زائر زائر
| موضوع: ترجمة القاضي عياض رضي الله عنه الخميس ديسمبر 26, 2013 10:58 am | |
| ترجمة القاضي عياض رضي الله عنه - توطئه : - مقام القاضي عياض مثل مقام الإمام البخاري و الائمة الاربعة , فهم حملة الشريعة و علومها التي يبثونها في صدور الرجال بالتلقين و التأليف , ذبوا عن الشريعة بسيوف علومهم و فبقيت علومهم خالدة تالدة إلى الأبد , و كم من ولي لله تعالى كان معهم و بعدهم بكثير كان لهم تلاميذ و أوراد , وانقطعت تلك الاوراد وباد المريدون بمرور الازمان , و أئمة العلم ما زالوا بعلومهم كأنهم أحياء . هذا الكلام النفيس من بيان أبي عبد الله محمد الامين في كتابه * المجد الطارف و التالد* يصف مكانة القاضي عياض العلمية و قدره الرفيع بين علماء الاسلام , و ليس في كلام الشيخ مبالغة او تزوير , فقد حقق الإمام القاضي عياض شهرة واسعة و قبول بين السلف و الخلف حتى قيل : * لولا عياض لما عرف المغرب* و كأنهم يعنون أنه أول من لفت علماء المغرب حتى أواسط القرن السادس الهجري. إسمه و نسبه : هو الإمام العلامة الحافظ الأوحد شيخ الإسلام القاضي أبو علي أو أبو الفضل – له كنيتان – عياض بن موسى بن عياض بن عمرون بن موسى بن عياض بن محمد بن عبد الله بن موسي بن عياض الحصبي- نسبة إلى يحصب بن مالك بن حمير إحدى قبائل اليمن العربية- السبتي – نسبة إلى سبتة بالمغرب- المالكي. و كان أسلافه قد نزلوا مدينة * بسطة* الأندلسية من نواحي * غرناطة* واستقروا بها , ثم انتقلوا إلى مدينة * فاس* المغربية ثم غادرها جده عمرون إلى مدينة *سبتة* و اشتهرت أسرته بها لما عرف عنهم من التقوى و الصلاح , فشهدت هذه المدينة مولده رضي الله عنه في النصف من شعبان عام 476 ه/ 1083م و نشأ بها و تتلمذ على مشايخها و علمائها. رحلة في طلب العلم : رحل الإمام القاضي إلى الاندلس طلبا لسماع الحديث و تحقيق الروايات , و طاف بحواضر الاندلس التي كانت تفتخر بشيوخها و اعلانها في الفقه و الحديث , فأول من نزل بقرطبة , و أخذ عن شيوخها المعروفين كابن عتاب , و ابن الحاج , و ابن رشد و أبي الحسين بن سراح , وغيرهم كثير , ثم ارتحل إلى المشرق و التقى بأبي علي الحسين بن محمد الصدفي , و كان حافظا متقنا حجة في عصره , فلازمه وسمع عليه الصحيحين و أجازه بجميع مروياته. عاد رضي الله عنه الى * سبتة* غزير العلم جامعا لمعارف واسعة, فاتجهت إليه الأنظار و التف حوله طلاب العلم و طلاب الفتوى فجلس للتدريس , ثم تقلد منصب القضاء في *سبتة* وظل في منصبه ستة عشر عاما كان موضع تقدير الناس واجلالهم , ثم تولى قضاء *غرناطة* و أقام بها مدة , ليعود إلى مسقط رأسه مرة أخرى متوليا القضاء هناك بأمر من ابراهيم بن تاشفين. قال الفقيه محمد بن حمادة السبتي :* جاس القاضي للمناظرة و له نحو من ثمان و عشرين سنة وولي القضاء و له خمس و ثلاثون سنة , كان هينا من غير ضعف صلبا في الحق , تفقه على أبي عبد الله التميمي و صحب أبا إسحاق بن جعفر الفقيه , حاز من الرئاسة في بلده و الرفعة ما لم يصل إليه أحد قط من أهل بلده , و ما زاده ذلك إلا تواضعا و خشية لله عز وجل. مشايخه : قال القاضي ابن خلكان : شيوخ القاضي يقاربون المائة. من مشايخه رضي الله عنه القاضي أبو الوليد ابن رشد , قال صاحب الصلة : و أظنه سمع من ابن رشد و قد اجتمع له من الشيوخ بين من سمع منه و بين من أجاز له الكثير الطيب. وذكر ولده محمد منهم : أحمد بن بقي و أحمد بن محمد بن مكحول و أبوا الطاهر أحمد بن محمد السلفي و الحسن بن محمد بن سكرة و القاضي أبو بكر بن العربي و الحسن بن علي بن طريف و خلف بن ابراهيم النحاس و محمد بن السيد البطليوسي و عبد الرحمان بن بقي بن مخلد و عبد الرحمان بن محمد بن