الشيخ الطيب بن المختار بن الطاهر بن البشير و هو أديب له ديوان شعر وله في التفسير والتوحيد وله في الفقه وله في اللغة, ولد ونشأ و تعلم في الراشيدية ومنها انتقل إلى تلمسان طالبا للعلم فأخذ عن علمائها ثم رحل إلى فاس ومكث بها مدة طويلة ثم رجع إلى مسقط رأسه. لقد رافق الأمير إلى منفاه و ذلك إلى بلد الشام ثم عاد إلى أرض الوطن و تولى فيها القضاء و الإفتاء.

توفي يوم 22 من شهر ذي القعدة 1292 هجري الموافق لـ 1875 م، وبعد دفنه بنيت له في الحين دار كبيرة لتبقى له معلما تاريخيا إلى يومنا هذا.

الشيخ سيدي محي الدين والد المير عبد القادر

ولد الشيخ محي الدين سنة تسعين ومائة وألف الموافق لعام 1776 م، في قرية الضفة اليسرى لوادي الحمام غربي مدينة معسكر. و القرية هي قيطنة وادي الحمام حيث كانت عبارة عن عدد صغير من المنازل تشتمل على زاوية كانت مقصد العلماء و المرابطين و الشخصيات المعروفة من المنطقة اشتهرت أسرة محي الدين بالكرم و التقوى و العلم في قبيلة بني هاشم، و خارج حدود هذه القبيلة و كان نشاط أسرته يسودها طابع ديني و اجتماعي.

نشأ الشيخ محي الدين و ترعرع وفي أحضان والده تثقف و كرع من أهل الثقافة و الأدب و العلوم الإسلامية. وقبل أن يدق ناقوس الخطر، كان محي الدين رئيس الأسرة و متزوج بأربع نساء هن زوبيدة التي ولدت له محمد السعيد ومصطفى و أحمد، الزهراء التي أنجبت له عبد القادر و بنتا اسمها خديجة، فاطمة التي ولدت له الحسين و بنتا اسمها يامينة و خيرة التي ولدت له ابنه المرتضى.

و في سنة 1826 م تمكن محي الدين مع ابنه عبد القادر من زيارة الأماكن المقدسة لأداء فريضة الحج و قد مر المسافران بتونس ثم طرابلس ثم الإسكندرية و القاهرة ثم توجها إلى مكة و بعد أن أديا الحج قاما بزيارة العراق، و في السنة الموالية عاد إلى الأماكن المقدسة للقيام بحجة أخرى ثم رجعا بطريق البحر إلى الجزائر حيث كانا في استقبالهما جمع من العلماء و الأعيان للترحيب بهما فزادت بذلك سمعة محي الدين و انتشر نفوذه كما اتسع نطاق الدور الذي يقوم به في التحكيم و فصل الخصومات وكما آل الأمر إلى الاختلاف و النزاع و سريان الدفاع و الانتقام و أخذ الثأر. وتوقفت المعاملات التجارية و ركن النشاط الزراعي بسبب اختلال الأمن العام عند عدد من العلماء و الأشراف وذي الحل والعقد وعزمهم على المبايعة لأمير تتوفر فيه الشروط الضرورية ليقوم بها أشهر الكفاح الشعبي و قد وقع اختيارهم على محي الدين لما ظهر عنه من الفضل و لما عرضوا عليه هذه الرغبة رفض الأمارة و لكنه قبل الجهاد. وفي 17 من شهر أفريل 1832 م قام محي الدين بشن هجوم برجاله على دوريه استطلاعية فرنسية في ضواحي وهران و أنزل بها بعض الخسائر، و في أول ماي وجه محي الدين تحد للجنرال قائد قوات وهران بالجلاء عن المدينة أو بالخروج للقتال و لكن القائد الفرنسي لاذ بالصمت و رفض أن يرد عليه.

وفي 03 مايو من نفس السنة جمع محي الدين عدة آلاف من المجاهدين واتجه على رأسه إلى مدينة وهران و شن هجوما على قوة فرنسية كانت تعسكر في المنطقة و قد أشرك عبد القادر في هذه المعركة و أبلى فيها بلاء حسنا و استمرت المعارك عدة أيام ثم أوصى محي الدين القبائل المجاورة بمواصلة محاصرة وهران اقتصاديا و بعدم السماح بوصول الممون إلى حاميتها الفرنسية.

وفي 19 سبتمبر نظم محي الدين حملة هجومه على وهران على رأس قوة تعدادها حوالي ألف رجل، و حملة أخرى في 23 أكتوبر على رأسها خمسمائة (500) مقاتل و كانت خسارة الفرنسيين بالغة و استمر الشيخ محي الدين في قتاله للعدو و ليثبت إرادة الشعب في الكفاح و يدرب المجاهدين على أساليب الحرب مع الفرنسيين.

