[b style="text-align: center;"]مذهب الصوفية[/b]
الأخذ بالعزائم , و الأرجح من كل شيئ , عقدا , و قولا , و عملا.
فمن العقائد مقام العيان .
و من الأقوال : أخذوا أليناها و أطيبها , و يجمع ذلك : حسن الخلق مع كل مخلوق , فأثروا العفو على القصاص و الصفح على
العتاب.
و من الأذكار : أرجحها و أجمعها هو الإسم المفرد , الذي هو سلطان الأسماء.
و من الأعمال أعظمها و أرجحها : و هو عمل القلوب , الذي هو الذرة منه تعدل أمثال الجبال من أعمال الجوارح كعبادة الفكرة
و النظرة و في الحديث :* تفكر ساعة أفضل من عبادة سبعين ساعة *.
فأوقاتهم كلها ليلة قدر , و التخلق بمكارم الأخلاق :
كالرضاء , و التسليم , و الحلم , و السخاء , و الكرم , فهم الذين تحققت فيهم البشارة بقوله تعالى : فبشر عباد الذين يستمعون
القول فيتبعون أحسنه*.
من يتقي الله فيما أمر و نهى , كانت له درجات حسنة , مبنية من الذهب و الفضة , بترقى فيها على قدر عمله و تقواه.
قال القشيري رضي الله عنه : إ ن الإنسان يكون طفلا , ثم شابا , ثم كهلا , ثم شيخا , ثم يصير إلي أرذل العمر , : إن الزرع
ما لم يأخذ في الجفاف لا يؤخذ منه الحب الذي هو المقصود منه , كذلك الإنسان مل لم بحصل من نفسه و حوله
لا يكون له قدر و لا قسمة , يني أنه ما لم يمحص نفسه و ينهكها في التقرب إلى مولاه , لا قيمة له.
- من أراد الله به السعادة شرح صدره للإسلام , و من أراد به جذب العناية و تحقيق الولاية , شرح صدره لطريق أهل مقام
الإحسان , فدخل في طريقهم , و هيأ نفسه لصحبتهم و خدمتهم , و ما زال يقطعون به مهامه النفوس حتى يقولون له : ها أنت و
ربك , فتلوج له الأنوار , و تشرق عليه شموس المعارف و الأسرار , حتى بفنى و يبقى بالله.
و قال أيصا : النور أقسام :
- انوا ر اللوائح بتحقيق العلم
نور اللوامع بثبات الفهم
نور المحاظرة بزوائد اليقين
نور المكاشفة بتجلي الصفات.
نور المشاهدة بظهور الذات
أنوار الصمدية بحقائق التوحيد .فمن لا يبلغ هذا لا يخلوا قلبه من قساوة , فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله , أولئك في ظلال
مبين.