العجوز و القاضي محمد بن عبد الله المسيلي و غيرهم ممن يطول المقام بذكرهم. . علمه و أخلاقه: يقول عنه ابن فرحون في الديباج :كان القاضي أبو الفضل إمام وقته في الحديث و علومه عالما بالتفسير و جميع علومه فقيها أصوليا عالما بالنحو و اللغة و كلام العرب و أيامهم و انسابهم بصيرا بالأحكام عاقدا للشروط حافظا لمذهب مالك رحمه الله تعالى شاعرا مجيدا خطيبا بليغا صبورا حليما جميل العشرة جوادا سمحا كثير الصدقة دؤوبا على العمل صلبا في الحق.. و ذكره أبو القاسم بن بشكوال في كتابه الصلة فقال : كان له عناية كبيرة به – يقصد الحديث الشريف – و الإهتمام بجمعه و تقييده و هو من أهل التفنن في العلم و الذكاء و اليقضة و الفهم و استقضي ببلده – يعني مدينة سبتة- مدة طويلة حمدت سيرته فيها. جمع رضي الله عنه من العلم الشريف ما جعله رائدا في زمانه مع ما اكرم به من التواضع و هضم النفس واشتهر في ميادين عدة لا بأس بذكر بعضها. القاضي عياض محدثا : كانت حياة القاضي عياض موزعة بين القضاء و الإقراء و التأليف , غير أن الذي أذاع شهرته , و خلد ذكره هو مصنفاته التي بؤأته مكانة رفيعة بين كبار الائمة في تاريخ الإسلام , و حسبك مؤلفاته التي تشهد على سعة العلم و إتقان الحفظ , و جودة الفكر , و التحر في فنون مختلفة من العلم. و كان القاضي عياض في علم الحديث الفذ في الحفظ و الرواية و الدارية , العارف بطرقه , الحافظ لرجاله , البصير بحالهم , و لكي ينال هذه المكانة المرموقة كان يعيه الحثيث في سماع الحديث من رجاله المعروفين و الرحلة في طلبه , حتى تحقق له من علو الإسناد و الضبط و الإتقان ما لم يتحقق إلا للجهابذة من المحدثين. القاضي عياض فقيها : درس القاضي عياض على شيوخه ب*سبتة* المدونة لسحنون , و هو مؤلف يعتبر مدار الفقه المالكي , و يعد مرجعه الأول بلا منازع , و قد كتبت عليه الشروح و المختصرات و الحواشي , غير أن المدونة لم تكن حسنة التبويب , حيث تتداخل فيها المسائل المختلفة في الباب الواحد , و تعاني من عدم إحكام وضع الآثار مع المسائل الفقهية. و قد لاحظ القاضي عياض هذا عند دراسته * المدونة* على أكثر من شيخ , فنهض إلى عمل عظيم , حرر فيه رواياتها , وسمى رواتها , و شرح غامضها , وضاط ألفاظها , وذلك في كتابه * التنبيهات المستنبطة على الكتب المدونة و المختلطة * و لا شك أن قيام القاضي عياض بمثل هذا العمل يعد خطوة مهمة في سبيل ضبط المذهب المالكي وازدهاره . كما له اجتهادات عظمى في خدمة المذهب المالكي و ضبطه و تحريرهالقاضي عياض مؤرخا: ودخل القاضي ميدان التاريخ من باب الفقه و الحديث , فألف كتابه المعروف *تدريب المدارك* , و هو يعد أكبر موسوعة تتناول ترجمة رجال المذهب المالكي ورواة * الموطأ* و علمائه و قد استهل الكاتب ببيان فضل علم اهل المدينة , ثم شرع في الترجمة للإمام مالك رضي الله عنه و أصحابه و تلامذه , و هو يعتمد في كتابه على نظام الطبقات دون اعتبار للترتيب الألفبائي , حيث أورد بعد ترجمة الإمام مالك رضي الله عنه ترجمة اصحابه , ثم أتباعهم طبقة طبقة حتى وصل إلى شيوخه الذين عاصرهم و تلقى على أيديهم. و أفرد لعلمائه و شيوخه الذين التقى هم في رحلته كتابه المعروف باسم * الغنية* , ترجم لهم فيه , و تناول حياتهم و مؤلفاتهم و ما لهم من مكانة و منزلة و تأثير, كما افرد مكانا لشيخه القاضي أبي علي الحسين الصدفي في كتابه * المعجم* تعرض لشيخه و أخباره و شيوخه , و كان الصدفي عالما عظيما اتسعت مروياته , و صار همزة وصل بين سلاسل الإسناد لعلماء المشرق و المغرب , لكثرة ما قابل من العلماء , وروى عنهم , واستجيز منهم. القاضي عياض أدبيا : و كان القاضي أدبيا كبيرا إلى جانب كونه محدثا فقيها , له بيان قوي و أسلوب بليغ ’ يشف عن ثقافة لغوية متمكنة و بصر بالعربية و فنونها , و لم يكن ذلك غريبا عليه , فقد كان حريصا على دراسة كتب اللغة و الأدب حرصه على تلقي الحديث و الفقه , فقرأ أمهات كتب الأدب , ورواها بالإسناد عن شيوخه مثلما فعل مع كتب الحديث و الآثار , فدرس * الكامل * للمبرد و أدب الكاتب لابن قتيبة* و إصلاح المنطق لابن السكيت , * و ديوان الحماسة* و الأمالي* لأبي علي القالي. و كان لهذه الدراسة أثرها فيما كتب و أنشأ , وطبعت أسلوبه بجمال اللفظ , و إحكام العبارة , و قوة السبك ,ودقة التعبير. وللقاضي شعر دونته الكتب التي ترجمت له , و يدور حول الحبيب و التشوق إلى زيارته صلى الله عليه و سلم , و من شعره الذي يعبر عن شوقه و لوعته الوجدانية و لهفته إلى زيارة النبي صلى الله عليه و سلم : بشراك بشراك فقد لاحت قبابهم....... فانزل فقد نلت ما تهوى و تختار هذا المحصب , هذا الخيف خيف منى.... هذي منازلهم هذي هي الدار هذا الذي وخذت شوقا له الإبل هذا الحبيب الذي ما منه لي بدل هذا الذي ما رأت عين و لا سمعت أذن بأكرم من كفه إن سألوا. و لا يمكن لأحد أن يغفل كتابه العظيم* الشفا بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه و سلم* الذي تناول فيه سيرة النبي صلى الله عليه و سلم , و قصد من كتابه إحاطة الذات النبوية بكل ما يليق بها من العصمة و التفرد و التميز عن سائر البشر , في الوقت الذي كانت فيه آراء جانحة تخوض في مسألة النبوة , و تسوئ بين العقل و الوحي . و لما كان النص الشرعي مصدرا أساسيا للمعرفة و أصلا لا يحتمل النزاع فيه متى ثبت بالسند الصحيح , و كان النبي صلى الله عليه و سلم مصدر هذه المعرفة , فقد انبرى القاضي عياض ببيان نقام النبوة و صيانته من كل ما لا يليق به.مؤلفاته:· *الشفا في التعريف بحقوق المصطفى صلى الله عليه و سلم: من الكتب التي عدها كثير من العلماء و المحققين من خير الكتب المؤلفة في موضوعه , قفد قال عنه المقرئ في أزهار الرياض :/ مما كمل تأليفه رضوان الله عنه , *الشفا* الذي بلغ فيه الغاية القصوى , و سار صيته شرقا و غربا , و لقد لهجت به الخاصة و العامة , عجما و عربا , و نال به مؤلفه و غيره من الرحمان قربا . ثم قال : وفضائل هذا الكتاب لا تستوفي , و لا يمتري من سمع كلامه العذب السهل المنور في وصف النبي صلى الله عليه و سلم أو وصف إعجاز القران , أن تلك نفحة ربانية , و منحة صمدانية , خص الله بها هذا الإمام , و حلاه بدرها النظيم , وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء , و الله ذو فضل العظيم.§ *ترتيب المدارك و تقريب المسالك لمعرفة أعلام مذهب مالك § *جامع التاريخ الذي أربى على جميع المؤلفات , جمع فيه أخبار ملوك الأندلس و المغرب , استوعب فيه أخبار سبتة و علماءها.o * مشارق الأنوار على صحاح الأثار. o *إكمال المعلم بفوائد مسلم ..شرح مسلم.. - *التنبيهات : المستنبطة على كتاب المدونة المختلطة و تفسير مهملاتها, و شرح غريب كلماتها و بيان اختلاف روايتها , و إصلاح الغلط الواقع من بعض روايتها. وفاته : لم تطل به الحياة في عهد الموحدين حتى توفاه الله تعالى إليه سنة 544ه / 1149م في مدينة مراكش , و دفن بباب إيلان عن عمر يناهز 84 سنة قضاها رضي الله عنه في أشرف ما يقضي فيه العمر من تحصيل العلم الشريف حاملا لواء أهل الحق و نصرته.§ |
|
رابعه المصرية مشرف عام
عدد المساهمات : 2051 نقاط : 18586 التفاعل مع الاعضاء : 45 تاريخ التسجيل : 06/11/2010
| موضوع: رد: ترجمة القاضي عياض رضي الله عنه الإثنين يناير 27, 2014 10:45 am | |
|
الله عليكي سيدتي الغنية بالله
كفيتي ووفيتي والله
سلمت ايديكي وزيدينا | |
|