توفى الشيخ محي الدين البركة المقتدر به في كل سكون و حركة يوم الأحد ثالث ربيع الأنور سنة تسعة و أربعون و مائتين و ألف الموافق ليوم 21 جويلية 1833 م. و قد تم دفنه بسيدي قادة و أمر ببناء ضريحه الأمير عبد المالك و ابن أخيه الأمير خالد. كما توفي في تلك الفترة ابنه أحمد بعد مرض ألزمه الفراش مدة من الزمن يوم الثلاثاء من شهر جمادى الأول سنة 1252 هجري، و تم في الحين قبره بجوار والده الشيخ محي الدين، و هو يعتبر الأخ الأكبر للأمير عبد القادر، فهو فقيه صوفي له اهتمامات ببعض علوم عصره، حيث كان يقرض الشعر وقد ولد بقرية القيطنة من نواحي معسكر، رحل إلى المغرب حيث تولى مشيخة والده في الطريقة القادرية، و قد عرضت عليه الأمارة قبل أن تعرض على أخيه عبد القادر فلم يقبلها، ولم يقبل الزواج من أسرته لا من قريب و لا من بعيد، و لكنه اشترك مع أخيه في كفاحه ضد الفرنسيين، و دوره في هذا الكفاح غير بارز، كما أن دوره العلمي غير بارز، بحيث أن تراثه مغمور.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
رابعه المصرية
مشرف عام
مشرف عام
رابعه المصرية


عدد المساهمات : 2051
نقاط : 18560
التفاعل مع الاعضاء : 45
تاريخ التسجيل : 06/11/2010

 مقام وسيرة سيدي قادة بن أحمد بن المختار وذريته الجد الاكبر للامير عبد القادر الجزائري Empty
مُساهمةموضوع: رد: مقام وسيرة سيدي قادة بن أحمد بن المختار وذريته الجد الاكبر للامير عبد القادر الجزائري    مقام وسيرة سيدي قادة بن أحمد بن المختار وذريته الجد الاكبر للامير عبد القادر الجزائري Emptyالسبت ديسمبر 14, 2013 7:44 am

الله الله الله الله 



اللهم امدنا بامداد الاولياء الكبار العظام الرجال الابطال



رضي الله عنهم وارضااااااهم يارب



ايه الجمال ده يا نوران ..تسلم ايديكي وبالله عليكي ما تحرمينا



زيديييييييييييييييييناااااااااااااا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الهدهد السليماني
الاداره
الاداره
الهدهد السليماني


عدد المساهمات : 1979
نقاط : 16637
التفاعل مع الاعضاء : 35
تاريخ التسجيل : 05/11/2010

 مقام وسيرة سيدي قادة بن أحمد بن المختار وذريته الجد الاكبر للامير عبد القادر الجزائري Empty
مُساهمةموضوع: رد: مقام وسيرة سيدي قادة بن أحمد بن المختار وذريته الجد الاكبر للامير عبد القادر الجزائري    مقام وسيرة سيدي قادة بن أحمد بن المختار وذريته الجد الاكبر للامير عبد القادر الجزائري Emptyالأحد ديسمبر 15, 2013 11:35 am


جزاكي الله خيرا وبارك فيك وأكرمك بأنوارهم ومددهم وإيانا يارب العالمين
  بجد موضوع قيم ملم طيب تفوح منه روائح الجنة بذكر ساداتنا اولياء الله وخلفائه في الأرض
بارك الله فيك ولاتحرمينا من مثل هذه النفحات
ربنا يجعلها لكل فرد منا زيارة ولك إن شاء الله أجرها
شكرا لك
 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نوران
مشرف عام
مشرف عام
نوران


عدد المساهمات : 995
نقاط : 11244
التفاعل مع الاعضاء : 19
تاريخ التسجيل : 21/08/2012

 مقام وسيرة سيدي قادة بن أحمد بن المختار وذريته الجد الاكبر للامير عبد القادر الجزائري Empty
مُساهمةموضوع: رد: مقام وسيرة سيدي قادة بن أحمد بن المختار وذريته الجد الاكبر للامير عبد القادر الجزائري    مقام وسيرة سيدي قادة بن أحمد بن المختار وذريته الجد الاكبر للامير عبد القادر الجزائري Emptyالأحد ديسمبر 22, 2013 1:12 pm

الهدهد السليماني كتب:

جزاكي الله خيرا وبارك فيك وأكرمك بأنوارهم ومددهم وإيانا يارب العالمين
  بجد موضوع قيم ملم طيب تفوح منه روائح الجنة بذكر ساداتنا اولياء الله وخلفائه في الأرض
بارك الله فيك ولاتحرمينا من مثل هذه النفحات
ربنا يجعلها لكل فرد منا زيارة ولك إن شاء الله أجرها
شكرا لك
 
رابعه المصرية
الله الله الله الله 



اللهم امدنا بامداد الاولياء الكبار العظام الرجال الابطال



رضي الله عنهم وارضااااااهم يارب



ايه الجمال ده يا نوران ..تسلم ايديكي وبالله عليكي ما تحرمينا



اخي وسيدي الفاضل الهدهد السليماني اختي وحبيبتي رابعة اشكر لكما مروركما الرائع ودعاءكما المبارك لي


جزاكما الله عني كل خير وجعلكما من زمرة اولياءه
 أسأل الله ان يعنني على تقديم والتعريف بسادتنا اولياء الله وخاصته عسنا ان نكون بمعيتهم 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مقام وسيرة سيدي قادة بن أحمد بن المختار وذريته الجد الاكبر للامير عبد القادر الجزائري
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مقام الشيخ الاكبر سيدي محي الدين بن عربي رضي الله عنه
» مقام القطب الغوث سيدي أحمد بن يوسف الملياني قدس الله سره
» من شعر الأمير عبد القادر الجزائري ..
» سيدي الشيخ أحمد بن أحمد بن محمد بن عيسى البرنوسي الفاسي الشهير بزروق
» ذكرى وفاة الامير عبد القادر الجزائري قدس الله سره

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الملتقى الصوفى للنور المحمدى :: ๑۩۩۩۩ ملتقى رسول الله صل الله عليه وسلم ۩۩۩۩๑ :: ๑۩ توثيق مقامات اهل الله ( انفراد بالصور ) ۩๑-
انتقل الى: