السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين… و الصلاة و السلام على اشرف المرسلين سيدنا محمد و على اله و صحبه و من اتبع هداه الى يوم الدين و بعد
المعجزة للنبي والكرامة للولي. المعجزة هي "كل أمر خارق للعادة يظهر على يد مدعي النبوة عند تحدي المنكرين له، على وجه يبين صدق دعواه". هكذا عرفها علماؤنا. أما الكرامة فخارقة يظهرها الله على يد عبد مستقيم. أما إذا ظهرت الخارقة على يد كافر فاسق فهي ما يسمى بالاستدْراج.
روى الشيخان عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما من نبي من الأنبياء إلا أعطي من الآيات ما مثلُه آمن عليه البشر. وإنما كان الذي أوتيته وحيا أوحاه الله إلي. فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة".
المعجزة آية صدق النبي، يصحب ظهورَها تحدي المنكرين وجُحودُهم للنبي، وتأتي المعجزة بِبيانها لتعضد مقالة النبي. وأعظم معجزات سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم القرآن، تحدَّى الله عز وجل العرب والعجم والجن والإنس أن يأتوا بعشر سور من مثله، بل بسورة واحدة فعجزوا. القرآن معجزة خالدة إلى يوم القيامة، شاهدة بصدق الدعوة المحمدية، متجددة بتجدد تلاوته وحلاوته وإخباره بالمغيبات والأكوان وأسرار النفس البشرية. وما أوتيه النبيون قبل البعثة المحمدية آيات خارقة تبهر الحاضرين فيومنون بالنبي ويصدقونه في زمانهم ثم تنتهي.
ولقد أوتي رسول الله صلى الله عليه وسلم من الآيات الكونية الكثير، حتى عد العلماء نحو ألف معجزة مثل انشقاق القمر، والمعراج والإسراء، وتكثير الطعام، وتسبيح الحصا، وإبراء المرضى، ونبع الماء من بين الأصابع الكريمة، والإخبار بما كان وما يكون. وواجب المسلم أن يصدق بالمعجزات.
كما أن أصلا من أصول أهل السنة والجماعة التصديقُ بكرامة الأولياء، لايكذب بالكرامة إلا جاحد معاند، أو جاهل بدينه. والكرامات أنواع منها المكاشفات، والقدرة والتأثير في الكون، وهو ما يسميه أهل الله التصريف، أو الفعل بالهمة.
وقد كان للصحابة رضي الله عنهم كرامات كثيرة روتها لنا الأخبار الصحيحة. منها تكثير طعام أضياف أبي بكر الصديق، ومنها نزول الملائكة على أسيد بن حضير رضي الله عنه مثل السُّرُج عند قراءته سورة الكهف، ومنها تسليم الملائكة على عمران بن حصين ومصافحتُهم له، ومنها تسبيح الصحفة التي كان يأكل منها أبو الدرداء وسلمان، ومنها السراج الذي ظهر وأنار طريق عباد بن بشر وأسيد بن حضير في ليلة مظلمة، ومنها إتيان خبيب بن عدي بالعنب من الغيب عندما كان أسيرا بمكة في يد المشركين